الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

ماذا لو عاش عبد الناصر أكثر؟


كانت تدمع عيناى حينما أرى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وطلعته البهية على الشاشات، خاصة حينما أشاهد أغنية لعبد الحليم حافظ يتحدث فيها عن بناء السد وعن إنجازات ناصر العملاقة فى ذلك الصدد.

وأقرأ كثيرًا وأشاهد كثيرًا أيضًا عن إنجازاته التى لا أستطيع إنكارها أبدا، فمن أنا كى ألغى عصورًا رائعة من رفع الرأس وانتصار العدالة.

وهذا ما لا أريد أن أتحدث فيه، انطلاقًا من عدم تشجيعى الحديث فيما مضى، وبناء ناطحات سحاب من الآهات التى تتحسر عليه وعلى ما جرى فيه وما كان.

أنا فقط أتساءل، ماذا لو عاش عبد الناصر أكثر؟ وماذا أيضًا لو عاش السادات أكثر؟ ماذا كان سيحدث.
السيناريو الذى أتخيله كالآتي:
أولا:انطلاقا من كوننا شعبا عاطفيا جدا كنا سنعشق عبد الناصر أكثر ومع مرور الزمن سيصبح الزعيم المقدس"، وإذا مات بعد هذه المرحلة كنا سنصنع ضريحا له كى نزوره ونأخذ بركته.

ثانيا:انطلاقا من كوننا شعب صانع للديكتاتوريات فسوف نسلم-بابتسامة بلهاء غبية- ذقوننا، ولابد من الذقون طبعا لأنها سنة وحتى يرضى عنا الله،الذى وهبنا خليفته على الأرض،وسوف يتحول عبد الناصر إلى ما هو أبشع من المخلوع.

ربما أحب الله جمال عبد الناصر وأراد أن ينقذه من هذا المصير الشنيع، وأراد أن يدخله الجنة،فقبض روحه مبكرًا- بدرى بدرى- قبل أن يصنع منه الشعب المصرى العظيم، أكبر ديكتاتور فى تاريخه، ليس فقط لقدرة الشعب العظيم على صناعة الديكتاتورات، وإحكام صناعتها ووضع استيكر "صنع فى مصر" الذى نفتقده إلا قليلا، ولكنا نراه واضحًا فوق جباه حكامنا منذ عصر الفراعين، ولكن لأن جمال نفسه كان رجلا عظيما حقا، وقد رحمه الله من سوء العاقبة.

كل ما يحدث حولى يجعلنى أحمد الله كثيرًا لموت عبد الناصر، فالرجل يستحق أن يموت قبل أن يهلكه الشعب، ويستحق أيضًا أن ينقذه الله من براثن يد مجهولة لا أعلمها فى الحقيقة هى التى ربتنا على دخول مطبخ الديكتاتورية وصناعة خلطة سرية، لا نقرضها سوى لشعوب عربية شقيقة- فالأشقاء أولى ببعض خاصة فى أمور الخير هذه- وأتساءل أيضًا من الديكتاتور القادم الذى سنشارك فى إطعامه- بالهناء والشفاء- من خلطتنا السرية العظيمة.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem