الخميس، 20 أكتوبر 2011

لملم جراحك يا وطن

لملم جراحك يا وطن لسه طريقنا طويــــل
الجرح مش راح يدوم ما دُمت فيك الحيــل
طول ما دراعك عفى وفيك جمال الــروح
شمسك هاتطلع يوماتى فوق شطوط النيــل
......
لملم جراحك وهات ايدك معايا وقـــــــــوم
دا احنا انتصرنا يادوب فايت عليه كام يـوم
لسه الصبايا يا دوب بيفرقوا الشربــــــــات
والشمس لسه هاتطلع بين ضباب وغيــــوم
......
لملم جراحك ولم زبالة الأيـــــــــــــــــــــام
خلى طريقنا جميل لسه الأمل قـــــــــــــدام
كوم الزباله كبير لكن ها نقضى عليـــــــــــه
ونعيش بقيت عمرنا فى نور وخير وســـلام
......
مفيش فى زمن النضال حلاوة من غير نــار
لازم تكون يا وطن وقت الآلام صبـــــــــــار
ياما اتجرحنا كتير ودوينا ياما جــــــــــروح
ووقعنا ياما وقومنا نكمل المشـــــــــــــــــوار
......
هانت وفاضل على بلوغ الأمل شبريـــــــــن
واحنا كتبنا التاريخ بأيدينا من ساعتيــــــــــن
مدام استجاب القدر لإرادة الثـــــــــــــــــــوار
قوم يا وطن وابتسم وافرح مع الملاييـــــــــن
......

هز الهلال يا وطن واطلع لزمن النـــــــــــور
دار الزمان دورته واحنا علينا الــــــــــــــدور
نفرح ونبنى ونعلا لفوق كمان وكمــــــــــــان
ونلبس اللى ظلمنا و زلنا طرطــــــــــــــــــور
......

يا أم الشهيد

يا أم الشهيد افرحى ابنك ضحى بروحة عشان يحمينا رفع صوته بكل شجاعة وقال عايزين حقوقنا اللى لينا هتفضل صورته محفورة فى قلوبنا وده أبسط حقوقه علينا ولو حقوقنا رجعت لنا يبقى هو السبب وهتبقى بفضله علينا كل واحد فينا أب ليه وكل واحد أم ليه وكلنا قلوبنا علليه حزينة.

مات عشان حاجات ما قدرناش نطلبها من زمان ومن خوفنا من اللى سرقونا جرينا لكن هو وقف وبأعلى صوت قال عايزين من حقوقنا وبإيده حقق أمانينا قال للظالم قوم إرحل وقال للفاسد من الميدان مش هنرحل غير لما تعملوا شىء يرضينا أبنك حقق مطالبنا ومشى اللى نهبنا وجمعا وجابنا وصحى ضميرنا فينا.

فكر اللى ناسى وحنن اللى كان قاسى وقال لهم ده بلدنا ومش هتعلى غير بايدينا ولو عيشنا هنلاقى بكرة جو نضيف والفقير يلاقى الرغيف ولو متنا كفاية الناس هتفتكر أسامينا وفعلاً لما مات كان قلوبنا هى اللى ماتت ودموعنا نزلت وحدها وكلنا عليه بكينا ابنك ضحى بعمرة عشان الشعب يعيش وعشان هو صح اتعاطف معاه الجيش ومسك بلدنا لغاية ما يسلمها لإيد أمينة مقدرين حزنك عليه. وعارفين قد إيه موته جرح قلبك زى الشخص المدبوح ومدبوح كمان بسكينة بس فرحة كل واحد كان محتاج حقوقه والفضل يرجع ليه لإن أحنا كتير من الظالم اشتكينا وكل إيد دلوقتى ى مصر بتترفع تحمد ربها الأول وكفاية أن كلنا فى سجودنا ليه دعينا.

فى رثاء صديق

يابن آل شعيب
ليس من العيب أن تموت
ولا أن تحشر إلى بارئنا
مكفناً فى تابوت
فالرحيل من عالم القهر
فى زمن السكوت
شرف لا يدانيه
إلا ثورة مقهور
فى وطن مكبوت
يستر اللص وأتباعهِ
خلف أوراق من توت
ويحصد ثمار عرق
لشعب تحت حكم ممقوت
أى صديقى
سآتيك بالبشاره يوما
بإذن خالق الملكوت
يوم يصحوا موتي
يعيشون خلف جدران البيوت
أدمنوا صبراً، وعاشوا أعمارهم قهراً
فى إنتظار أمل أمام اعينهم يموت
وجلاد كماجنة
يعبث بعقولهم فى جبروت
منتهاه سُلطة بلا ثمن
فلا عدل ولا كرامه وإنما
حُكْم بما أمر الطاغوت
أى صديقي
هبَ الغفاة من المرقد
كطير يسمو فوق الضغائن نسرا
نفضوا غباراً عن متحف للأحياء
أخفى فى ثناياه تبرا
وقيداً أثقل الكواهل
وحاكما أمعن فى قلوبنا طعناً
كسروه ،
ولفظوا من كان ممسكا بيديه رمحا
تتجلى بميدان الكرامة آيات الشجاعة
لشعب بينه والبطولة جسرا
أقام على ثراه حضارة
وآمن بالواحد ربا
وهلال يعانق فى الفضاء صليبا
كأمعاء فى جوف مخلوق مكرما
رغم كيد الحاقدين
وإن طال أمدا
ستبقى البلاد لنا موطنا
سيبقى التاريخ للمجد مدونا


امتى يا مصر

صورة امتى يا مصر الأمن هيرجع لينا تانى
مش بقصدك لأ
أنا بقصد أمن الولاد أمن البنات أمن المعانى
امن الكلمه لما اقولها بلسانى
يعنى الكلمه متكونش سبب ظلمى وآلامى
يعنى لما اقول مخافش واعرف اقول تانى
يعنى اعبر ع اللى جوايا وأقول اللى نفسى فيه
يعنى لوشوفت غلط أقول غلط مش أدارى فيه
يعنى لو حاسس بظلم اتكلم
مش اسكت وأنا بتألم
ومن حقى كمان لما اتعب أحس براحه
ولما اشهد أشهد صراحة
مش ابقى خايف ومتكلمش
مع إنى شايف بعنيا دول
لكن بدارى ومعرفش أقول
عشان بخاف ومبتكلمش
من حقى أعرق وألاقى تمن عرقى
مش أبقى عايش مهموم أنا بقلقى
قلقان ع المعيشه ومش عارف ايه هيحصل
دا زمان بحبر وريشه كان الكلام بيوصل
دلوقتى مهما آهاتى اكنى بكلم نفسى
وخايف أقول هاتى تقولى طب أودى ايه لنفسى
وكل واحد خايف مصيره
ومش عارف بس ازاى يعيش
ولا عمر حد فكر لغيره
وشايف لنفسه وغيره مفيش
نفسى بس ف حاجه واحده
نفسى يبقى بنا وحده
وتبقى كل أحلامنا واحده
صدقنى بكره تحس الأمان
وتندم معايا ع اللى كان
من غير ما تبقى إيدينا واحدة

كيف أنساها؟!

عدت إلى المنزل بعد عناء يوم دراسى طويل، فوجدت بالمنزل المواجه لنا عامل بناء، طاعنا فى السن، يقوم بنقل طوب حرارى إلى داخل المنزل.. ولكن الغرابة كانت تلك الطفلة الصغيرة التى كانت معه. فى البداية اعتقدت أنها حفيدته، ولكن بعد ذلك، عندما حدث ما حدث عرفت أنها ابنته.

طفلة تبلغ من العمر حوالى خمس سنوات، يبدو عليها الإرهاق والتعب وسط ثوب مهترئ يكاد يسقط منها لنحافتها.. نعم طفلة صغيرة مملوءة بالبراءة، فإذا نظرت إليها ينتابك إحساس غريب، ذلك الذى ينتابك عند رؤية شخص ما لأول مرة فتحفظ ملامحه عن ظهر قلب فإذا رأيته بعد ذلك ستتذكره بدون شك.. تقرأ فى عينيها الكثير من المعانى والمشاعر، ما بين الحزن والانكسار والإهمال، والخوف من شىء ما، لكن ما هو؟ لا أحد يعلم. كانت أمل تساعد والدها فى حمل الطوب حتى امتلأت يدها بحمرته.

ظللت أنظر إليهما من شرفة حجرتى حتى وجدتها تتجه نحو منزلنا، فأسرعت نحو الباب، فإذا بها تطلب كوبا من الماء لكى يشرب أبوها، فأعطيتها الكوب وسألتها عن اسمها، فردت باستحياء وعيناها تتحاشى النظر إلى.. فأردت أن أفعل أى شىء يسعد قلبها فأعطيتها جنيها، فأخذته وجرت نحو أبيها وقد تساقطت منها قطرات الماء.. أخبرت أمل أباها أنها تود شراء حلوى من المحل الواقع على الناحية الأخرى من الطريق الممهد للسيارات، لكن والدها رفض ذلك قائلا: (لن تذهبى إلا بعد انتهاء العمل)، فعادت أمل إلى يأسها مرة أخرى.

لم أفارق الشرفة أبدا طوال عملها هى وأبيها فى المنزل المواجه لنا. فعندما انتهيا من العمل أسرع الأب إلى المنزل وترك أمل بمفردها، أسرعت أمل لكى تعبر الطريق كى تشترى ما تريده، فإذا بسيارة ضخمة تصدمها، فاستلقى جسدها على الطريق وتجمع الناس حولها.. فأصابتنى حالة من الجمود، تلك التى تصيبنى عادة عندما يحدث شىء مفاجئ أو مفزع، ولكننى فجأة اندفعت نحوها فوجدتها مستلقاة على الطريق والدم يسيل من رأسها ويملأ شعرها الأشقر الطويل ومازالت ممسكة بالجنيه فى يدها.


فضفضة

تعالى صديقى نتحاور
ونتناقش ونتجادل
نبدل كرسى بالكرسى
وللأفكار نتبادل
افضفضلك تفضفضلي
وأقول ما عندى تسمعلي
واسمعلك
تخلى بلدنا فوق راسك
وفوق راسى
يشق الأرض محراتك
والملمها كده بفاسي
ونروى الزرع بعرقنا
ونحصد قمحنا الكاسي
ونقسم عيشنا بايدينا
ولا فضلك ولا فضلي
دا فضل الرب غطانا
وخلى الزرعة دى تكبر
بدرنا الحب وروينا
وباسم الله بنكبر
دا ربك ربنا الرازق
وخيره عليك اهو فاض لي
انفضلك تنفضلي
ما عاد ينفع خلاص بينا
وافضل لك وافضلي
حوار مفتوح بيجمعنا
افضفضلك تفضفضلي
وندى للحياة معنى


قلمى وصفحتى

أنت قلمى مدادك من شرايينى.. وأنت ورقتى صفحتك من داخل قلبى
فأنا لا يكون لى صباح بدونكم.. ولا مساء بدون سطوركم.. أنتم غذاء روحى الذى يحيينى والذى يمدنى بالأمل والحنين.. أفرغ طاقاتى على ورقاتى.. أبثها شجونى وهمومى وأهاتى وهى الوحيدة التى تسمعنى ولا مره تقول...أتعبتنى أو أحزنتنى أو أنينك قتلنى... بل تقول تابعى أنا معك ولك ومن أجلك إننى سأسمعك ما دمت تبثين لى لواعج قلبك وأنين جراحك فأنا بلسمك وأنا صديقك وأنا سرك الذى لا يبوح لأحد مهما طالت السنون ومرت معها القرون..
أنتى أحببتنى.. وأنا أخلصت لحبك وحفظت سرك وكنت ملاذك فى وحدتك والقلم مدادك فى غضبك وفى عنفوان حبك.. اكتبى ما تشائين وسطرى ما تحملين وأرسلى كلماتك لكل العاشقين.. ونبهى المتسرعين.. وأشفقى على الحالمين.. وبعد ماذا تريدين.. أنا صفحتك البيضاء فانقشى ما تشائين وارسمى المعانى كما تحبين
أنا بيضاء مثل قلبك مثل حبك..مثل نبضاتك مثل أكثر المتعطشين..

أخلص لمن يخلص لى وأفضح من يشاء هوانى والعبور على كياني..فأنا تماما مثل ما تسطرين....حروفك على صفحتى هى اليقين ومدادك فى قلمى هو كل الحنين ..أبثهم لمن تحبين....ليس سهلا على أن أتخلى عن المخلصين ولا أترك مكانى للمتطفلين...لى أصدقاء من كل العالمين أحبهم وأهواهم وهم لى متفانين
أحبك يا من تكتبين وأرحب بك متى تشائين وإلى متى تسهرين ؟
وإلى من سترسلين؟ فأنا معك بكل اليقين.. هويت كلماتك والناس شاهدين وعشقت حروفك برضا الآخرين ومدحت كتاباتك بناء على طلب المشاهدين وزرعت الأمل والبسمة فى نفوس الحائرين..فهل بعد هذا فى شك مما تقولين أو تكتبين...

أنا والقلم رفعنا اسمك إلى أعلى الجبين .. من خلالنا أصبح لك معجبين..وأحبك وعشق كلماتك الكثيرين..ومدح تعبيراتك كل فنان وأديب فهيم.

فهل أدينا واجبنا رغم كل المعارضين..وأعطيناك حقوقك رغم أكثر الحاسدين..ولأنك صاحبة القلم والورقة فنحن على يقين.. سيأتى اليوم وبكتاباتك ستبرهنين... عظمتك للآخرين وسيصبح قلمك حلم العاشقين.. وستصبح كلماتك فى ذهن الكثيرين ..وسيشار لك بالبنان من كل المعلقين..يا من أحببتنا ونحن لك كنا مخلصين.

صناع الفتنة

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. نعم النسيج المصرى الفريد من نوعه فى العالم على مر العصور كان هدفا دائما لمن يريد إحراق الأخضر واليابس فى مصر، ولكن كل محاولات إحداث شروخ فى الجسد المصرى الواحد باءت بالفشل على مر العصور، والسبب بسيط جدا هو أن الشعب المصرى شعب متدين بطبيعته منذ آلاف السنين احتضن التوحيد من أيام الفراعنة واحتضن اليهودية بعد تدمير دولة داود واحتضن المسيحية منذ جاء القديس مرقس إلى مصر واحتضن الإسلام منذ فتح عمرو بن العاص مصر. عاشت الأديان الثلاثة فى وئام تام حتى حل علينا الصهاينة ببركاتهم وأفكارهم المتعصبة والعنصرية.

لاتتعجبوا هذه هى الحقيقة وبعد الثورة كانت إسرائيل هى أكبر الخاسرين لأنها خسرت أصدقائها وعلى رأسهم أعز الأصدقاء ومن بعد سقوط النظام البائد وهى تدس السموم وتصدر التعليمات لعملائها وتطلق الشائعات الجيش يفقد سيطرته على سيناء الجيش يفشل فى إدارة البلاد الثورة المصرية تتخبط الحكومة المصرية هزيلة. ويسارع صناع الفتنة لنسج معارك لأحداث شرخ فى مجتمعنا المصرى وعمل تصدعات فى وحدة النسيج المصرى مرة فى أطفيح ومرة فى إمبابة وأخيرا فى المريناب وماسبيرو فى أسوأ موجة من موجات الفتنة تشهدها مصر وما خفى كان أعظم.

اسمحوا لى أن أحاول معكم البحث عن صناع الفتنة فى مصر فى عجالة:
أولا: عزائى وحزنى على الدماء المصرية التى سالت فى أحداث ماسبيرو المؤسفة والمحبطة جدا فى أكبر موجة من موجات اعداء الثورة وفى أكبر تحدى لشعبنا العظيم، وخاصة مع اقتراب تحقيق الحلم فى بناء دولته الحرة الحديثة. وعزاؤنا أن هذه الأرواح المصرية الغالية لشهداء الحرية ما هى إلا ضريبة لحرية هذا الشعب.

ثانيا: الكل يفهم تماما تمسك الشعب المصرى بالدين السمح والوسطية والاعتدال على مر العصور سواء كنا أقباطا مسيحيين أو أقباطا مسلمين والمواطنة لا تفرق بين مسلم ومسيحى، ولكنها تساوى بيننا كمصريين. وما حدث ما هو إلا مخطط لإسقاط الدولة وهيبتها والعبث بأمن مصر ولن يستفيد منه إلا أعداء الوطن ولا بد من التحقيق وقطع يد العابثين بأمن مصرنا الحبيبة.

ثالثا: لابد أن نعلم أن الشعب المصرى شعب مؤمن بالله الواحد ومؤمن برسل وأنبياء الله ومؤمن بالكتب السماوية وبقدس دور العبادة ويقدس حق الجميع فى بناء دور العبادة وما يحدث من انتهاكات لقدسية هذه الرموز الدينية المقدسة لا يقوم به ولا يحرض عليه إلا متشددون متطرفون من الجانبين ولا أبالغ عندما أقول إن قوى خارجية لها دور فى هذا العبث وما هى إلا محاولات خارجة على القانون وتحتاج إلى رادع قانونى يضرب بشدة على أيدى العابثين.

رابعا: صناع الفتنة بعد الثورة هم نفسهم صناعها قبل الثورة هم نفسهم الفلول الضالة لحزب التوريث المنحل وأمن الدولة المنحل أيضا ولا أتعجب أبدا من تأثيرهم البالغ وخاصة أنهم مازالوا يهيمنون ويسيطرون على مفاصل مهمة فى الجهاز الإدارى والأمنى للدولة. ولابد من ضرب القواعد السرية للفلول الذين أعلنوا التعبئة العامة لمواجهة قانون العزل السياسى.

خامسا: صناع الفتنة هم كل رجل دين بدلا من يعتلى منبر مسجده أو كنيسته نجده يعتلى أكتاف الشباب الثائر ويقود مظاهرة أو احتجاج له مطالب سياسية وينتهى أمره بالاعتداء على بيوت رب العزة أو الاعتداء على حماة الديار المصرية.

لا يصح لرجل دين يدعو إلى ربه بالحسنى فى مسجد أو كنيسة ونرفعه على أكتافنا ليهتف ويهدد ويتوعد مستغلا العاطفة الدينية الجياشة للشعب المصرى.

سادسا: صناع الفتنة كل من يريد أن يناقش قضية فى الشارع ومصر مليئة بالمؤسسات الحكومية والأهلية والحقوقية والقانونية ليقطع الطرق ويعطل العمل ويمنع الناس من قضاء مصالحها ويتسبب فى اعتداءات بين من يؤيد ومن يعترض كما حدث مرارا وتكرارا.

سابعا: صناع الفتنة هم أنفسهم من يشككون فى نوايا المجلس العسكرى ويحرضون على ضرب رجال الشرطة العسكرية ويحرضون على كراهية الجيش وكأنهم مرتزقة استأجرتهم الدولة لحمايتها بكل أسف مع أن الجيش ما هو إلا أبناء الشعب المصرى العظيم.

ثامنا: صناع الفتنة مسئولين كبار فى الجهاز الإدارى للدولة لا تتسع صدورهم لمطالب الناس ولا يحترمون طموحاتهم فى أن يكون لهم مكان يعبدون فيه ربهم، وخاصة أن بناء دار للعبادة أفضل ألف مرة من بناء بيوت لأشياء تنافى أخلاقنا الدينية. وأنا لا أجد ضيرا من أن يكون فى كل شبر من أرض مصر مسجدا أو كنيسة بالعكس هى أماكن لإعلاء شأن الأخلاق الحميدة التى هى أساس أى تقدم (إنما الأمم هى الأخلاق) وما لدينا إلا مجموعة من الأخلاق النبيلة.

تاسعا: صناع الفتنة إعلام مستفز ويعالج قضايانا بطريقة تشم فيها الروائح الكريهة ونخب مهيمنة على الإعلام، بعضها يطالب بما هو استفزازى كمن يطالب بنظام المحاصصة والكوتة والفئوية على أسس طائفية، وآخرون يحملون المجلس العسكرى مسئولية ما حدث وهو الجهة المعتدى عليها والجهة المستهدفة من الاعتداء، وخاصة بعد التهديدات الموجهة إليه وآخرون يطلقون عليها حرب ماسبيرو أو موقعة ماسبيرو وما هى إلا تصريحات ومانشيتات مستفزة للمشاعر ومثيرة للقلق والخوف.

عاشرا: صناع الفتنة أيد كثيرة خفية فى الخارج ولها أذرع وذيول فى الداخل وهدفها معروف وهو فرض التدخل أو الهيمنة بحجة حماية الأقليات وهذا موضوع قديم، حديث ليس له هدف إلا حرق مصر وإحراج الجيش وتهديده ثم اتخاذه ذريعة للتدخل والهيمنة وهذا هو الخط الأحمر والموت لمن يتجاوزه وأقولها صريحة قطع لسان وزيرة خارجية أمريكا إن كانت قالتها "نحذر المجلس العسكرى فى مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية فى مصر" "نحن نعرض على المجلس العسكرى الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية فى مصر" وهى تعلم تماما أن الشعب المصرى لا يقبل بالوصاية أو الحماية من أى كائن من كان.

صناع الفتنة كثيرون ولكن أخطرهم من تزداد هلوساته، كلما اقترب الشعب من استحقاقاته فى الحرية وانتخاب أو برلمان يمثلة لأول مرة فى حياته ويحاول بأى وسيلة منع هذه الانتخابات والسبب بسيط أن البرلمان الحر الذى سيختاره الشعب بإرادة حرة هو أول طريق الخلاص والحرية. صناع الفتنة كل من يتباطأ فى القيام بدوره فى واد الفتن وتوعية الشعب وإصدار التشريعات الأزمة لبناء دور العبادة وقطع يد مثيرى الفتن.

أنا محبط ولا أعرف ماذا أقول فى هذا الموقف الصعب جدا على كل مصرى يحب بلده الغالى مصر، ولكن رحم الله الشهداء والصبر والسلوان لأهاليهم وذويهم وهدانا الله نحن الأحياء إلى طريق الرشد والفلاح ووفق المسئولين عن هذه المرحلة الانتقالية فى الضرب بيد باطشة على أيدى صناع الفتنة وتطبيق القانون على الجميع والسير بخطوات ثابتة نحو دولتنا المدنية الحرة. ولعن الله صناع الفتنة.

فى حضن واحد

مهما زاد فى يوم دلالك = كل القلوب تشتاق إليكى
لمَّا فجرك طال غيــابه = والدموع جرحت عنيكى
والأمل خلوه سـراب = والهموم تقلت عليــكى
هب ابنك زى مـارد = جابلك الفرحة ف إيدكـى
قال بلدنا شعب واحـد = دمنا منك وفـــــيكى
لمََََا حلمك صار مكتف = والقمر طالع حزيـــن
واللى حبك واللى عشقك = عاش ضحية ومات سجين
حتى وردك كان بيدبل = والوتر يعزف أنيـــن
واللى خانك باع ترابك = ظلم باطش من سنيــن
راح منادى صوت بلال = والجرس دق الرنيــن
قال بلدنا تبقى حـرة = إحنا الأسود حامية العرين
هلال صليب رمز المحبة = والعلم تاج الجبـــين
لمَّا طيرك راح وهاجر = صوت الغنى فيكى اتخنق
واللى كان يمضى ويبصم = واللى زوَّر فى الـورق
حتى قوتك سرطــنوه = والسفينة تموت غـرق
شعر الضفاير قصقصوه = والقلب م الحزن افتــرق
هب ابنك خد بطـارك = والمجد عاد اللى اتسـرق
صليب هلال الحضن واحد = ما حد عن حضنه افترق

التطور الطبيعى للثورة

أضحك كثيرا حينما أسمع البعض يتسأل: "هل نجحت الثورة؟ و أضحك أكثر حينما يندفع البعض للإجابة بنعم أو لا.

الحقيقة أن الموضوع أكثر تعقيدا من أن يختزل الرد فى نعم أو لا، الثورة هى تمرد على وضع حالى فاسد، الثورة من شأنها أرساء قواعد لإنشاء مجتمع جديد، إذا كيف لنا أن نتحدث عن نجاح أو فشل فى هذه المرحلة.

المشكلة الحقيقة أننا نتخيل أن الثورة بإمكانها إحداث التغيير الشامل، سواء رضينا أم أبينا، إن التغيير الشامل لا يتم إلا من خلال عمل مؤسسى ممنهج.

لذلك الثورة لا تكتمل إلا من خلال العمل السياسى، صحيح أننا حرصنا كل الحرص فى الأيام الأولى من الثورة أن لا يتصدر فصيل المشهد.

لكن الوضع الآن يحتاج إلى أن يتحول هذا المد الثورى إلى انخراط فى العمل السياسى.

طبعا ما بين إضرابات إلى أحداث السفارة إلى إنفلات أمنى مزمن، من الصعب علينا أن لا ننشغل بهذه الأمور، لكن من العقل والحكمة أن ننظر إلى أين نمضى.

المشهد السياسى الحالى منشغل بشكل كبير بالرئاسة ومرشحى الرئاسة، المشهد الشعبى منقسم ما بين من يصر على استكمال المسيرة الثورية، وما بين من لم تعد تعنيه الأمور كثيرا، فانصرف بحثا على لقمة العيش.

الثائر دائما يزهد فى الحياة السياسية، والمواطن العادى منهمك فى متابعة الأحداث وتعاطى كل ما يفرضه عليه الإعلام.

التطور الطبيعى للثورة يلزمنا بأن نستخدم أدوات السياسة المتمثلة فى الانتخابات البرلمانية للدفاع عنها، ما بين الثورة والانتخابات الرئاسية مشوار طويل على الكل أن يكون جزء منه.

البعض يظن أنها إهانة للثورة، أن تنتهى بها الأمور فى صناديق الاقتراع، ما أشبه ذلك بقصة حب متوهجة تنتهى بالزواج، هكذا سنة الحياة، و كما قال الأستاذ إبراهيم عيسى: "الثورة شىء والسياسة شئ آخر، الأولى تحلم والثانية تتعامل مع الواقع".

لذلك علينا أن نتعامل مع الواقع، ومع أدوات التغيير المتاحة لدينا، البرلمان المقبل هو أخطر برلمان فى تاريخ مصر، إن لم نتيقن هذا الأمر ونشارك فى صنع هذا الحدث، فسأكون بكل أسف أول من يجيب بلا على من يسأل: "هل نجحت الثورة؟.

رسالة إلى الفلول

إياك تكون فاكرنى قفا
ولاّ فاكر اللى عملته من دماغى اختفى
ولاّ شكلك كده فاكرنى نسيت
نومتى ع الرصيف ونومتك ف الدفا

إياك تكون فاكرنى مغفل
وبالوضع القديم تانى هقبل
وهرجع أديلك من تانى صوتى
علشان بعد ما تنجح فيّا ما تسأل

إياك تكون فاكرنى هصدق وعودك
ولاّ فاكر كرسى البرلمان ورث عن جدودك
ولاّ فاكر إن البرلمان مايبقاش برلمان
إلا بحضور سيادتك وبوجودك

إياك تكون فاكرنى هعيد الكرّة
دا المؤمن ما بيتلدغش من الجحر أكتر من مرة
كفاية عليك دورك انتهى
مالكش مكان ف برلمان الثورة

روح الميدان

يذكرنى موقفنا حاليا فى مصر بقصة قصتها على جدتى (الله يرحمها)، حيث كان هناك مجموعة من البحارة ذهبوا للصيد فى أعالى البحار وعندما استقروا فى مكان وبدأوا فى العمل.

أخذ كل منهم فى استخدام صنارته فكان كل منهم يخرج نوعا من السمك وكمياتهم محدود فقال لهم أحد العقلاء على المركب ليرمى كل منكم صنارته ونعمل معا بالشبكة فيكن الصيد وفيرا ونستطيع أن نبيع كمّا أكبر، فأخذ الجميع فى اتهامه أنه يريد ذلك كى لا يعمل ويتقاسم معهم الصيد وانصرف كل منهم فى صيده وعندما أمسى عليهم اليوم وجد كل واحد منهم أنه قد اصطاد أنواعا مختلفة من الأسماك وكمياتها قليلة لا تصلح للبيع، كذلك الحال فى مصر اليوم كل فصيل فى حالة والكل ينظر إلى نفسه على أنه قادر على التغيير لوحده ونسوا أننا لولا اتحادنا وتصميمنا على هدف واحد فقط لا غير ما استطعنا الحصول على مكاسب الثورة حتى الآن، والتى قد تضيع بسبب الأنانية التى وصلنا لها فكل فرد فينا أصبح يبحث عن مصلحته فقط دون النظر إلى المصلحة العلبا للوطن التى هى من مصلحتنا فالمعلمون يضربون عن العمل وبعدهم سائقو النقل العام وقبلهم الأطباء وقبلهم موظفى المؤانى وغيرهم.

نريد أن نذكرهم أن الحكومة الموجود حاليا تسمى حكومة تسيير أعمال وأن جعلناها تفصل فى بعض الأمور وتأخذ قرارات فاصلة فأقل ما يمكن ان نقول ان ما نفعله الآن هو سمك لبن تمر هندى ( حمادة بالجنزبيل على رأى إتش دبور).

دعونا نتفق كما اتفقنا أثناء الثورة على مطلب واحد من مصلحة البلد كلها وليس من مصلحة شخص وبعد الحصول عليه نطالب بالآخر ونأخذ الاهم فالمهم وليس مطالب فئوية (مع العلم أن جميع المطالب مشروعة ولهم الحق الكامل فيها والذى نؤيده) دعونا لا ننظر تحت أقدامنا وننظر للأمام، فالمرحلة القادمة من تاريخ مصر سنتحمل نحن مسؤليته لأننا من المفترض الآن أصحاب القرار.

دعونا أولا قبل أن نكمل الثورة ونكمل تطهير البلاد من فلول النظام السابق الذين قد يكونون أشد ضررا من رؤوس النظام، دعونا نقضى على الرشوة والمحسوبية تماما دعونا نقضى على الانتخاب من أجل نصف كيلو لحمة وننتخب من أجل برنامج كامل من أجل المصلحة التى تستعم على الجميع ليس لمجموعة معينة.

كفانا اصطيادا للأسماك الصغيرة وهيا لنصطاد واحدة من الكبار.

ليلة سقوط الشاة

وسط الذئاب اللئيمة سقطت الشاة الجريحة
استلوا خناجرهم المسنونة من زمن بعيد
وفى مشهد مريب
اجتمعت قطعان الكلاب وقطعان الذئاب
وبدأوا فى التفاوض
ثم بدأوا فى العراك
كان الخلاف على من ينهش الجسد ومن يلعق الدماء
تجمعت بقية الكلاب والذئاب من كل الصحارى المحيطة
ولم تلبث الجوارح أن حامت مترقبة فى السماء
ثم خرجت الثعالب من الجحور تطلب نصيبها من الغنيمة
ومخلوقات غريبة وجوهها مكفهرة جاءت بسرعة من تحت الأرض
وبالطبع جاء الأعداء
وحتى من كانوا أصدقاء
وبدأ الجميع فى التفاوض
ثم بدأوا فى العراك
وطال العراك
وبدأت الروائح النتنة تتصاعد
فقد تحولت الضحية إلى جيفة
عندئذ انتهى العراك
وبدأ الجميع فى التهام الضحية متلذذين
الذئاب والكلاب والثعالب والجوارح والأعداء والأصدقاء

ريسنا



ريسنا فـــــى كـــــــل الأحوال
عــــــايزينه فـــــى العدل مثال
ولا يبدأ حكمه بطـــــــــــوارئ
ولا يفرض حظر التجــــــــوال
عـــــــايزينه ميسور الحـــــال
مش عـــــــــاشق للجاه والمال
متربى وعـــــارف أيــه معنى العيشة
مــــن قرش حــــــلال
عـــــــايزينه صادق لو قـــــال
بيجاوب علــــــــــى أى سؤال
لو يوعد بـــــالوعد يـــــــوفى
وبيفهم وطويـــــــل البــــــــال عــــــايزينه عـــــــدو الإهمال
ولكل عقدنــــــا الحــــــــــلّال
وبياكـــــل م الفــــــرن بتاعنا وبيسمع ثـــــــومــــــه ومتقال عــــــــايــــــزينه سهل بيتشال
مش ريس كــــــل الأجيــــــال
وعشان فى الكرسى مايلزقشى
الكــــــرسى عــــــايزينه تيفال عــــــــايزينه فــى عيد العمال
مــــــايرددش نفس المــــــوال
مـــــــايطسش فى الآخر منحة ويــــــاخـــــــدها عويس البقال عـــــايزينه فــــى العتمة هلال
لعـــــروبته مخلص ميــــــــال
ويـــدافع عن حق إخـــــــواتنا
مش صاحب لشاؤول وشاحال
عـــــايــــزينه شريف السلسال
ولاعـــــايـــــــز ولاعنده عيال
ولا عيلته بـــــــالكـــــــامل فيها بالصدفة حــــــــــد اسمه جمال

كل الأطراف خاسرة فى أحداث ماسبيرو

تنذر الأحداث التى شهدتها مناطق ماسبيرو وشارع رمسيس الأحد الماضى، بخطر داهم على الدولة، ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن النتيجة فيها "لم ينجح أحد".

لم ينجح الأخوة الأقباط الذين لم يلتزموا بالقانون وبالقنوات الشرعية والسلمية لمطالبهم، بل سمعنا الكثير منهم يتحدث عن تدويل للقضية وطلب حماية دولية، وأرجو أن يكون هذا التفكير وليد غضبة لحظية وليس فكراً وهدفاً يسعون لتحقيقه، وأقول لهم إن الحماية لهم من داخل نسيج الشعب الذى قال فيه جمال حمدان إن روعة الشعب المصرى فى بنائه من مسلمين ومسيحيين يترابطون ويشكلون اللحمة والسدى لهذا النسيج.

ولم ينجح القائمون على السلطة من مجلس عسكرى ومجلس وزراء فى احتواء الأزمة فى مهدها، سواء بإيجاد الحل السريع والفعال بموجب الدستور والقانون لمشاكل الأخوة الأقباط العامة أو الحالات الفردية التى تظهر من آن لآخر، أو فى وأد أحداث أمس قبل انفجارها بحسن وسرعة التصرف وعدم الاندفاع مع المتظاهرين فى التهييج، فالحكمة كانت كفيلة بإنهاء الموقف سريعاً.

ولم ينجح الأخوة المسلمون الذين خرجوا لنصرة الشرطة العسكرية وقوات الأمن وكأن بذور الفتنة قد ترعرعت فى سويعات، وكنت أتمنى أن يخرجوا كدروع بشرية للأخوة الأقباط يبعدوهم ويحمونهم ويهدئونهم، ويحاولون تهدئة قوات الأمن والشرطة التى تعرضت للاعتداء حتى تسترد كياستها بدلاً من الانفعال.

لم تنجح للأسف التغطية الإعلامية المتهورة أو المغرضة من بعض الفضائيات.
وبعد رسوب الجميع فى تلك الليلة السوداء هل نتعظ ونتعلم ونتخذ من الرسوب بداية لطريق صحيح يتماشى مع الوحدة الوطنية الطبيعية للشعب المصرى التى تأبى الانفصال ولو كره الكارهون.

قبل أن ترشح نفسك لعضوية البرلمان

صورة البرلمااااااااااااااااان
أرجو أن تتذكر أن هذا أصبح تكليفاً لا تشريفا.. أصبح مهمة لخدمة الوطن فى واحدة من أخطر وأهم مراحله.. لم يعد مقبولاً أن تبحث عن خدمة أقاربك أو أصدقائك أو حتى جيرانك بل دورك أعم وأشمل وأسمى.. دورك خدمة أبناء البلاد جميعهم..

دورك وضع التشريعات التى ستسير عليها مصر فى عهدها الجديد.. دورك الرقابة الحازمة بغير روتين أو تعطيل.. دورك وزملائك طرح الأفكار والبحث عنها للنهوض بهذا الوطن.. لم يعد مناسباً أن تكون جل مشاغلك حضور مناسبات العزاء والأفراح.. لم تعد بطولتك أن تتوسط لإخراج واحداً من أهل دائرتك من قسم شرطة.. فما نريده إعلاء دولة القانون.. لا تدافع إلا عن الحق ولو كان عليك فى ذلك لوم فلا تخشى فى الله لومة لائم.

إياك واستخدام أساليب ملتوية للوصول إلى البرلمان.. إياك والرشوة بكل أنواعها وأشكالها الصريح منها والمقنَع.. وليكن لك فيمن سبقوك عبرة.. لن يسمح لك هذا الشعب - بعد أن استفاق - بخداعه فاحذر غضبته.

احذر التوسط لمن ليس جديراً ولو كان ذا قربى فإنك إن زكيت من لا حق له ظلمت صاحب الحق والأفضلية.. ولقد هبَ الشعب ليهدم الظلم.. والواسطة أولى درجاته.. وإياك والمحسوبية فقد أردت من سبقوك.

المنصب الذى تبحث عنه ليس جاهاً بل أمانة حملها لك الشعب لتكون لسانه الفصيح وقلبه النابض وعينه التى لا تنام.. فانتبه وتيقظ.

لا تتعجل فى قرار ولا تسرع إلا لضرورة أملتها طبيعة الأمور.. ففى العجلة الندامة وفى التأنى السلامة واحذر الاندفاع وراء رغبات بطانة السوء الذين لا يبغون إلا مصالحهم النرجسية ومطالبهم الأنانية ولا تخشى إلا الله.. ولتكن مصلحة البلاد العليا نصب عينيك لا تفارقك طرفة عين.
نظم أفكارك وأوضح أهدافك وليكن لك وزملائك أهدافاً ورؤية إستراتيجية بعيدة المدى ولا تغرق فى توافه الأمور مما لن يقدم أو يؤخر.

لا تأخذنك العنترية الكاذبة الباحثة وراء مجد لشخص أو حزب أو جماعة فلن تنالها إن خالفت المنطق والواقع وما يناسب البلاد وظروفها الآنية فلا تندفع وراء الغوغاء بل تدارس أمر البلاد بحكمة ورويَة، مستشيراً أهل العلم والتخصص ولا يصح إلا الصحيح ولا تأخذك المظهرية الكاذبة والحنجورية الزائفة.

اعمل على وحدة البلاد والعباد وليكن الجميع أمام ناظريك متساوين فى الحقوق والواجبات من كان من أهلك وعشيرتك ومن كان قاصى البعد والوصال فكل من ينتمى إلى مصر كريم العنصرين.

المقعد الذى تبغيه يدعو للشفقة والرثاء أكثر مما يدعو للغبطة والسرور فى ظل شعب يطلب الكثير وعالم ينظر إلينا ويتطلع لمسلكنا بعدما هبت نسائم الحرية وملكنا زمام أمورنا فكن وزملائك خير ممثل وابتعدوا عن الفرقة والمشاحنة واتخذوا طريق التحضر والرقى ليعلم العالم أننا أصل الحضارة فعلا وعملاً لا قولا زائفا.

قد تضطر إلى تقديم مصلحة غيرك على مصلحتك ومصلحة الأقربين فانزع عنك أنانيتك وتحلَ بروح العدل والإيثار، وهذا هو بيت القصيد وتلك هى المسؤولية التى أقصدها فلقد مضى عهد وبزغ فجر جديد فلا تنس هذا ما دمت فى موقعك الجديد.. هذا ما نريده وما هو بكثير.

وصولك إلى البرلمان ليس غاية بل بداية طريق شاق طويل وعمل دءوب فلن يتقدم بالبلاد معسول الكلام ولا حلو الشعارات فانظر قبل أن ترشح نفسك هل أنت أهل له أم أن هناك من هو أقدر وأفضل؟ فإن رأيت فى نفسك القدرة فلا تنس أنك ستصبح قدوة وأملاً.. وواجهة لهذه الأمة.. فتوكل على الله.. فإن نجحت فابدأ من فورك العمل والكفاح وإن لم توفق فسارع إلى تهنئة من اختاره الشعب وكن أول مساند له من موقعك فهذا سلوك المتحضرين وتصرف العقلاء المحترمين ولا تبدأ التشكيك الذى يفرق الشعب ويضعف البلاد.. وفقنا الله وإياك إلى صلاح ورخاء وطننا مصر.

نصابون ذوو قدرات خاصة

عمليات نصب مختلفة يقوم بها كثير من البشر من علية القوم ومن أصغر فرد فيهم، النصب ليس له وطن، تجده فى كثير من البلاد، وعلى هيئة صور متعددة وأخرى على هيئة ابتزاز، والنصب أحيانا يكون بين أفراد أو مؤسسات أو دول تنصب على دول أخرى، عندما يقوم شخص بالنصب على شخص ما يكون كل اهتمامه هو الحصول على المال، دون مراعاة لما سوف يحدث لهذا الشخص، من حالة نفسية سيئة، تلم به وقد تطال الأسرة كاملة، وقد حدث لأناس كثيرين أن تم النصب عليهم مثل المهندس الذى نصب عليه شخص فى أغلب ماله فقرر المهندس أن يقتل أسرته وينتحر خوفا عليهم من الفقر وانتهت عائلة كاملة بسبب النصب والنصابين.

وأيضا هناك حالات نصب تتم بين أفراد الأسرة الواحدة، مثل الأخ المتعلم والذى له أخوات لم يكملوا تعليمهم، فيستحوذ الأخ على أموال أخواته بدون وجه حق، وكثيرا ما يقتل الأخوات بعضهم البعض بسبب الشعور بأنهم ضحك عليهم وأن أحدهم قد فاز بأغلب المال، ومن ضمن ذلك أحيانا الورث يكون أحد أسباب الكره والبغض بسبب حصول أحد الأخوات على نصيب أكبر من الثانى، ويدعى البعض بأن أخيه نصب عليه وأخذ ماله، وتكون نهاية غير سعيدة للأسرة.

وأقصى شىء أن يتم النصب على شخص ما بداعى الحب له، قصص الحب الكثيرة ليست كلها خالصة النوايا، ولكن بعضها كان بسبب آخر وهو المال، ونرى شابا يحب فتاة ويستمر فى حبها حتى يأخذ منها مالها وبعد ذلك يتركها، وهذا أخطر أنواع النصب ألا وهو تحطيم القلوب، فالمصيبة هنا ليست واحدة وإنما مصيبتان، الأولى حب ضائع مع صدمة نفسية وإحباط عام وأحيانا اكتئاب نفسى والثانية نصب واحتيال وضياع للأموال.

وقد ضاع الكثير من البشر بسبب الحب الوهمى والذى كان وسيلة للحصول على المال.
أحيانا أخرى يتم النصب على دولة ما أو على عدة دول مجتمعة، مثل ما حدث عندما وقعت كل الدول العربية على وثيقة منع الانتشار النووى ولم توقع عليها إسرائيل، وكانت هذه أكبر نصبه فى التاريخ على جميع دول العالم، فمن لم يوقع لا يتم تفتيشه، ومن حقه أن يمتلك السلاح النووى، ومن وقع (مضى) ووقع فى المحذور وأصبح المفتشين ليلا نهار فى بلده، لقد تم عكس الآية، فالدولة التى تريد خيرا ووقعت على الوثيقة لم يعد فى مقدرتها حماية نفسها أو امتلاك سلاح نووى للدفاع عن نفسها، والذى يجعل الشخص فى حيرة من أمره، أن جاره لم يوقع ويعيش فى أمان ولا يتم تفتيشه ويملك سلاحا نوويا ولا توقع عليه أى عقوبات، دنيا!!!!!!

لقد أعطاهم الله قدرات خاصة فى الإقناع، فاستعملوها فى الشر ضد خلق الله.
السؤال هنا هل استفاد النصابون من نصبهم، هل عاشوا فى أمان بعد ذلك، هل قاموا ببناء أسرة سعيدة؟
لا وألف لا، النصابون لن يشعروا بالأمن ولا بالأمان ولا براحة البال.
النصب داء يأكل صاحبه ويضيع معه دنيته وأخرته.


Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem