الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

كلمة حق.. والأجر على الله

أولاً يرحم الله الشهداء ..
أقول للمعتصمين، إن الغالبية العظمى من الشعب المصرى لا تؤيد اعتصامكم، وكان عليكم الرحيل بدل افتعال الفتنة فى البلاد، والاشتباك مع الجيش، وإفساد الانتخابات، وإحراق المنشآت العامة، وبالتالى وقوع قتلى، وطلب لجان للتحقيق، وهكذا لا تريدون أن تخرج البلاد من هذه الدوامة، والقوى السياسية تنافق وتخاف أن تقول لكم أخطأتم، فالكل يبحث عن المصالح والأصوات، وكل واحد يبحث عن بطولة ودور، وحتى أعضاء المجلس الاستشارى الذين استقالوا، والخاسر هو مصر.

اللهم أهدِ الشباب وأنعم على البلاد بالهدوء.. آمين.



كر وفر

أصبح الحديث عن كرامة وحرمة دم المواطن المصرى حديثا عقيما، فى مقابل ما يردده البعض حول قدسية المنشآت وهيبة بعض الفئات من موظفى الدولة، دون غيرها من باقى الشعب، يتحدثون عن حماية المنشآت ويقتلون أصحاب المنشآت وهم أفراد الشعب ثم يحرقون المنشآت، يتحدثون عن هيبة نظام جاء بناء على ثورة مواطن، ثم يقتلون المواطن أمام الكاميرات متذرعين بأنه كان يلعب الكرة، يتحدثون عن حق الاعتصام والتظاهر كما يتحدث البلطجى عن حق الحياة، يمنحه قولا فى بعض الأحيان ثم سرعان ما يضرب به عرض "السنجة" ويجهز على الضحية.

انشغلوا بالحديث عن كيف اندلعت الاشتباكات، وكأننا نتحدث عن "خناقة" فى حارة طرفاها من العصابات، يرتجلون ويتصرفون "بالمزاج " دون احتكام لأية أوامر أو سيطرة، ومع اشتعال الأحداث المقصودة من جانب السلطة فى أوقات حرجة سياسيا أصبح أقصى أمانينا أن تكون العشوائية وانعدام التنظيم هما السبب فى ما حدث من ضياع للأرواح وإراقة للدماء.

أما عنهم فلا تحدثهم بعد أن غسلت مذيعات ماسبيرو صاحبات الثقافات الضحلة والسطحية أدمغتهم، لا تحدثهم عن دم المواطن فى مقابل الهيبة والمنشأة، أما الغريب فى الموضوع فهو استمرار مبنى ماسبيرو فى خدمة من يحكم، فقد خلعت قناة النيل "للأنفار" ثوب الحياء، للدرجة التى تجعلنا نشفق على مذيعيها "ليس من حكم التاريخ" فهم أصغر من أن يتذكرهم حتى، ولكننا نشفق عليهم من نظرة عائلاتهم ومعارفهم، إن كفة الشعب هى الراجحة إن شاء الله وحينما يحكم الشعب نفسه بنفسه وقتها سيلتفت حتما إلى كل من خانه وخذله ليحاسبه، و لن يستعصى على شعب بقيمة وحجم الشعب المصرى أن يطهر جميع مؤسسات الدولة، بلا استثناء، وأن يغلق بعضها تماما إذا اقتضت مصلحة الشعب الأب الوحيد لكل فئات الشعب حيث لا ند ولا شريك، ولا دولة داخل الدولة.

عودة اللاوعى

كأننا فى غابة كل منا يجرى فى اتجاه لأننا لا يحكمنا منطق ولا قانون ولا نقطة نظام كل فرد جعل من نفسه جيشاً وأسس نظاماً وأقام قانوناً على هواه، وكل منا لا يسمع إلا صوته، وأصبحنا لا نتفق على شىء بعينه، لماذا كل هذا، هل من أحضر العفريت لا يستطيع أن يصرفه؟

مازال مستمرا مسلسل الفوضى والتخوين والهدم والتخريب والكراهية والتكذيب والفرقة والعداوة وإثارة الفتن.. فنحن ندور فى حلقة مفرغة مستمرة.. وهذه الصورة قد لا تنتهى ونبقى فى حالة من الشلل التام وانعدام القرار.. الساحة الآن مليئة بمكر الأبالسة والشياطين ممن يجيدون لعبة المكر والخديعة ما يحدث الآن هو إفقار كيان الدولة وإضعاف قوتها بحيث لا يكون هناك صوت يسمع ولا عقل يعى ويفكر.. نحن فى طريق نهايته أن يصبح الكل فى حالة هذيان وتخبط ويصبح الكل مديناً ومُدانا..

فمن آن إلى آخر تشتعل النيران كلما بدأت تخبو تزداد حدتها ولهبها الذى يحرق أى حل يظهر فى الأفق.. فنحن أمام غباء وحمق سياسى لم نعهده من قبل بهذه الصورة المفزعة.. ما نشعر به الآن هى حالة متنافرة متباغضة نحن الآن فى أرض خصبة صالحة لزرع ألغام الفتن المستمرة والأحقاد والضغينة وحالة من التخلف والجمود الفكرى وتبادل الاتهامات والانتقامات.

فقد يكون ما يحدث الآن له حكمة قدرية ولا مفر منه وقد يكون ابتلاء للجميع ليكشف الله ما فى الصدور والمكتوم فى النفوس ومن أراد الله به خيراً فليخلص النية ويحتسب الآجر ويستمر فى العطاء لهذا الوطن، ومن له نية فاسدة ومخطط لها ليحقق أهدافه ومصالحه سوف يفتضح أمره بدون أن يشعر، وينهدم بنيانه وكيانه "ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين"، وسيظل الله حافظاً لهذا الوطن شئنا أم أبينا.

هذه البلاد لم تعد كبلادى

مازالت الأفكار الرجعية تتحكم فى حياتنا.. منطق وفكر وطريقة التفكير فى العهد السابق –كما هى بلا تغير.. وكيف تتغير والقائمون عليها قد تعدو مراحل عمرية أكثر من ضعفين عمر شباب الثورة! هناك سؤال أطرحه إلى كل المسئولين.. سؤال تقليدى عابر.. وهو هل تستطيع أن تتفق مع أفكار ابنك الكبير أو بنتك فى تعليقهم على الأحداث الجارية أو على أسلوبهم فى إدارة حياتهم؟ هل تقتنع بسهوله بمنطقهم فى الحياة.. وسلوكهم؟؟ الإجابة لا.. وهو سؤال وإجابة متكرران عبر الأجيال .. وليس لهذا الجيل فقط، فتلك هى سنة الحياة.. والتى يجب أن يعترف بها كل من وضعوا أنفسهم فى هذا المأزق.. والذين اعتقدوا أنهم يملكون مفاتيح الرخاء والتقدم والحضارة والحياة السعيدة ويقدمونها على طبق من فضة إلى شباب الثورة.. ونسوا فئتهم العمرية ونسوا أنهم قد تولى بالفعل زمام الأمور لسنوات وسنوات وقدموا ما فى جعبتهم.. وانتهى الأمر.. المجلس الاستشارى.. واحد من هؤلاء.. ومجلس الوزراء من هؤلاء. والمجلس العسكرى من هؤلاء.. أجيال قدمت لمصر وللوطن تاريخ.. يفخرون به ويعتز به أبناؤهم وأحفادهم.. ولكن لا يمكن فرض أفكارهم على شباب ثائر.. بلا عمل.. فاقد الثقة فى أسلوب وطريقة الأجداد. منذ حادثة التفجير التى وقعت أمام كنسية القدسيين بالإسكندرية.. كان هذا الحدث هو البداية الحقيقية للثورة. وقتها شعر الشباب بأن هذه بلاد.. لم تعد كبلادى ( من كلمات الشاعر فاروق جويدة).. شعروا بأنهم غرباء فى بلاد لا يعرفون عنها شيئا .. مصر.. بلاد أصحاب المعالى.. (لفظ أطلق على كل وزراء مصر منذ عام 1999.. وأصبح من ثوابت المخاطبات ومن ثوابت التخاطب.. مصر لم تعد مصر التى عرفها الآباء والأجداد منذ 60 عاما . وأشفقوا على أبنائهم وأحفادهم من توابع الانزلاق إلى هوة وفجوة الضلال.. ثورة 25 يناير ليست ثورة الشباب فقط بل هى ثورة أجيال...أجيال رفضوا أن يكونوا فى طابور انتظار الموت.. وفضلوا الحياة، وفرحوا بأبنائهم وأحفادهم ووقفوا معهم فى كل ميادين مصر.. وشعروا بأن مصر عادت من جديد مصر بلادى.

من يربد أن يشعل الحرائق فى مصر؟!

إن المتأمل لإيقاع الأحداث الدامية التى يشدها المجتمع المصرى، من صراعات هستيرية ودامية، وحالة الدفع بقوة بمجتمعنا المصرى نحو فوضى عارمة. إنما يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك، بأن هناك قوى داخلية وأخرى خارجية تسعى بخطط منهجية نحو ترسيخ تلك الفوضى والعمل على تعميقها واستمراريتها.

والهدف من ذلك هو قطع الطريق على المصريين جميعا من استكمال عملية الانتقال من مجتمع عاش على مدار أكثر من ثلاثة عقود فى قبضة قوى الفساد الاقتصادى والاستبداد السياسى والظلم الاجتماعى، إلى مجتمع التحول الراديكالى الديمقراطى السلمى، مجتمع الحداثة، القائم على بنية الدولة المدنية القوية. تلك الدولة التى تعتمد فى قوتها على الديمقراطية الحقة بجناحيها الحرية والعدالة الاجتماعية، ويشد من عضدها نهوض اقتصادى قوى ومتسارع فى ذات الوقت. تضمنها دولة القانون الراعى الحقيقى للتداول السلمى للسلطة .

وقد يظن القارئ أننى ضد حرية الرأى والتعبير والحق فى التظاهر السلمى والاعتصام، أننى لست ضد أى حق من حقوق الإنسان، غير أن السائل والمتخصص فى قضايا العلم الاجتماعى والسياسى يعلم تمام العلم أن التظاهر والاعتصام هى أحد الآليات المشروعة فى إدارة الصراع الاجتماعى والسياسى داخل المجتمع ضد الظلم والاستبداد، ولكنها منهجيا لا تستخدم إلا فى مراحل متأخرة من عمليات الصراع الاجتماعى . لأن هناك آليات متعددة للوصول إشباع الاحتياجات وتحقيق المطالب المشروعة ولكنها لم تستخدم بعـد.

إن مشهد حرق المجمع العلمى المصرى، يكشف لنا أن الذين سعوا لإحراق المجمع العلمى ليس مجرد فعل همجى غاشم بحرقة لمؤسسة وطنية، إنما هو سلوك رمزى يريد فاعله الهمجى الفلولى تدمير مصر كلها.

إن المستفيد الأول لدفع حالة الفوضى داخل المجتمع المصرى هو الديكتاتور المخلوع مبارك ومعه حاشيته الفاسدة من رجال الأعمال المخربين، الذين طغوا فى البلاد فأكثروا فيها الفساد ولكن ربك لهم بالمرصاد.

لقد كشفت الأيام القليلة الماضية عن مدى الأنانية والانتهازية المفرطة التى تسيطر على عقل ووجدان القوى السياسة التى تريد أن تصعد وتستولى على سدة الحكم، ولو على مزيد من دماء المصريين، ولو على هدم الدولة المصرية ذاتها ولو على إحداث الوقيعة بين الجيش وشعبه.

وهذا ما دعا الفريق سامى عنان لتوجيه تحذير شديد اللهجة للإعلام المصرى أثناء حديثه للضباط بالمنطقة المركزية قائلا "يا من تقولون إن الجيش يقتل الشعب فجيش مصر مات من أجل الشعب فى السويس والإسماعيلية ولم نعلن عن من يموت من أبنائنا حتى لا يحدث توتر". وتابع لقد أهملنا فى حق أولادنا كثيرا وكل يوم يسقط من ضباطنا المزيد والمزيد ووجه حدثيه للإعلام قائلا "على الإعلام المصرى أن يعرف أننا لن نقف مكتوف الأيدى كثيرا تجاه تحريضهم الواضح ضد الجيش". وكشف عنان عن مطالبة عدد من ضباط وجنود الجيش بحق زملائهم وشدد على أنه أكد لهم أن حق شهدائهم لن يضيع فلا فرق بين مدنى وعسكرى.

وعاد الفريق ليتهم الإعلام بالنفاق والتحريض على الفتنة منذ أحداث ماسبيرو وحتى أحداث مجلس الوزراء، وتوعد كل من يثير الفتنة بين الجيش والشعب بالمحاسبة . وأكد عنان على ان قوات الجيش لو أردت أن تفض أى اعتصام بالقوة فلن يستغرق الأمر أكثر من ساعة إلا أن الجيش لا يرغب فى استخدام العنف ضد أبناء وطنه فعقيدته هى الدفاع عنهم، وطالب من يطالبون برحيل الجيش والشرطة بأن يرحلوا هم إلى أمريكا.

ولو كان هؤلاء يريدون الخير لمصر ولشعبها، كما يروجون لنظروا بعين الجد والعمل إلى حجم الخراب الاقتصادى والاجتماعى المتراكم من العهد البائد، الذى يعانى منة المجتمع المصرى من انخفاض مستويات المعيشة بصورة لم تعد مقبولة بكل المقاييس وبطالة وفساد وبلطجة وانحطاط قيمى وأخلاقى يحتاج منا جميعا إلى عمل متفانى و دؤب و الى إخلاص حقيقى . أن هناك مجتمعات عربية لا تخفى شماتتها لما وصل به حالة الشعب المصرى وعلى رأسها بلاد النفط الخليجى.

إن بناء المدينة الفاضلة التى يسعى إلى إقامتها المجتمع المصرى، أو الوصول إلى مجتمع أفضل شىء ممكن، مجتمع قوامة مساواة أكثر وعدالة أوفر وديمقراطيه حقه أكبر، أمر يمكن تحقيقه. ولكن ما نشهده اليوم فى مجتمعنا المصرى هو حلول الاحتجاج محل السياسة ومأساة الاحتجاج والسخط ومعها اختفاء الديمقراطية نفسها، وإذا لم تستعد الدولة الشعب فإن الشعب لن يستعيد الدولة، وهنا فقط تحدث الفوضى، وعندها ستحرق مصر ومعها كل المصريين.

الوطن المستباح

إن العين لتدمع وإنا على حال الوطن لمحزونون، اشتعل جسد الوطن ألما ونارا وتصاعد الموقف واحترقت الميادين، وخطونا الخطوة الأولى فى شريعة الغاب وإنا على الفهم لغير قادرين.

قلت مرارا وتكرارا إن اسقاط الدولة المتمثل فى المجلس العسكرى هو أمر مستهدف ويدبرون له بليل.

وما يحدث الآن يستعصى بحق على الفهم، إذ يظهر فجأة على السطح من يدعو إلى المليونيات والاعتصامات ويملك جرأة غريبة تصل إلى أن يطلب من قادة دولة أن يركبوا طائرتهم الآن ويعطيهم مهلة 24 ساعة!! يا الله من هذا الذى يتحدث وكيف يتحدث حتى أسأل نفسى هل يصلح هذا أن يكون رئيس دولة!! وإذا أصبح كيف يصنع بشعبه!!

وبعد ذلك ينفجر كل شىء بشكل يؤكد أن المؤامرة على الوطن أصبحت من الوضوح بحيث يمكن أن نرى تفاصيلها وأن صناعة الفوضى طابت حتى يمكن أن ترى نتائجها.

السؤال الأول: من يملك الشرعية؟
من يحمى مؤسسات الوطن أم من يهدد ويتوعد ويحرق الأقسام أم الشعب الصامت؟

السؤال الثانى: لماذا أصبحوا جميعا يحكمون فى غير حكومة؟

السؤال الثالث: انتقال السلطة محدد ومعلن، فلماذا يتعامون ويطالبون بنقل السلطة؟
السؤال الأخير لمن؟؟؟!!!
أولا: المؤسسة العسكرية مؤسسة وطنية والجيش المصرى هو أمننا وظهرنا القوى وهو من أسقط أسطورة العدو الصهيونى، وهو من قدم شهداء أطهارا للوطن الجميل على مدار تاريخه. إذاً ليسوا يهودا كما حاول أن يشبه أحدهم، بما يزعم أنهم أحدثوه فى الشعب والحقيقة أنه قد يكون هناك أخطاء لأنهم ليسوا ملائكة، ولكنهم فى الوقت نفسه هم حماة الوطن ونحن نحتاجهم أقوياء وليس من المفيد للوطن أبدا أن نكسرهم.

أيها العقلاء انتبهوا فالجيش المصرى يراد له ألا تقوم له قائمة ولأنهم يعجزون عن إسقاطه، فهم يحاولون أن يكون ذلك بيد شعبه المسكين ونظرية المؤامرة تلك من الوضوح بحيث نقول لمن لا يؤمن أن التاريخ لا يكذب وكذلك الحاضر.

انظروا حولكم لتعرفوا أنهم نشروا الفوضى فى كل مكان، وهم فى الحقيقة يعاقبون المجلس العسكرى على سطوعه السياسى ونجاحه فى المصالحة الفلسطينية ودوره الريادى، الذى هو فى رأى محللين سياسين قد عاد بقوة ملفته ويعاقبونه كذلك لرأسه التى علت ويريدون قطعها!

كما أن المجلس العسكرى أحبط مخططا موضوعا لإسقاط الوطن وكان مرسوما، إلا أنهم بضم كل الأطياف وضبط النفس استطاعوا أن يعبروا بالوطن من محن عديدة.

الغريب أن القوى السياسية على مختلف أطيافها اعترفت بذلك وأكدت أنه لا يجوز للمجلس العسكرى أن يرحل الآن وإلا عمّت الفوضى، لكننا نجدهم فى ميدان التحرير يطالبون برحيله الآن!!

من هم؟ سؤال وجيه خصوصا أن الميدان منقسم لاثنين، واحد يعتصم فى الميدان وآخر يريد اقتحام مقر وزارة الداخلية وعلى شاكلتهم فى نفس التوقيت يريدون فى مختلف المحافظات اقتحام مديريات الأمن!
هل يصنع هؤلاء شرعية؟!
من يحرق ويحاول الاقتحام أم الشرعية تلك التى توافقنا عليها يوم رحل الرئيس السابق؟

أم هو الشعب الذى لا يراد له أن يكون صوته حراً ولا يريدونه أن يختار برلمانا حرا نزيها ولا رئيسا منتخبا كأول رئيس فى العصر الحديث وربما فى تاريخ مصر!

من أجل مصر يجب أن نقف مع الشرعية الحقيقية وهى إرادة الشعب فى عملية انتخابية حرة.

ثانيا: الوطن أصبح مثل الكعكة يريد كل واحد أن يستأثر لنفسه قدر ما استطاع والسؤال لماذا يحكمون فى غير حكومة؟! كل واحد برىء، وهناك منهم من يتحدث وكأنه يملك الوطن (أليس من يعطى مهلة 24 ساعة كذلك؟!)

وآخرون يهددون بعصيان مدنى ومنهم من يهدد بالحرق ويتوعد بالفوضى!!

يا عقلاء الوطن أليس منكم رجل رشيد؟!، ألا يستحق منا الوطن أن نتنازل عن بعض ثوابتنا لكى نعيش؟.

سؤال واحد ماذا تصنع حكومة إنقاذ وطنى؟، أليس هو العبث بعينه لأنهم لا يريدون للوطن أن يحيا ووطن بقامة 7000 عام، وهو الوحيد على مدار تاريخه الصامد الثابت يريدونه ألا ينمو ويكون له كيان واضح.

إن حكومة الإنقاذ الوطنى لن تصنع المعجزات وحكومة تسيير الأعمال أفضل منها لأنها أصلا لن تستمر.

ثالثا: غريب أن يتحدثوا عن جدول زمنى لتسليم السلطة!!
أعلنوا أكثر من مرة أنهم لن يستمروا وصدر إعلان دستورى وحدد الموعد لتسليم السلطة بعد انتخابات الرئاسة أليس هذا بكاف؟!

إذا ماذا يريدون ؟!
أأصواتهم أم صوت الفتنة! نعم والمؤسف أن التيارات السياسية على اختلاف أطيافها تردد نفس الكلام! يا عقلاء الوطن المجلس العسكرى أعلن بوضوح موعد تسليم السلطة وأنتم تريدون باليوم والساعة، أهذا يعقل!! إنه ليس موعد عشاء بل موعد تسليم سلطة الوطن من مؤسسة عسكرية عريقة احتكرت السلطة لـ60 عاما ولأول مرة تنقل إلى مؤسسة مدنية منتخبة فلماذا لا نساعدهم؟!

لماذا نكرر دوما نفس الكلمات؟ لابد أن نفكر ولا نترك وطننا ينهار.

وأخيرا يبقى السؤال لمن؟ لتعلموا حجم المشكلة!!

المؤكد أننا عرفنا أنهم يريدون تسليم السلطة للفوضى وشريعة الغاب وهذا ما يريدون.

المؤكد أنهم يريدون تسليم السلطة لسقوط الوطن والضحايا لن يكونوا بألفى مصاب من الغاز المسيل للدموع لكن سيكون بالآف من القتلى والسرقة والإغتصاب وقانون البقاء للأقوى.

يا شعب مصر العظيم انتبهوا إلى ما نحن قادمون عليه.
علينا أن نكون عقلاء ونحمى ما تبقى لنا من الوطن، أناشد الأغلبية الصامتة أن يكون لها موقف واضح ولا تنتخب من يريد الهاوية لمصر، لا تنتخبوا من تآمروا عليكم لكى يحدثوا الفوضى فى مجتمعنا، من يستبيح الوطن ومن يقود الأمة للتخلف علينا أن نعرفهم أنهم لا شىء وأننا بأصواتنا نستطيع أن نكسر شوكتهم.

نحن مسلمون ندرك أن الهوية الإسلامية هى أساسية فى شخصيتنا لكن لا نعلنها حربا، فالإسلام ابعد ما يكون عن العنف، دعونا لا نترك من يستخف بعقولنا ومن يقنعنا بأنه سيمنحنا الجنة، فمن يمنح هو الله وليس العبد.

أيتها الأغلبية الصامتة قومى من نومك وامنحى الوطن أمنا بشرعية صوتك، فالله لم يخلقنا لكى نتوقف عن الحركة ونخاف: لقد خلقنا الله أحرارا وما لم يكن لنا، موقف فنحن أبعد من نكون عن الحرية واليوم والآن وليس غدا ولا تكونوا أداة فى يد الحمقى ولا تكونوا متفرجين على وطنكم الذى يخرب عبر برامج التوك شو، النار غدا تصل لبيوتكم مباشرة!

والسفينة حين توشك على الغرق إن لم نتكاتف ونحميها من الغوص فى الأعماق سنموت جميعا، ومن يرمى نفسه على طوق نجاة سيعيش أبد الدهر بلا وطن!


على شاطئ الديمقراطية

كادت أن تكتمل معالم الفوضى فى مصر، والتى نوه لها وتنبأ بها الرئيس المتخلى عن منصبه فى حديثه لإحدى وسائل الإعلام الأمريكية، ذاكراً ما معناه أن ثقافة الشعب المصرى لا تحتمل الديمقراطية، ولا تتحمل تبعاتها ولكن عناية الله عزوجل أرادت لتلك البلاد أن تكون على خير.

وإذا نظرنا إلى المشهد منذ لحظات التخلى إلى يومنا هذا نجد أن المؤسسة العسكرية أدارت شئون البلاد بتفويض من الرئيس المتخلى، تم إقراره من الشعب مبتغياً بذلك تجاوز المرحلة الحرجة، وما بين الدستور أولاً والانتخابات أولاً كان الإعلان الدستورى فى مارس 2011 م، والذى تم الاستفتاء على بعض مواده، وتم نقل باقى المواد من دستور 1971 م، ثم تم تعيين حكومات تنفيذية واجهت موجات من الرفض الشعبى كحكومة شفيق، فتخلت عن ممارسة مهامها نتيجة لذلك، وتم قبول حكومة شرف نسبياً وكان من مهامها الإحالة إلى المجلس العسكرى لاتخاذ ما يلزم حتى طرحت وثيقة المبادئ الحاكمة للدستور، والتى أثارت لغطاً كبيراً كان أحد أسباب زوالها، إضافة إلى حركة الشارع من تظاهرات واعتصامات ومليونيات وتهديد بالعصيان وأعمال سلب ونهب وتعطيل حركة الناس وحياتهم وغلق الميادين وبطء عجلة الإنتاج.

وقبيل بدء المرحلة الأولى من الانتخابات تم تكليف الدكتور الجنزورى لتشكيل حكومة تعنى بالأمن والشأن الاقتصادى فى المقام الأول دون الدخول فى المعترك السياسى، الذى يمر بحالة مخاض قد تكون متيسرة أومتعسرة، وتم منحه صلاحيات رئيس جمهورية قد تكون نافذة أو معطلة، حسب الأحوال، إضافة إلى تعيين مجلس استشارى أبدى تخوفاً لدى البعض من ماهية اختصاصاته.

وبمتابعة الانتخابات النيابية ونتائجها التى قد يرى القارئ لحالتها أنها تعبير عن إرادة الشعب ورغبته فى ممارسة الديمقراطية، وقد يرى أنه أخطأ وتمادى فى خطئه ليشاهد تجربة لم تكن فى مخيلته فى يوم من الأيام ويعالجها بعد ذلك حسب المنهج الديمقراطى، لأن الخروج من المأزق يستدعى الانتخاب على عجل وحصد النتائج دون تفكير، ثم بعد ذلك نحتكم إلى العقل والمنطق ونتبين ونتوقف ونستقر أو نحاول الفرار من الديمقراطيه التى قد نتوهم أننا غرقنا فيها، ثم يتضح لنا أننا مازلنا على شاطئها.

ولعل صناعة الديمقراطية تحتاج إلى مادة خام وقالب أو نموذج لكى يتم وضعها على خط الإنتاج فيتكون لدينا المنتج النهائى، حيث مرحلة التكوين تأخذ وقتاً لابد من أن نصبر عليه للخروج به فى صورته النهائية بصناعة مصرية، ولا نريد لملامحه أن تختفى أمام الصناعات الأخرى فلا يقدر على المنافسة حيث تتعطل الممارسة.

إن ما تفرزه الانتخابات من تكوين مجالس نيابية مهمتها الأساسية فور انتخابها محددة فى المادة 33 من الإعلان الدستورى من تولى سلطة التشريع، وإقرارالسياسة العامة للدولة ورقابة السلطة التنفيذية وغيرها بالنسبة لمجلس الشعب ومدته خمس سنوات، كما حددت المادة 37 اختصاص مجلس الشورى ومدته ست سنوات وأوضحت المادة 60 من الإعلان المهمة الأساسية لمجلس الشعب والشورى القادمين، وهو انتخاب جمعية تأسيسية من مائة عضو خلال ستة أشهر، ثم تتولى تلك الجمعية إعداد مشروع دستور جديد للبلاد خلال ستة أشهر أخرى ويعرض المشروع خلال خمسة عشر يوماً من إعداده على الشعب لاستفتائه فى شأنه، ويعمل به من تاريخ موافقة الشعب عليه فى الاستفتاء.

من خلال هذا يتضح أن المسار محدد بمعالم لا تحتاج إلى لبس فى الفهم بقدر ما تحتاج إلى القبول بما يتم، وقد يبدو التخوف من استحواذ فصيل دون آخر بكامل المسار، مما يحتاج معه إلى بث الطمأنينة ممن هو مكلف من الشعب ببثها، سواء المجلس الأعلى للقوات المسلحة أوالقوى السياسية على اختلاف توجهاتها، وتحديد جدول زمنى سهل التطبيق لنظريات كثر تداولها حتى لا تتوه المعالم وحتى لا يظن الشعب أنه أخطأ بالغفلة والنسيان أو أنه أصاب للخروج مما كان.

لعل بعض القراءات للواقع قد تلجئ البعض إلى أن يعيد تكوين ثقافته ويجتهد فى قراءة أدبيات ما كان له أن يتطرق لها، لولا أن رأى المشهد أمامه يوحى بذلك، فأدبيات الشيخ حسن البنا وعقلانيته المستمدة من منهج الإسلام بإيمان عميق واتصال وثيق وفهم دقيق ووجوب استرجاع فقه الأخوة والاختلاف وضروة التعاون فيما اتفق عليه والتماس العذر فيما أختُلف فيه، والتأكيد على مبدأ السمع والطاعة فيما أحب المرء أو كره، إلا أن يؤمر بمعصية، وهل يؤخذ به ويطبق على شعب قد يثور مرة أخرى إن لم يوافق على فعل السلطة فيما بعد باعتبار أن الثورة قد تكون معصية وأن إخراج الحاكم مباح ولكن عن طريق الانتخاب.

وكذلك مما يحتاجه البعض إلى قراءة واسترجاع ما كان عليه السلف الصالح فيأخذ منه حظاً وافراً من النظرية والتطبيق كالاسترشاد بنصوص قد تلتبس فى التفسير على الكثير ممن يأخذها بدون فهم، ومنها أنه لن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم، ومنها أنه لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم فى الدين، فهل يكون الصدام حينها أم الوئام؟ وهل توضع أسس لمبدأ الموالاة والمعاداة؟ وهل الديمقراطية المطلوبة تستوعب كل هذا؟ أم أنها تطلق لفظاً دون أن تكون فعلاً؟ وهل يتأكد أن الرأى للجميع والقرار للأغلبية؟ وهل غاب كل ذى عقل ورشد وتركوا الأمر على عواهنه يسمع للغوغاء فى غير موضعهم ولا يسمع للعقلاء فى موضعهم؟ وهل نتريث حتى نترك الفتن تمرولا تضر ونطمئن إلى وطن لنا فيه مستقر أم أن العجلة للحصول على الديمقراطية قد تصيبنا فى مقتل ونعجزعن تدارك الأمر؟.

إننا نحتاج قبل التصارع مع أمواج الديمقراطية المتلاطمة إلى ركوب سفينة الوطن لتمخر بنا عباب المستقبل بربان ماهر قبل أن نختفى فى غيابة الجب، ولابد لنا أن نقف على الشاطئ لنتدبر وعلى شفا البئر لننظر، ولا نقول ما قاله الفرعون ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد.

بنات مصر تتعرى

احذروا فتيات مصر تتعرى، إحداهن تتعرى بإرادتها؛ لذعرها من تيار قادم مهيمن على السلطة، والأخرى تتعرى مجبرة، وهى تقول لا للظلم لا للغدر، والاثنتان تعريتا فى مواجهة تحالف تم على مصير مصر وشعبها، تحالف تم بين الجيش والقوى الإسلامية، لماذا يفعل جيشنا هذا بنا؟ لماذا الجيش الذى وثقنا به وحلمنا معه بمصر قوية مصر عادلة؟ مصر بلد الحرية والحقوق، حلمنا بمصر جديدة لا مظلوم ولا فقير، حلمنا بمصر وجميع أبنائها حاصلون على حقوقهم، ولا يضيع حق من يجتهد، حلمنا بعودة البراءة إلى نفوسنا بعد سنوات من ضياعها، حلمنا بمصر جنة، حلمنا بمصر وطن العظماء، حلمنا بمصر بلد القيم، ولكننا استيقظنا من أحلامنا على مشاهد الدماء، وسحل الفتية والفتيات، ومشهد التعرى المقزز، وجهنا الاتهامات علياء على تعرية جسدها بمحض إرادتها، دون النظر إلى رسالتها، فهى لا تعنينا كل من دخل إلى صفحتها كان كل همه فقط مشاهدة الجسد المتعرى، وبعد أن نظر وانبسط، خرج يكيل الاتهامات لهذه الفاجرة الزنديقة، الخارجة عن القيم والمبادئ والأصول.

فهذا حالنا دائما السلبية واللامبالاة، حالنا دائما توجيه الاتهامات دون التفكير فى المعنى، والمقصود نعم، فعلت علياء فعلة متطرفة وفظيعة، ولكن هل كان أحد سيعيرها انتباهه إذا تصرفت بفعل عادى، وإذا كنا قد وجهنا الاتهامات لعلياء، فإلى من نوجِّه الاتهامات فى تعرية متعرية الأمن، أكيد طبعاً إليها، لماذا لم تلبسى أكثر من قطعة؟ لماذا لم تتوقعى سحلك؟ لماذا وثقت بجيش بلدك؟ لماذا لم تتوقعى الغدر؟ لماذا لم تتوقعى أن يعريك ابن بلدك؟ فهاذا أسلوبنا لوم الضحية والتأكيد على أنها أخطأت، وإلا لما صارت ضحية، دوماً نلتمس العذر للجانى، والله دا إحنا حتى بنكيل الاتهامات للمغتصبة وحتى ولو كانت طفلة...

إلى متى ستظل أجسادنا فى التعرى مختارين أو مجبرين لإفهامكم أنه لن يستعبدنا أحد، ولن يملى أحد علينا ما يجب أن نفعله، لقد تحررنا وتحررت مصر، ولم يكن الثمن رخيصاً، فلقد كان غالياً، كان الثمن شباباً فى عمر الزهور، شباب كانوا أمل آبائهم وأوطانهم، لقد تعلمنا أن نقول لا، فلابد أن يفهم هؤلاء أننا لم نعد قط جبناء، لن نسير جنب الحيط مرة أخرى، فلقد تعلمنا الجرى بعيدا عن هذا الحيط.
لن يرهبنا صوت طلقات الرصاص، لن ترهبنا مشاهد السحل والتعرى، فأنتم تعرون أنفسكم، لابد أن تفيقوا قبل فوات الأوان، وآه من فوات الأوان، ماذا تنتظرون بعد أن أصبح أبو جهل مثلاً أعلى، ففى رسالة يتناقلها الشباب عبر تويتر ( أبوجهل لم يدخل على الرسول أثناء الهجرة، ولما طلب منه ذلك قال: أتريدونا أن نكشف ستر بنات عمنا )
اااه لم أتخيل يوماً أن نستشهد بأبو جهل... يارب احفظ مصر


السبت، 10 ديسمبر 2011

مشوار لحد الوطن


وهو صلك
وفوق كتفى أمانى كتير
ولو طالت مشاويرك
ولو كان الطريق الصعب
طريقك برضه همشى لك
ولو كل الدروب ضلمة
مدام لسه القلوب حالمة
هتوصل آخر السكة

وهو صلك
ولو حتى مشيت فدان
مدام الحلم كان فى ميدان
رحيب يقدر يساع الخلق
وهطلق ضحكتى تطرد مرارة الحلق
وهوصل آخر السكة

وأول ما ألمحك هجرى عليكى قوام
وهنفض لخمة المشاوير
وهرمى ف حجرك الدافى
أمانى كتير

لا تلوموا الإخوان ولوموا أنفسكم


هجوم غير مبرر من القوى السياسية، أو من رؤساء الأحزاب الليبرالية، بعدما حقق حزب الحرية والعدالة فوزاً متميزاً بكافة الدوائر بالمرحلة الأولى، وهذا الفوز لم يأتِ من فراغ، بل جاء بنزولهم للشارع، والتفاعل مع مشكلات المواطن المصرى، وما يعانيه من غلاء أسعار ونقص فى الخدمات، قبل الثورة بسنوات، وبعد الثورة لم نرى تواصل لحزب الوفد على سبيل المثال مع الشارع المصرى، بل قيادته بتخاطبنا عبر البرامج التوك شو.

وهنا لا أقصد حزب الوفد فقط، بل كافة الأحزاب الليبرالية ما قبل الثورة كالناصرى والتجمع والعمال واليمينى واليسارى، وعلى القوى السياسية قبول النتائج بروح رياضية، والتعامل مع التجربة حتى النهاية، فإن أصلحوا وحققوا العدالة الاجتماعية، وإصلاح ما أفسده عهد مبارك، كان الأولى بنا التأمل لسير الانتخابات، وملاحظة الفرق بخروج الناخبين حالياً، وبين أيام الحزب الوطنى، مبدع أكذوبة القلة المندسة، وما أن قامت الثورة، ودخل رؤوس الفساد بالحزب الوطنى السجن، فكشفت القناع عن القلة المندسة، ألا وهم مبارك وأعوانه، من جعلوا مجلس الشعب ملاكياً لمشروعاتهم الخاصة.

لا أرى.. لا أسمع.. لا أتنحى!


كم تمنيت أن يبقى الربيع أبيضاً، ولا تعكر الدماء صفوه، لكن تأتى الرياح بما لا تشتهى السفن، فى اعتقادى.. كان سيناريو القذافى هو الأسوأ، إلى أن بدأت الثورة فى سوريا!

فى سوريا لم يدع النظام الوقت كى يمر كثيراً فتصبح تحركاته متأخرة مثلما حدث فى مصر أو تونس، لذا أراد بشار للثورة أن يتم قنصها مبكراً لكن بشكل أكثر حرفية من الطريقة التى أدار بها القذافى معركته ضد شعبه، فقام النظام السورى بحشد كل القوى الأمنية وقوات الجيش وعصابات الشبيحة، وتسخيرها لقتل كل من يهتف ضد النظام أو حتى يطالب بحرية أو كرامة أو عدالة، أو هكذا مصلحات من تلك النوعية التى تثير أعصاب الأنظمة وتعكر صفوها، ففى فلسفة الحاكم الطاغية وعقيدته: المواطنون ما هم إلا عبيد للحاكم، ولا حقوق لهم سوى تلك التى يمنحها إياهم، وهم ـ أى الشعوب ـ وأوطانهم لا شىء سوى جزء من التركة أو الميراث الذى يتوارثه الأبناء عن الآباء، وكأن الجمهوريات قد تحولت فجأة ــ و فى غفلة من ساكنيها ــ إلى ممالك وإمارات تُوِرث من الأب إلى الابن، وسوريا مثال واضح على تلك الجمهوريات التى أصبحت ممالك، فى سوريا أيضاً.

أحاديث عن إصلاح وخطط وهمية للتنمية، هى إذن الأوضاع ذاتها والأنظمة نفسها تماما كتلك التى فى دول الربيع العربى الأخرى، وقالوا قديما: إن السبل المتشابهة غالبا ما تؤدى إلى النهاية نفسها، وها هى سوريا تعيد السيناريو نفسه الذى رأيناه بالأمس القريب فى مصر وتونس وليبيا، الشعب يخرج من قمقمه مطالباً بإصلاح وتنمية وعدالة، فيخرج النظام ليؤكد على أنه بالفعل يسير فى هذا الاتجاه منذ سنوات، وكأن الشعوب كانت فى غفلة من تلك الاصلاحات!

لكن الغريب فى عمليات القتل والقمع فى سوريا، أنها لا تفرق بين المواطنين، فأحيانا تجد نفسك معرضا للقتل لمجرد خروجك إلى الشارع، فهى مفاجأة إذن، بالنسبة للنظام، ولا يبدو أن أحداً هناك قد توقع خروج الشعب فى مظاهرات، بالرغم من أحداث ثورات الربيع العربى التى هى ملء السمع والبصر، مفاجأة أن نرى صور الابن والأب ــ بشار وحافظ ــ فى شوارع المدن السورية يتم تمزيقها، بل والتمثال الشامخ يسقط، بعدها يجن جنون النظام فيبدأ بتوسيع دائرة إلقاء التهم فتطول كل التيارات الدينية على أرض سوريا، فلعله يجد فى فزاعة التيارات الدينية مبرراً أمام العالم لما يقوم به بحق الشعب السورى، لكن أليس غريباً أن يكون من بين هؤلاء الإسلاميين المتطرفين: مسيحيون؟! فقد قرأنا أسماء سوريين مسيحيين من بين شهداء الثورة، فى الوقت الذى كان الإعلام الرسمى الكاذب يتحدث عن قتل الأجهزة الأمنية إسلاميين متطرفين!، فيبدو أن الإعلام فى سوريا لم يعد يغزل نسيج أكاذيبه بإتقان، خصوصاً وأن الأحداث تتسارع تحت وطأة الضغط الداخلى والخارجى على حد السواء، هذا بخلاف أن النظام منع أى مراسلين أجانب من التواجد لتغطية الأحداث، مما ولد تعتيما غير مسبوق على ما يحدث على أرض الواقع، اللهم إلا بعض مقاطع الفيديو التى يتم تسريبها على مواقع الإنترنت من الحين للآخر.. وبالرغم من كل ذلك نجد دائما ترديد المسئولين والوسائل الإعلامية الرسمية فى سوريا أن عمليات التطهير لا تشمل سوى الخارجين عن القانون والإرهابيين والمتطرفين الإسلاميين، لكن أى إرهابيين كانوا يقصدون؟ هل يقصدون الطفل حمزة الخطيب الذى تم تعذيبه حتى وفاته المنية جراء ما لاقاه من تعذيب الأجهزة الأمنية له بعد اختطافه؟!

فى سوريا لا يسمع الرئيس عن مواطنين يتم قتلهم، ولا يرى تلك الدماء التى يتحدث عنها أشخاص يقولون إنهم من منسقى الثورة فى بلاده، الرئيس يرى مظاهرات حاشدة لتأييده، يسمع حناجر تهتف باسمه، صحيح أنها تهتف.. لكن شتان ما بين صوت يهتف وهو مملوء بالخوف، وبين آخر يهتف وهو مملوء بالعزة ويتطلع إلى الكرامة، الرئيس لا يستشعر الفرق بينهما.. فى سوريا أيضا: الرئيس لم يسمع يوما عن فقر فى بلاده، ولا يرى منذ عهد أبيه سوى الإصلاحات، صحيح أن سوريا بلا إصلاحات أو تنمية، وذلك بشهادة أبنائها، لكن الرئيس لا يرى ذلك، لذا فعلى من يرون خلاف ما يراه الرئيس أن يغمضوا أعينهم بدلاً من يفقدها إياهم النظام إلى الأبد، لكن فى الواقع: فإن بشار لا يرى، ولا يسمع، ولا ينتحى!

لقد حان الوقت لسقوط أنظمة عذبت وهجّرت وقتلت، وقبل ذلك: أفسدت وأفقتر وطغت، ويبقى أن نذكر أن ثمة سيناريوهات أخرى، ربما ستحدث فى المستقبل القريب فى دول أخرى، فلا أحد يدرى ماذا تخبئ الأيام القادمة فى جعبتها؟

الوداع


الوداع يا أجمل حلم اتمنيت مافقش منه بعد سنين انقطاع
الوداع وده قرارى بعد ماتعبت من القواله والاستماع
الوداع يا أرق أنثى حسيت معاها بحلاوة العمراللى ضاع
الوداع علشان بحبك بس مش قادر ع الخداع
يعنى إيه أكون بحبك وقلبى عايش فى صراع
يعنى إيه قلبك معايا وتكونى لغيرى متاع
دنا عشانك رضيت أكون سفينة من غير شراع
وعشانك رضيت أكون لحن من غير سماع
وعشانك حبيت كلمة لقا وكرهت كلمة وداع
وعشانك وهبتك مشاعرى بعد ماكانت مشاع
وعشانك سبت اللى اشترى والتمن كان الضياع
الوداع بعد ماخترتى اللى بايع وأمره بالنسبة لك مُطاع
عارف إن الأمر كله مش بإيدك ولاهو دلال ولا إمتناع
بس بتمنى تفهمينى وتعذرينى من غير تسرع واندفاع
حبك فى قلبى فوق حب البشر حيفضل دايما فى ارتفاع
حب من اختيار قلوبنا لا مصلحة فيه ولا انتفاع
يا ساكنة بعينى دمع ومسافرة بليلى ضياع
بتمنى قبل الفراق ضمة لقا وحتكون ضمة وداع
بس إوعدينى يكون فراقنا من غير دموع
من غير ألم من غير حتى كلمة وداع

حتى لا نخاف من الوهم


نعرف جميعا أركان الإسلام الخمسة، ومن يقوم بها هو مسلم صحيح، وأياً كان من يحكم حكما إسلاميا فتلك شريعته، فالحكم الإسلامى الذى يثير بعض الليبراليين الآن وينغص عليهم حياتهم مما يجعلهم يبثون خوفهم للجماهير عبر منابر الإعلام، والذى يساندهم فيها تارة وينافق الإسلاميين تارة أخرى، هذا الحكم الإسلامى لن يخرج عن النماذج الحالية فى تركيا أو دول الخليج، وببساطة لن يكون هناك تغير جذرى فى الدستور، لأنه أساسا يقوم على أن الشريعة الإسلامية المصدر الرئيسى للتشريع. قد يظن القارئ أنى أتكهن أو أدعى العلم بالمستقبل، لكن فى علوم الهندسة المعطيات تؤدى إلى النتائج واليكم المعطيات: أولا: ثقتى فى ذكاء الإخوان المسلمين وحكمة قيادتها فى أن لا تصطدم بالمواطن المصرى البسيط، ولا المواطن القبطى والكنيسة، ولا بالقوى الخارجية الأجنبية التى تضع مصر تحت المنظار الآن، ومع أن الإسلاميين ليسوا كلهم إخواناً، إلا أنى أطلب منهم قيادة الفصائل الأخرى لقلة خبرتهم السياسية والإدارية والإعلامية، وغالبا هذا ما سيحدث حتى لا نصطنع حرباً إسلامية إسلامية. ثانيا: الدستور الحالى أو القادم ليس دستوراً كافراً لا سمح الله، فلا أعلم به مادة تكفر أحداً، أو تحثنا على ترك أحكام الإسلام، وخيالى المتواضع لا يسع أن يقوم أحد بمنع حقوق المواطنة عن أى فصيل من المصريين.

ثالثا: الصندوق الذى أتى بالإسلاميين قادر على الإطاحة بهم إن لم يخدموا الوطن، أو إن لم يقوموا بتحقيق طموحات الشارع المصرى، لذا لن تكون أولوياتهم الخمور والحجاب، وقائمة المحظورات المعروفة، رابعا: الأزهر وهو صمام أمان الوسطية الإسلامية، وسنشهد له عودته كلاعب أساسى فى قائمة لاعبى الوطن، خامسا: ميدان التحرير لن يتم زراعته بالقمح على ما أعتقد مما يعنى أنه سيكون وسيلة الضغط الجاهزة فى أى وقت على من يكبت حرية المصريين، هذه الأسباب تعبر عن معطيات واضحة ستؤدى إلى نتائج أظنها منطقية، أهم هذه النتائج أن الأقباط لهم فى مصر مثل مسلميها، وأن الحكام الجدد تنتظرهم تركة ثقيلة عليهم التركيز فيها، فالوطن بحاجة لسواعد صلبة وعقول مستنيرة ومجهود مستمر فى التخطيط والتنفيذ والرقابة والمتابعة لكل مشروعاته.. فالأفضل لم يأت بعد... ومصر تستحق الأفضل.

كشك الحراسة


لقد بات ضرورياً أن يضع كل منا مرشحاً (فلتر) على أذنيه وعينيه لنفلتر كل ما نسمع وكل ما نرى ونغربل المشاهد والأقوال والاتجاهات والحكم والشعارات من أخطر أسلحة القرن الحادى والعشرين (الكلمة) التى أصبحت تستخدم فى كل شىء زميل ورفيق وقرين (آفاتار) يرافقك فى كل شىء بها تبنى دول أو تباد بها تنهار إمبراطوريات وتراق دماء من منا لم ترافقه بعض الكلمات أو حتى الجمل التى لن ينساها فى حياته أو مماته الكلمة وسيلة وسلاح ودليل وبراءة وتهمة ولقب وتعبير عن.. وستار أيضاً لماذا نحتاج إلى كشك حراسة على الحواس على الأعين والأذن والفكر أيضاً، لأننا نعيش فى مرحلة ثورة مرحلة من مراحل الثورة التى تمر بنا وما تتركه فينا ولنا من أكثر الأسلحة المستخدمة والأغلب استخداما فى العصر الذى نعيشه الكلمات الموجهة التى تعنى مصلحة وهوى الشخص وتوظيف المستخدم لخدمة الغرض وليس لخدمة الوطن فالمسافة بعيدة والأولويات أولاً. المكسب يتسابق عليه الألوف فلكل واحد لافتة وشعار وحملة وطريقة تسويق سواء كانت اللافتة كاذبة أو صادقة والشعار مزيف أو حقيقى حتى فى بحر السياسة الحالك العميق الحق واحد والحرية واحدة وليس لها بديل ولا تحتمل شريك، الطلاب والأطباء والمهندسين والشيوخ والشباب والعمال وأرباب الحرف المهم كل صاحب حق نزل للدفاع عن وطن وليضع نهاية لفساد استشرى وتمكن كالسرطان لم يعد يعرف من كان ليدافع عنه بغير قصد فالرسالة كانت ومازالت واحدة كانت موجهة لتطهير الوطن ولكرامة المواطن للأرض وأصحابها أحياناً أسأل من حولى أو من هم من رواد الميدان ترى الرد فيه خيبة أمل أو تعبيرات وجوه بها لا مبالاة تنم عن إجابة معناها مش فاهمين حاجة أو لم نعد نعرف من كنا نخدم وغالبا ما اكتشفنا إن تعبنا جُنى من قبل آخرين وأننا كنا أداة بناء فى منظومة لا نعرف عنها شىء تحت مسمى كلنا تهمنا مصلحة الوطن أو شعار مصر أولاً بس الحقيقة هو فعلاً مش كلنا، فيه مصلحتى وفيه حاجة اسمها مصلحة الحزب وفيه حاجة اسمها غسيل مخ وفى حاجة اسمها تخطيط وفى حاجة اسمها أغلبية ساحقة وفيه حاجة اسمها الغاية تبرر الوسيلة وأيضاً استعمل واتمسك بكل ما أُتيت به من قوة وشعارات دينية وخلافه ومصر الإسلامية ومصر الأفغانية وكده إنت مسلم إلى الجنة والعكس فى الجحيم غسيل مخ مخطط ومصمم بالكلمات إقناع وتخطيط تصريحات فى فضائيات وكأن حزب بعينه أو نهج يسيرون عليه فجأة أصبح خالى الأخطاء تصريحاته مقدسة يتحدث بلسان من لا أدرى ومن يتبعه فهو من المبشرين بالجنة شد وجذب وحرب باردة بين الصناديق والغاية الكرسى الذى لم يعد ذهبى له بريق وضد اللمس أو التصوير أو الحديث عنه اللى فات مات على رأى القائل أو ده كان زمان لدواعى الأسف والسرور هانبدأ على كرسى جديد مرصود تحت النظر ومراقب 24 ساعة.

بعض الأحزاب تتغنى بدبلوماسية زائفة أو مناورات من الكذب الأنيق بمعنى أدق وما يدور حولنا من وجوه مبتسمة والوجوه نفسها تتوعد أحياناً وتجس النبض وأحياناً أخرى سنبدأ من جديد، هانرجع الأمن، هانوفر وظيفة لكل شاب، سنقضى على الفقر، وكأن كل حزب وجد مصباح علاء الدين فجأة مصالحات مرحلية مع النفس والجمهور والمشجعين من الناحية الأخرى ثم يعود وينقض كل طرف على الآخر حينما يتغير اتجاه المصلحة فالعثور على الحقيقة أصبح مثل العثور على إبرة فى الظلام تنبه المواطن العادى أو القارئ أنه يجب أن يتحول من قارئ إلى مراقب وناقد ومتسائل أيضاً لأن الأمر اختلط فى كل شىء أو هناك من جعله يختلط فى كل شىء للتشويش، يجب أن نتيقن أن اللحى ليست للمشايخ فقط ومن يتق الله فمطربو الديسكو لهم لحى والشيوعيون لهم لحى والهيبيز فى أمريكا ومدمنو المخدرات فى شتى الأرض، وكلمات الإسلام يتاجر بها غير المؤمن والمتأسلم ويسرح بها الكل فى سوق الولاية ماذا وراء اللحى والرايات والشعارات والمكافآت وتوزيع العطايا والهدايا خصيصاً فى موسم الانتخابات أهذا من ستثق به من يسمح بالرشوة والمحسوبية واستغلال حاجة الفقراء والغلابة وقانون اطعم الفم تستحى العين ماذا كسب الإسلام بهؤلاء وبما يحدث وأين كانوا بعد نوم فى ثبات عميق فجأة تذكروا التقوى والإصلاح لا يوجد مكسب بما يحدث بل خسارة واذدياد فرقة وانشغالات بين القوى السياسية التى تعمل طليقة فى الساحة، انشغالات بعنصرية وطائفية وأحقاد وتنافس على السلطة ومزايدات فارغة وغسيل مخ تظهر من الآن صراعات ويتفرغ القادة للرد على بعضهم فى الفضائيات ونسى كل منهم المصلحة الأولى التى كان يتحدث عنها وأن حال البلد سيتغير للأفضل بخطة حزبه المُحكمة نسى الفقر والأمية والعشوائيات والمبيدات المسرطنة والمياه الملوثة والمستشفيات التى ليس لها صفة من اسمها وتُسلم مرضاها والأرواح التى تلقى على أكوام الزبالة وكل مازال قائما من العهد البائد والتى تتبرأ منه الأشباح والأصابع الخفية وتقسم أنها لم تترك مثلث برمودا والعالم بقاراته وتركز هذه الأيام فى مصر المحروسة يا قادة الأحزاب يا أولى الأمر القوا بالعند والغطرسة جانباً أما جاء الوقت لنجلس على مائدة واحدة ونطرح خلافاتنا ونتفق على حد أدنى من اللإلتقاء حد أدنى من اتفاق الكلمة نحن فى وقت نحتاج إلى عقول مرنة عقول لا تسير اتجاه واحد مثل الشوارع عقول لا تسلم نفسها لعقول عقيمة نحتاج إلى عقول تنقذنا وتنقذ الشباب من غزو التيارات الفكرية التى لاح بالظهور عقول تربت على التحرير ورفض المسلمات ورفض الانقياد الأعمى تحت أى راية وتحت أى شعار ومحاربة أساليب غسيل المخ فى السياسة والتربية والدين وإحياء فترة الله التى فطر الناس باختلاف عقائدهم عليها على حب الجمال وكراهية القبح وحب العدالة وكراهية الظلم، وحب الخير وكراهية الشر وحب النظام وكراهية الفوضى.

حكومة إنقاذ.. ونداء لأحباء مصر


الحكومة الجديدة والمهمة المستحيلة.. تلك هى ثمة حكومة الجنزورى، فالمهمة ليست سهلة.. والتحديات ليست بسيطة.. والموقف صعب!

يتهامس تجار السياسة.. وفلول الحزب.. الموقف صعب.. الموقف صعب فالأوقات عصيبة.. والكل تجمد خلف جدار الرعب.. خوفاً من المسئولية، إن المهمة الملقاة على عاتق تلك الحكومة.. تقارب تلك الملقاة على حكومات الحرب فالشارع منفلت أمنياً.. والمصالح الحكومية شبه معطلة.. والمصانع شبه مجمدة والموارد تكاد تتلاشى فى ظل الاعتصامات والتظاهرات والمطالبات الفئوية فهى حكومة إطفاء وإنقاذ فى آن واحد.. ولكم نتمنى أن تتضافر الجهود بالتعاون معها.. لعبور هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ مصر.

إن أصعب المهام المنوطة بتلك الحكومة.. هى ضبط الشارع! وعودة الهدوء والبدء فى دفع عجلة الإنتاج.. فهل ستستطيع هذه الحكومة تحقيق المعادلة الصعبة.

نتمنى من الشعب المصرى والذى أثبت أنه شعب حى بقلب نابض يتحدى الأزمات أن يقف خلف تلك الحكومة.. ويعطيها الفرصة كاملة.. ولعل ما رأيناه فى الأيام السابقة من خروج الشيوخ حبوًا.. والنساء سيرًا.. والشباب مهرولاً لصناديق الاقتراع لهو دليلٌ أكيدٌ وبرهانٌ لا يقبلُ الشكَّ على أنَّ مصرَ وشعبَها لا يمكنُ إلا أن يكون له دور وله كلمة وهو شعب صبور يمكث غير بعيد ليراقب فالشعب الذى كسر حاجزَ الصمتِ لينطق.. وقفز سور الخوف ليتكلم، وهشَّم حائطَ الانكسارِ تعبيرًا عن رأيه.. لقادر على أن يجتاز تلك الأزمة ويعبر تلك المحنة، لقد أذهلت العالمَ روحُهم وتعلقهم بالأمل.

فمصرُِ التى علمت العالمَ حينَ جَهلٍ، وأنارته حينَ ظلامٍ، وأمدته بالكرامة حينَ انكسارٍ، وبالأمل حين يأسٍ، وبالعزة حين ذل!

لقد آنَ الأوانُ للعقول المهاجرة قهرًا أن تعود، وللأيادى الهاربة فقرًا أن ترجعَ، وللأقلام المنكسرة ذلاًّ أن تكتب، وللقانعين بفتات العيش قسرًا أن يطالبوا بحقوقهم.. تلك هى مصرُ التى نرجوها.

لقد فشلوا فى تفريقنا.. وخابوا فى تفتيتنا.. ورسبوا فى اختبار الفتنة الطائفية، وعبرنا كل الموانع.. مهرولين لطريق الأمل.. متعلقين بطوق النجاة لم يعد هناك وقت لـ (كبَّر دماغَك) ولا مجال لـ (طنش تعيش).

فإما أن نكون أو لا نكون، تلك مرحلة فاصلة.

الإشارة صفراء فاستعدوا.. فإما الأخضرُ فتعبروا وتمروا، وإما (الدمُ) الأحمرُ فتتجمدوا للأبد!.

الدين لله.. والوطن للعلمانيين!!


من خلال متابعتى لبعض البرامج الحوارية الفضائية التى أرى أنها تُعجِّل بإصابة المصريين بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية والجسدية، لما تبثه من سموم فكرية خطيرة بل وقاتلة، لاحظت حدوث صدمة لدى العديد من العلمانيين الذين مللنا أشكالهم وأفكارهم لسنوات طوال، وذلك لأن البساط يكاد يكون سُحِب من تحت أرجلهم بعدما أثبتوا فشلهم فى التأثير على غالبية الشعب الذين انصرف معظمهم عنهم، واتخذوا من التيارات الإسلامية ملجأ وملاذا لهم، سواء بتأييدهم فى انتخابات مجلس الشعب أو بمتابعة قنواتهم الدينية الفضائية، وذلك رغم امتلاك هؤلاء العلمانيين لكل وسائل القوة الناعمة من صحف وفضائيات وسينما ومسرح... إلخ!!

العجيب أن العديد من العلمانيين المصريين باختلاف مهنهم ومواقعهم يعتقدون خطأ أن البلد بلدهم، وأنه لا صوت يعلو فوق أصواتهم التى لا أجد وصفاً مناسباً لها، بزعم أنهم الصفوة أو النخبة المثقفة الثرية المتعددة العلاقات، والمنفتحة على العالم كله بلا أى عُقَد أو ضوابط، متعاملين مع من يخالفهم فى الرأى باعتباره متخلفاً ورجعياً ومرتدا!.. متناسين ومتجاهلين غالبية المصريين من الفقراء والبسطاء والأميين الذين ظلمتهم وأهملتهم كل الأنظمة الفاسدة السابقة، وحرمتهم من أبسط حقوقهم الآدمية للعيش بكرامة وعزة.. هؤلاء البسطاء الذين تعالى العلمانيون واستكبروا عليهم استكبارا، ولم ينزلوا إلى مستوى أفكارهم ومطالبهم، كما أنهم لم يحاولوا الارتقاء بهم وانتشالهم من واقعهم الأليم المحبط والمؤلم!.. بل صنعوا لأنفسهم عالماً خاصاً بهم وتقوقعوا داخله، لا يسمعون إلا أنفسهم ومن على شاكلتهم، ليس ذلك فقط، ولكن وصلت جرأتهم أخيراً إلى حد الهجوم على الغالبية، ووصفها بالجهل، محملين إياها ما آلت إليه الحياة السياسية من صعود كبير للإسلاميين لفت أنظار العالم كله!

يؤسفنى أن أقول إنه فى الوقت الذى كان يخاطب فيه العلمانيون الشعب على الفضائيات وصفحات الجرائد بشفرات وطلاسم ورموز تحتاج إلى فَك وتأويل وتفسير لعجز الكثيرين عن فهمها، كانت مجموعات كثيرة من المنتمين إلى التيارات الإسلامية، فضلاً عن عدد ليس بقليل من المصريين الشرفاء القادرين يتفانون فى خدمة مصر والمصريين بالفعل، لا بالقول فحسب، هؤلاء الأفاضل الذين أبوا أن يعيشوا لأنفسهم ورغباتهم فى الحصول على المال والشهرة والسلطة فقط، بل ساهموا بقدر استطاعتهم فى مساعدة فئات عديدة من الشعب على تحمل أعباء الحياة عن طريق المساهمة فى علاج وتعليم، وتوفير فرص عمل للكثيرين منهم، بالإضافة إلى إطعام المساكين، وتجهيز وتزويج غير القادرين، وغير ذلك من أمور عظيمة يثاب فاعلها فى الدنيا والآخرة خير ثواب.

أيها العلمانيون.. لا تلوموا الشعب بل لوموا أنفسكم لأنكم تسببتم بتوكيل ودعم من الأنظمة الملعونة السابقة فى غيبوبة وعناء الشعب لفترة طويلة، كان وما زال يبحث عن المأكل والملبس والأمن غير عابئ بما كنتم تقولون من أفكار ومطالب عجيبة لا تمثل له شيئاً، حيث تخليتم عنه، ولم تعبروا عن أوجاعه ولم تطالبوا بحقوقه، بل رضيتم أن تكونوا مجرد أبواق للحاكم بأمره ومعاونيه، تنصاعون لأوامرهم وتنفذون ما يملونه عليكم!..

كان لزاماً عليكم أن تعبروا عن الغالبية، وتتألمون لألمها وتثورون لثورتها عندما ثارت فى الخامس والعشرين من يناير، لكنكم وللأسف الشديد آثرتم البقاء فى أبراجكم العاجية المكيفة لتتحدثوا من علٍ بغطرسة واستعلاء واضح للقاصى والدانى، مصرين على التغريد خارج السرب والوقوف طويلاً على حافة الهاوية، ولا نعلم إلى متى؟!!

خير أجناد الأرض حرباً وسلماً وبناءً وتعميراً


إن القلب ليحزن وإن العين لتدمع، وإنا على وقوف الاقتصاد على حافة الهاوية لمحزونون وهذا يعود إلى عدة أسباب منها:

1- كثرة الإضرابات والمظاهرات والاعتصامات والتوقف عن العمل مما أدى إلى توقف الكثير من المصانع واقترب التصدير من الصفر.. مما أدى إلى عدم الحصول على عملة أجنبية.. وبالتالى (تشريد) الكثير من العمال وازدياد عدد العاطلين عن العمل.
2- السكوت على استمرار الاستيراد الاستهلاكى لسلع يتم إنتاج مثيل لها بمصانعنا الوطنية وسندات شحن تقل عن القيمة الحقيقية للبضاعة والمحولة عن طريق البنوك (تهربا من سداد الجمارك والضرائب والرسوم) المستحقة الحقيقية على البضاعة التى تم استيرادها مما أدى إلى كساد المنتج المصرى وضعف النشاط الاقتصادى فى السوق المصرى لتحول 90% من إجمالى المبالغ المحولة للاستيراد إلى اقتصاد خفى.. ولا يخفى على أحد أن الاستيراد الاستهلاكى سوس ينخر فى عظام الاقتصاد وعلى مدار 24 ساعة يومياً، والذى أفرز لنا العديد من المشكلات التى يتوجع منها الاقتصاد منها:
أ - عدم المساهمة فى سد العجز فى الموازنة العامة للدولة.
ب-زيادة التراجع فى الاحتياطى من النقد الأجنبى.
* إن إعادة بناء الاقتصاد يبدأ من محاربة الفساد فى كل المواقع وذلك بإنشاء هيئة مستقلة لمحاربة الفساد.
* عودة سواعد الشباب إلى المصانع وزيادة معدلات دوران الآلات مع زيادة ساعات العمل.
* وضع خطة لإعادة بناء الإنسان المصرى يتكاتف كل من المؤسسات التعليمية والإعلام بكل وسائلة المرئية والمسموعة والمقروءة وأيضا دور العبادة فى بث روح الانتماء إلى تراب الوطن فى كل أفراد الشعب بمختلف أطيافه.
* إننا قادرون على عبور هذه المرحلة فإن مصر بها خير أجناد الأرض حرباً وسلماً وبناء وتعميراً.. ولنا إن نشكر العلى القدير على ما نحن فيه من عدد الموارد البشرية (أساس البناء وتنمية الثروة فى كل أشكالها).. هيا بنا نعود إلى البناء والله الموفق.

الانتخابات البرلمانية وبداية تصحيح الفترة الانتقالية


يوماً بعد يوم يُثبت الشعب المصرى، أنه شعب مختلف وأن جينات العظمة متأصلة داخله وأنه قادر على إبهار العالم بأفعاله التى لا يتوقعها أحد وأن حالة السلبية وعدم المشاركة السياسية لغالبية الشعب المصرى فى العهد البائد كانت بسبب فقدان الثقة فى نظام المخلوع مبارك، الذى مارس كل أنواع التزوير والتلفيق والرشوة والبطش فى كل الانتخابات التى تمت فى عهده الأمر الذى جعل الجميع يشعر بأن صوته ليس له قيمه فكان قرار الشعب عدم المشاركة. وفى أول انتخابات برلمانية بعد ثوره 25 يناير التى أبهرت العالم فى سلميتها وقدرتها على إسقاط نظام فاسد فى عدة أيام، ورغم سوء إدارة المرحلة الانتقالية من قبل المجلس العسكرى وعدم تحقيق الكثير من مطالب الثورة والثوار، ورغم حاله الانفلات الأمنى المُتعمد فى كل أنحاء البلاد وترك البلطجية يمرحون ويهددون أمن الوطن والمواطنين، وحالة التخويف المستمر لعدم الخروج للانتخابات بدعوى أن لجان الانتخابات ستشهد حمامات من الدم، إلا أن الشعب المصرى عاد ليكشف عن معدنه الأصيل وعن تفرده وأنه شعب يستحق أن يكون أفضل بكثير مما هو عليه الآن فهب الشعب المصرى دون خوف من تسع محافظات فى المرحلة الأولى للانتخابات عندما شعر بأن صوته له قيمه وأنه صاحب الكلمة العليا فى تحديد مستقبله فجاءت طوابير الحرية التى امتدت لمئات الأمتار أمام لجان الانتخابات والتى ضمت كل الأجيال فى صورة مضيئة للشعب المصرى أشاد بها العالم، ورغم السلبيات البسيطة فى المرحلة الأولى والتى يمكن تداركها فى المرحلة الثانية والثالثة، وبغض النظر عمن يحصل على الأغلبية فى هذا البرلمان فالصندوق الانتخابى هو الفيصل طالما ارتضينا وآمنا بالديمقراطية، فإن هذه الانتخابات وهذه المشاركة الكبيرة من قبل الشعب المصرى والتى قد تصل إلى أكثر من 70 % وهو ما لم يحدث من قبل فى مصر أو العديد من دول العالم الديمقراطية، تُمثل بداية لترسيخ الديمقراطية واستعادة المصريين لوطنهم وبداية لبناء مجتمع يؤمن بالحرية والديمقراطية، مجتمع يحترم حقوق المواطنين ويعتبرهم ثروة قومية كبيرة لو أُحسن استغلاهم ووضع الشخص المناسب فى المكان المناسب، مجتمع يؤسس لدولة قوية على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. وحتى يتحقق ذلك فإننى أدعو أبناء وطنى أن نتكاتف جميعا وأن نبذل كل ما فى وسعنا لاستكمال الانتخابات من أجل مصر التى هى أكبر من أى تيار أو ائتلافات أو أحزاب، مصر التى تستحق أن تكون أفضل بلاد الدنيا.

قلبى عاشق


قلبى عاشق مش جبان
بس علشانِك هاغيب

مهما أقرَّب مش هابان
مش هازودلك لهيب

قلبى كان بانى سدُّه
والطوفان جه يهدُّه
لسَّه واقف كلى ضدُّه
بمنتهى الشوق والحنان

اللى واصل بينّا حاسُّه
بس قلبى بيِعْلَى حِسُّه
لما جرحُه هوى يمِسُّه
غنوته تِمْلَى المكان

قلبى عاشق مش جبان
بس علشانِك هاغيب

مهما أقرَّب مش هابان
مش هازودلك لهيب

اعتصامى خلاص بافُضُّه
بعد ما وصَّلت ردُّه
واللى باقى فْـ قلبى وِدُّه
هاعيش عليه باقى الزمان

بس ما تحاسبيش جنونى
لما تشتاقلك عيونى
واتخنِق من وِِسْْع كونى
والْقَى رُوحِى فى الميدان
...
...
قلبى عاشق مش جبان

الحرية والعدالة.. والحاجــة "شمــعة"!


شعور غريب انتابنى مع ظهور النتائج المتعلقة بالجولة الانتخابية الأولى، والتى شهدت تفوقاً ملحوظاً للتيارات الدينية، بزعامة الإخوان، ولا نستطيع أن نغفل الخبرة والدراية لدى الجماعة بكيفية إدارة الأمور فى الأروقة السياسية، بما تحمله من أساليب مستقيمة أو ملتوية أو حتى "ميكافيلية" ثم نختزل كل ذلك فى استغلالهم للبسطاء فى الاعتماد على الوازع الدينى للوصول إلى تلك الكراسى.

لكن كل هذه الأفكار كانت قد طُردت من مخيلتى وظل هاجس واحد هو المسيطر عليها.. فلا أدرى لماذا قفزت فجأة فى تلك اللحظة صورة لحلقة قديمة من حلقات "واحد من الناس" التى كان يقدمها الإعلامى عمرو الليثى ويستعرض فيها بعضاً من الحالات الإنسانية التى وصل بها النظام إلى حال لا يسر حتى أعداء هذا الوطن، وكانت إحدى هذه الحالات بالذات هى التى مرت أمامى والخاصة بسيدة تدعى الحاجة "شمعة" وكانت تعمل فى المدابغ إلى أن فقدت بصرها وأصبحت رهينة للمحبسين "ظلام عينيها والغرفة التى تؤويها".

ولا أزال أذكر أكثر جملة اعتصرتنى فى هذه الحلقة حين ذكرت أن ابنها رقيق الحال أو كما قالت باللفظ "ارزقى" ولديه من الأبناء سبعة ولن تحمله ما طاقة له به من إعانتها.

فى ذلك الوقت، وبينما كان سيادة المستشار يذكر نتائج الفرز، تذكرت ما أفرزته حقاً هذه الانتخابات من ضآلة فى الرؤية بالنسبة لى وكل الرفاق الذين نسينا كم من "حاجة شمعة" انتقل ذنبها من رقبة النظام الآفـل – ليس فقط إلى رقاب الإخوان أو من معهم فى المجلس - وإنما إلى رقابنا نحن الذين انشغلنا بالمواد الدستورية والنزاعات الطائفية المقيتة واستعراض كل جبهة لقوتها والاستعانة بقوى خارجية إن اضطرتنا الظروف.

كلنا تطرقنا إلى هذا فى سبيل أن نرى أننا أكثرية فى المجلس، وكأن مجلس الشعب لا يعدو أكثر من دوار فى صعيد مصر تستعرض فيه العائلات عددها وعتادها وقوتها وسطوتها.

جميعنا اشتركنا فى الالتفات إلى غنائم "غزوة أحد" وانتقل الصراع إلى "تحرير وعباسية" "ودينية أو مدنية" ومجلس رئاسى أم استشارى!! ونسينا كلنا أو تناسينا وتجاهلنا كم من ساكنى العشش والمقابر والأحياء الآيلة للسقــوط لا يهمهم شكل الدستور القادم ولا موقف الجيش فيه، بقدر ما ينتظرون منا أن نضىء من أجلهم فى هذا الوطن..
شمعـــة!

أقرب منك ليكِ


ياه أشعر بأننى حزينة ومحبطة من كل شىء، ولكن لا أعلم لماذا؟؟ على الرغم أن حالى هو حالى أشعر بالملل، ولكن ما الحل لا أعلم ؟

أنا عندى فكرة إيه رأيك نفكر مع بعض، لأ لأنى لا أعرف لماذا يراودنى هذا الشعور، خلاص استغفرى ربنا وقولى يارب، ياه هو أنا بقول غيرها ولكن بجد تعبت، ماشى براحتك عندما تريدى أن تتكلمى فأنا موجودة إذا لم تريدى، فالصمت حلاً لكى بدلا من ازعاجى، إيه أنتِ ضايقتى منى ولا إيه، لا والله، ولكن إذا كنتِ لم تريدى أن تتحدثى عما بداخلك معى وأقولك سبب حزنك إيه تقولى لا أعرف خلاص كيف أقدم لكِ المساعدة وأنا لا أعرف ما بكِ، خلاص أنا هقولك أنا حاسة أنى مش لاقية نفسى فى حاجة أو بمعنى أصح أنا مش عارفة أنا عايزة إيه تعرفى أنت غير قادرة على فهمى وشكلك تعبتى منى، لا والله بس أنا عاجزة إن أفهم ما بكِ أنا عندى فكرة أكيد هتساعدك طب قوليها مستنية إيه.

إيه رأيك تذهبى إليه؟ لمين؟ اذهبى اتكلمى معاه وفضفضى هو الوحيد اللى هيفهمك احكيله واشيكيله عن حالك أنا مش عارفة بتكلمى عن مين؟

أنتِ مش عارفاه دا أقرب منك ليكى، مين بابا دا مسافر،، لا يا بنتى آه قصدك أخويا دا مكبر دماغه منى ولم يفكر يوم يسمعنى بجد تعبتنى يعنى أنتِ بتقولى إنك على طول بتقوليها ولما بقولك اذهبى إليه مش عارفة قصدى مين فكرى مع نفسك وردى عليا، ياه انتى كمان بتضايقنى ومش عايزة تقوليلى مين خلاص مش عايزة اعرف براحتك سلام.

لا استنى طب إيه رأيك لما أساعدك وأقولك حاجات عنه أكيد هتعرفيه، ماشى أقولى كل يوم بتكلمى عنه، مش عارفة، هو الوحيد أن قعدت عمرك كله تشكى وتفضضى عن ما بداخلك مش هيمل ولاهيقولك كفايا، آه دى طبعاً أمى.

لا يابنتى لسه مش عارفاه سبحان الله، طب قولى حاجات تانية، ماشى الوحيد اللى هيحل مشاكلك من غير مقابل، أكيد بابا بس قولتلك مسافر، ما أنا عرفت إنه مسافر أنتِ إزاى مش عارفاه بجد سبحان الله خلاص أنا تعبت وهقولك مين اللى يسمعلك من غير مايمل وإن فضلتى طول عمرك تشتكى مش هيمل بل هيساعدك وهيعينك وهيدلك على طريق الخير ومش هيستنى مقابل منك مين يقدر يعمل كل داه هو يعنى فى غيره ربنا فسواء أمكِ أو أبوكِ أو أخيكِ قد يفعلوا شيئا ويعجزوا عن أشياء أخرى، ولكن الله هو وحده القادر على كل شىءـ لأنه ليس كمثله شىء فى الأرض ولا فى السماء، ولكن أنا مستغربة منك قولتلك قولى يارب كان ردك عليا بانفعال وقلتى هو أنا بقول غيرها، ولما اقلتلك اذهبى إليه فضلت تسألى هو مين وفضلت أعيد وأزيد وأقولك سبحان الله ومازلت تسألى عنه أنا كان قصدى تروحى تصلى وتسجدى، لأن قد ورد فى الأثر أن: "أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد، فأكثروا الدعاء ".

وقربتلك المسافة وقولتلك هو أقرب منك ليكى ونسيت قول الله وتعالى: (وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيد).

ِ فأردت أن أقولك ولله المثل الأعلى أنه من الممكن أن تجدى من تتحدثى معه ولكن قد لا يفهمك وقد تجدى من يفهمك، ولكن لا يستطيع أن يساعدك ولكن الله وحده يسمعك ويفهمك ويساعدك ويسعدك كما قال الله تعالى(وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِى عَنِّى فَإِنِّى قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ).

طوابيرك يا بلادى


طويلة طوابيرك يا بلادى من العجوزة للمعــادى
كل أزمه نقول دى عدت جات أنابيبها السنادى
واقفة ناس طول النهار ناقصة تشحت بالأيادى
ست حامل خايفة تولد واللى سايبة رضيع ينادى
واللى حاله يا خوى معطل واللى قال سابنى معادى
واللى غايب من وظيفته عشانها خدناها اعتيادى
نفسى ألقى أى خدمة من غير عذاب أقصى مرادى
ولا َّشىء مكتوب علينا؟! والطابور لينا ازديادى
واللى واخد فوق نصيبه لا هامه جدى ولا دادى
أنابيبه توصل حد بيـته وسعادته قاعد جوا نادى
بالكوسه يا با يمشى حالك ننسى المبادئ كله عادى
ولاّ الطابور رمز التلاحم؟! والمرور راح يبقى هادى
طوابير لغاز طوابير لعيش مش لاقى وقت أكفى زادى
دا الدعم شىء ملموس حقيقى لحمة وعلاج كافيار زبادى
لو جبنا أنبوبة تزغرد بنت الحلال تسعد فؤادى
جوزى جاب أنبوبه يامَه وجات الجيران هنت ولادى
واللى قال جابها بواسطة واللى قال ساكن قصادى
كان صبور طول الطابور استنى دوره غاظ الأعادى
طابورنا طويل حادى بادى من العجوزة للمعــــادى

كفاية كلام.. نريد عملا


إن ما يحدث على الساحة السياسية المصرية يصيب بالغثيان والملل والضجر، قلنا د. الجنزورى جاء لينقذ ما يمكن إنقاذه فرأينا السكاكين والسيوف تشحذ لتأخذ نصيبها من النهش والتقطيع فى الرجل!
مين يمسك الوزارة؟؟؟ تسمع: أى حد مين؟؟؟

فيه شخصيات كبيرة وكثيرة قادرة على ما لم ولن يقدر عليه الجنزورى صاحب العقلية الرجعية القديمة اللى ميعرفش حاجة فى الاقتصاد ....
يا سادة...... لقد تحولت القنوات الفضائية إلى أسواق كلامية ...الكل يتكلم ويدلى بما لا علم له .....وبما له به علم، كلام فى كلام .......اسمع تنظير لا حد له.....
لا جدوى منه ولا طائل...

أرجو من هؤلاء الذين لا يكفون ليل نهار عن النعيق والنقيق على الفضائيات.... بل الفضائحيات، مسارح البهلوانات.... أن يغضوا البصر......... ويحبسوا ألسنتهم عن الرجل الذى شمر ذراعيه لإنقاذ مصر ....... وأؤكد لهم أن كمال الجنزورى - وإن كبرت سنه - قادر- بإذن الله - على العبور بهذا البلد من هذه الظروف الصعبة..

يا أصحاب الألسن التى لا تكف عن الكلام........... سيأتى اليوم الذى تنافقون الرجل...... وتقولون معسول الكلام ولات حين مسمع!!!

ديمقراطية


ديمقـــراطية ديمقــراطية
أيــــــــوه هى ديمقراطية
ديمقــــراطية بس هـــــى
ع الطــــريقة الأمـــريكية

إسرائيلــــــى احتل دارك
قـــوم وقــــدم لــه التحية
سيب له دارك باختيارك
خلى عنــــدك مفهوميــة
أصل مهما يكون قرارك
النتيجـــــــــة هــى هــى
هو مـــــات أسود نهارك
أنت مت ملكش ديــــــة

أمـــا لــو فكــــرت نوبة
قلت أجيب حقى بـإيديا
والشيطان قـــالك بطوبة
تخــــزى عين السمّاوية
تلقى فوق راسك عقوبة
من الحبيبـة الأمـريكـية
وإن مــا قلتش يـابـا توبة
تبقى أمـــك إرهـــــابية

إسرائيل تسرق وتنـــهب
بس غلبانــــــــة وضحية
إسرائيل تهــــدم وتضرب
مش جــــــرايــــم إنسانية
إسرائيل بــالكـــدب تكتب
ألف فـيـــلم وتمثيـــليــــة
وإن تــلومـها وللا تعتب
يبقـــــى منــــك للسامية

الفلسطينى اللــى صابـــــر
نص قــــــرن ع الأذيـــــة
فيها أيــــــه لــو تنو صابر
نص تــــانى ويبقــــــو مية
واليهــــودى ابـــــن الأكابر
يبنى دولـــــــــة صهيونية
واللــــى يبقى ساعتها فاكر
يبقــــى يــــرفع كام قضية

مصر ضاعت يا أولاد الحلال


فوجئت زوجتى بجارتنا أم زياد تطرق بابنا فى ساعة لم تكن تأتينا فيها من قبل، وأم زياد نموذج للمرأة المصرية بنت الريف الحيية والمتدينة بفطرتها والتى يقطر قلبها حبا ونقاء، كان وجه أم زياد قلقا على غير العادة وسألناها عن السبب... فقالت بحسرة: مصر ضاعت.. ثم استطردت: ألا تشاهدون الفضائيات، ألا تقرءون الصحف!؟ مصر تنهار كنا نتطلع إلى المستقبل فإذا بالحاضر يتبدد، لقد أراد زوجى أن يصطحبنى لشراء بعض الملابس فطلبت منه التمهل فربما أُجبرت على ارتداء النقاب بعد وصول الإسلاميين للحكم، وتساءلت مستنكرة... هل يعقل أن نترك البلد ليحكمها المتطرفون ونعود مرة أخرى لنمتطى البغال والحمير بعد هدم المتاحف وإغلاق البنوك، وتدمير السياحة والزراعة والصناعة والاقتصاد وبعد الاقتصار على تجارة السبح والطواقى والجلاليب والمسواك!! من منا يرضى بخراب مصر.. وضعت أم زياد يدها فوق رأسها وأطرقت ببصرها إلى الأرض فأدركت زوجتى أن المسكينة قد وقعت أسيرة لحفنة من الأوغاد خريجى مدارس الأبالسة والذين مكنتهم قدراتهم على النفاق من الالتحاق بالإعلام المسعور ليتصدروا المشهد الإعلامى رغم جهلهم الشديد وثقافتهم الضحلة، فراحوا يطاردوننا من خلال نوافذهم المشبوهة ليل نهار لا يخجل أحدهم لحظة من ممارسة الكذب والتضليل وتزييف الحقائق وترويج الشائعات، وتصوير مصر على أنها مرقص وملهى ليلى وماخور لشرب الخمر والغناء والرقص، وراحوا يتلاعبون بمشاعر البسطاء وترويعهم من المستقبل المظلم واللعب على وتر الاستقرار الذى سنفتقده بعد وصول الإسلاميين للحكم والصدام مع الشرق والغرب، وراحوا يتهمون الإسلاميين بتهم مضحكة تارة ومبكية أخرى مثل التأثير على الناخبين بالسكر والزيت وأطباق البصارة!! وقاموا بتسليط الأضواء على أى مخالفة لأنصار المرشحين الإسلاميين وتركوا مخالفات الآخرين مهما كانت فداحتها، لم يتحدثوا ولو مرة عن ثقافة وفكر وخبرات مرشحى التيار الإسلامى، كما تحدثوا عن أفكار وانفتاح الآخرين، طمست أبصارهم فراحوا يتهمون الشعب بالسذاجة وبالغباء وهو نفسه الشعب الذى كانوا يتغزلون فيه قبل سويعات من ظهور نتيجة الانتخابات التى حسمها الشعب لمن تواصل معهم من خلال الشارع وليس عبر الشاشات، لقد فضح هؤلاء أنفسهم عندما أشادوا بقدرات أبو الفتوح على قيادة حكومة انتقالية وإشادتهم بكفاءته ثم باحتفائهم بمصطفى النجار، وبنجاحه الساحق فى الانتخابات، وما كانوا ليفعلوا ذلك إلا بعد خروج الاثنين من جماعة الإخوان وكأن المشكلة فقط فى اسم الجماعة ومرجعيتها الإسلامية التى تزعجهم.. كانت زوجتى تتلعثم وهى تحاول تصحح المفاهيم المغلوطة لجارتنا فإذا بأصوات هادرة لمسيرة حاشدة من الشباب والشيوخ، من النساء والأطفال يجوبون الشوارع ويغنون بلادى بلادى لك حبى وفؤادى، فأسرعت زوجتى وجارتنا إلى الشرفة، ووقفت أم زياد منبهرة بالمسيرة ومدى التنظيم الرائع للشباب الذى يفرح القلب والفتيات اللائى لا يختلفن شيئا عن كل المصريات سواء فى الوطنية والانتماء أو فى التدين الفطرى وعرفت جارتنا أن هؤلاء هم "الإخوان المسلمون" يقومون بالدعاية الراقية لحزبهم "الحرية والعدالة" فأسرعت جارتنا بالانصراف ووقفت زوجتى تتابع المسيرة وأدهشها وجود أم زياد بين فتيات المسيرة تشد على أيديهن وتدعو لهن بالنجاح والتوفيق.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem