الخميس، 20 أكتوبر 2011

لملم جراحك يا وطن

لملم جراحك يا وطن لسه طريقنا طويــــل
الجرح مش راح يدوم ما دُمت فيك الحيــل
طول ما دراعك عفى وفيك جمال الــروح
شمسك هاتطلع يوماتى فوق شطوط النيــل
......
لملم جراحك وهات ايدك معايا وقـــــــــوم
دا احنا انتصرنا يادوب فايت عليه كام يـوم
لسه الصبايا يا دوب بيفرقوا الشربــــــــات
والشمس لسه هاتطلع بين ضباب وغيــــوم
......
لملم جراحك ولم زبالة الأيـــــــــــــــــــــام
خلى طريقنا جميل لسه الأمل قـــــــــــــدام
كوم الزباله كبير لكن ها نقضى عليـــــــــــه
ونعيش بقيت عمرنا فى نور وخير وســـلام
......
مفيش فى زمن النضال حلاوة من غير نــار
لازم تكون يا وطن وقت الآلام صبـــــــــــار
ياما اتجرحنا كتير ودوينا ياما جــــــــــروح
ووقعنا ياما وقومنا نكمل المشـــــــــــــــــوار
......
هانت وفاضل على بلوغ الأمل شبريـــــــــن
واحنا كتبنا التاريخ بأيدينا من ساعتيــــــــــن
مدام استجاب القدر لإرادة الثـــــــــــــــــــوار
قوم يا وطن وابتسم وافرح مع الملاييـــــــــن
......

هز الهلال يا وطن واطلع لزمن النـــــــــــور
دار الزمان دورته واحنا علينا الــــــــــــــدور
نفرح ونبنى ونعلا لفوق كمان وكمــــــــــــان
ونلبس اللى ظلمنا و زلنا طرطــــــــــــــــــور
......

يا أم الشهيد

يا أم الشهيد افرحى ابنك ضحى بروحة عشان يحمينا رفع صوته بكل شجاعة وقال عايزين حقوقنا اللى لينا هتفضل صورته محفورة فى قلوبنا وده أبسط حقوقه علينا ولو حقوقنا رجعت لنا يبقى هو السبب وهتبقى بفضله علينا كل واحد فينا أب ليه وكل واحد أم ليه وكلنا قلوبنا علليه حزينة.

مات عشان حاجات ما قدرناش نطلبها من زمان ومن خوفنا من اللى سرقونا جرينا لكن هو وقف وبأعلى صوت قال عايزين من حقوقنا وبإيده حقق أمانينا قال للظالم قوم إرحل وقال للفاسد من الميدان مش هنرحل غير لما تعملوا شىء يرضينا أبنك حقق مطالبنا ومشى اللى نهبنا وجمعا وجابنا وصحى ضميرنا فينا.

فكر اللى ناسى وحنن اللى كان قاسى وقال لهم ده بلدنا ومش هتعلى غير بايدينا ولو عيشنا هنلاقى بكرة جو نضيف والفقير يلاقى الرغيف ولو متنا كفاية الناس هتفتكر أسامينا وفعلاً لما مات كان قلوبنا هى اللى ماتت ودموعنا نزلت وحدها وكلنا عليه بكينا ابنك ضحى بعمرة عشان الشعب يعيش وعشان هو صح اتعاطف معاه الجيش ومسك بلدنا لغاية ما يسلمها لإيد أمينة مقدرين حزنك عليه. وعارفين قد إيه موته جرح قلبك زى الشخص المدبوح ومدبوح كمان بسكينة بس فرحة كل واحد كان محتاج حقوقه والفضل يرجع ليه لإن أحنا كتير من الظالم اشتكينا وكل إيد دلوقتى ى مصر بتترفع تحمد ربها الأول وكفاية أن كلنا فى سجودنا ليه دعينا.

فى رثاء صديق

يابن آل شعيب
ليس من العيب أن تموت
ولا أن تحشر إلى بارئنا
مكفناً فى تابوت
فالرحيل من عالم القهر
فى زمن السكوت
شرف لا يدانيه
إلا ثورة مقهور
فى وطن مكبوت
يستر اللص وأتباعهِ
خلف أوراق من توت
ويحصد ثمار عرق
لشعب تحت حكم ممقوت
أى صديقى
سآتيك بالبشاره يوما
بإذن خالق الملكوت
يوم يصحوا موتي
يعيشون خلف جدران البيوت
أدمنوا صبراً، وعاشوا أعمارهم قهراً
فى إنتظار أمل أمام اعينهم يموت
وجلاد كماجنة
يعبث بعقولهم فى جبروت
منتهاه سُلطة بلا ثمن
فلا عدل ولا كرامه وإنما
حُكْم بما أمر الطاغوت
أى صديقي
هبَ الغفاة من المرقد
كطير يسمو فوق الضغائن نسرا
نفضوا غباراً عن متحف للأحياء
أخفى فى ثناياه تبرا
وقيداً أثقل الكواهل
وحاكما أمعن فى قلوبنا طعناً
كسروه ،
ولفظوا من كان ممسكا بيديه رمحا
تتجلى بميدان الكرامة آيات الشجاعة
لشعب بينه والبطولة جسرا
أقام على ثراه حضارة
وآمن بالواحد ربا
وهلال يعانق فى الفضاء صليبا
كأمعاء فى جوف مخلوق مكرما
رغم كيد الحاقدين
وإن طال أمدا
ستبقى البلاد لنا موطنا
سيبقى التاريخ للمجد مدونا


امتى يا مصر

صورة امتى يا مصر الأمن هيرجع لينا تانى
مش بقصدك لأ
أنا بقصد أمن الولاد أمن البنات أمن المعانى
امن الكلمه لما اقولها بلسانى
يعنى الكلمه متكونش سبب ظلمى وآلامى
يعنى لما اقول مخافش واعرف اقول تانى
يعنى اعبر ع اللى جوايا وأقول اللى نفسى فيه
يعنى لوشوفت غلط أقول غلط مش أدارى فيه
يعنى لو حاسس بظلم اتكلم
مش اسكت وأنا بتألم
ومن حقى كمان لما اتعب أحس براحه
ولما اشهد أشهد صراحة
مش ابقى خايف ومتكلمش
مع إنى شايف بعنيا دول
لكن بدارى ومعرفش أقول
عشان بخاف ومبتكلمش
من حقى أعرق وألاقى تمن عرقى
مش أبقى عايش مهموم أنا بقلقى
قلقان ع المعيشه ومش عارف ايه هيحصل
دا زمان بحبر وريشه كان الكلام بيوصل
دلوقتى مهما آهاتى اكنى بكلم نفسى
وخايف أقول هاتى تقولى طب أودى ايه لنفسى
وكل واحد خايف مصيره
ومش عارف بس ازاى يعيش
ولا عمر حد فكر لغيره
وشايف لنفسه وغيره مفيش
نفسى بس ف حاجه واحده
نفسى يبقى بنا وحده
وتبقى كل أحلامنا واحده
صدقنى بكره تحس الأمان
وتندم معايا ع اللى كان
من غير ما تبقى إيدينا واحدة

كيف أنساها؟!

عدت إلى المنزل بعد عناء يوم دراسى طويل، فوجدت بالمنزل المواجه لنا عامل بناء، طاعنا فى السن، يقوم بنقل طوب حرارى إلى داخل المنزل.. ولكن الغرابة كانت تلك الطفلة الصغيرة التى كانت معه. فى البداية اعتقدت أنها حفيدته، ولكن بعد ذلك، عندما حدث ما حدث عرفت أنها ابنته.

طفلة تبلغ من العمر حوالى خمس سنوات، يبدو عليها الإرهاق والتعب وسط ثوب مهترئ يكاد يسقط منها لنحافتها.. نعم طفلة صغيرة مملوءة بالبراءة، فإذا نظرت إليها ينتابك إحساس غريب، ذلك الذى ينتابك عند رؤية شخص ما لأول مرة فتحفظ ملامحه عن ظهر قلب فإذا رأيته بعد ذلك ستتذكره بدون شك.. تقرأ فى عينيها الكثير من المعانى والمشاعر، ما بين الحزن والانكسار والإهمال، والخوف من شىء ما، لكن ما هو؟ لا أحد يعلم. كانت أمل تساعد والدها فى حمل الطوب حتى امتلأت يدها بحمرته.

ظللت أنظر إليهما من شرفة حجرتى حتى وجدتها تتجه نحو منزلنا، فأسرعت نحو الباب، فإذا بها تطلب كوبا من الماء لكى يشرب أبوها، فأعطيتها الكوب وسألتها عن اسمها، فردت باستحياء وعيناها تتحاشى النظر إلى.. فأردت أن أفعل أى شىء يسعد قلبها فأعطيتها جنيها، فأخذته وجرت نحو أبيها وقد تساقطت منها قطرات الماء.. أخبرت أمل أباها أنها تود شراء حلوى من المحل الواقع على الناحية الأخرى من الطريق الممهد للسيارات، لكن والدها رفض ذلك قائلا: (لن تذهبى إلا بعد انتهاء العمل)، فعادت أمل إلى يأسها مرة أخرى.

لم أفارق الشرفة أبدا طوال عملها هى وأبيها فى المنزل المواجه لنا. فعندما انتهيا من العمل أسرع الأب إلى المنزل وترك أمل بمفردها، أسرعت أمل لكى تعبر الطريق كى تشترى ما تريده، فإذا بسيارة ضخمة تصدمها، فاستلقى جسدها على الطريق وتجمع الناس حولها.. فأصابتنى حالة من الجمود، تلك التى تصيبنى عادة عندما يحدث شىء مفاجئ أو مفزع، ولكننى فجأة اندفعت نحوها فوجدتها مستلقاة على الطريق والدم يسيل من رأسها ويملأ شعرها الأشقر الطويل ومازالت ممسكة بالجنيه فى يدها.


فضفضة

تعالى صديقى نتحاور
ونتناقش ونتجادل
نبدل كرسى بالكرسى
وللأفكار نتبادل
افضفضلك تفضفضلي
وأقول ما عندى تسمعلي
واسمعلك
تخلى بلدنا فوق راسك
وفوق راسى
يشق الأرض محراتك
والملمها كده بفاسي
ونروى الزرع بعرقنا
ونحصد قمحنا الكاسي
ونقسم عيشنا بايدينا
ولا فضلك ولا فضلي
دا فضل الرب غطانا
وخلى الزرعة دى تكبر
بدرنا الحب وروينا
وباسم الله بنكبر
دا ربك ربنا الرازق
وخيره عليك اهو فاض لي
انفضلك تنفضلي
ما عاد ينفع خلاص بينا
وافضل لك وافضلي
حوار مفتوح بيجمعنا
افضفضلك تفضفضلي
وندى للحياة معنى


قلمى وصفحتى

أنت قلمى مدادك من شرايينى.. وأنت ورقتى صفحتك من داخل قلبى
فأنا لا يكون لى صباح بدونكم.. ولا مساء بدون سطوركم.. أنتم غذاء روحى الذى يحيينى والذى يمدنى بالأمل والحنين.. أفرغ طاقاتى على ورقاتى.. أبثها شجونى وهمومى وأهاتى وهى الوحيدة التى تسمعنى ولا مره تقول...أتعبتنى أو أحزنتنى أو أنينك قتلنى... بل تقول تابعى أنا معك ولك ومن أجلك إننى سأسمعك ما دمت تبثين لى لواعج قلبك وأنين جراحك فأنا بلسمك وأنا صديقك وأنا سرك الذى لا يبوح لأحد مهما طالت السنون ومرت معها القرون..
أنتى أحببتنى.. وأنا أخلصت لحبك وحفظت سرك وكنت ملاذك فى وحدتك والقلم مدادك فى غضبك وفى عنفوان حبك.. اكتبى ما تشائين وسطرى ما تحملين وأرسلى كلماتك لكل العاشقين.. ونبهى المتسرعين.. وأشفقى على الحالمين.. وبعد ماذا تريدين.. أنا صفحتك البيضاء فانقشى ما تشائين وارسمى المعانى كما تحبين
أنا بيضاء مثل قلبك مثل حبك..مثل نبضاتك مثل أكثر المتعطشين..

أخلص لمن يخلص لى وأفضح من يشاء هوانى والعبور على كياني..فأنا تماما مثل ما تسطرين....حروفك على صفحتى هى اليقين ومدادك فى قلمى هو كل الحنين ..أبثهم لمن تحبين....ليس سهلا على أن أتخلى عن المخلصين ولا أترك مكانى للمتطفلين...لى أصدقاء من كل العالمين أحبهم وأهواهم وهم لى متفانين
أحبك يا من تكتبين وأرحب بك متى تشائين وإلى متى تسهرين ؟
وإلى من سترسلين؟ فأنا معك بكل اليقين.. هويت كلماتك والناس شاهدين وعشقت حروفك برضا الآخرين ومدحت كتاباتك بناء على طلب المشاهدين وزرعت الأمل والبسمة فى نفوس الحائرين..فهل بعد هذا فى شك مما تقولين أو تكتبين...

أنا والقلم رفعنا اسمك إلى أعلى الجبين .. من خلالنا أصبح لك معجبين..وأحبك وعشق كلماتك الكثيرين..ومدح تعبيراتك كل فنان وأديب فهيم.

فهل أدينا واجبنا رغم كل المعارضين..وأعطيناك حقوقك رغم أكثر الحاسدين..ولأنك صاحبة القلم والورقة فنحن على يقين.. سيأتى اليوم وبكتاباتك ستبرهنين... عظمتك للآخرين وسيصبح قلمك حلم العاشقين.. وستصبح كلماتك فى ذهن الكثيرين ..وسيشار لك بالبنان من كل المعلقين..يا من أحببتنا ونحن لك كنا مخلصين.

صناع الفتنة

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها. نعم النسيج المصرى الفريد من نوعه فى العالم على مر العصور كان هدفا دائما لمن يريد إحراق الأخضر واليابس فى مصر، ولكن كل محاولات إحداث شروخ فى الجسد المصرى الواحد باءت بالفشل على مر العصور، والسبب بسيط جدا هو أن الشعب المصرى شعب متدين بطبيعته منذ آلاف السنين احتضن التوحيد من أيام الفراعنة واحتضن اليهودية بعد تدمير دولة داود واحتضن المسيحية منذ جاء القديس مرقس إلى مصر واحتضن الإسلام منذ فتح عمرو بن العاص مصر. عاشت الأديان الثلاثة فى وئام تام حتى حل علينا الصهاينة ببركاتهم وأفكارهم المتعصبة والعنصرية.

لاتتعجبوا هذه هى الحقيقة وبعد الثورة كانت إسرائيل هى أكبر الخاسرين لأنها خسرت أصدقائها وعلى رأسهم أعز الأصدقاء ومن بعد سقوط النظام البائد وهى تدس السموم وتصدر التعليمات لعملائها وتطلق الشائعات الجيش يفقد سيطرته على سيناء الجيش يفشل فى إدارة البلاد الثورة المصرية تتخبط الحكومة المصرية هزيلة. ويسارع صناع الفتنة لنسج معارك لأحداث شرخ فى مجتمعنا المصرى وعمل تصدعات فى وحدة النسيج المصرى مرة فى أطفيح ومرة فى إمبابة وأخيرا فى المريناب وماسبيرو فى أسوأ موجة من موجات الفتنة تشهدها مصر وما خفى كان أعظم.

اسمحوا لى أن أحاول معكم البحث عن صناع الفتنة فى مصر فى عجالة:
أولا: عزائى وحزنى على الدماء المصرية التى سالت فى أحداث ماسبيرو المؤسفة والمحبطة جدا فى أكبر موجة من موجات اعداء الثورة وفى أكبر تحدى لشعبنا العظيم، وخاصة مع اقتراب تحقيق الحلم فى بناء دولته الحرة الحديثة. وعزاؤنا أن هذه الأرواح المصرية الغالية لشهداء الحرية ما هى إلا ضريبة لحرية هذا الشعب.

ثانيا: الكل يفهم تماما تمسك الشعب المصرى بالدين السمح والوسطية والاعتدال على مر العصور سواء كنا أقباطا مسيحيين أو أقباطا مسلمين والمواطنة لا تفرق بين مسلم ومسيحى، ولكنها تساوى بيننا كمصريين. وما حدث ما هو إلا مخطط لإسقاط الدولة وهيبتها والعبث بأمن مصر ولن يستفيد منه إلا أعداء الوطن ولا بد من التحقيق وقطع يد العابثين بأمن مصرنا الحبيبة.

ثالثا: لابد أن نعلم أن الشعب المصرى شعب مؤمن بالله الواحد ومؤمن برسل وأنبياء الله ومؤمن بالكتب السماوية وبقدس دور العبادة ويقدس حق الجميع فى بناء دور العبادة وما يحدث من انتهاكات لقدسية هذه الرموز الدينية المقدسة لا يقوم به ولا يحرض عليه إلا متشددون متطرفون من الجانبين ولا أبالغ عندما أقول إن قوى خارجية لها دور فى هذا العبث وما هى إلا محاولات خارجة على القانون وتحتاج إلى رادع قانونى يضرب بشدة على أيدى العابثين.

رابعا: صناع الفتنة بعد الثورة هم نفسهم صناعها قبل الثورة هم نفسهم الفلول الضالة لحزب التوريث المنحل وأمن الدولة المنحل أيضا ولا أتعجب أبدا من تأثيرهم البالغ وخاصة أنهم مازالوا يهيمنون ويسيطرون على مفاصل مهمة فى الجهاز الإدارى والأمنى للدولة. ولابد من ضرب القواعد السرية للفلول الذين أعلنوا التعبئة العامة لمواجهة قانون العزل السياسى.

خامسا: صناع الفتنة هم كل رجل دين بدلا من يعتلى منبر مسجده أو كنيسته نجده يعتلى أكتاف الشباب الثائر ويقود مظاهرة أو احتجاج له مطالب سياسية وينتهى أمره بالاعتداء على بيوت رب العزة أو الاعتداء على حماة الديار المصرية.

لا يصح لرجل دين يدعو إلى ربه بالحسنى فى مسجد أو كنيسة ونرفعه على أكتافنا ليهتف ويهدد ويتوعد مستغلا العاطفة الدينية الجياشة للشعب المصرى.

سادسا: صناع الفتنة كل من يريد أن يناقش قضية فى الشارع ومصر مليئة بالمؤسسات الحكومية والأهلية والحقوقية والقانونية ليقطع الطرق ويعطل العمل ويمنع الناس من قضاء مصالحها ويتسبب فى اعتداءات بين من يؤيد ومن يعترض كما حدث مرارا وتكرارا.

سابعا: صناع الفتنة هم أنفسهم من يشككون فى نوايا المجلس العسكرى ويحرضون على ضرب رجال الشرطة العسكرية ويحرضون على كراهية الجيش وكأنهم مرتزقة استأجرتهم الدولة لحمايتها بكل أسف مع أن الجيش ما هو إلا أبناء الشعب المصرى العظيم.

ثامنا: صناع الفتنة مسئولين كبار فى الجهاز الإدارى للدولة لا تتسع صدورهم لمطالب الناس ولا يحترمون طموحاتهم فى أن يكون لهم مكان يعبدون فيه ربهم، وخاصة أن بناء دار للعبادة أفضل ألف مرة من بناء بيوت لأشياء تنافى أخلاقنا الدينية. وأنا لا أجد ضيرا من أن يكون فى كل شبر من أرض مصر مسجدا أو كنيسة بالعكس هى أماكن لإعلاء شأن الأخلاق الحميدة التى هى أساس أى تقدم (إنما الأمم هى الأخلاق) وما لدينا إلا مجموعة من الأخلاق النبيلة.

تاسعا: صناع الفتنة إعلام مستفز ويعالج قضايانا بطريقة تشم فيها الروائح الكريهة ونخب مهيمنة على الإعلام، بعضها يطالب بما هو استفزازى كمن يطالب بنظام المحاصصة والكوتة والفئوية على أسس طائفية، وآخرون يحملون المجلس العسكرى مسئولية ما حدث وهو الجهة المعتدى عليها والجهة المستهدفة من الاعتداء، وخاصة بعد التهديدات الموجهة إليه وآخرون يطلقون عليها حرب ماسبيرو أو موقعة ماسبيرو وما هى إلا تصريحات ومانشيتات مستفزة للمشاعر ومثيرة للقلق والخوف.

عاشرا: صناع الفتنة أيد كثيرة خفية فى الخارج ولها أذرع وذيول فى الداخل وهدفها معروف وهو فرض التدخل أو الهيمنة بحجة حماية الأقليات وهذا موضوع قديم، حديث ليس له هدف إلا حرق مصر وإحراج الجيش وتهديده ثم اتخاذه ذريعة للتدخل والهيمنة وهذا هو الخط الأحمر والموت لمن يتجاوزه وأقولها صريحة قطع لسان وزيرة خارجية أمريكا إن كانت قالتها "نحذر المجلس العسكرى فى مصر من تفاقم الأوضاع الدينية والضغط على الأقليات المسيحية فى مصر" "نحن نعرض على المجلس العسكرى الحماية والمساعدة بقوات أمريكية، لحماية دور العبادة الخاصة بالأقباط والمناطق الحيوية فى مصر" وهى تعلم تماما أن الشعب المصرى لا يقبل بالوصاية أو الحماية من أى كائن من كان.

صناع الفتنة كثيرون ولكن أخطرهم من تزداد هلوساته، كلما اقترب الشعب من استحقاقاته فى الحرية وانتخاب أو برلمان يمثلة لأول مرة فى حياته ويحاول بأى وسيلة منع هذه الانتخابات والسبب بسيط أن البرلمان الحر الذى سيختاره الشعب بإرادة حرة هو أول طريق الخلاص والحرية. صناع الفتنة كل من يتباطأ فى القيام بدوره فى واد الفتن وتوعية الشعب وإصدار التشريعات الأزمة لبناء دور العبادة وقطع يد مثيرى الفتن.

أنا محبط ولا أعرف ماذا أقول فى هذا الموقف الصعب جدا على كل مصرى يحب بلده الغالى مصر، ولكن رحم الله الشهداء والصبر والسلوان لأهاليهم وذويهم وهدانا الله نحن الأحياء إلى طريق الرشد والفلاح ووفق المسئولين عن هذه المرحلة الانتقالية فى الضرب بيد باطشة على أيدى صناع الفتنة وتطبيق القانون على الجميع والسير بخطوات ثابتة نحو دولتنا المدنية الحرة. ولعن الله صناع الفتنة.

فى حضن واحد

مهما زاد فى يوم دلالك = كل القلوب تشتاق إليكى
لمَّا فجرك طال غيــابه = والدموع جرحت عنيكى
والأمل خلوه سـراب = والهموم تقلت عليــكى
هب ابنك زى مـارد = جابلك الفرحة ف إيدكـى
قال بلدنا شعب واحـد = دمنا منك وفـــــيكى
لمََََا حلمك صار مكتف = والقمر طالع حزيـــن
واللى حبك واللى عشقك = عاش ضحية ومات سجين
حتى وردك كان بيدبل = والوتر يعزف أنيـــن
واللى خانك باع ترابك = ظلم باطش من سنيــن
راح منادى صوت بلال = والجرس دق الرنيــن
قال بلدنا تبقى حـرة = إحنا الأسود حامية العرين
هلال صليب رمز المحبة = والعلم تاج الجبـــين
لمَّا طيرك راح وهاجر = صوت الغنى فيكى اتخنق
واللى كان يمضى ويبصم = واللى زوَّر فى الـورق
حتى قوتك سرطــنوه = والسفينة تموت غـرق
شعر الضفاير قصقصوه = والقلب م الحزن افتــرق
هب ابنك خد بطـارك = والمجد عاد اللى اتسـرق
صليب هلال الحضن واحد = ما حد عن حضنه افترق

التطور الطبيعى للثورة

أضحك كثيرا حينما أسمع البعض يتسأل: "هل نجحت الثورة؟ و أضحك أكثر حينما يندفع البعض للإجابة بنعم أو لا.

الحقيقة أن الموضوع أكثر تعقيدا من أن يختزل الرد فى نعم أو لا، الثورة هى تمرد على وضع حالى فاسد، الثورة من شأنها أرساء قواعد لإنشاء مجتمع جديد، إذا كيف لنا أن نتحدث عن نجاح أو فشل فى هذه المرحلة.

المشكلة الحقيقة أننا نتخيل أن الثورة بإمكانها إحداث التغيير الشامل، سواء رضينا أم أبينا، إن التغيير الشامل لا يتم إلا من خلال عمل مؤسسى ممنهج.

لذلك الثورة لا تكتمل إلا من خلال العمل السياسى، صحيح أننا حرصنا كل الحرص فى الأيام الأولى من الثورة أن لا يتصدر فصيل المشهد.

لكن الوضع الآن يحتاج إلى أن يتحول هذا المد الثورى إلى انخراط فى العمل السياسى.

طبعا ما بين إضرابات إلى أحداث السفارة إلى إنفلات أمنى مزمن، من الصعب علينا أن لا ننشغل بهذه الأمور، لكن من العقل والحكمة أن ننظر إلى أين نمضى.

المشهد السياسى الحالى منشغل بشكل كبير بالرئاسة ومرشحى الرئاسة، المشهد الشعبى منقسم ما بين من يصر على استكمال المسيرة الثورية، وما بين من لم تعد تعنيه الأمور كثيرا، فانصرف بحثا على لقمة العيش.

الثائر دائما يزهد فى الحياة السياسية، والمواطن العادى منهمك فى متابعة الأحداث وتعاطى كل ما يفرضه عليه الإعلام.

التطور الطبيعى للثورة يلزمنا بأن نستخدم أدوات السياسة المتمثلة فى الانتخابات البرلمانية للدفاع عنها، ما بين الثورة والانتخابات الرئاسية مشوار طويل على الكل أن يكون جزء منه.

البعض يظن أنها إهانة للثورة، أن تنتهى بها الأمور فى صناديق الاقتراع، ما أشبه ذلك بقصة حب متوهجة تنتهى بالزواج، هكذا سنة الحياة، و كما قال الأستاذ إبراهيم عيسى: "الثورة شىء والسياسة شئ آخر، الأولى تحلم والثانية تتعامل مع الواقع".

لذلك علينا أن نتعامل مع الواقع، ومع أدوات التغيير المتاحة لدينا، البرلمان المقبل هو أخطر برلمان فى تاريخ مصر، إن لم نتيقن هذا الأمر ونشارك فى صنع هذا الحدث، فسأكون بكل أسف أول من يجيب بلا على من يسأل: "هل نجحت الثورة؟.

رسالة إلى الفلول

إياك تكون فاكرنى قفا
ولاّ فاكر اللى عملته من دماغى اختفى
ولاّ شكلك كده فاكرنى نسيت
نومتى ع الرصيف ونومتك ف الدفا

إياك تكون فاكرنى مغفل
وبالوضع القديم تانى هقبل
وهرجع أديلك من تانى صوتى
علشان بعد ما تنجح فيّا ما تسأل

إياك تكون فاكرنى هصدق وعودك
ولاّ فاكر كرسى البرلمان ورث عن جدودك
ولاّ فاكر إن البرلمان مايبقاش برلمان
إلا بحضور سيادتك وبوجودك

إياك تكون فاكرنى هعيد الكرّة
دا المؤمن ما بيتلدغش من الجحر أكتر من مرة
كفاية عليك دورك انتهى
مالكش مكان ف برلمان الثورة

روح الميدان

يذكرنى موقفنا حاليا فى مصر بقصة قصتها على جدتى (الله يرحمها)، حيث كان هناك مجموعة من البحارة ذهبوا للصيد فى أعالى البحار وعندما استقروا فى مكان وبدأوا فى العمل.

أخذ كل منهم فى استخدام صنارته فكان كل منهم يخرج نوعا من السمك وكمياتهم محدود فقال لهم أحد العقلاء على المركب ليرمى كل منكم صنارته ونعمل معا بالشبكة فيكن الصيد وفيرا ونستطيع أن نبيع كمّا أكبر، فأخذ الجميع فى اتهامه أنه يريد ذلك كى لا يعمل ويتقاسم معهم الصيد وانصرف كل منهم فى صيده وعندما أمسى عليهم اليوم وجد كل واحد منهم أنه قد اصطاد أنواعا مختلفة من الأسماك وكمياتها قليلة لا تصلح للبيع، كذلك الحال فى مصر اليوم كل فصيل فى حالة والكل ينظر إلى نفسه على أنه قادر على التغيير لوحده ونسوا أننا لولا اتحادنا وتصميمنا على هدف واحد فقط لا غير ما استطعنا الحصول على مكاسب الثورة حتى الآن، والتى قد تضيع بسبب الأنانية التى وصلنا لها فكل فرد فينا أصبح يبحث عن مصلحته فقط دون النظر إلى المصلحة العلبا للوطن التى هى من مصلحتنا فالمعلمون يضربون عن العمل وبعدهم سائقو النقل العام وقبلهم الأطباء وقبلهم موظفى المؤانى وغيرهم.

نريد أن نذكرهم أن الحكومة الموجود حاليا تسمى حكومة تسيير أعمال وأن جعلناها تفصل فى بعض الأمور وتأخذ قرارات فاصلة فأقل ما يمكن ان نقول ان ما نفعله الآن هو سمك لبن تمر هندى ( حمادة بالجنزبيل على رأى إتش دبور).

دعونا نتفق كما اتفقنا أثناء الثورة على مطلب واحد من مصلحة البلد كلها وليس من مصلحة شخص وبعد الحصول عليه نطالب بالآخر ونأخذ الاهم فالمهم وليس مطالب فئوية (مع العلم أن جميع المطالب مشروعة ولهم الحق الكامل فيها والذى نؤيده) دعونا لا ننظر تحت أقدامنا وننظر للأمام، فالمرحلة القادمة من تاريخ مصر سنتحمل نحن مسؤليته لأننا من المفترض الآن أصحاب القرار.

دعونا أولا قبل أن نكمل الثورة ونكمل تطهير البلاد من فلول النظام السابق الذين قد يكونون أشد ضررا من رؤوس النظام، دعونا نقضى على الرشوة والمحسوبية تماما دعونا نقضى على الانتخاب من أجل نصف كيلو لحمة وننتخب من أجل برنامج كامل من أجل المصلحة التى تستعم على الجميع ليس لمجموعة معينة.

كفانا اصطيادا للأسماك الصغيرة وهيا لنصطاد واحدة من الكبار.

ليلة سقوط الشاة

وسط الذئاب اللئيمة سقطت الشاة الجريحة
استلوا خناجرهم المسنونة من زمن بعيد
وفى مشهد مريب
اجتمعت قطعان الكلاب وقطعان الذئاب
وبدأوا فى التفاوض
ثم بدأوا فى العراك
كان الخلاف على من ينهش الجسد ومن يلعق الدماء
تجمعت بقية الكلاب والذئاب من كل الصحارى المحيطة
ولم تلبث الجوارح أن حامت مترقبة فى السماء
ثم خرجت الثعالب من الجحور تطلب نصيبها من الغنيمة
ومخلوقات غريبة وجوهها مكفهرة جاءت بسرعة من تحت الأرض
وبالطبع جاء الأعداء
وحتى من كانوا أصدقاء
وبدأ الجميع فى التفاوض
ثم بدأوا فى العراك
وطال العراك
وبدأت الروائح النتنة تتصاعد
فقد تحولت الضحية إلى جيفة
عندئذ انتهى العراك
وبدأ الجميع فى التهام الضحية متلذذين
الذئاب والكلاب والثعالب والجوارح والأعداء والأصدقاء

ريسنا



ريسنا فـــــى كـــــــل الأحوال
عــــــايزينه فـــــى العدل مثال
ولا يبدأ حكمه بطـــــــــــوارئ
ولا يفرض حظر التجــــــــوال
عـــــــايزينه ميسور الحـــــال
مش عـــــــــاشق للجاه والمال
متربى وعـــــارف أيــه معنى العيشة
مــــن قرش حــــــلال
عـــــــايزينه صادق لو قـــــال
بيجاوب علــــــــــى أى سؤال
لو يوعد بـــــالوعد يـــــــوفى
وبيفهم وطويـــــــل البــــــــال عــــــايزينه عـــــــدو الإهمال
ولكل عقدنــــــا الحــــــــــلّال
وبياكـــــل م الفــــــرن بتاعنا وبيسمع ثـــــــومــــــه ومتقال عــــــــايــــــزينه سهل بيتشال
مش ريس كــــــل الأجيــــــال
وعشان فى الكرسى مايلزقشى
الكــــــرسى عــــــايزينه تيفال عــــــــايزينه فــى عيد العمال
مــــــايرددش نفس المــــــوال
مـــــــايطسش فى الآخر منحة ويــــــاخـــــــدها عويس البقال عـــــايزينه فــــى العتمة هلال
لعـــــروبته مخلص ميــــــــال
ويـــدافع عن حق إخـــــــواتنا
مش صاحب لشاؤول وشاحال
عـــــايــــزينه شريف السلسال
ولاعـــــايـــــــز ولاعنده عيال
ولا عيلته بـــــــالكـــــــامل فيها بالصدفة حــــــــــد اسمه جمال

كل الأطراف خاسرة فى أحداث ماسبيرو

تنذر الأحداث التى شهدتها مناطق ماسبيرو وشارع رمسيس الأحد الماضى، بخطر داهم على الدولة، ولا أكون مبالغاً إذا قلت إن النتيجة فيها "لم ينجح أحد".

لم ينجح الأخوة الأقباط الذين لم يلتزموا بالقانون وبالقنوات الشرعية والسلمية لمطالبهم، بل سمعنا الكثير منهم يتحدث عن تدويل للقضية وطلب حماية دولية، وأرجو أن يكون هذا التفكير وليد غضبة لحظية وليس فكراً وهدفاً يسعون لتحقيقه، وأقول لهم إن الحماية لهم من داخل نسيج الشعب الذى قال فيه جمال حمدان إن روعة الشعب المصرى فى بنائه من مسلمين ومسيحيين يترابطون ويشكلون اللحمة والسدى لهذا النسيج.

ولم ينجح القائمون على السلطة من مجلس عسكرى ومجلس وزراء فى احتواء الأزمة فى مهدها، سواء بإيجاد الحل السريع والفعال بموجب الدستور والقانون لمشاكل الأخوة الأقباط العامة أو الحالات الفردية التى تظهر من آن لآخر، أو فى وأد أحداث أمس قبل انفجارها بحسن وسرعة التصرف وعدم الاندفاع مع المتظاهرين فى التهييج، فالحكمة كانت كفيلة بإنهاء الموقف سريعاً.

ولم ينجح الأخوة المسلمون الذين خرجوا لنصرة الشرطة العسكرية وقوات الأمن وكأن بذور الفتنة قد ترعرعت فى سويعات، وكنت أتمنى أن يخرجوا كدروع بشرية للأخوة الأقباط يبعدوهم ويحمونهم ويهدئونهم، ويحاولون تهدئة قوات الأمن والشرطة التى تعرضت للاعتداء حتى تسترد كياستها بدلاً من الانفعال.

لم تنجح للأسف التغطية الإعلامية المتهورة أو المغرضة من بعض الفضائيات.
وبعد رسوب الجميع فى تلك الليلة السوداء هل نتعظ ونتعلم ونتخذ من الرسوب بداية لطريق صحيح يتماشى مع الوحدة الوطنية الطبيعية للشعب المصرى التى تأبى الانفصال ولو كره الكارهون.

قبل أن ترشح نفسك لعضوية البرلمان

صورة البرلمااااااااااااااااان
أرجو أن تتذكر أن هذا أصبح تكليفاً لا تشريفا.. أصبح مهمة لخدمة الوطن فى واحدة من أخطر وأهم مراحله.. لم يعد مقبولاً أن تبحث عن خدمة أقاربك أو أصدقائك أو حتى جيرانك بل دورك أعم وأشمل وأسمى.. دورك خدمة أبناء البلاد جميعهم..

دورك وضع التشريعات التى ستسير عليها مصر فى عهدها الجديد.. دورك الرقابة الحازمة بغير روتين أو تعطيل.. دورك وزملائك طرح الأفكار والبحث عنها للنهوض بهذا الوطن.. لم يعد مناسباً أن تكون جل مشاغلك حضور مناسبات العزاء والأفراح.. لم تعد بطولتك أن تتوسط لإخراج واحداً من أهل دائرتك من قسم شرطة.. فما نريده إعلاء دولة القانون.. لا تدافع إلا عن الحق ولو كان عليك فى ذلك لوم فلا تخشى فى الله لومة لائم.

إياك واستخدام أساليب ملتوية للوصول إلى البرلمان.. إياك والرشوة بكل أنواعها وأشكالها الصريح منها والمقنَع.. وليكن لك فيمن سبقوك عبرة.. لن يسمح لك هذا الشعب - بعد أن استفاق - بخداعه فاحذر غضبته.

احذر التوسط لمن ليس جديراً ولو كان ذا قربى فإنك إن زكيت من لا حق له ظلمت صاحب الحق والأفضلية.. ولقد هبَ الشعب ليهدم الظلم.. والواسطة أولى درجاته.. وإياك والمحسوبية فقد أردت من سبقوك.

المنصب الذى تبحث عنه ليس جاهاً بل أمانة حملها لك الشعب لتكون لسانه الفصيح وقلبه النابض وعينه التى لا تنام.. فانتبه وتيقظ.

لا تتعجل فى قرار ولا تسرع إلا لضرورة أملتها طبيعة الأمور.. ففى العجلة الندامة وفى التأنى السلامة واحذر الاندفاع وراء رغبات بطانة السوء الذين لا يبغون إلا مصالحهم النرجسية ومطالبهم الأنانية ولا تخشى إلا الله.. ولتكن مصلحة البلاد العليا نصب عينيك لا تفارقك طرفة عين.
نظم أفكارك وأوضح أهدافك وليكن لك وزملائك أهدافاً ورؤية إستراتيجية بعيدة المدى ولا تغرق فى توافه الأمور مما لن يقدم أو يؤخر.

لا تأخذنك العنترية الكاذبة الباحثة وراء مجد لشخص أو حزب أو جماعة فلن تنالها إن خالفت المنطق والواقع وما يناسب البلاد وظروفها الآنية فلا تندفع وراء الغوغاء بل تدارس أمر البلاد بحكمة ورويَة، مستشيراً أهل العلم والتخصص ولا يصح إلا الصحيح ولا تأخذك المظهرية الكاذبة والحنجورية الزائفة.

اعمل على وحدة البلاد والعباد وليكن الجميع أمام ناظريك متساوين فى الحقوق والواجبات من كان من أهلك وعشيرتك ومن كان قاصى البعد والوصال فكل من ينتمى إلى مصر كريم العنصرين.

المقعد الذى تبغيه يدعو للشفقة والرثاء أكثر مما يدعو للغبطة والسرور فى ظل شعب يطلب الكثير وعالم ينظر إلينا ويتطلع لمسلكنا بعدما هبت نسائم الحرية وملكنا زمام أمورنا فكن وزملائك خير ممثل وابتعدوا عن الفرقة والمشاحنة واتخذوا طريق التحضر والرقى ليعلم العالم أننا أصل الحضارة فعلا وعملاً لا قولا زائفا.

قد تضطر إلى تقديم مصلحة غيرك على مصلحتك ومصلحة الأقربين فانزع عنك أنانيتك وتحلَ بروح العدل والإيثار، وهذا هو بيت القصيد وتلك هى المسؤولية التى أقصدها فلقد مضى عهد وبزغ فجر جديد فلا تنس هذا ما دمت فى موقعك الجديد.. هذا ما نريده وما هو بكثير.

وصولك إلى البرلمان ليس غاية بل بداية طريق شاق طويل وعمل دءوب فلن يتقدم بالبلاد معسول الكلام ولا حلو الشعارات فانظر قبل أن ترشح نفسك هل أنت أهل له أم أن هناك من هو أقدر وأفضل؟ فإن رأيت فى نفسك القدرة فلا تنس أنك ستصبح قدوة وأملاً.. وواجهة لهذه الأمة.. فتوكل على الله.. فإن نجحت فابدأ من فورك العمل والكفاح وإن لم توفق فسارع إلى تهنئة من اختاره الشعب وكن أول مساند له من موقعك فهذا سلوك المتحضرين وتصرف العقلاء المحترمين ولا تبدأ التشكيك الذى يفرق الشعب ويضعف البلاد.. وفقنا الله وإياك إلى صلاح ورخاء وطننا مصر.

نصابون ذوو قدرات خاصة

عمليات نصب مختلفة يقوم بها كثير من البشر من علية القوم ومن أصغر فرد فيهم، النصب ليس له وطن، تجده فى كثير من البلاد، وعلى هيئة صور متعددة وأخرى على هيئة ابتزاز، والنصب أحيانا يكون بين أفراد أو مؤسسات أو دول تنصب على دول أخرى، عندما يقوم شخص بالنصب على شخص ما يكون كل اهتمامه هو الحصول على المال، دون مراعاة لما سوف يحدث لهذا الشخص، من حالة نفسية سيئة، تلم به وقد تطال الأسرة كاملة، وقد حدث لأناس كثيرين أن تم النصب عليهم مثل المهندس الذى نصب عليه شخص فى أغلب ماله فقرر المهندس أن يقتل أسرته وينتحر خوفا عليهم من الفقر وانتهت عائلة كاملة بسبب النصب والنصابين.

وأيضا هناك حالات نصب تتم بين أفراد الأسرة الواحدة، مثل الأخ المتعلم والذى له أخوات لم يكملوا تعليمهم، فيستحوذ الأخ على أموال أخواته بدون وجه حق، وكثيرا ما يقتل الأخوات بعضهم البعض بسبب الشعور بأنهم ضحك عليهم وأن أحدهم قد فاز بأغلب المال، ومن ضمن ذلك أحيانا الورث يكون أحد أسباب الكره والبغض بسبب حصول أحد الأخوات على نصيب أكبر من الثانى، ويدعى البعض بأن أخيه نصب عليه وأخذ ماله، وتكون نهاية غير سعيدة للأسرة.

وأقصى شىء أن يتم النصب على شخص ما بداعى الحب له، قصص الحب الكثيرة ليست كلها خالصة النوايا، ولكن بعضها كان بسبب آخر وهو المال، ونرى شابا يحب فتاة ويستمر فى حبها حتى يأخذ منها مالها وبعد ذلك يتركها، وهذا أخطر أنواع النصب ألا وهو تحطيم القلوب، فالمصيبة هنا ليست واحدة وإنما مصيبتان، الأولى حب ضائع مع صدمة نفسية وإحباط عام وأحيانا اكتئاب نفسى والثانية نصب واحتيال وضياع للأموال.

وقد ضاع الكثير من البشر بسبب الحب الوهمى والذى كان وسيلة للحصول على المال.
أحيانا أخرى يتم النصب على دولة ما أو على عدة دول مجتمعة، مثل ما حدث عندما وقعت كل الدول العربية على وثيقة منع الانتشار النووى ولم توقع عليها إسرائيل، وكانت هذه أكبر نصبه فى التاريخ على جميع دول العالم، فمن لم يوقع لا يتم تفتيشه، ومن حقه أن يمتلك السلاح النووى، ومن وقع (مضى) ووقع فى المحذور وأصبح المفتشين ليلا نهار فى بلده، لقد تم عكس الآية، فالدولة التى تريد خيرا ووقعت على الوثيقة لم يعد فى مقدرتها حماية نفسها أو امتلاك سلاح نووى للدفاع عن نفسها، والذى يجعل الشخص فى حيرة من أمره، أن جاره لم يوقع ويعيش فى أمان ولا يتم تفتيشه ويملك سلاحا نوويا ولا توقع عليه أى عقوبات، دنيا!!!!!!

لقد أعطاهم الله قدرات خاصة فى الإقناع، فاستعملوها فى الشر ضد خلق الله.
السؤال هنا هل استفاد النصابون من نصبهم، هل عاشوا فى أمان بعد ذلك، هل قاموا ببناء أسرة سعيدة؟
لا وألف لا، النصابون لن يشعروا بالأمن ولا بالأمان ولا براحة البال.
النصب داء يأكل صاحبه ويضيع معه دنيته وأخرته.


الأحد، 16 أكتوبر 2011

نصف الكوب تفاؤل

الاستدلال الرمزى الجميل على النظرة التفاؤلية والنظرة التشاؤمية بنصف الكوب الممتلئ والآخر الخالى. استدلال فيه تحفيز وحث للنظر إلى الحياة بنظرة تفاؤلية؛ لنتفاعل مع أحداثها بإيجابية وعزم؛ وعدم الاستسلام لليأس بسلبية فى حركتنا حتى لا نرى سوى كوبا كله خال، ومن منا يرغب فى أن يكون كوبا خاليا؟ من منا يريد أن يكون بقايا إنسان؟ ألم يستخلفنا الله فى الأرض لنعمرها فخلقنا لنبتكر ونحول خيالنا إلى واقع بالعمل والجد والمثابرة.

وليكن لنا فى الأنبياء والرسل عبرة وقدوة؛ فكلهم عملوا وجاهدوا لعول أنفسهم وذويهم ولتبليغ رسالاتهم.

وليكن لنا فى العلماء والمبتكرين.. فى الوالدين والأقارب.. فى المحيطين بنا والبعدين أسوة حسنة.

ليكن لنا فى الكائنات والنجوم والأجرام والأكوان عظة فى الحركة الدءوب وعدم الاستكانة.

سيقول الكثيرون كفى وعظاً ووفر لنا عملاً وفر لنا سكنا للزوجية فننبذ "الغير عرفية".

سيقولون فارغ الحديث. سيقولون معك الله "ربنا معاك"

وستقول لهم صفحات تاريخ عهد فساد أن رأسه وحاشيته والطفيليين من حولهم تقع عليهم مسئولية قتلكم اجتماعيا ومعنويا. جعلكم لا تروا سوى نصف الكوب الخالى بل تجاوزوا فى ظلمهم ذلك وجعلوا من غالبية الشعب أكوابا فارغة خالية من التفاؤل. ولكن وهذه "لكن" كبيرة جدا. كبيرة كبر الكون اجل كانت هناك فئة ترى نصف الكوب المتفائل أو هى بمثابة النصف المضىء فى معادلة التفاؤل والتشاؤم تلك فئة السهل الممتنع فى سجل التخلص من الدكتاتوريات لتشعلها ثورة أعزها وأنجحها الله العلى القدير.

ثورة مُؤكدةًً أن من بيننا الكثيرون لديهم القدرة على ممارسة ويمارسون حياة إيجابية كلها صدق وقيم لا تفرق بين دين وآخر وجنس وآخر ولون وآخر سقط من قاموسها كلمة الآخر.

اجل لقد تألمنا وحزنا حتى قالت الآلام كفى أحزانا كفى آلامْ. وما يدركك أنه كما يوما فى أحد قصائدى كتبت
"يقسم النعم والألم
ومن الألم غفير النعم"
دعونا نتبادل مواقفا إيجابية عشناها أو نعيشها. رأيناها فى حياتنا اليومية واقعا أو عبر قرأتنا ومشاهدتنا أو ما نسمعه؛مواقف تقول أن الدنيا مازلت بخير.
دعونا نجعل لأعمارنا مجرى من الحب ونكون له ضفاف الأمان
دعونا نرى نصف الكوب تفاؤلا.


بتقول طوارئ

ظرف طارئ
وقانون طوارئ
من وسط أرضى
تنبت مشانق

عشنا السنين
نقول آمين
راسنا ف طين
وظرف طارئ


يجونا فجرا
يخدونا قسرا
دفنونا سرا
وسط المغالق


فين المحاكمة
والعيشة حاكمة
وعصابة حاكمة
بلطج يا طارق


يا عم حسنى
رجلك تدوسني
ومين يحوشنى
ماعدش فارق


وتقول طوارئ
قميصى لازق
وجلدى غامق
وصباعى شاقق


وقلبى داقق
وصوته زاعق
أطفال تكوبس
بكلمة طوارئ

شعارهم "مصلحتنا أولا"

أحياناً تكون الأحزاب هى رياح التغيير فى المجتمع.. ولكن نحن الآن لسنا فى عصر "سعد زعلول" أو "مصطفى كامل", فالزمان مختلف تماما وحتى أعداد الأحزاب وسياستهم فى التعامل(الإيديولوجية) تختلف عن الوقت الحاضر الوقت الذى أصبح شعارهم" مصلحتنا أولا".. وكمـا لو أنهم انتظروا كل هذه الفتره ليظهروا الوجة الحقيقى لهم, ولمن لا يعلم عدد الأحزاب.

فقبل الثورة عدد الأحزاب فى مصر كان 24 حزبا سياسيا بصفة قانونية, وأعتقد أن الجميع يعرف لماذا كان عدد الأحزاب قليل جدا, وبرغم العدد القليل فهم أيضا كانوا قليلا ما يقفون أمام الظلم الذى أنزل على الشعب, وعندما يحين وقت انتخابات مجلس الشعب يهرولون إلى الشارع ومعهم شعاراتهم الزائفة وبلطجيتهم المسلحين, وبعد أن تتم هذه العمليه يذهبون إلى مجلس الشعب فى عرض لمسلسل سخيف ممل ومعهود, فهذه كانت سياسة أغلب الأحزاب.
وبعد الثورة جاءت موجه كبيرة يعلوها عدد رهيب من الأحزاب السياسية وكل حزب منهم لهُ طريقتة فى العمل (الإيديولوجية) وكالعادة شعاراتهم نحن نريد مصلحة الشعب ونحن نريد الخير لمصر وحقك من حقك وشعارات كثيرة, وفى الحقيقة هم يريدون مصحلتهم أولا.. فعدد الأحزاب الآن مثل(العدد فى الليمون), لا تعلم منهم الصالح أو الطالح.. منهم من يخفى نواياه ولكن غباءه السياسى يكشف أمره؛ وبدأت الأحزاب بالتسلق على أكتاف الشعب فأصحبوا الآن هم قاده الثورة.. يدعون للمظاهرات وللمليونية ويهددون بقطع كذا أو تصعيد الآمـر لكذا.. ويشاركون فى البرامج الحوارية فى أى وقت أرادوا.. وكما لو أنهم هم من قاموا بالثورة!!, الشىء المخزى فى هذا الآمـر أن هناك من الشعب من انضم لهذه الأحزاب البلاستيكة المنفوخة، واستطاع أن يكون فوق أعلى الأمواج ويأخذ حقه من هذه الحفلة، فالثورة عندهم هى حفلة لا أكثر ولابد كل حزب منهم أن يأخذ قطعة من التورتة, والإعلام يساندهم لأنهم الآن هم الأقوى ولا أقصد أنهم أقوى بسبب عددهم ولكن بسياستهم التى جعلت عقول بعض المصرين مثل عقول الأطفال.. يستمعون لكلامهم ويهتفون بأسماهم.. وكما لو أنهم حرروا سينا!!!.. والعجيب أيضا أن كل واحد منهم يظهر أمام الشاشات ويقول أنا الوحيد الذى قال "لا" أمام نظام عنيد مكابر ديكتاتورى.. ونكتشف فى آخر الأمـر أنه قال لا.. لأنه أرد قطعة من التورتة.. ولكن من الواضح أن التورتة كانت لأصدقاء الرئيس "ممنوع اللمس".

أيضا فى مصر فقط يوجد أحزاب الفلول التى أنشئت حديثا بعد سقوط قلعة مبارك الزجاجية.. كل من أعضاء الحزب الوطنى المنحل ينشئ حزبا جديدا، ويقوم بعمل دعاية وينضم إليه الناس ويصير هذا الحزب له نصيب فى التورتة بمعنى أنه يستيطع أن يبعث رسائل للمجلس العسكرى ويستطيع أن يدعو الشعب المصرى إلى مليونية للتطهير!!.. وسبحان الله فحال مصر الآن.. كحال مستشفى المجانين.. المجانين هم من يديرون المستشفى والأطباء هم المجانين.

وأنـى أرى شيئا حول انجذاب بعض المصرين تجاه الأحزاب وهذه الأسباب هـى؛ منهم من يريد أن يكون ضيفا فى البرامج ويظهر نفسه.. ومنهم من يريد أن يصل إلى منصب معين.. ومنهم من يريد أن يكـون صاحب سلطة, ولا يستطيع أحد أنكار ذلك فمثلا لو أردت أن تكون كاتبا صحفيا مشهورا ولامعا؛ الموهبة وحدها لا تكفى ولكن الحزب سوف يدعم هذا العضو بقوة ويظهر نجمه ويعلى شأنه.. فهذه هى الحقيقة سواء قبلتم بها أو لم تقبلوا.. وكما يقول شعار أحد الأحزاب حقك من حقك (ولكن عليك أن تكون معانا) والأمـر فى نهايته متروك ليد الشعب فهم الأن الأقوى ظاهرياً بسبب ما يفعله الإعلام المصرى تجاه الأحزاب, ولكـن إلى متـى سوف يظل هذا السكوت!؟



مؤامرات خارجية أم فلول أم أخطاء محافظين؟

كما عودنا النظام السابق أن نترك الأحداث تتفاقم وتتصاعد حتى تبلغ نقطة اللا رجوع ثم نترك المصيبة تحدث ولا نتحرك إلا بعد فوات الأوان وبدلا من الاعتراف بحدوث أخطاء أو تقصير ما, بدلا من البحث عن حلول نسارع جميعا لإيجاد شماعات مناسبة أو غير مناسبة ,منطقية أو غير منطقية لتعليق الأخطاء عليها.

لم تكن أحداث ماسبيرو هى الأولى ولن تكون الأخيرة طالما سيستمر التعامل مع مستصغر الأمور بهذه الرعونة وهذا الاستهتار حتى تكبر وتعظم.

لم تنشأ أحداث ماسبيرو فجأة ولا من فراغ وإنما هى نتيجة لمقدمات عديدة , نتيجة لمطالب تم تجاهلها وعدم النظر إليها, نتيجة لاستغلال أعداء هذا الوطن لمثل تلك التظاهرات والاعتصامات من أجل أن يندسوا وسط المتظاهرين محدثين شغبا فهى بلا شك فرصتهم العظيمة فلن يجدوا تربة خصبة لإحداث الفتنة والوقيعة سوى حالة الاحتقان والفوضى التى تسيطر على البلاد، للأقباط مطالب لم ينظر إليها ولم تلق أى نوع من الاهتمام فى حين أنهم مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات ونحن الآن فى وقت عصيب, فهناك حالة من الاحتقان تسود الأجواء, حالة يجب أن يتعامل معها الجميع مواطنون مسئولون على حد سواء بحكمة وتعقل, حالة لا تحتمل أى رعونة أو استهتار ومع هذا لم تتخذ أى خطوة فى سبيل إيجاد حلول لا لمشكلة الأقباط ولا غيرها وكل ما يحدث هو مجموعة وعود غير مدروسة من حكومة تتخبط بعشوائية ملحوظة, حكومة - نشفق عليها كثيرا مما هى فيه – ولكن نتمنى منها إلا تعد بما لا تقدر عليه, فوعودها الهلامية تلك كانت سببا فى كثير من الإضرابات والاعتصامات التى كما سبق أن ذكرت تربة خصبة جدا لأعداء البلاد إن لم يستغلوها لأصبحوا أغبياء!!!

وللأسف الشديد تمر بنا الأحداث ولا نتعلم من التكرار وكل ما يهمنا هو البحث عن مسكنات وتبريرات وشماعات فالبعض يركن لنظرية المؤامرة الخارجية والبعض الأخر يلصقها بفلول النظام وتتكرر كلمات لا معنى لها مثل القلة المندسة, الأجندات الخارجية بينما نتناسى تماما أن ما حدث ويحدث ما هو إلا نتاج أخطاء فالثعبان يسكن داخل الدار لا يأتى من الخارج, ليس بمصر فتنة طائفية ولم يكن يوما ولن يكون وإنما ما يحدث الآن من احتقانات ما هو إلا نتيجة حتمية لتلك الحلول العرجاء التى تصر عليها حكومتنا الصماء, ما هو إلا نتاج تفكير عقيم لمحافظ توقف به الزمن من سنين ولا يدرى ما يحدث حوله من تغيير فكما يتحمل محافظ الجيزة جزءا كبيرا من مسئولية أحداث السفارة الإسرائيلية فإن لمحافظ أسوان أيضا نصيبا كبيرا من ما ترتب على قراره الغير مدروس من عواقب مسئولية مشتركة يتحملها الحكومة والمحافظين مشاركة مع ذلك الإعلام الأحادى الذى ظل ينفخ بالنار حتى خرجت الأمور من نطاق السيطرة وتحولت لفتنة هى الأخطر على مصر من أى عدو خارجى لا للفتنة بكل أنواعها, لا لأى شائعات مغرضة, لا للوقيعة بين الجيش والشعب فالجيش الذى قام بحماية الثورة لا يستحق إلا الشكر وبلدنا العظيمة مصر لا تستحق منا إلا الحب.

الفراغ والخراب وضياغ الشباب

الفراغ.. الخراب.. أيهما يسبق؟؟؟ أم هم متلازمين؟؟؟

أرى الفراغ ليس فراغ فى الوقت فقط، بل هو فى الشخصية، فى الفهم والإدراك، فى العاطفة والانتماء، فراغ فى الرؤية والأهداف، هذا الفراغ هو المحرك الأساسى لكل الأحداث التخريبية.

الخراب، أرى الخراب ليس فى الأشياء فقط، بل هو خراب عقلى وحسى، خراب فكرى وقيمى وتربوى وتعليمى، الخراب طبيعى يؤدى لفراغ، والفراغ طبيعى يؤدى لخراب، الفراغ والخراب علاقتهما حميمة ونتائجهما وخيمة.
هو فى إيه ؟؟؟ هو فين الدولة؟؟؟ وهو مين المسئول؟؟؟
هل من عاقل يجيب؟؟؟ هل من حكيم يفسر لى؟؟؟
لصالح من؟؟؟ ولمتى؟؟؟
هل من قائد يقود؟؟

هل تعتقد أن هؤلاء الشباب المتواجدين فى الأحداث والشغب والخراب والاحتجاجات إلخ، هل هؤلاء لديهم عمل؟؟ لديهم فكر؟؟ هل لديهم هدف عايشيين من أجله وله وبه؟؟؟ هل وهل وهل؟؟ لماذا لا تستفيد منهم الدولة وتوظف طاقتهم ووقتهم مؤقتا فى أعمال لصالح مصر؟؟؟ تسخرهم فى الأعمار فى كل جانب من جوانب البلد، لماذا لا ترسل الدولة لهم سيارات تأخذهم للقيام بمهمة معينة مخطط لها مسبقا وبأجر يومى رمزى؟ لماذا نتركهم لفراغهم وخرابهم ؟؟؟ لماذا نتركهم صيد سهل لأى إشاعة أو خناقة أو أو الخ، لماذا نتركهم لبلطجة الفكر والسلوك يلعبوا بهم وفيهم ؟؟؟ ما نحن فيه وما وصلنا له زاد عن الحد، لا يوجد عاقل، صادق تبقى لديه ذرة حس وفهم قادر على العيش وسط هذا الزخم العشوائى الفوضوى المدمر، آن الأوان للدولة أن تتحرك بخطوات محددة واضحة ثابتة لتقتل الفراغ وتوقف الخراب، آن الأوان لانتشار حملات التوعية فى كل شبر فى مصرنا للتوعية للأمور الهامة العامة، آن الأوان بقى لكى نحيا حياة طبيعية، آن الأوان بقى للعمل الجاد المستمر، آن الأوان لوجود العقلاء الحكماء الصادقين المتعلمين المخلصين الصامتين للتواجد والظهور؟؟؟ آن الأوان لسد كل الثغرات التى يدخل منها الخراب لوطنا، ماذا تبقى لنخسره؟؟؟ ماذا ننتظر؟؟؟ ومن ننتظر؟؟؟ آن الأوان يا وطنى تملأ الفراغ وتعمر الخراب، حفظك الله يا وطنى وحفظ كل مخلص أمين مستجيب لسطورى.

السقوط فى بئر الفتنة

هذا هو أخطر ما يواجه مصر فى هذه المرحلة والعائق الأكبر أمام أى تحولات سواء كان تحولا ديمقراطيا أو اقتصاديا. فقد عشنا مساء الأحد ليلة دموية مليئة بالخوف والرعب وشعرنا فعلا بأن مصر على وشك الضياع، ذلك بعد مسيرة للإخوة الأقباط بدأت بالشموع وانتهت بوضع الورود على القبور.

كل ما يحدث الآن لا يستفيد منه أحد لا مسلم ولا مسيحى والخاسر الأكبر هى مصر، نعم هناك مؤامرات وأجندات خارجية، لكنها لا يمكن أن تتحقق إلا بمساعدة داخلية فقد ظلوا سنوات طويلة يبحثون عن سبب لدخول مصر، وما يحدث الآن يجعلنا نقدم لهم بلدنا على طبق من دهب وبدون مقابل وعليها دم شهدائنا، وجاءت البداية بخروج وزيرة خارجية أمريكا لتقدم لنا المساعدات ليست الاقتصادية أو المادية، ولكنها تريد إرسال مساعدات من قواتها لحماية دور العبادة والمناطق الإستراتيجية، ونحن فى هذه الأيام نحتفل بانتصار جيشنا العظيم فى حرب أكتوبر، فما ذنب جنوده الذين حموا الثورة وحافظوا على البلاد أن يقتلوا على أيديكم بهذه الطريقة.

كل العالم شهد لنا بوحدة ثورتنا وكانوا فى منتهى الدهشة عندما شاهدوا مسيحيين يحمون مسلمين فى الميدان، ومسلمين يحمون مسيحيين فى القداس، الآن جاء وقت كل أعداء الثورة وكل أتباع النظام السابق سواء فى الداخل أو فى الخارج حتى يشمتوا فينا.

فالأخوة الأقباط وكذلك نحن كمسلمين نعرف أن اللعب على الوتر الدينى خطير جدا، وإذا تفاقم الأمر ستزهق فيه أرواح الملايين فأرجو من الإخوة الأقباط التزام ضبط النفس حتى لا يكونوا سببا فى تحقيق المخطط الخارجى، كذلك أتمنى ألا يكون هناك دعوات من المسلمين للرد على ما حدث من الأقباط لأنه إذا حدث هذا سندخل فى طريق لا عودة منة، فإذا كان هناك من يريد مصلحة شخصية أو حزبية أو أى مصلحة، خاصة فعلية أولا بناء مصر وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون، أما الآن وفى ظل ما يحدث فالبلد تنزف وقاربت على الموت، ما أحوج مصر لوحدة أبنائها الآن على الإخوة الأقباط أن يفهموا ذلك ويصغوا لحكم العقل، وعلى الحكومة سرعة الوقوف على ملابسات الأحداث وتقديم الجناة للعدالة، واتخاذ قرارات حاسمة لحل هذه الأزمة بدلا من الاجتماعات للقوى السياسية التى لا فائدة منها أو الشعارات من قبيل (مسلم ومسيحى إيد واحدة) لا نريد كلاما نريد أفعالا.

الهروب من الواقع

لكى تجد حلا لأى مشكلة تواجهك فليس عليك إلا مواجهة الواقع دون كذب أو نفاق حتى تخرج من أى مأزق يواجهك، ولكن للأسف الشديد مازلنا فى مصر نراوغ ونلف وندور حول الحقائق ثم نبكى ونشتكى.

وما حدث مؤخرا من صدام بين الجيش وبين الإخوة الأقباط يستلزم منا جميعا مواجهة الحقيقة بعيدا عن التزييف الإعلامى والنفاق والتملق الذى يمارسه البعض سواء لإبراز ثوريته أو لإنجاح برامجه بالإثارة دون مراعاة لمصلحة الوطن، وما أفزعنى وقد يكون أفزع الكثيرين مثلى هو محاولة البعض تملق الإخوة الأقباط ضد الجيش وكأن الجيش وحده هو المخطئ ولم يحاول البعض كشف الحقائق والواقع المؤلم الذى نعيشه فقد يكون الجيش أخطأ فى التعامل، ولكن لم يكلف أحد نفسه بالبحث عن آثار الأقباط ودعاهم للتظاهر والخروج فى وقت عصيب تمر به مصر، فبعض القيادات الكنسية للأسف تسببت فى عزل الأقباط على مدار سنوات حكم مبارك وبعض المنظمات التى تدعى أنها مهتمة بحقوق الإنسان، وهى للأسف تتغذى خارجيا بالمتاجرة بمشاكل الأقباط لحصد الملايين من الخارج واقتنع الأقباط بأنهم مضطهدون مع أن غالبية الشعب المصرى عانى الاضطهاد طوال سنوات حكم مبارك، وكم من الإسلاميين تم اعتقالهم وحرمانهم من الوظائف العليا بسبب انتمائهم لجماعات إسلامية.

إن وضع الحل يقتضى منا جميعا مواجهة الحقيقة بدون تزييف، فالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين على مدار الزمان جيدة وظهور بعض المشكلات نتيجة الجهل والتعصب يقتضى منا مواجهتها بالحكمة وليس التعصب والتشدد والنفخ فى النيران وعمل تابوهات محرم الاقتراب منها حتى ولو أخطأت.

ماذا تعرفون عن المنطق؟

كل أمنياتى أن يتم تدريس المنطق فى المدارس المصرية منذ أولى ابتدائى.. لقد فقدنا المنطق تماما فأصبحنا نعيش فى دولة عبثية تشبه مسرح العبث بتاع صمويل بيكث واصبحنا جميعا فى انتظار جودو.. فلا شىء منطقى ولا سبب أو مبرر يرقى إلى درجة الاقتناع وكأننا تعلمنا الكلام للتو فأصبحنا نتكلم ولا نسمع إلا أنفسنا ولا منطق يحكمنا.

يخرج علينا منذ أيام منافقو الثورة بأن خسائر البورصة والسياحة والاحتياطى النقدى ليست بسبب الثورة، فالثورة لم تحكم.. يا عمى عبد الناصر لما وجد إنه وشباب يوليو صغار السن جابوا محمد نجيب حكموا باسمه عدة سنوات - ثورة يناير لم تنجح فى ذلك - من يدفع الثمن أنا المواطن البسيط أم البورصة أم أصحاب الثورة واللا محمد نجيب؟؟

الرئيس الوطنى الذى نحمل صوره على الأعناق هو الذى ترك مصر محتلة ومفلسة، بينما الرئيس الذى ترك احتياطى 37 مليار دولار ومصر حرة لا احتلال فوق شبر منها ده حرامى وبنحاكمه؟
مصر لا ولن تنافس فى مجال السياحة وجذب الاستثمارات الأجنبيه إلا بالأمن الراسخ بين ربوعها.. ومن غير أمن سنتحول إلى صومال آخر فى شهور قليلة.. وماذا تعنى كلمة وطن إلا مرادفا للأمن؟

صديقى العزيز المعارض الشهير بقاله يومين شادد الدنيا على التمويل الأجنبى والفلوس الخارجية.. والسؤال المنطقى هى فلوس الأخ العقيد كانت داخلية واللا خارجية؟؟؟... يا عم وأنا مالى ما هى دى الثورة وده ابنها (البكرى) ريح نفسك.

أقترح وضع المثلث وشنطة الإسعاف فى متحف الداخلية بالقلعة باعتبارهم كانوا المسمار الأول فى نعش الأمن فى مصر.. وبذلنا فيهم من الوقت والمجهود فى المناقشة ما أسعف أعداءنا فى الوصول إلينا بمنتهى السهولة.. أين المنطق فى قصة المثلث وشنطة الإسعاف؟؟؟

لقيت صورة واحد معرفهوش مغرقة اللوحات الإعلانية فوق كوبرى أكتوبر.. سألت سواق التاكسى مين ده؟؟؟ قالى باينه مغنى تركى منزل شريط بيحب مصر.

سؤال حيجننى.. هو مذيع أو مذيعة التوك شو وهو رايح الاستوديو بيقول يا رب عدى اليوم على خير على بلادى وأهلى واللا بيقول يا رب تولع خلينا نشتغل؟؟؟؟ بجد عاوز إجابة.

عزيزى شيخ الأزهر الفاضل.. عزيزى مدير مجمع اللغة العربية الكريم.. ممكن تعريف كلمة شهيد.

كل يوم نسمع عن ظبطيات لكميات من السلاح.. مش مهم اللى كانوا شايلينه.. لازم حد يقولنا السلاح ده كان رايح لمين.

ومينفعش واحد يتمسك ببندقية قناصة يقول أصل كان عليه تار لو كل واحد عليه تار شال بندقية قناصة.. البلد كلها حتبات فى الشارع.

واحد صاحبى يسارى اشتراكى مهبول كل ما أقابله كان يكلمنى عن لينين 4 ساعات.. قابلته بعد سنوات انقطاع من كام يوم بيتكلم نفس الكلام ونفس الأحداث بس عن ساكشفيلى.. قلتله أحب فيك ولاءك الجغرافى يا موحه.

حاحكى لبنتى إن الموتسيكلات زمان كان ليها أرقام وكانت بتترخص من المرور.. آه يا بابى تتصورى.. ومكانش عمره التوك توك يدخل المدينة ولا كان أبدا الموتوسيكل يمشى من غير رخصة.. ونهاره أسود لو كان من غير خوذة... أقولك حاجة.. شارعنا ده كان اتجاه واحد.. هاهاهاهاهاهاهاهاهاها ده صوت ضحك بنتى بعد كام سنة كده.. هم كمان ما بيدرسوش منطق... بس اتعلموه من ع النت.

أرجوكم أتوسل إليكم ... لا تلوثوا التاريخ 6 أكتوبر بقى مزايدات ولا مليونيات ولا مظاهرات فئوية ضيقة.. ده عيد ميلاد مصر
يا عم وأنا مالى هى بلدى لوحدى.

أفلا تكونون كباراً!؟

وحدها الملائكة لا تخطئ، لسنا ملائكة طبعا.. لذا فأخطاؤنا فطرة الخالق فينا التى لا تقلل من شأننا، لكن عجزنا عن الاعتراف بالخطأ والتمادى فى اتخاذ طريقه مسارا حياتيا ومجادلتنا الدائمة لصاحب الحق بالباطل إصرارا على الخطأ، هو ما يحط فعلا من قدرنا.

الرجوع إلى الحق قلما يقبله إنسان أو يعترف به، خصوصا أنه يمنح الطرف الآخر رجاحة القول والرأى، وقد يلحق النقيصة بالعائد إلى الحق أحيانا، وهو ما لا يقدر عليه إلا الكبار ممن رجحت عقولهم وتحملوا مسؤولية مناصبهم أمام ربهم قبل رعيتهم.

وقد نخسر أحيانا فرصة الفوز بمكانة جديدة نتيجة أننا اعترفنا بخطأ تمنى البعض أن نصر عليه ونجيره حقا رغم أنوف الآخرين، لكن الواعى يدرك جيدا بأن الباطل لا يقام عليه إلا باطل وبأن خسارة المناصب فى سبيل الاعتراف بالخطأ تكسبك احترام من يزيد من قدرك احترامه.
لكن يجب أن نعترف ...
نعم أخطأنا وأخطأوا... أخطأ الكبار قبل الصغار... أخطأ الراعى قبل الرعية، وقد آن الأوان لأن نتصارح رغبة فى التصالح وبحثا عن إقامة «الدولة الحلم» التى بحثت عنها الثورة.
نعم أخطأ الثوار وأخطأ الحكام


أخطأنا لأننا ظننا أن ثورتنا اكتملت يوم أن تخلى مبارك عن سلطاته وكلف بها المجلس العسكرى، ابتهجنا بنصرنا غير المكتمل وتركنا الميدان وعدنا لحياتنا، آملين أن يُكمل من تولى المسؤولية والسلطة تنفيذ باقى مطالبنا التى كانوا أول من اعترف بها وبمشروعيتها ظناً منا أنهم شركاؤنا فى ثورتنا وأهدافها، فوهبناهم شرعيتنا ووكلناهم بإتمام ما بدأناه، وتناسينا أن الروح الثورية التى ألهمتنا وأخرجتنا من بيوتنا لندافع عن حريتنا وكرامتنا لم تنتقل بعد إلى كافة المؤسسات فى بلدنا، تركنا كل شىء وكأننا لم نثر أو ننتفض.

أردناها ثورة على النظام ومؤسساته فانقلبت إلى حركة تصحيح لتغيير الأشخاص وإبقاء النظام، وبدا التصحيح بطيئا لا يرى إلا إذا ما تحركنا وضغطنا.

أخطأنا عندما سمحنا للغرباء بأن يتسلقوا على أكتافنا، فأصبحوا هم نجوم الصورة يتحدثون ويتلونون ويتحولون بما يناسب أهواءهم ومصالحهم الشخصية.

أخطأنا لأننا سكتنا على إعلام مبتذل رخيص يتملق كل صاحب سلطة... إعلام ينزلق بمصرنا إلى حافة الهاوية... إعلام شط وانحرف عن مساره الطبيعى، وأخذ يلبس الحق بالباطل والباطل بالحق... إعلام ابتعد عن رسالته السامية وصار إعلاماً لإشعال الفتنة والتحريض عليها.

أخطأنا لأننا سمحنا لأنفسنا ولكم باجترار ابن سوداء جديد يعيش بيننا وبينكم يوقظ نار البغض والفتنة والكراهية... ويحاول وأد ثورتنا والقضاء عليها.

تلك أخطاؤنا علمناها وسنحاول استدراكها والاعتراف بها حتى نكون على مستوى المسؤولية.

أما عن أخطائكم فهى لكم ولنا وللجميع معلومة ومعروفة... وأهمها أنكم تهاونتم فى حقوقنا ولم تفوا بوعودكم فى تحقيق مطالبنا المشروعة، بل تركتم المجرم والمحرض الحقيقى دون حساب أو عقاب.. نعم تركتم أذناب نظام فاسد مستبد يتحكمون بكم وبنا، تركتموهم يهددون ويتوعدون بأن يدمروا الأخضر واليابس، تركتموهم أحراراً طلقاء يعيثون فى الأرض فساداً، وبدل أن تعاقبوهم وتقتصوا منهم، عاقبتمونا نحن الضحايا.
فهلا اعترفتم بها أيها الكبار... ألم يئن الأوان أن تصارحوا أنفسكم بما وقعتم فيه من أخطاء، حتى تتداركوها وتعالجوها.. لابد من المصارحة والمكاشفة، حتى تتم المصالحة
ويكون البناء الجديد على أساس قوى.

فالاعتراف بالخطأ ليس فقط فضيلة بل هو من شيم الكبار...
أفلا تكونون حقا كباراً تتحملون مسؤوليتكم ومسؤولية أخطائكم أمام الله ثم شعبكم.

استفيقوا يرحمكم الله

يسقط.. يسقط الحكم المؤقت

لم تكن مصر أبدا أضعف مما هى الآن، استبشرنا خيرا بالثورة بعد حكم استبدادى ظالم وبالروح الوطنية التى لم نشعر بها منذ أيام حرب أكتوبر، لنقع الآن فى حالة من التخبط والضعف والحيرة والفوضى ليس لهم مثيل.

الحكومة الحالية منقسمة على نفسها، فجزء منها ينتمى للنظام القديم ومازال يفكر بنفس العقلية الغابرة تماما مثل الوزير الذى خرج علينا أثناء أزمه ماسبيرو الأخيرة يصرخ فى التليفزيون المصرى مطالبا بحماية الجيش من الأقباط، ومثل رؤساء تحرير الصحف القومية الذين مازالوا يكتبون مانشيتات تنافق أولى الأمر وتبحث عن فرعونا جديدا، وقسم آخر من الحكومة يشعر بأنه وزير تسير أعمال أو وزير مؤقت قراراته ليست ذات أهمية وكل ما يستطيع فعله هو إعطاء بعض المسكنات لمن يشكو مع إبقاء الحال على ما هو عليه لحين استقرار الأمور أو قدوم الحاكم الفعلى.

وقسم تتم محاربته كلما أراد أن يفعل شيئا حقيقيا لإدارة الأزمة الحالية حتى لا يظهر ضعف وتخاذل باقى الوزراء.

أضعف وأسوأ حكومة مرت على مصر، أسوأ من حكومة أحمد نظيف التى زورت وحبست وأهملت، أضعف من حكومة عاطف عبيد التى باعت ودمرت الاقتصاد والشعب، أسوأ من حكومات أخرى كثيرة فالضعف الحالى هو ما سمح بهذا الانفجار الذى لم نر سوى بدايته فقط حتى الآن، ويأتى كنتيجة حتميه لمحاولة إصلاح الفشل السياسى المتعاقب على مصر منذ عقود وندفع جميعا ثمنه حتى اليوم، فهل يجدى قرص اسبرين مع مريض بورم قاتل؟

الاحتقان موجود بين الجميع منذ سنين سواء أقباطا ومسلمين أو أغنياء وفقراء أو موظفين وعاطلين أو الشعب والشرطة أو حتى أنصار الأندية المختلفة، ولا يوجد حل واحد جذرى لإزالة هذا الاحتقان الذى يظهر الآن فى التظاهرات الفئوية أو العنف المتبادل إلا بحكومة قوية قادرة على اتخاذ القرار.

ضعف الحكومة أدى إلى رغبة جميع الأطياف فى إثبات تواجدها على أرض الواقع.. كل مجموعة تريد فرض نفسها على الساحة وتريد أخذ بعض من حقوقها سواء مشروعة أو غير مشروعة، قبل أن يخرج قانون ينظم العلاقة بين الجميع، بل أن هناك من يتعامل بطريقة "إمسك فى الباطل حتى يأتيك الحق".

ضعف الحكومة أدى إلى ولادة قوى لم تكن موجودة من قبل، حينما لا يكون هناك قائد فالكل يريد القيادة، حينما لا يكون هناك أسد فالكل يستأسد، حينما لا يكون هناك قانون فالكل يريد فرض قانونه الخاص.

أمام الحكومة والمجلس العسكرى الآن الفرصة كى يذكرهم التاريخ على أنهم من أنقذ مصر من الخطر، يجب أن تقدم تلك الحكومة استقالتها فورا وتترك الساحة لشخصيات أكثر إيجابية وقدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه.

ويجب على الحكومة الجديدة عزل كل قيادات الحزب الوطنى المنحل ووضعهم تحت الإقامة الجبرية مع من نجح فى مجلس الشعب السابق وكل المحافظين السابقين أيضا لحين أن تبت النيابة العامة فى أمرهم وهل أفسدوا الحياة السياسية أم لا؟ وبهذا سنقطع عليهم كل الطرق لإفساد وإفشال الثورة وإعادتنا للوراء.

مصر الآن تحتاج إلى جراح ليبتر وينظف ويخيط جروحها النازفة وليس ليعطينا بعض المسكنات المؤقتة التى تضر أكثر مما تنفع، كفانا مسكنات فالبركان الذى بدأ فى الغليان لن توقفه مسكناتكم وأحذروا ثورته لأنها ستحرقكم قبل الجميع.

حكومة تسيير أعمال أم تيسير أحوال؟

منذ اليوم الأول الذى تسلمت فيه حكومة الدكتور شرف مقاليد الإدارة فى مصر الثورة، وقد بدا العجز واضحا جليا على أدائها وكلما طالب أحد بأداء حكومى يليق بثورة من أعظم الثورات فى التاريخ وأنظفها كان رد الآخرين عليه أنها حكومة تسيير أعمال لحين مجىء حكومة مشكلة من مجلس شعب منتخب انتخابا حرا نزيها فتعبر تلك الحكومة بالتالى عن إرادة الشعب الحرة، بينما لم نعرف فى الأصل أنه كانت هناك أعمال للنظام السابق كى تسيرها الحكومة بل ما كان يحدث هو تجميد لكل مصالح الشعب وتسيير مصالحهم الخاصة، وبينما استبشر البعض بمجىء الدكتور شرف على رأس تلك الحكومة على اعتباره خارجا من رحم ميدان التحرير، فقد رأى البعض الآخر أن الحكومة بتلك التركيبة أو التشكيل الوزارى الحالى فعلا لن تسير أعمال ولن تجدى نفعا فى مرحلة تمر بها البلاد بفترة غليان داخلى من بطء الأداء بعدما خرجت الملايين وحطمت أسطورة ما كان نحسب أنه لا يتحطم لتثبت فعلا الحكومة عجزها وضعفها غير اللائق بمصر وثورتها وشعبها الخارج توا من ثورة على أنظمة ضعف متوالية، وتثبت الأحداث اليومية ذلك مع المؤامرات الخارجية من عدو نعلمه جميعا يتربص بنا على حدودنا الشرقية وأياديه الممتدة فى كل الأطراف، ثم مؤامرات داخلية من فلول الحزب المنحل والتى يعلم الجميع كذلك أنها لن تستسلم بسهولة ولن تسلم تلك الكعكة التى كانت تستحلها ثم فجأة نزعت منها انتزاعا مع صحوة الشعب المصرى، لتتحول حكومة تسيير الأعمال إلى تيسير أحوال وإذا دققنا النظر، وقرأنا أحداث الثمانية أشهر الماضية قراءة واعية وقارنا كل ذلك بأداء حكومة الدكتور شرف وقارنا بين وضع مصر الآن ووضعها وقت تنحى الرئيس المخلوع لوجدنا أن بلادنا لم تتحرك خطوة واحدة فى اتجاه البناء على أى مستوى من المستويات سواء الاقتصادى أو السياسى أو الاجتماعى بما يشمله من صحة وتعليم وقضية أمن المواطن والتى تهمه فى المقام الأول، كذلك مشكلة المطالب الفئوية التى يستنكرها المسئولين على أصحابها بأنها ليست وقتها وأن على الجميع العمل دون المطالبة الآن على الأقل بأى حقوق مع أن هناك حلول موجودة فعلا ولن تكلف خزانة الدولة أى عبء، وذلك عن طريق وضع حد أعلى أولا للأجور قبل وضع الحد الأدنى، وبذلك يتوفر الفارق الهائل فيما يتقاضاه البعض عن الآخر ليوفر بند يمكن الاستعانة به فى رفع الأجور وتخفيف العبء المتزايد عن كاهل المصرى الذى طالما عانى من الفقر والضيق، وقد آن له أن يشعر ببعض الإنسانية فيما يتقاضاه أو فيما يحصل عليه من خدمات تؤديها له الدولة، كذلك بند الصناديق الخاصة والذى قدره الجهاز المركزى للمحاسبات بأربعة عشر ضعف الموازنة العامة فى العام 2009/2010، وبذلك يمكن أن يوفر للخزانة العامة تلك المليارات فلا نضطر للاقتراض بما يمثله من أعباء جديدة نحن فى غنى عنها كذلك الأجيال القادمة ووضع مصر فى موقف حرج ومخيف، وربما كان الوضع بعد الثورة مباشرة وأثنائها أفضل حالا بأكثر مما نحن عليه الآن، وأجزم أن المشكلة الأساسية ليست فى الشعب المصرى بدليل أن دولة بهذا الحجم الكبير من حيث المساحة وعدد السكان تسير تلك المدة دون جهاز أمنى من شرطة وخلافه وتسير الأوضاع فيها بهذا الشكل ولنتصور مثلا أنه قد فرغت مدينة مثل نيويورك أو لندن أو باريس من جهازها الأمنى لعدة أيام متتالية، وتخيل ما يمكن أن يحدث ليدل ذلك على مدى تحضر الشعب المصرى وجنوحه للتعايش فى سلام، وذلك بصرف النظر عن أى دين يدين به، ولمن يشككون فى ذلك فليستعيدوا صور ميدان التحرير حين كان يسبق القداس صلاة الجمعة ليعرف من أين يأتى الخلل بالضبط وتعالت أصوات العلماء والمفكرين كل يلقى ما فى جعبته من حلول تنقل البلد بكل ما فيها من مقومات اقتصادية متينة بمواردها التى حباها الله بها وبشعبها الطيب وبثورتها التى حماها الله عز وجل فى أحلك أوقاتها وبأبنائها الشرفاء الذين هم على استعداد لبذل دمائهم الطاهرة فداء لها، وقدمت الاقتراحات للمسئولين بمشاريع قومية ضخمة تستثمر طاقة الشعب الثائر على أن تستجيب الحكومة لتلك النداءات فلا من مجيب لتظهر لنا فى كل أزمة وكأنها غارقة فى شبر من المياه ولتكون الحجة أنها حكومة تسيير أعمال، وبمرور الوقت نكتشف أنها لم تسير أى عمل وإنما ببطء أدائها وسوء إدارتها يسرت أعمال الفلول وأعداء الوطن بالخارج والداخل ليخربوا فيه كيف شاءوا ولينفقوا الأموال كيف شاءوا ولينشروا روح اليأس كيف شاءوا وليعيدوا لنا صورة النظام البائد القبيحة ليقول البعض بأنه نظام لم يسقط بعد.

على أرض ماسبيرو بكت السماء

لم تبك ليلة الأحد الماضى مصر الثورة فقط، بل أزعم أن السماء قد بكت أيضا. إن الله عز وجل قد حرم القتل إلا بالحق وأمرنا بالحفاظ على النفس الإنسانية بغض النظر عن جنسها أو ديانتها التى تتبعها، شىء مرعب ما حدث فى مظاهرات ماسبيرو من سفك دماء بضعة وعشرين نفسا مسيحية، بالإضافة لمئات المصابين. وذلك فى أعقاب تظاهرهم اعتراضا على إحراق وهدم كنيسة المريناب بأسوان على أيدى بعض الموتورين المنتسبيت للإسلام زورا وبهتانا.

إذا شئنا الحق فإن سبب تظاهرهم لم تكن حادثة المريناب فقط لكن لشعورهم وهذا صحيح ببعض الظلم الواقع عليهم. لا ينكر أحد أن ما حدث ليلة الأحد الدامى قسوة فى التعامل مع هذه التظاهرة والدليل على ذلك عدد الموتى والمصابين، علمنا أن الإخوة المسيحيين قد تجاوزوا الحد فى طريقة تعبيرهم عن غضبهم لكن هذا ليس مبررا كافيا لممارسة العنف ضدهم بهذه القسوة.

لاشك أن الفتن التى حدثت بين مسلمين ومسيحيين منذ إزاحة مبارك عن الحكم لم تكن هى الوحيدة وليس المرة الأولى، ولكن هناك العديد من تلك الفتن التى حدثت فى الماضى. الغريب أنها ازدادت فى الثلاثين عاما السابقة من حكم مبارك، حتى يحتفظ مبارك بالحكم كان نظامه وخاصة أجهزته الأمنية وأبواقه الإعلامية يعملون على إزكاء الفتن بين المسلم والمسيحى، وتمثل ذلك فى أمور شتى فقد كانت أجهزته الأمنية تعطى إشارة إلى المسلمين أنها بجانب المسيحيين وتمثل ذلك فى فترة من الزمن، حيث أى مشكلة تحدث بين مسلم ومسيحى مهما كانت بساطتها يذهب الاثنان إلى مباحث أمن الدولة وفى بعض أقسام الشرطة كان يحترم نوعا ما المسيحى فيستشاط المسلم غيظا وكمدا، وكان يلجأ النظام السابق أيضا إلى الحلول العرفية، مما أدى إلى شيوع مقولة إن مبارك مع المسيحيين وقد أحس الكثير من المسيحيين أن مبارك بجانبهم ويحميهم من التيارات الإسلامية المتشددة عامة.

حتى أننى أعلم أن الكثير من المسيحيين قد حزن حزنا شديدا لإزاحة مبارك وهذا ما أكده لى صديق مسيحى!! وكان نتيجة سياسة مبارك ونظامه أن وقعت أحداثا طائفية بكثرة فى عهده مما أعطاه مبررا لفرض ومد حالة الطوارئ فترة حكمه.

المشكلة ليست فى إحراق كنيسة أو هدمها المشكلة أن هناك مطالب عدة للأقباط و لهم الحق فيها، كما أن هناك تمييزا واضحا ضدهم يتمثل فى عدم اعتلائهم مناصب مدنية تنفيذية كمحافظين أو رؤساء جامعات أو عمداء كليات.. الخ.

كما أن هناك حالة احتقان بسبب تصريحات لبعض الدعاة والشيوخ المنتسبين إلى الإسلام والإسلام برىء منهم مثل فرض الجزية عليهم وأنهم درجة ثانية وعاشرة.... إلخ من تصريحات أدانها علماء الدين والمفكرون الإسلاميون.

كما ينبغى علينا ألا نتناسى أن هناك أياد خفية بالفعل تريد العبث بأمن مصر فى هذه الفترة، وكلما شعرت تلك الأيادى بحالة من الاستقرار تبدأ هى فى زرع الفتنة وإعادتها مرة أخرى منهم الفلول، بعض دعاة مخترقون ومنهم بعض قيادات كنسية ورجال أعمال يريدون ممارسة السياسة، ولكن من وراء حجاب ويحنون لعصر مبارك الذى ولى، وربما مثلما خرج السلفيون والجماعات الإسلامية التى أرادت أن تحجز لها مقعدا أو إثباتا وتأكيدا على وجودها فى مظاهرات مليونية ميدان التحرير ربما أراد الكثير من الإخوة الأقباط إثبات أنفسهم واستحضار صورتهم بأنهم موجودون فى مصر وهذا من حقهم.

هناك أيضا إعلام حكومى يتميز بالغباء يزيد الطين بلة بنفاقه واستفزازه للجميع وممارسة دوره ونفاقه مع السلطة الجديدة، إننى أؤكد أن هناك خطة مرسومة ومدروسة لوأد الثورة وأى بارقة أمل فى مصر حتى لا يحاسب الفاسدون من رموز العهد السابق وحتى لا تنتشر الثورة خارج الحدود. إننى من هنا أنادى المصريين جميعهم حافظوا على ثورتكم ووحدتكم حافظوا على أرضكم ولا تغرسوا الحنظل والمرارة بينكم فيحصده أبناؤكم من بعدكم.

كما أطالب الجهات المعنية من قضائية وأمنية العمل بكل جد وإخلاص ووطنية من أجل الكشف عمن قاموا بسفك هذه الدماء الطاهرة والأرواح النقية والتى صعدت إلى بارئها حتى نمكن لدولة القانون والمواطنة.

كما أرجو الجميع عدم التهييج ونشر الأكاذيب وترويج الشائعات حتى لا تبكى السماء على مصر كلها. وليظل شعارنا المصريون يد واحدة.


كلام صريح جدًا جدًا

إن الشخصية المصرية من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل, فكثيرا ما تتكرر هذه العبارة، ولكننى فى تفسيرى لها لن أتحدث عن الأشياء المعتادة التى يتحدث عنها الجميع لبيان مدى اختلاف وخفة ظل هذه الشخصية وقدرتها على تحمل الأزمات واجتيازها بكل سهولة.....إلخ

سوف أتحدث عن نقطة بعينها, وهى التى قد يراها البعض أحد عيوب وسلبيات هذه الشخصية, وقد يراها البعض الآخر مثال لغرابة هذه الشخصيه بل إنها من الأشياء المميزة لها.. فإذا نظرنا إلى أنفسنا سنجد أننا عندما نحب نحب بشراهة وعندما نكره نكره بشراهة, وإذا تكاسلنا عن المطالبة بحقوقنا وغض الطرف عنها فإننا نتكاسل أيضا بشراهة, وإذا استيقظنا وامتلكنا حق المطالبة بحقوقنا, فإننا نطالب بشراهة ونطلب سرعة التنفيذ دون النظر إلى أولويات المرحلة التى نمر بها.

الدليل على الكلام السابق واضح وبين كالشمس، وقد تحقق بالفعل أمام أعيننا ولا يزال يتحقق, فقد طال صمتنا على الظلم والفقر وفقدان الحرية ثلاثين عامًا وربما أكثر, ولا يفكر أحد فى الاستيقاظ سوى قلة، ولكنها كانت مشوهة من قبل تابعى السلطة.. ولكن ماذا حدث فى النهاية عندما استيقظنا من نومنا العميق؟ ما حدث هى ثورة بيضاء خالية من أى شوائب, ومن ثم أصبحنا ننقب على كل حق لنا فنطالب به, ولكن هناك أشياء يحق لنا المطالبة بها الآن وأشياء أخرى لا يمكننا أن نضعها على عاتق حكومة انتقالية تبذل قصارى جهدها لنقل السلطة للمدنيين.. فمع بداية العام الدراسى انهالت إضرابات المعلمين وغيرهم ممن يطالبون بزيادة رواتبهم, ولم يضعوا أبدا نصب أعينهم الحالة المالية والاقتصادية للبلاد فى الوقت الحالى وهناك العديد من التيارات السياسية والدينية، التى كانت كالقنبلة الموقوتة, ظلت مدفونة لفترة طويلة وفجأة انفجرت وتناثرت فى كل مكان.. ولكن ما يستدعينا للوقف أمامه طويلا، ويبين حقا مدى غموض الشخصية المصرية هو ما ذكرته من قبل من شراهة الحب والكراهية, ففى الأيام الأولى بعد الثورة تم استبعاد وتشويه صورة العديد من الإعلاميين ووضعهم فى قوائم سوداء وأشياء أخرى من هذا القبيل, وفجأة نجدهم الآن يعودون للظهور من جديد بكل ثقة، وذلك بعد تغيير جلودهم, وليس هذا فقط بل ويساعدون عناصر الحزب المنحل فى الظهور للناس وتحسين صورتهم, ولكن الطامة الكبرى أن هناك من يستمعون إليهم ويتعاطفون معهم.

وفى غمار ما يحدث, يندهش الجميع أشد الاندهاش لما حدث من مسيرات للأقباط للمطالبة بحقوقهم, فكم عانوا من التهميش وضياع الحقوق, فكم من كنيسة هدمت أو أحرقت ولم يتم محاكمة مرتكبى هذه الجرائم, أليس من حقهم إعلاء أصواتهم للمطالبة بحقوقهم؟
ثم تصاعد الأمر حتى وصل إلى أحداث ماسبيرو المفجعة وحدوث أشياء غاية فى الغموض ونشر أخبار لا أساس لها من الصحة.. وعندما نبحث عن السبب الحقيقى نسمع دائما الجملة التى مللناها كثيرا وهى (هناك أياد خفية خارجية وراء ما حدث). فنحن يمكننا أن نسلم بذلك ونوافق عليه قلبا وقالبا، ولكن على كل من يقول ذلك إن يبحث ويبذل قصارى جهده لقطع هذه الأيادى الخفية وتطهير بلدنا منها حتى نصل إلى بر الأمان دون أى خسائر.


فجر أكتوبر

النهارده الفجر طـــــــــــالع طعم تـــــــــــــــــــانى ولون جديد
طعم فيه ريحة البطولــــــة لونــــــــــــــــــــــه من دم الشهيد
اللى ضحى بروحه حـــالف نصر مصر يكون أكيــــــــــــــــــــد
بعد ذل وعيشه مــــــــــــرة واحتلال سينــــــــــــــــــا البغيض
بعد نكسه وحرب نجســـــه فيهاغدر وجور شديـــــــــــــــــــد
قبل مـــــــانخش المواجهه وإتاخدنا من بعيــــــــــــــــــــــــــد
كل مصرى حس يومــــــها دمه ينزف م الوريــــــــــــــــــــــد
وانه مش حاينــــــام ويهدا والجسد واهن مريــــــــــــــــــض
كان ضرورى مصر ترجـع رافعه راسهـــــــــــــــــا من جديد
لما ترجع سينا لينـــــــــــــا والعدو يطلــــــــــــــــــــــــع طريد
لما ناخد تارنا منــــــــــــــه والغليل يشفى ويزيـــــــــــــــــــــد
بس كــــــــــــان لازم نقرر والقرار حـــــــــــــــــــــاسم سديد
حرب من غير أى هدنـــــه نـــــــــــــار ضروس تغلى وتقييد
واما تطفى النـــــار وتخمد يطلع الفجر الوليـــــــــــــــــــــــــد
فجر أكتوبر ونــــــــــــصره لما رب الكــــــــــــــــــــــون يريد
واما ربك خد بإيدنـــــــــــــا وبعزيمــــــــــــــــــــــــه من حديد
انتصرنا وخدنا تـــــــــــارنا خلينــــــــــــــــــاهم ف الحضيض
والنهارده مصر قـــــــــالت للقريب قبـــــــــــــــــــــــل البعيد
بعد ثورتنا ف ينــــــــــــاير انتهى عصر البليـــــــــــــــــــــــــد
مصر حره ومش حـاتركـع حتى لو مليـــــــــــــــــــون شهيد


بأى ذنب قتلت؟

رحل وفى قلبه الحُلم لم يزهر بعد
رحل وهو يردد: حقى حقى
أنا مصرى مثلكم كانت أمنيتى أن أصلى فى محرابى دون أن ينتهك حرمتى متشدد
دون أن يخرجنى من عالمى المقدس
من أملى فى الخلاص
مينا أنا .. فمن أنت؟
مصرى أنا .. فمن أنت؟
أصدقائى المسلمون كانوا بجوارى يمسحون دمعتى
يرددون معى يرفعون الصوت بجوارى: حقى حقى
فمن أنتم؟ ومن أى بلاد الظلام جئتم؟
أى جرم جنيت؟
وبأى ذنب قتلت؟
للحرية.. للعدل كنت أغنى

يابلادى يابلادى ..أنا بحبك يابلادى
فهل تسمعونى من هنا؟
إن كانت لكم قلوب
إن كان فى عقولكم وعى
إن كانت فى ضمائركم بقية إنسانية
رددوا معى: حقى حقى


أنقذوهم.. شكراً

كلما مرت ذكرى وفاة الزعيم الراحل المصرى الأصيل الرئيس جمال عبدالناصر أتذكر وأتحسر على أحوال المصريين الفقراء والمعاقين من بعده، وقبل أن أبدأ كلامى أريد أن أشير إلى أننى لست ناصرياً ولا منصورياً ولا أنتمى إلى أى حزب لكننى مواطن مصرى أحب هذا البلد وأحب شعبه المسالم الطيب، فبعد أن كان يتم تعيين المعاقين إجبارياً ضمن نسبة 5% المخصصة لذوى الإعاقة فى كل الوزارات والهيئات أصبحوا الآن يتنصلون من هذه المهمة الإنسانية التى كانت تحفظ للكثير من المعاقين آدميتهم وتنقذهم من القدوم على التسول.

أتساءل متى ستتحرك الحكومة وتصدق فى كلامها وتقوم بتعيين نسبة 5% معاقين، ويتم تفعيل هذا القانون وإلزام الوزارات والهيئات والقطاع الخاص بتحمل هذه النسبة وتوظيفها حتى يجدوا عملا يملأ عليهم حياتهم ويدر دخلا ثابتاً عليهم يغنيهم عن السؤال؟ ما ذنب هذا المعاق الذى ولد بظروف صحية معينة لا دخل له فيها حتى يتم تجاهله وحرمانه من أبسط حقوقه بهذه الطريقة؟

العجيب أننا نجد كثيرا من الدول المتقدمة يهتمون بالمعاقين ويزيلون لهم العقبات حتى ينخرطوا فى قلب المجتمع ويكون لهم دور فعال وتحفظ لهم دخلا يعينهم على المعيشة وذلك بخلاف بلدنا الذى بخل عليهم وهمشهم وجعل أحوالهم يرثى لها!
أليس من حق المعاقين أن يتعلموا ويعملوا ويتزوجوا مثل غيرهم من البشر؟

إذا نظرنا إلى معاش التضامن الاجتماعى وضآلته لعلمنا أنه لا يسمن ولا يغنى من جوع، أليس هذا المعاق ابناً من أبناء مصر الطيبين ومن حقه العيش فيها مثله مثل هذا الشعب؟ أليس من حقه على الحكومة وعلينا جميعاً أن نقف إلى جانبه ونساعده ونشد من أزره ونشجعه على الصبر على هذه الإعاقة التى ليس له أى دخل فيها؟
ولننظر إلى كثير من المعاقين الذين تحدوا الإعاقة ومنهم عميد الأدب العربى د.طه حسين وغيره من الرموز والأبطال فى شتى المجالات.

أطالب الحكومة بالاعتراف بعجزها عن إلزام الوزارات والهيئات والقطاع الخاص بتعيين نسبة 5% من المعاقين، وأن يكون لديها الشجاعة لتعيينهم وإن لم تستطع فعليها صرف إعانة شهرية محترمة لهم كى تعينهم على الحياة، على أن يعتبروا هذا المبلغ ضمن الميزانية المخصصة للدعم الذى يذهب ثلثه للأغنياء، وذلك لأن المعاق ليس مثل الشاب السليم الذى يستطيع العمل فى كل المهن والوظائف فى كل الظروف، وليعلم الجميع أنه توجد وظائف كثيرة سواء فى شركات القطاع الخاص أو ورش إنتاجية أو محلات.. الخ. ومن يريد العمل فسوف يجد ولكن ماذا يفعل المعاق ونحن نعلم أن معظمهم مع مرور الوقت يصبحون بلا عائل سواء بوفاة الوالدين أو انشغال أخوتهم وأقاربهم عنهم مما يضطرهم إلى الانضمام إلى طابور المتسولين ليجدوا ما ينفقوه على طعامهم وعلاجهم!

أوجه الخير كثيرة والحكومة التى تهتم بالضعفاء والمعاقين والمرضى والأيتام قبل الأغنياء والأصحاء فسوف تجد التوفيق والعون من رب العالمين، إلى جانب الثقة والاطمئنان إليها من جانب هذا الشعب العظيم.

الخميس، 13 أكتوبر 2011

دق جرس الكنيسة وسمعت صوت الأذان


دق جرس الكنيسة وسمعت صوت الأذان
ما هى هى دى بلدى حرية للأديان
حسيت بفرحة بكيانى حسيت بمعنى الأمان
ما هو فى السلام والأمان ما تفرق الأديان
ولكل دين قيمته والرك ع الإنسان
كتابه كان إنجيل ولا الكتاب قرآن
مفيش كتاب منهم للعنف كان عنوان
................
واقفين لبعض ليه ع الواحدة نتخاصم
وكل واحد عامل قاضى وبيحاكم
وإشاعة بينا غلط نغضب ونتشاتم
تقيد مابينا النار والشر نتقاسم
مع إننا فى الأصل لينا الله واحد
هو اللى بيحاسب هو اللى بيحاكم
................
ياريتنا بقى نعقل نبقى جسد واحد
لكل واحد دين بس الوطن واحد
ونفوق شوية بقى دا عدونا واحد

ثوب الحرير


ثوب من الحرير أنيق
يعانق خصرا للحبيب رشيق
زهورا نُثِرت عليه
كطائر للحب طليق
غازله النسيم
كفراشه تبحث حول النور عن رحيق
فى رقه النسيم تخطو
فيرقص على جانبيها الطريق
فى بهاء الدر ومنه
قِرط للخدود صديق

أغار منه وعذرى
أنه للحبيب رفيق
بالجيد نور ونار
تشعل بالقلب حريق
فى بهاء النور حوله
عقد حباته من عقيق
ومِعصم قيده زهورا
بأنامل تعبث فى المشاعر
كطيف يلهو بالقلوب رقيق
وتاج للنساء يتوارى خجلا
إذ انبعث من تاجها للذهب بريق
يتراقص فى النسيم طربا
كلما غازله بلحن للبهاء يليق

حلما رائعا أأبى منه يوما أن أفيق
كيف والعيون تطاردنى بسحر
يذهب ما بالقلب من ضيق
تأسر العقل وتمرح بالقلب
كنسيم هارب من قارورة عطر عتيق
أيا حبيبا ًكموج هائج فى لجة بحر عميق
قلبى صغيرا ،كشراع فى يديك تلهو به
ما له سواك من أنيس ولا رفيق
على ذكريات تتوارى
فى ماض من الزمان سحيق
يحيا الخيال إذا ارتوى
بخمر من شفتيك لا يفيق

أقيلوا هذا الوزير


رغم أنى بعيش فى الصعيد ولم أر ما حدث امام ماسبيرو، لكن عندى يقين بأن فيه أناس مندسين دخلوا فى مجموعة الأقباط أثناء التظاهر، وعملوا اشتبكات مع الجيش والشرطة، ممن هم أصحاب الأصابع الخفية وراء كل هذه الأحداث؟، تشتعل الفتنة كل حين وحين كانت لعبة رجال مبارك، بعد حكم الإعدام على الكمونى ألم يحن الوقت لإعلان من المحرض له لقتل أشخاص أبرياء فى ليلة عيد، أين دور الشرطة فى حماية المتظاهرين طالما أعلنوا مسبقاً بالخروج، أم أن العيسوى فى جلباب حبيب العادلى، نطالب بإقالة وزير الداخلية، من لم يكن كُفئا قادراً على تحمل المسئولية بأخذ طريق جانباً ويترك مكانه لمن هو أفضل منه، لأن كل شىء واضح وضوح الشمس، كل جلسه من محاكمات المتورطين فى موقعة الجمل، يحدث فتنة وتخريب، إذاً مش كل من داخل السجن هم المحرضين والمتورطين على قتل المتظاهرين!! مازال لهم خارج السجن باقية، وهذا ما هدد به مبارك إما أنا أو الفوضى، فلول نظام مبارك لم يجعلونا نهنأ بثورتنا.

إلى المجلس العسكرى الحاكم، هذا الوزير الفاشل أخرجه من المنظومة الحكومية.

يارب أنقذ عروس النيل من الضياع


لم أنم ليلة الأحد الماضى إلا فى ساعة متأخرة جدا حتى أننى لم أشعر بالحاجة إلى النوم رغم يوم عمل شاق انصرفت منه الساعة التاسعة والنصف وكنت أقود سيارتى وأنا فى طريقى إلى البيت مسافة طويلة وأشعر بالإعياء حتى فتحت المذياع، كان صوت يستغيث من الشارع فى مقابلة مع مراسلى إحدى المحطات "الحقوا مصر إنها تحترق، إنها الفتنة ولعن الله الفتنة ولعن من أيقظها"، أعترف لقد هز كيانى هذا النداء وتملكنى شعور غريب بالتيه والضياع وكأننى لا أدرك ما يدور من حولى وتملكنى شك بأننى قطعت كافة إشارات المرور وهى حمراء ولما وصلت منزلى توجهت فورا إلى التلفاز وبقيت على هذه الحال حتى الساعة الثالثة من فجر هذا اليوم.

هكذا ارتحلت كل أحلامى كانت تغادرنى ولا أقوى أن التقط أيا منها ولا أبالغ فى ذلك ولماذا أبالغ وهى مصر المحروسة وأنا أعلم ماذا تكون وماذا يجب أن تكون لكننى صباح هذا اليوم شعرت بنوع من الراحة والأمل وعاد إلى بعض من حلمى، أنا مصرى والمحروسة مسقط رأسى وعاشق لذلك الظل الذى تفيأنا به جميعا وعلى مدى عقود حتى جاء نواطير الاقطاع وحرموا شعبها من ذلك الظل الوارف ولما لفظهم الشعب والتاريخ أبوا الا أن يجعلوا منها خرابا.

إنها المؤامرة نعم، أوافق الجميع على صحة هذه المقولة، أن مصر المحروسة مستهدفة، نعم أضم صوتى لكل الأصوات ولكن اعذرونى أيها السادة أما آن لنا أن نتعظ من العبر والدروس؟ لماذا نرى حفر المؤامرة وننزلق إليها بأقدامنا ثم نصيح مستغيثون أو محذرون إنها المؤامرة؟ لاتصلبوا المحروسة بأيديكم على خشبة المؤامرة، مصر تستحق أن يكلل رأسها بالغار لا أن يوضع تحت مقصلة الفتنة، مصر ملك لكافة المصريين وليست حكرا على مسجد أو كنيسة، مصر ظل وارف لكل العرب وليست زوجة من زوجات فرعون وآل فرعون، مصر أخذت مكانتها منذ قدوم ابن العاص وتحرر أقباطها من عبودية روما على يديه، مصر نعرفها بالأزهر وما نظرتنا للأهرامات غير أنها حضارات سادت ثم بادت، فهل تستحق المحروسة من البعض كل هذا العقاب. أيها النيل يا شريان مصر الذى تتدفق منه دماء حياتها أتوسل إليك أن تلجم هذا الطوفان يا الله يا من أثبت لفرعون أنك الخالق وحدك ورب العباد وحدك أنقذ عروس النيل من الضياع.

رسالة إلى حكومة شرف


إلى السيد المحترم / عصام شرف وحكومته
تحيه طيبة وبعد،،
أقدر وسائر أبناء هذا الوطن الظروف التى تسلمتم فيها المسئولية، ولا نلوم عليكم فى شىء مما سبق لأنكم فى ظل الظروف الصعبة التى نعيشها الآن إن أصبتم فلكم التحية والتقدير وإن أخفقتم فلا لوم عليكم، ولكن إلى الآن ومع عدم اتضاح بصمتكم فى مجال العمل العام، ومع استمرار حالة الانفلات الأمنى وإنتشار البلطجة، ومع عدم وجود رقابه على الأسعار، ومع عدم تحقق ما كنا ننتظره منكم، ومع استمرار مصر بدون رئيس حتى 2013 طبقاً للحسابات المبدئية لخط السير منذ بداية الانتخابات البرلمانية مروراً بإعداد الدستور والاستفتاء عليه ثم انتهاء بالانتخابات الرئاسية بما يعنى أنكم ستظلون معنا إن شاء الله إلى أن يأتى رئيساً لمصر ويتم تشكيل حكومة جديدة، لذلك أرجو من سيادتكم إعطاء الفرصة لحكومة وطنية أخرى لكى تتحمل المسئولية فى الفترة المقبلة ولندعو لها جميعاً أن يوفقها الله للعمل لما فيه صالح هذا البلد.

مرسله لسيادتكم مواطن مصرى
محم ابراهيم

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem