الأحد، 16 أكتوبر 2011

نصف الكوب تفاؤل

الاستدلال الرمزى الجميل على النظرة التفاؤلية والنظرة التشاؤمية بنصف الكوب الممتلئ والآخر الخالى. استدلال فيه تحفيز وحث للنظر إلى الحياة بنظرة تفاؤلية؛ لنتفاعل مع أحداثها بإيجابية وعزم؛ وعدم الاستسلام لليأس بسلبية فى حركتنا حتى لا نرى سوى كوبا كله خال، ومن منا يرغب فى أن يكون كوبا خاليا؟ من منا يريد أن يكون بقايا إنسان؟ ألم يستخلفنا الله فى الأرض لنعمرها فخلقنا لنبتكر ونحول خيالنا إلى واقع بالعمل والجد والمثابرة.

وليكن لنا فى الأنبياء والرسل عبرة وقدوة؛ فكلهم عملوا وجاهدوا لعول أنفسهم وذويهم ولتبليغ رسالاتهم.

وليكن لنا فى العلماء والمبتكرين.. فى الوالدين والأقارب.. فى المحيطين بنا والبعدين أسوة حسنة.

ليكن لنا فى الكائنات والنجوم والأجرام والأكوان عظة فى الحركة الدءوب وعدم الاستكانة.

سيقول الكثيرون كفى وعظاً ووفر لنا عملاً وفر لنا سكنا للزوجية فننبذ "الغير عرفية".

سيقولون فارغ الحديث. سيقولون معك الله "ربنا معاك"

وستقول لهم صفحات تاريخ عهد فساد أن رأسه وحاشيته والطفيليين من حولهم تقع عليهم مسئولية قتلكم اجتماعيا ومعنويا. جعلكم لا تروا سوى نصف الكوب الخالى بل تجاوزوا فى ظلمهم ذلك وجعلوا من غالبية الشعب أكوابا فارغة خالية من التفاؤل. ولكن وهذه "لكن" كبيرة جدا. كبيرة كبر الكون اجل كانت هناك فئة ترى نصف الكوب المتفائل أو هى بمثابة النصف المضىء فى معادلة التفاؤل والتشاؤم تلك فئة السهل الممتنع فى سجل التخلص من الدكتاتوريات لتشعلها ثورة أعزها وأنجحها الله العلى القدير.

ثورة مُؤكدةًً أن من بيننا الكثيرون لديهم القدرة على ممارسة ويمارسون حياة إيجابية كلها صدق وقيم لا تفرق بين دين وآخر وجنس وآخر ولون وآخر سقط من قاموسها كلمة الآخر.

اجل لقد تألمنا وحزنا حتى قالت الآلام كفى أحزانا كفى آلامْ. وما يدركك أنه كما يوما فى أحد قصائدى كتبت
"يقسم النعم والألم
ومن الألم غفير النعم"
دعونا نتبادل مواقفا إيجابية عشناها أو نعيشها. رأيناها فى حياتنا اليومية واقعا أو عبر قرأتنا ومشاهدتنا أو ما نسمعه؛مواقف تقول أن الدنيا مازلت بخير.
دعونا نجعل لأعمارنا مجرى من الحب ونكون له ضفاف الأمان
دعونا نرى نصف الكوب تفاؤلا.


بتقول طوارئ

ظرف طارئ
وقانون طوارئ
من وسط أرضى
تنبت مشانق

عشنا السنين
نقول آمين
راسنا ف طين
وظرف طارئ


يجونا فجرا
يخدونا قسرا
دفنونا سرا
وسط المغالق


فين المحاكمة
والعيشة حاكمة
وعصابة حاكمة
بلطج يا طارق


يا عم حسنى
رجلك تدوسني
ومين يحوشنى
ماعدش فارق


وتقول طوارئ
قميصى لازق
وجلدى غامق
وصباعى شاقق


وقلبى داقق
وصوته زاعق
أطفال تكوبس
بكلمة طوارئ

شعارهم "مصلحتنا أولا"

أحياناً تكون الأحزاب هى رياح التغيير فى المجتمع.. ولكن نحن الآن لسنا فى عصر "سعد زعلول" أو "مصطفى كامل", فالزمان مختلف تماما وحتى أعداد الأحزاب وسياستهم فى التعامل(الإيديولوجية) تختلف عن الوقت الحاضر الوقت الذى أصبح شعارهم" مصلحتنا أولا".. وكمـا لو أنهم انتظروا كل هذه الفتره ليظهروا الوجة الحقيقى لهم, ولمن لا يعلم عدد الأحزاب.

فقبل الثورة عدد الأحزاب فى مصر كان 24 حزبا سياسيا بصفة قانونية, وأعتقد أن الجميع يعرف لماذا كان عدد الأحزاب قليل جدا, وبرغم العدد القليل فهم أيضا كانوا قليلا ما يقفون أمام الظلم الذى أنزل على الشعب, وعندما يحين وقت انتخابات مجلس الشعب يهرولون إلى الشارع ومعهم شعاراتهم الزائفة وبلطجيتهم المسلحين, وبعد أن تتم هذه العمليه يذهبون إلى مجلس الشعب فى عرض لمسلسل سخيف ممل ومعهود, فهذه كانت سياسة أغلب الأحزاب.
وبعد الثورة جاءت موجه كبيرة يعلوها عدد رهيب من الأحزاب السياسية وكل حزب منهم لهُ طريقتة فى العمل (الإيديولوجية) وكالعادة شعاراتهم نحن نريد مصلحة الشعب ونحن نريد الخير لمصر وحقك من حقك وشعارات كثيرة, وفى الحقيقة هم يريدون مصحلتهم أولا.. فعدد الأحزاب الآن مثل(العدد فى الليمون), لا تعلم منهم الصالح أو الطالح.. منهم من يخفى نواياه ولكن غباءه السياسى يكشف أمره؛ وبدأت الأحزاب بالتسلق على أكتاف الشعب فأصحبوا الآن هم قاده الثورة.. يدعون للمظاهرات وللمليونية ويهددون بقطع كذا أو تصعيد الآمـر لكذا.. ويشاركون فى البرامج الحوارية فى أى وقت أرادوا.. وكما لو أنهم هم من قاموا بالثورة!!, الشىء المخزى فى هذا الآمـر أن هناك من الشعب من انضم لهذه الأحزاب البلاستيكة المنفوخة، واستطاع أن يكون فوق أعلى الأمواج ويأخذ حقه من هذه الحفلة، فالثورة عندهم هى حفلة لا أكثر ولابد كل حزب منهم أن يأخذ قطعة من التورتة, والإعلام يساندهم لأنهم الآن هم الأقوى ولا أقصد أنهم أقوى بسبب عددهم ولكن بسياستهم التى جعلت عقول بعض المصرين مثل عقول الأطفال.. يستمعون لكلامهم ويهتفون بأسماهم.. وكما لو أنهم حرروا سينا!!!.. والعجيب أيضا أن كل واحد منهم يظهر أمام الشاشات ويقول أنا الوحيد الذى قال "لا" أمام نظام عنيد مكابر ديكتاتورى.. ونكتشف فى آخر الأمـر أنه قال لا.. لأنه أرد قطعة من التورتة.. ولكن من الواضح أن التورتة كانت لأصدقاء الرئيس "ممنوع اللمس".

أيضا فى مصر فقط يوجد أحزاب الفلول التى أنشئت حديثا بعد سقوط قلعة مبارك الزجاجية.. كل من أعضاء الحزب الوطنى المنحل ينشئ حزبا جديدا، ويقوم بعمل دعاية وينضم إليه الناس ويصير هذا الحزب له نصيب فى التورتة بمعنى أنه يستيطع أن يبعث رسائل للمجلس العسكرى ويستطيع أن يدعو الشعب المصرى إلى مليونية للتطهير!!.. وسبحان الله فحال مصر الآن.. كحال مستشفى المجانين.. المجانين هم من يديرون المستشفى والأطباء هم المجانين.

وأنـى أرى شيئا حول انجذاب بعض المصرين تجاه الأحزاب وهذه الأسباب هـى؛ منهم من يريد أن يكون ضيفا فى البرامج ويظهر نفسه.. ومنهم من يريد أن يصل إلى منصب معين.. ومنهم من يريد أن يكـون صاحب سلطة, ولا يستطيع أحد أنكار ذلك فمثلا لو أردت أن تكون كاتبا صحفيا مشهورا ولامعا؛ الموهبة وحدها لا تكفى ولكن الحزب سوف يدعم هذا العضو بقوة ويظهر نجمه ويعلى شأنه.. فهذه هى الحقيقة سواء قبلتم بها أو لم تقبلوا.. وكما يقول شعار أحد الأحزاب حقك من حقك (ولكن عليك أن تكون معانا) والأمـر فى نهايته متروك ليد الشعب فهم الأن الأقوى ظاهرياً بسبب ما يفعله الإعلام المصرى تجاه الأحزاب, ولكـن إلى متـى سوف يظل هذا السكوت!؟



مؤامرات خارجية أم فلول أم أخطاء محافظين؟

كما عودنا النظام السابق أن نترك الأحداث تتفاقم وتتصاعد حتى تبلغ نقطة اللا رجوع ثم نترك المصيبة تحدث ولا نتحرك إلا بعد فوات الأوان وبدلا من الاعتراف بحدوث أخطاء أو تقصير ما, بدلا من البحث عن حلول نسارع جميعا لإيجاد شماعات مناسبة أو غير مناسبة ,منطقية أو غير منطقية لتعليق الأخطاء عليها.

لم تكن أحداث ماسبيرو هى الأولى ولن تكون الأخيرة طالما سيستمر التعامل مع مستصغر الأمور بهذه الرعونة وهذا الاستهتار حتى تكبر وتعظم.

لم تنشأ أحداث ماسبيرو فجأة ولا من فراغ وإنما هى نتيجة لمقدمات عديدة , نتيجة لمطالب تم تجاهلها وعدم النظر إليها, نتيجة لاستغلال أعداء هذا الوطن لمثل تلك التظاهرات والاعتصامات من أجل أن يندسوا وسط المتظاهرين محدثين شغبا فهى بلا شك فرصتهم العظيمة فلن يجدوا تربة خصبة لإحداث الفتنة والوقيعة سوى حالة الاحتقان والفوضى التى تسيطر على البلاد، للأقباط مطالب لم ينظر إليها ولم تلق أى نوع من الاهتمام فى حين أنهم مواطنون مصريون لهم كل الحقوق وعليهم كل الواجبات ونحن الآن فى وقت عصيب, فهناك حالة من الاحتقان تسود الأجواء, حالة يجب أن يتعامل معها الجميع مواطنون مسئولون على حد سواء بحكمة وتعقل, حالة لا تحتمل أى رعونة أو استهتار ومع هذا لم تتخذ أى خطوة فى سبيل إيجاد حلول لا لمشكلة الأقباط ولا غيرها وكل ما يحدث هو مجموعة وعود غير مدروسة من حكومة تتخبط بعشوائية ملحوظة, حكومة - نشفق عليها كثيرا مما هى فيه – ولكن نتمنى منها إلا تعد بما لا تقدر عليه, فوعودها الهلامية تلك كانت سببا فى كثير من الإضرابات والاعتصامات التى كما سبق أن ذكرت تربة خصبة جدا لأعداء البلاد إن لم يستغلوها لأصبحوا أغبياء!!!

وللأسف الشديد تمر بنا الأحداث ولا نتعلم من التكرار وكل ما يهمنا هو البحث عن مسكنات وتبريرات وشماعات فالبعض يركن لنظرية المؤامرة الخارجية والبعض الأخر يلصقها بفلول النظام وتتكرر كلمات لا معنى لها مثل القلة المندسة, الأجندات الخارجية بينما نتناسى تماما أن ما حدث ويحدث ما هو إلا نتاج أخطاء فالثعبان يسكن داخل الدار لا يأتى من الخارج, ليس بمصر فتنة طائفية ولم يكن يوما ولن يكون وإنما ما يحدث الآن من احتقانات ما هو إلا نتيجة حتمية لتلك الحلول العرجاء التى تصر عليها حكومتنا الصماء, ما هو إلا نتاج تفكير عقيم لمحافظ توقف به الزمن من سنين ولا يدرى ما يحدث حوله من تغيير فكما يتحمل محافظ الجيزة جزءا كبيرا من مسئولية أحداث السفارة الإسرائيلية فإن لمحافظ أسوان أيضا نصيبا كبيرا من ما ترتب على قراره الغير مدروس من عواقب مسئولية مشتركة يتحملها الحكومة والمحافظين مشاركة مع ذلك الإعلام الأحادى الذى ظل ينفخ بالنار حتى خرجت الأمور من نطاق السيطرة وتحولت لفتنة هى الأخطر على مصر من أى عدو خارجى لا للفتنة بكل أنواعها, لا لأى شائعات مغرضة, لا للوقيعة بين الجيش والشعب فالجيش الذى قام بحماية الثورة لا يستحق إلا الشكر وبلدنا العظيمة مصر لا تستحق منا إلا الحب.

الفراغ والخراب وضياغ الشباب

الفراغ.. الخراب.. أيهما يسبق؟؟؟ أم هم متلازمين؟؟؟

أرى الفراغ ليس فراغ فى الوقت فقط، بل هو فى الشخصية، فى الفهم والإدراك، فى العاطفة والانتماء، فراغ فى الرؤية والأهداف، هذا الفراغ هو المحرك الأساسى لكل الأحداث التخريبية.

الخراب، أرى الخراب ليس فى الأشياء فقط، بل هو خراب عقلى وحسى، خراب فكرى وقيمى وتربوى وتعليمى، الخراب طبيعى يؤدى لفراغ، والفراغ طبيعى يؤدى لخراب، الفراغ والخراب علاقتهما حميمة ونتائجهما وخيمة.
هو فى إيه ؟؟؟ هو فين الدولة؟؟؟ وهو مين المسئول؟؟؟
هل من عاقل يجيب؟؟؟ هل من حكيم يفسر لى؟؟؟
لصالح من؟؟؟ ولمتى؟؟؟
هل من قائد يقود؟؟

هل تعتقد أن هؤلاء الشباب المتواجدين فى الأحداث والشغب والخراب والاحتجاجات إلخ، هل هؤلاء لديهم عمل؟؟ لديهم فكر؟؟ هل لديهم هدف عايشيين من أجله وله وبه؟؟؟ هل وهل وهل؟؟ لماذا لا تستفيد منهم الدولة وتوظف طاقتهم ووقتهم مؤقتا فى أعمال لصالح مصر؟؟؟ تسخرهم فى الأعمار فى كل جانب من جوانب البلد، لماذا لا ترسل الدولة لهم سيارات تأخذهم للقيام بمهمة معينة مخطط لها مسبقا وبأجر يومى رمزى؟ لماذا نتركهم لفراغهم وخرابهم ؟؟؟ لماذا نتركهم صيد سهل لأى إشاعة أو خناقة أو أو الخ، لماذا نتركهم لبلطجة الفكر والسلوك يلعبوا بهم وفيهم ؟؟؟ ما نحن فيه وما وصلنا له زاد عن الحد، لا يوجد عاقل، صادق تبقى لديه ذرة حس وفهم قادر على العيش وسط هذا الزخم العشوائى الفوضوى المدمر، آن الأوان للدولة أن تتحرك بخطوات محددة واضحة ثابتة لتقتل الفراغ وتوقف الخراب، آن الأوان لانتشار حملات التوعية فى كل شبر فى مصرنا للتوعية للأمور الهامة العامة، آن الأوان بقى لكى نحيا حياة طبيعية، آن الأوان بقى للعمل الجاد المستمر، آن الأوان لوجود العقلاء الحكماء الصادقين المتعلمين المخلصين الصامتين للتواجد والظهور؟؟؟ آن الأوان لسد كل الثغرات التى يدخل منها الخراب لوطنا، ماذا تبقى لنخسره؟؟؟ ماذا ننتظر؟؟؟ ومن ننتظر؟؟؟ آن الأوان يا وطنى تملأ الفراغ وتعمر الخراب، حفظك الله يا وطنى وحفظ كل مخلص أمين مستجيب لسطورى.

السقوط فى بئر الفتنة

هذا هو أخطر ما يواجه مصر فى هذه المرحلة والعائق الأكبر أمام أى تحولات سواء كان تحولا ديمقراطيا أو اقتصاديا. فقد عشنا مساء الأحد ليلة دموية مليئة بالخوف والرعب وشعرنا فعلا بأن مصر على وشك الضياع، ذلك بعد مسيرة للإخوة الأقباط بدأت بالشموع وانتهت بوضع الورود على القبور.

كل ما يحدث الآن لا يستفيد منه أحد لا مسلم ولا مسيحى والخاسر الأكبر هى مصر، نعم هناك مؤامرات وأجندات خارجية، لكنها لا يمكن أن تتحقق إلا بمساعدة داخلية فقد ظلوا سنوات طويلة يبحثون عن سبب لدخول مصر، وما يحدث الآن يجعلنا نقدم لهم بلدنا على طبق من دهب وبدون مقابل وعليها دم شهدائنا، وجاءت البداية بخروج وزيرة خارجية أمريكا لتقدم لنا المساعدات ليست الاقتصادية أو المادية، ولكنها تريد إرسال مساعدات من قواتها لحماية دور العبادة والمناطق الإستراتيجية، ونحن فى هذه الأيام نحتفل بانتصار جيشنا العظيم فى حرب أكتوبر، فما ذنب جنوده الذين حموا الثورة وحافظوا على البلاد أن يقتلوا على أيديكم بهذه الطريقة.

كل العالم شهد لنا بوحدة ثورتنا وكانوا فى منتهى الدهشة عندما شاهدوا مسيحيين يحمون مسلمين فى الميدان، ومسلمين يحمون مسيحيين فى القداس، الآن جاء وقت كل أعداء الثورة وكل أتباع النظام السابق سواء فى الداخل أو فى الخارج حتى يشمتوا فينا.

فالأخوة الأقباط وكذلك نحن كمسلمين نعرف أن اللعب على الوتر الدينى خطير جدا، وإذا تفاقم الأمر ستزهق فيه أرواح الملايين فأرجو من الإخوة الأقباط التزام ضبط النفس حتى لا يكونوا سببا فى تحقيق المخطط الخارجى، كذلك أتمنى ألا يكون هناك دعوات من المسلمين للرد على ما حدث من الأقباط لأنه إذا حدث هذا سندخل فى طريق لا عودة منة، فإذا كان هناك من يريد مصلحة شخصية أو حزبية أو أى مصلحة، خاصة فعلية أولا بناء مصر وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون، أما الآن وفى ظل ما يحدث فالبلد تنزف وقاربت على الموت، ما أحوج مصر لوحدة أبنائها الآن على الإخوة الأقباط أن يفهموا ذلك ويصغوا لحكم العقل، وعلى الحكومة سرعة الوقوف على ملابسات الأحداث وتقديم الجناة للعدالة، واتخاذ قرارات حاسمة لحل هذه الأزمة بدلا من الاجتماعات للقوى السياسية التى لا فائدة منها أو الشعارات من قبيل (مسلم ومسيحى إيد واحدة) لا نريد كلاما نريد أفعالا.

الهروب من الواقع

لكى تجد حلا لأى مشكلة تواجهك فليس عليك إلا مواجهة الواقع دون كذب أو نفاق حتى تخرج من أى مأزق يواجهك، ولكن للأسف الشديد مازلنا فى مصر نراوغ ونلف وندور حول الحقائق ثم نبكى ونشتكى.

وما حدث مؤخرا من صدام بين الجيش وبين الإخوة الأقباط يستلزم منا جميعا مواجهة الحقيقة بعيدا عن التزييف الإعلامى والنفاق والتملق الذى يمارسه البعض سواء لإبراز ثوريته أو لإنجاح برامجه بالإثارة دون مراعاة لمصلحة الوطن، وما أفزعنى وقد يكون أفزع الكثيرين مثلى هو محاولة البعض تملق الإخوة الأقباط ضد الجيش وكأن الجيش وحده هو المخطئ ولم يحاول البعض كشف الحقائق والواقع المؤلم الذى نعيشه فقد يكون الجيش أخطأ فى التعامل، ولكن لم يكلف أحد نفسه بالبحث عن آثار الأقباط ودعاهم للتظاهر والخروج فى وقت عصيب تمر به مصر، فبعض القيادات الكنسية للأسف تسببت فى عزل الأقباط على مدار سنوات حكم مبارك وبعض المنظمات التى تدعى أنها مهتمة بحقوق الإنسان، وهى للأسف تتغذى خارجيا بالمتاجرة بمشاكل الأقباط لحصد الملايين من الخارج واقتنع الأقباط بأنهم مضطهدون مع أن غالبية الشعب المصرى عانى الاضطهاد طوال سنوات حكم مبارك، وكم من الإسلاميين تم اعتقالهم وحرمانهم من الوظائف العليا بسبب انتمائهم لجماعات إسلامية.

إن وضع الحل يقتضى منا جميعا مواجهة الحقيقة بدون تزييف، فالعلاقات بين المسلمين والمسيحيين على مدار الزمان جيدة وظهور بعض المشكلات نتيجة الجهل والتعصب يقتضى منا مواجهتها بالحكمة وليس التعصب والتشدد والنفخ فى النيران وعمل تابوهات محرم الاقتراب منها حتى ولو أخطأت.

ماذا تعرفون عن المنطق؟

كل أمنياتى أن يتم تدريس المنطق فى المدارس المصرية منذ أولى ابتدائى.. لقد فقدنا المنطق تماما فأصبحنا نعيش فى دولة عبثية تشبه مسرح العبث بتاع صمويل بيكث واصبحنا جميعا فى انتظار جودو.. فلا شىء منطقى ولا سبب أو مبرر يرقى إلى درجة الاقتناع وكأننا تعلمنا الكلام للتو فأصبحنا نتكلم ولا نسمع إلا أنفسنا ولا منطق يحكمنا.

يخرج علينا منذ أيام منافقو الثورة بأن خسائر البورصة والسياحة والاحتياطى النقدى ليست بسبب الثورة، فالثورة لم تحكم.. يا عمى عبد الناصر لما وجد إنه وشباب يوليو صغار السن جابوا محمد نجيب حكموا باسمه عدة سنوات - ثورة يناير لم تنجح فى ذلك - من يدفع الثمن أنا المواطن البسيط أم البورصة أم أصحاب الثورة واللا محمد نجيب؟؟

الرئيس الوطنى الذى نحمل صوره على الأعناق هو الذى ترك مصر محتلة ومفلسة، بينما الرئيس الذى ترك احتياطى 37 مليار دولار ومصر حرة لا احتلال فوق شبر منها ده حرامى وبنحاكمه؟
مصر لا ولن تنافس فى مجال السياحة وجذب الاستثمارات الأجنبيه إلا بالأمن الراسخ بين ربوعها.. ومن غير أمن سنتحول إلى صومال آخر فى شهور قليلة.. وماذا تعنى كلمة وطن إلا مرادفا للأمن؟

صديقى العزيز المعارض الشهير بقاله يومين شادد الدنيا على التمويل الأجنبى والفلوس الخارجية.. والسؤال المنطقى هى فلوس الأخ العقيد كانت داخلية واللا خارجية؟؟؟... يا عم وأنا مالى ما هى دى الثورة وده ابنها (البكرى) ريح نفسك.

أقترح وضع المثلث وشنطة الإسعاف فى متحف الداخلية بالقلعة باعتبارهم كانوا المسمار الأول فى نعش الأمن فى مصر.. وبذلنا فيهم من الوقت والمجهود فى المناقشة ما أسعف أعداءنا فى الوصول إلينا بمنتهى السهولة.. أين المنطق فى قصة المثلث وشنطة الإسعاف؟؟؟

لقيت صورة واحد معرفهوش مغرقة اللوحات الإعلانية فوق كوبرى أكتوبر.. سألت سواق التاكسى مين ده؟؟؟ قالى باينه مغنى تركى منزل شريط بيحب مصر.

سؤال حيجننى.. هو مذيع أو مذيعة التوك شو وهو رايح الاستوديو بيقول يا رب عدى اليوم على خير على بلادى وأهلى واللا بيقول يا رب تولع خلينا نشتغل؟؟؟؟ بجد عاوز إجابة.

عزيزى شيخ الأزهر الفاضل.. عزيزى مدير مجمع اللغة العربية الكريم.. ممكن تعريف كلمة شهيد.

كل يوم نسمع عن ظبطيات لكميات من السلاح.. مش مهم اللى كانوا شايلينه.. لازم حد يقولنا السلاح ده كان رايح لمين.

ومينفعش واحد يتمسك ببندقية قناصة يقول أصل كان عليه تار لو كل واحد عليه تار شال بندقية قناصة.. البلد كلها حتبات فى الشارع.

واحد صاحبى يسارى اشتراكى مهبول كل ما أقابله كان يكلمنى عن لينين 4 ساعات.. قابلته بعد سنوات انقطاع من كام يوم بيتكلم نفس الكلام ونفس الأحداث بس عن ساكشفيلى.. قلتله أحب فيك ولاءك الجغرافى يا موحه.

حاحكى لبنتى إن الموتسيكلات زمان كان ليها أرقام وكانت بتترخص من المرور.. آه يا بابى تتصورى.. ومكانش عمره التوك توك يدخل المدينة ولا كان أبدا الموتوسيكل يمشى من غير رخصة.. ونهاره أسود لو كان من غير خوذة... أقولك حاجة.. شارعنا ده كان اتجاه واحد.. هاهاهاهاهاهاهاهاهاها ده صوت ضحك بنتى بعد كام سنة كده.. هم كمان ما بيدرسوش منطق... بس اتعلموه من ع النت.

أرجوكم أتوسل إليكم ... لا تلوثوا التاريخ 6 أكتوبر بقى مزايدات ولا مليونيات ولا مظاهرات فئوية ضيقة.. ده عيد ميلاد مصر
يا عم وأنا مالى هى بلدى لوحدى.

أفلا تكونون كباراً!؟

وحدها الملائكة لا تخطئ، لسنا ملائكة طبعا.. لذا فأخطاؤنا فطرة الخالق فينا التى لا تقلل من شأننا، لكن عجزنا عن الاعتراف بالخطأ والتمادى فى اتخاذ طريقه مسارا حياتيا ومجادلتنا الدائمة لصاحب الحق بالباطل إصرارا على الخطأ، هو ما يحط فعلا من قدرنا.

الرجوع إلى الحق قلما يقبله إنسان أو يعترف به، خصوصا أنه يمنح الطرف الآخر رجاحة القول والرأى، وقد يلحق النقيصة بالعائد إلى الحق أحيانا، وهو ما لا يقدر عليه إلا الكبار ممن رجحت عقولهم وتحملوا مسؤولية مناصبهم أمام ربهم قبل رعيتهم.

وقد نخسر أحيانا فرصة الفوز بمكانة جديدة نتيجة أننا اعترفنا بخطأ تمنى البعض أن نصر عليه ونجيره حقا رغم أنوف الآخرين، لكن الواعى يدرك جيدا بأن الباطل لا يقام عليه إلا باطل وبأن خسارة المناصب فى سبيل الاعتراف بالخطأ تكسبك احترام من يزيد من قدرك احترامه.
لكن يجب أن نعترف ...
نعم أخطأنا وأخطأوا... أخطأ الكبار قبل الصغار... أخطأ الراعى قبل الرعية، وقد آن الأوان لأن نتصارح رغبة فى التصالح وبحثا عن إقامة «الدولة الحلم» التى بحثت عنها الثورة.
نعم أخطأ الثوار وأخطأ الحكام


أخطأنا لأننا ظننا أن ثورتنا اكتملت يوم أن تخلى مبارك عن سلطاته وكلف بها المجلس العسكرى، ابتهجنا بنصرنا غير المكتمل وتركنا الميدان وعدنا لحياتنا، آملين أن يُكمل من تولى المسؤولية والسلطة تنفيذ باقى مطالبنا التى كانوا أول من اعترف بها وبمشروعيتها ظناً منا أنهم شركاؤنا فى ثورتنا وأهدافها، فوهبناهم شرعيتنا ووكلناهم بإتمام ما بدأناه، وتناسينا أن الروح الثورية التى ألهمتنا وأخرجتنا من بيوتنا لندافع عن حريتنا وكرامتنا لم تنتقل بعد إلى كافة المؤسسات فى بلدنا، تركنا كل شىء وكأننا لم نثر أو ننتفض.

أردناها ثورة على النظام ومؤسساته فانقلبت إلى حركة تصحيح لتغيير الأشخاص وإبقاء النظام، وبدا التصحيح بطيئا لا يرى إلا إذا ما تحركنا وضغطنا.

أخطأنا عندما سمحنا للغرباء بأن يتسلقوا على أكتافنا، فأصبحوا هم نجوم الصورة يتحدثون ويتلونون ويتحولون بما يناسب أهواءهم ومصالحهم الشخصية.

أخطأنا لأننا سكتنا على إعلام مبتذل رخيص يتملق كل صاحب سلطة... إعلام ينزلق بمصرنا إلى حافة الهاوية... إعلام شط وانحرف عن مساره الطبيعى، وأخذ يلبس الحق بالباطل والباطل بالحق... إعلام ابتعد عن رسالته السامية وصار إعلاماً لإشعال الفتنة والتحريض عليها.

أخطأنا لأننا سمحنا لأنفسنا ولكم باجترار ابن سوداء جديد يعيش بيننا وبينكم يوقظ نار البغض والفتنة والكراهية... ويحاول وأد ثورتنا والقضاء عليها.

تلك أخطاؤنا علمناها وسنحاول استدراكها والاعتراف بها حتى نكون على مستوى المسؤولية.

أما عن أخطائكم فهى لكم ولنا وللجميع معلومة ومعروفة... وأهمها أنكم تهاونتم فى حقوقنا ولم تفوا بوعودكم فى تحقيق مطالبنا المشروعة، بل تركتم المجرم والمحرض الحقيقى دون حساب أو عقاب.. نعم تركتم أذناب نظام فاسد مستبد يتحكمون بكم وبنا، تركتموهم يهددون ويتوعدون بأن يدمروا الأخضر واليابس، تركتموهم أحراراً طلقاء يعيثون فى الأرض فساداً، وبدل أن تعاقبوهم وتقتصوا منهم، عاقبتمونا نحن الضحايا.
فهلا اعترفتم بها أيها الكبار... ألم يئن الأوان أن تصارحوا أنفسكم بما وقعتم فيه من أخطاء، حتى تتداركوها وتعالجوها.. لابد من المصارحة والمكاشفة، حتى تتم المصالحة
ويكون البناء الجديد على أساس قوى.

فالاعتراف بالخطأ ليس فقط فضيلة بل هو من شيم الكبار...
أفلا تكونون حقا كباراً تتحملون مسؤوليتكم ومسؤولية أخطائكم أمام الله ثم شعبكم.

استفيقوا يرحمكم الله

يسقط.. يسقط الحكم المؤقت

لم تكن مصر أبدا أضعف مما هى الآن، استبشرنا خيرا بالثورة بعد حكم استبدادى ظالم وبالروح الوطنية التى لم نشعر بها منذ أيام حرب أكتوبر، لنقع الآن فى حالة من التخبط والضعف والحيرة والفوضى ليس لهم مثيل.

الحكومة الحالية منقسمة على نفسها، فجزء منها ينتمى للنظام القديم ومازال يفكر بنفس العقلية الغابرة تماما مثل الوزير الذى خرج علينا أثناء أزمه ماسبيرو الأخيرة يصرخ فى التليفزيون المصرى مطالبا بحماية الجيش من الأقباط، ومثل رؤساء تحرير الصحف القومية الذين مازالوا يكتبون مانشيتات تنافق أولى الأمر وتبحث عن فرعونا جديدا، وقسم آخر من الحكومة يشعر بأنه وزير تسير أعمال أو وزير مؤقت قراراته ليست ذات أهمية وكل ما يستطيع فعله هو إعطاء بعض المسكنات لمن يشكو مع إبقاء الحال على ما هو عليه لحين استقرار الأمور أو قدوم الحاكم الفعلى.

وقسم تتم محاربته كلما أراد أن يفعل شيئا حقيقيا لإدارة الأزمة الحالية حتى لا يظهر ضعف وتخاذل باقى الوزراء.

أضعف وأسوأ حكومة مرت على مصر، أسوأ من حكومة أحمد نظيف التى زورت وحبست وأهملت، أضعف من حكومة عاطف عبيد التى باعت ودمرت الاقتصاد والشعب، أسوأ من حكومات أخرى كثيرة فالضعف الحالى هو ما سمح بهذا الانفجار الذى لم نر سوى بدايته فقط حتى الآن، ويأتى كنتيجة حتميه لمحاولة إصلاح الفشل السياسى المتعاقب على مصر منذ عقود وندفع جميعا ثمنه حتى اليوم، فهل يجدى قرص اسبرين مع مريض بورم قاتل؟

الاحتقان موجود بين الجميع منذ سنين سواء أقباطا ومسلمين أو أغنياء وفقراء أو موظفين وعاطلين أو الشعب والشرطة أو حتى أنصار الأندية المختلفة، ولا يوجد حل واحد جذرى لإزالة هذا الاحتقان الذى يظهر الآن فى التظاهرات الفئوية أو العنف المتبادل إلا بحكومة قوية قادرة على اتخاذ القرار.

ضعف الحكومة أدى إلى رغبة جميع الأطياف فى إثبات تواجدها على أرض الواقع.. كل مجموعة تريد فرض نفسها على الساحة وتريد أخذ بعض من حقوقها سواء مشروعة أو غير مشروعة، قبل أن يخرج قانون ينظم العلاقة بين الجميع، بل أن هناك من يتعامل بطريقة "إمسك فى الباطل حتى يأتيك الحق".

ضعف الحكومة أدى إلى ولادة قوى لم تكن موجودة من قبل، حينما لا يكون هناك قائد فالكل يريد القيادة، حينما لا يكون هناك أسد فالكل يستأسد، حينما لا يكون هناك قانون فالكل يريد فرض قانونه الخاص.

أمام الحكومة والمجلس العسكرى الآن الفرصة كى يذكرهم التاريخ على أنهم من أنقذ مصر من الخطر، يجب أن تقدم تلك الحكومة استقالتها فورا وتترك الساحة لشخصيات أكثر إيجابية وقدرة على اتخاذ القرار وتنفيذه.

ويجب على الحكومة الجديدة عزل كل قيادات الحزب الوطنى المنحل ووضعهم تحت الإقامة الجبرية مع من نجح فى مجلس الشعب السابق وكل المحافظين السابقين أيضا لحين أن تبت النيابة العامة فى أمرهم وهل أفسدوا الحياة السياسية أم لا؟ وبهذا سنقطع عليهم كل الطرق لإفساد وإفشال الثورة وإعادتنا للوراء.

مصر الآن تحتاج إلى جراح ليبتر وينظف ويخيط جروحها النازفة وليس ليعطينا بعض المسكنات المؤقتة التى تضر أكثر مما تنفع، كفانا مسكنات فالبركان الذى بدأ فى الغليان لن توقفه مسكناتكم وأحذروا ثورته لأنها ستحرقكم قبل الجميع.

حكومة تسيير أعمال أم تيسير أحوال؟

منذ اليوم الأول الذى تسلمت فيه حكومة الدكتور شرف مقاليد الإدارة فى مصر الثورة، وقد بدا العجز واضحا جليا على أدائها وكلما طالب أحد بأداء حكومى يليق بثورة من أعظم الثورات فى التاريخ وأنظفها كان رد الآخرين عليه أنها حكومة تسيير أعمال لحين مجىء حكومة مشكلة من مجلس شعب منتخب انتخابا حرا نزيها فتعبر تلك الحكومة بالتالى عن إرادة الشعب الحرة، بينما لم نعرف فى الأصل أنه كانت هناك أعمال للنظام السابق كى تسيرها الحكومة بل ما كان يحدث هو تجميد لكل مصالح الشعب وتسيير مصالحهم الخاصة، وبينما استبشر البعض بمجىء الدكتور شرف على رأس تلك الحكومة على اعتباره خارجا من رحم ميدان التحرير، فقد رأى البعض الآخر أن الحكومة بتلك التركيبة أو التشكيل الوزارى الحالى فعلا لن تسير أعمال ولن تجدى نفعا فى مرحلة تمر بها البلاد بفترة غليان داخلى من بطء الأداء بعدما خرجت الملايين وحطمت أسطورة ما كان نحسب أنه لا يتحطم لتثبت فعلا الحكومة عجزها وضعفها غير اللائق بمصر وثورتها وشعبها الخارج توا من ثورة على أنظمة ضعف متوالية، وتثبت الأحداث اليومية ذلك مع المؤامرات الخارجية من عدو نعلمه جميعا يتربص بنا على حدودنا الشرقية وأياديه الممتدة فى كل الأطراف، ثم مؤامرات داخلية من فلول الحزب المنحل والتى يعلم الجميع كذلك أنها لن تستسلم بسهولة ولن تسلم تلك الكعكة التى كانت تستحلها ثم فجأة نزعت منها انتزاعا مع صحوة الشعب المصرى، لتتحول حكومة تسيير الأعمال إلى تيسير أحوال وإذا دققنا النظر، وقرأنا أحداث الثمانية أشهر الماضية قراءة واعية وقارنا كل ذلك بأداء حكومة الدكتور شرف وقارنا بين وضع مصر الآن ووضعها وقت تنحى الرئيس المخلوع لوجدنا أن بلادنا لم تتحرك خطوة واحدة فى اتجاه البناء على أى مستوى من المستويات سواء الاقتصادى أو السياسى أو الاجتماعى بما يشمله من صحة وتعليم وقضية أمن المواطن والتى تهمه فى المقام الأول، كذلك مشكلة المطالب الفئوية التى يستنكرها المسئولين على أصحابها بأنها ليست وقتها وأن على الجميع العمل دون المطالبة الآن على الأقل بأى حقوق مع أن هناك حلول موجودة فعلا ولن تكلف خزانة الدولة أى عبء، وذلك عن طريق وضع حد أعلى أولا للأجور قبل وضع الحد الأدنى، وبذلك يتوفر الفارق الهائل فيما يتقاضاه البعض عن الآخر ليوفر بند يمكن الاستعانة به فى رفع الأجور وتخفيف العبء المتزايد عن كاهل المصرى الذى طالما عانى من الفقر والضيق، وقد آن له أن يشعر ببعض الإنسانية فيما يتقاضاه أو فيما يحصل عليه من خدمات تؤديها له الدولة، كذلك بند الصناديق الخاصة والذى قدره الجهاز المركزى للمحاسبات بأربعة عشر ضعف الموازنة العامة فى العام 2009/2010، وبذلك يمكن أن يوفر للخزانة العامة تلك المليارات فلا نضطر للاقتراض بما يمثله من أعباء جديدة نحن فى غنى عنها كذلك الأجيال القادمة ووضع مصر فى موقف حرج ومخيف، وربما كان الوضع بعد الثورة مباشرة وأثنائها أفضل حالا بأكثر مما نحن عليه الآن، وأجزم أن المشكلة الأساسية ليست فى الشعب المصرى بدليل أن دولة بهذا الحجم الكبير من حيث المساحة وعدد السكان تسير تلك المدة دون جهاز أمنى من شرطة وخلافه وتسير الأوضاع فيها بهذا الشكل ولنتصور مثلا أنه قد فرغت مدينة مثل نيويورك أو لندن أو باريس من جهازها الأمنى لعدة أيام متتالية، وتخيل ما يمكن أن يحدث ليدل ذلك على مدى تحضر الشعب المصرى وجنوحه للتعايش فى سلام، وذلك بصرف النظر عن أى دين يدين به، ولمن يشككون فى ذلك فليستعيدوا صور ميدان التحرير حين كان يسبق القداس صلاة الجمعة ليعرف من أين يأتى الخلل بالضبط وتعالت أصوات العلماء والمفكرين كل يلقى ما فى جعبته من حلول تنقل البلد بكل ما فيها من مقومات اقتصادية متينة بمواردها التى حباها الله بها وبشعبها الطيب وبثورتها التى حماها الله عز وجل فى أحلك أوقاتها وبأبنائها الشرفاء الذين هم على استعداد لبذل دمائهم الطاهرة فداء لها، وقدمت الاقتراحات للمسئولين بمشاريع قومية ضخمة تستثمر طاقة الشعب الثائر على أن تستجيب الحكومة لتلك النداءات فلا من مجيب لتظهر لنا فى كل أزمة وكأنها غارقة فى شبر من المياه ولتكون الحجة أنها حكومة تسيير أعمال، وبمرور الوقت نكتشف أنها لم تسير أى عمل وإنما ببطء أدائها وسوء إدارتها يسرت أعمال الفلول وأعداء الوطن بالخارج والداخل ليخربوا فيه كيف شاءوا ولينفقوا الأموال كيف شاءوا ولينشروا روح اليأس كيف شاءوا وليعيدوا لنا صورة النظام البائد القبيحة ليقول البعض بأنه نظام لم يسقط بعد.

على أرض ماسبيرو بكت السماء

لم تبك ليلة الأحد الماضى مصر الثورة فقط، بل أزعم أن السماء قد بكت أيضا. إن الله عز وجل قد حرم القتل إلا بالحق وأمرنا بالحفاظ على النفس الإنسانية بغض النظر عن جنسها أو ديانتها التى تتبعها، شىء مرعب ما حدث فى مظاهرات ماسبيرو من سفك دماء بضعة وعشرين نفسا مسيحية، بالإضافة لمئات المصابين. وذلك فى أعقاب تظاهرهم اعتراضا على إحراق وهدم كنيسة المريناب بأسوان على أيدى بعض الموتورين المنتسبيت للإسلام زورا وبهتانا.

إذا شئنا الحق فإن سبب تظاهرهم لم تكن حادثة المريناب فقط لكن لشعورهم وهذا صحيح ببعض الظلم الواقع عليهم. لا ينكر أحد أن ما حدث ليلة الأحد الدامى قسوة فى التعامل مع هذه التظاهرة والدليل على ذلك عدد الموتى والمصابين، علمنا أن الإخوة المسيحيين قد تجاوزوا الحد فى طريقة تعبيرهم عن غضبهم لكن هذا ليس مبررا كافيا لممارسة العنف ضدهم بهذه القسوة.

لاشك أن الفتن التى حدثت بين مسلمين ومسيحيين منذ إزاحة مبارك عن الحكم لم تكن هى الوحيدة وليس المرة الأولى، ولكن هناك العديد من تلك الفتن التى حدثت فى الماضى. الغريب أنها ازدادت فى الثلاثين عاما السابقة من حكم مبارك، حتى يحتفظ مبارك بالحكم كان نظامه وخاصة أجهزته الأمنية وأبواقه الإعلامية يعملون على إزكاء الفتن بين المسلم والمسيحى، وتمثل ذلك فى أمور شتى فقد كانت أجهزته الأمنية تعطى إشارة إلى المسلمين أنها بجانب المسيحيين وتمثل ذلك فى فترة من الزمن، حيث أى مشكلة تحدث بين مسلم ومسيحى مهما كانت بساطتها يذهب الاثنان إلى مباحث أمن الدولة وفى بعض أقسام الشرطة كان يحترم نوعا ما المسيحى فيستشاط المسلم غيظا وكمدا، وكان يلجأ النظام السابق أيضا إلى الحلول العرفية، مما أدى إلى شيوع مقولة إن مبارك مع المسيحيين وقد أحس الكثير من المسيحيين أن مبارك بجانبهم ويحميهم من التيارات الإسلامية المتشددة عامة.

حتى أننى أعلم أن الكثير من المسيحيين قد حزن حزنا شديدا لإزاحة مبارك وهذا ما أكده لى صديق مسيحى!! وكان نتيجة سياسة مبارك ونظامه أن وقعت أحداثا طائفية بكثرة فى عهده مما أعطاه مبررا لفرض ومد حالة الطوارئ فترة حكمه.

المشكلة ليست فى إحراق كنيسة أو هدمها المشكلة أن هناك مطالب عدة للأقباط و لهم الحق فيها، كما أن هناك تمييزا واضحا ضدهم يتمثل فى عدم اعتلائهم مناصب مدنية تنفيذية كمحافظين أو رؤساء جامعات أو عمداء كليات.. الخ.

كما أن هناك حالة احتقان بسبب تصريحات لبعض الدعاة والشيوخ المنتسبين إلى الإسلام والإسلام برىء منهم مثل فرض الجزية عليهم وأنهم درجة ثانية وعاشرة.... إلخ من تصريحات أدانها علماء الدين والمفكرون الإسلاميون.

كما ينبغى علينا ألا نتناسى أن هناك أياد خفية بالفعل تريد العبث بأمن مصر فى هذه الفترة، وكلما شعرت تلك الأيادى بحالة من الاستقرار تبدأ هى فى زرع الفتنة وإعادتها مرة أخرى منهم الفلول، بعض دعاة مخترقون ومنهم بعض قيادات كنسية ورجال أعمال يريدون ممارسة السياسة، ولكن من وراء حجاب ويحنون لعصر مبارك الذى ولى، وربما مثلما خرج السلفيون والجماعات الإسلامية التى أرادت أن تحجز لها مقعدا أو إثباتا وتأكيدا على وجودها فى مظاهرات مليونية ميدان التحرير ربما أراد الكثير من الإخوة الأقباط إثبات أنفسهم واستحضار صورتهم بأنهم موجودون فى مصر وهذا من حقهم.

هناك أيضا إعلام حكومى يتميز بالغباء يزيد الطين بلة بنفاقه واستفزازه للجميع وممارسة دوره ونفاقه مع السلطة الجديدة، إننى أؤكد أن هناك خطة مرسومة ومدروسة لوأد الثورة وأى بارقة أمل فى مصر حتى لا يحاسب الفاسدون من رموز العهد السابق وحتى لا تنتشر الثورة خارج الحدود. إننى من هنا أنادى المصريين جميعهم حافظوا على ثورتكم ووحدتكم حافظوا على أرضكم ولا تغرسوا الحنظل والمرارة بينكم فيحصده أبناؤكم من بعدكم.

كما أطالب الجهات المعنية من قضائية وأمنية العمل بكل جد وإخلاص ووطنية من أجل الكشف عمن قاموا بسفك هذه الدماء الطاهرة والأرواح النقية والتى صعدت إلى بارئها حتى نمكن لدولة القانون والمواطنة.

كما أرجو الجميع عدم التهييج ونشر الأكاذيب وترويج الشائعات حتى لا تبكى السماء على مصر كلها. وليظل شعارنا المصريون يد واحدة.


كلام صريح جدًا جدًا

إن الشخصية المصرية من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل, فكثيرا ما تتكرر هذه العبارة، ولكننى فى تفسيرى لها لن أتحدث عن الأشياء المعتادة التى يتحدث عنها الجميع لبيان مدى اختلاف وخفة ظل هذه الشخصية وقدرتها على تحمل الأزمات واجتيازها بكل سهولة.....إلخ

سوف أتحدث عن نقطة بعينها, وهى التى قد يراها البعض أحد عيوب وسلبيات هذه الشخصية, وقد يراها البعض الآخر مثال لغرابة هذه الشخصيه بل إنها من الأشياء المميزة لها.. فإذا نظرنا إلى أنفسنا سنجد أننا عندما نحب نحب بشراهة وعندما نكره نكره بشراهة, وإذا تكاسلنا عن المطالبة بحقوقنا وغض الطرف عنها فإننا نتكاسل أيضا بشراهة, وإذا استيقظنا وامتلكنا حق المطالبة بحقوقنا, فإننا نطالب بشراهة ونطلب سرعة التنفيذ دون النظر إلى أولويات المرحلة التى نمر بها.

الدليل على الكلام السابق واضح وبين كالشمس، وقد تحقق بالفعل أمام أعيننا ولا يزال يتحقق, فقد طال صمتنا على الظلم والفقر وفقدان الحرية ثلاثين عامًا وربما أكثر, ولا يفكر أحد فى الاستيقاظ سوى قلة، ولكنها كانت مشوهة من قبل تابعى السلطة.. ولكن ماذا حدث فى النهاية عندما استيقظنا من نومنا العميق؟ ما حدث هى ثورة بيضاء خالية من أى شوائب, ومن ثم أصبحنا ننقب على كل حق لنا فنطالب به, ولكن هناك أشياء يحق لنا المطالبة بها الآن وأشياء أخرى لا يمكننا أن نضعها على عاتق حكومة انتقالية تبذل قصارى جهدها لنقل السلطة للمدنيين.. فمع بداية العام الدراسى انهالت إضرابات المعلمين وغيرهم ممن يطالبون بزيادة رواتبهم, ولم يضعوا أبدا نصب أعينهم الحالة المالية والاقتصادية للبلاد فى الوقت الحالى وهناك العديد من التيارات السياسية والدينية، التى كانت كالقنبلة الموقوتة, ظلت مدفونة لفترة طويلة وفجأة انفجرت وتناثرت فى كل مكان.. ولكن ما يستدعينا للوقف أمامه طويلا، ويبين حقا مدى غموض الشخصية المصرية هو ما ذكرته من قبل من شراهة الحب والكراهية, ففى الأيام الأولى بعد الثورة تم استبعاد وتشويه صورة العديد من الإعلاميين ووضعهم فى قوائم سوداء وأشياء أخرى من هذا القبيل, وفجأة نجدهم الآن يعودون للظهور من جديد بكل ثقة، وذلك بعد تغيير جلودهم, وليس هذا فقط بل ويساعدون عناصر الحزب المنحل فى الظهور للناس وتحسين صورتهم, ولكن الطامة الكبرى أن هناك من يستمعون إليهم ويتعاطفون معهم.

وفى غمار ما يحدث, يندهش الجميع أشد الاندهاش لما حدث من مسيرات للأقباط للمطالبة بحقوقهم, فكم عانوا من التهميش وضياع الحقوق, فكم من كنيسة هدمت أو أحرقت ولم يتم محاكمة مرتكبى هذه الجرائم, أليس من حقهم إعلاء أصواتهم للمطالبة بحقوقهم؟
ثم تصاعد الأمر حتى وصل إلى أحداث ماسبيرو المفجعة وحدوث أشياء غاية فى الغموض ونشر أخبار لا أساس لها من الصحة.. وعندما نبحث عن السبب الحقيقى نسمع دائما الجملة التى مللناها كثيرا وهى (هناك أياد خفية خارجية وراء ما حدث). فنحن يمكننا أن نسلم بذلك ونوافق عليه قلبا وقالبا، ولكن على كل من يقول ذلك إن يبحث ويبذل قصارى جهده لقطع هذه الأيادى الخفية وتطهير بلدنا منها حتى نصل إلى بر الأمان دون أى خسائر.


فجر أكتوبر

النهارده الفجر طـــــــــــالع طعم تـــــــــــــــــــانى ولون جديد
طعم فيه ريحة البطولــــــة لونــــــــــــــــــــــه من دم الشهيد
اللى ضحى بروحه حـــالف نصر مصر يكون أكيــــــــــــــــــــد
بعد ذل وعيشه مــــــــــــرة واحتلال سينــــــــــــــــــا البغيض
بعد نكسه وحرب نجســـــه فيهاغدر وجور شديـــــــــــــــــــد
قبل مـــــــانخش المواجهه وإتاخدنا من بعيــــــــــــــــــــــــــد
كل مصرى حس يومــــــها دمه ينزف م الوريــــــــــــــــــــــد
وانه مش حاينــــــام ويهدا والجسد واهن مريــــــــــــــــــض
كان ضرورى مصر ترجـع رافعه راسهـــــــــــــــــا من جديد
لما ترجع سينا لينـــــــــــــا والعدو يطلــــــــــــــــــــــــع طريد
لما ناخد تارنا منــــــــــــــه والغليل يشفى ويزيـــــــــــــــــــــد
بس كــــــــــــان لازم نقرر والقرار حـــــــــــــــــــــاسم سديد
حرب من غير أى هدنـــــه نـــــــــــــار ضروس تغلى وتقييد
واما تطفى النـــــار وتخمد يطلع الفجر الوليـــــــــــــــــــــــــد
فجر أكتوبر ونــــــــــــصره لما رب الكــــــــــــــــــــــون يريد
واما ربك خد بإيدنـــــــــــــا وبعزيمــــــــــــــــــــــــه من حديد
انتصرنا وخدنا تـــــــــــارنا خلينــــــــــــــــــاهم ف الحضيض
والنهارده مصر قـــــــــالت للقريب قبـــــــــــــــــــــــل البعيد
بعد ثورتنا ف ينــــــــــــاير انتهى عصر البليـــــــــــــــــــــــــد
مصر حره ومش حـاتركـع حتى لو مليـــــــــــــــــــون شهيد


بأى ذنب قتلت؟

رحل وفى قلبه الحُلم لم يزهر بعد
رحل وهو يردد: حقى حقى
أنا مصرى مثلكم كانت أمنيتى أن أصلى فى محرابى دون أن ينتهك حرمتى متشدد
دون أن يخرجنى من عالمى المقدس
من أملى فى الخلاص
مينا أنا .. فمن أنت؟
مصرى أنا .. فمن أنت؟
أصدقائى المسلمون كانوا بجوارى يمسحون دمعتى
يرددون معى يرفعون الصوت بجوارى: حقى حقى
فمن أنتم؟ ومن أى بلاد الظلام جئتم؟
أى جرم جنيت؟
وبأى ذنب قتلت؟
للحرية.. للعدل كنت أغنى

يابلادى يابلادى ..أنا بحبك يابلادى
فهل تسمعونى من هنا؟
إن كانت لكم قلوب
إن كان فى عقولكم وعى
إن كانت فى ضمائركم بقية إنسانية
رددوا معى: حقى حقى


أنقذوهم.. شكراً

كلما مرت ذكرى وفاة الزعيم الراحل المصرى الأصيل الرئيس جمال عبدالناصر أتذكر وأتحسر على أحوال المصريين الفقراء والمعاقين من بعده، وقبل أن أبدأ كلامى أريد أن أشير إلى أننى لست ناصرياً ولا منصورياً ولا أنتمى إلى أى حزب لكننى مواطن مصرى أحب هذا البلد وأحب شعبه المسالم الطيب، فبعد أن كان يتم تعيين المعاقين إجبارياً ضمن نسبة 5% المخصصة لذوى الإعاقة فى كل الوزارات والهيئات أصبحوا الآن يتنصلون من هذه المهمة الإنسانية التى كانت تحفظ للكثير من المعاقين آدميتهم وتنقذهم من القدوم على التسول.

أتساءل متى ستتحرك الحكومة وتصدق فى كلامها وتقوم بتعيين نسبة 5% معاقين، ويتم تفعيل هذا القانون وإلزام الوزارات والهيئات والقطاع الخاص بتحمل هذه النسبة وتوظيفها حتى يجدوا عملا يملأ عليهم حياتهم ويدر دخلا ثابتاً عليهم يغنيهم عن السؤال؟ ما ذنب هذا المعاق الذى ولد بظروف صحية معينة لا دخل له فيها حتى يتم تجاهله وحرمانه من أبسط حقوقه بهذه الطريقة؟

العجيب أننا نجد كثيرا من الدول المتقدمة يهتمون بالمعاقين ويزيلون لهم العقبات حتى ينخرطوا فى قلب المجتمع ويكون لهم دور فعال وتحفظ لهم دخلا يعينهم على المعيشة وذلك بخلاف بلدنا الذى بخل عليهم وهمشهم وجعل أحوالهم يرثى لها!
أليس من حق المعاقين أن يتعلموا ويعملوا ويتزوجوا مثل غيرهم من البشر؟

إذا نظرنا إلى معاش التضامن الاجتماعى وضآلته لعلمنا أنه لا يسمن ولا يغنى من جوع، أليس هذا المعاق ابناً من أبناء مصر الطيبين ومن حقه العيش فيها مثله مثل هذا الشعب؟ أليس من حقه على الحكومة وعلينا جميعاً أن نقف إلى جانبه ونساعده ونشد من أزره ونشجعه على الصبر على هذه الإعاقة التى ليس له أى دخل فيها؟
ولننظر إلى كثير من المعاقين الذين تحدوا الإعاقة ومنهم عميد الأدب العربى د.طه حسين وغيره من الرموز والأبطال فى شتى المجالات.

أطالب الحكومة بالاعتراف بعجزها عن إلزام الوزارات والهيئات والقطاع الخاص بتعيين نسبة 5% من المعاقين، وأن يكون لديها الشجاعة لتعيينهم وإن لم تستطع فعليها صرف إعانة شهرية محترمة لهم كى تعينهم على الحياة، على أن يعتبروا هذا المبلغ ضمن الميزانية المخصصة للدعم الذى يذهب ثلثه للأغنياء، وذلك لأن المعاق ليس مثل الشاب السليم الذى يستطيع العمل فى كل المهن والوظائف فى كل الظروف، وليعلم الجميع أنه توجد وظائف كثيرة سواء فى شركات القطاع الخاص أو ورش إنتاجية أو محلات.. الخ. ومن يريد العمل فسوف يجد ولكن ماذا يفعل المعاق ونحن نعلم أن معظمهم مع مرور الوقت يصبحون بلا عائل سواء بوفاة الوالدين أو انشغال أخوتهم وأقاربهم عنهم مما يضطرهم إلى الانضمام إلى طابور المتسولين ليجدوا ما ينفقوه على طعامهم وعلاجهم!

أوجه الخير كثيرة والحكومة التى تهتم بالضعفاء والمعاقين والمرضى والأيتام قبل الأغنياء والأصحاء فسوف تجد التوفيق والعون من رب العالمين، إلى جانب الثقة والاطمئنان إليها من جانب هذا الشعب العظيم.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem