الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

يا بختك يا طير


يا بختك يا طير يا بختك
بين البلاد بتطير براحتك
ولاحد بيقولك فين جوازك
ولا حتى فينها بطاقتك
يابختك يا طير بتهاجر
وبراحتك ف أى وقت بتسافر
ولا شاغل بالك بتصاريح
ولا حتى بفيزا ولا تذاكر
يابختك يا طير جدع شاطر
بتلف العالم وتغير مناظر
بتبقى متعشى ف مصر بليل
والصبح تصبح ف اليونان فاطر
يا بختك يا طير لا بتركب طيارة
ولا بتستنى تاخد تصاريح من سفارة
ياسلام ياطير لو تستجدع معايا
وتبعتلى من بلاد بره فيزة زيارة

أرجوكم.. ارحلوا


لماذا يصر اتحاد الكرة المصرى على الاستخفاف بعقولنا؟، ولماذا لا تنتهى الألاعيب الإعلامية التى يمارسها علينا سادة هذا الاتحاد الذى– وياللأسف- لم تطاله أيادى التغيير بعد ثورتنا المجيدة.. الثوره التى غيرت كل شىء وأى شىء.. إلا الرياضة المصرية.. والإعلام الرياضى المصرى! سأوجهها صراحة إلى إدارة الاتحاد المصرى لكرة القدم.

لا وألف لا .. لم ولن ننسى فضائحكم ونكساتكم التى ستلطخ تاريخكم مدى الدهر.
لن ننسى صفر المونديال.. الصفر الذى حصلنا عليه بعد تضليلكم لنا.. بعد أن خرجت علينا أبواقكم الإعلامية محاولة إقناعنا أن ملفنا هو الأقوى.. وكان الأضعف.. تقنعنا بعدم وجود منافس لنا.. والحقيقة أن المنافسة كانت بين ملفى المغرب وجنوب أفريقيا.. تقنعنا أن تقارير الاتحاد الدولى فى صالحنا.. والمؤكد أن الفيفا استبعدتنا لأسباب منها عدم وجود دورات مياه فى الميادين العامة.

لن ننسى فضيحة الاعتداء على أتوبيس لاعبى الجزائر فى 2009.. وكيف صورت لنا أبواقكم أن اللاعبين هم من حطموا الأتوبيس.. وأنهم من أصابوا أنفسهم من الداخل.. وحتى تعبير القلة المندسة الذى طالما استخدمه النظام البائد لتبرير كل سقطاته لم يستخدمه أحدكم، وذلك لتأكيد أفكاركم المريضة لدينا.

لن ننسى ملف تجاوزات أم درمان الذى أقنعتنا أبواقكم الإعلامية بأننا نقف على أرض صلبة.. وأننا نعتمد على من يستطيع إدارة الأزمة.. وأن الملف سيودى باتحاد الكرة الجزائرى إلى أسفل سافلين.. ولكن – كالعادة– وياللأسف-.. جاء رد سادة الكرة الجزائرية بملف هو الأفضل والأقوى والأروع.. ليلقننا درسا فى فنون العمل الاحترافى.. ودرسا ألا نثق فيكم للحظة أخرى.. وأن الوقت قد حان– بل تأخر– لتغييركم والقدوم بقيادات جديده ذات خبرة فى إدارة – وحماية– شئون الكرة المصرية.. ولكننا أبقينا عليكم لأننا كنا مكممين الأفواه بفعل فاعل.

ولأننا السبب فى تمسككم بمناصبكم حتى الآن.. تتحكمون فى مقاليد الاتحاد وفى أغلب الأبواق الإعلامية على الساحة– وأكثرها شعبية- نجد من يخرج علينا ليؤكد أن المشكلة القائمة فى تونس بين اتحاد الكرة التونسى ووزارة الشباب والرياضة التونسية ستكون طوق النجاة الذى سيصعد بالنادى الأهلى للبطولة الأفريقية.. إثر قرار منتظر فى الأحلام والأوهام من الفيفا بتجميد النشاط الرياضى التونسى.. ليخرج الترجى ويتأهل الأهلى.

وجدلا نفرض أن القرار سيصدر خلال أيام.. كيف يتأهل الأهلى بعد أن لعب الترجى مباراة الذهاب فى دور الـ8 أمام الهلال السودانى وفاز بها؟ هل يلاقى الأهلى الهلال فى مباراة الإياب؟؟

أليس من الطبيعى والمنطقى أن يتأهل الهلال تلقائيا إلى نصف النهائى فى حالة إلغاء مشاركة الترجى بالبطولة!!

ومن سقطة لأخرى نجد أحدهم يطل علينا، ليؤكد أن إدارة الزمالك أخطأت عندما طلبت حكاما أجانب للقاء نهائى الكأس أمام إنبى.

كيف أخطأ الزمالك وهو الذى خرج من المنافسة على لقب الدورى - برغم تصدره لجدول المسابقة حتى الأسابيع الخمس الأخيرة منها - على أيدى حكم مصرى قدم استقالته بعد مباراة الزمالك وفريق مصر المقاصة التى كانت نموذجا للأخطاء التحكيمية شهد عليه القاصى والدانى.

هل تساءل أحدكم لماذا لم ينفذ رئيس اتحاد الكره قراره بعدم الجمع بين العمل داخل أروقة الاتحاد وبين العمل الإعلامى على بعض أشخاص بعينهم؟، ألم نكتف من سياسة التضليل التى تمارسونها علينا منذ خمس سنوات وأكثر؟، ألن يستيقظ ضميركم وتكتفوا من الاستخفاف بعقولنا؟

إنه نداء مفعم برجاء ومطعم باستغاثة موجه إلى السادة القائمين على إدارة الرياضة المصرية.

أرجوكم .. ارحلوا

ماذا لو عاش عبد الناصر أكثر؟


كانت تدمع عيناى حينما أرى الرئيس الراحل جمال عبد الناصر وطلعته البهية على الشاشات، خاصة حينما أشاهد أغنية لعبد الحليم حافظ يتحدث فيها عن بناء السد وعن إنجازات ناصر العملاقة فى ذلك الصدد.

وأقرأ كثيرًا وأشاهد كثيرًا أيضًا عن إنجازاته التى لا أستطيع إنكارها أبدا، فمن أنا كى ألغى عصورًا رائعة من رفع الرأس وانتصار العدالة.

وهذا ما لا أريد أن أتحدث فيه، انطلاقًا من عدم تشجيعى الحديث فيما مضى، وبناء ناطحات سحاب من الآهات التى تتحسر عليه وعلى ما جرى فيه وما كان.

أنا فقط أتساءل، ماذا لو عاش عبد الناصر أكثر؟ وماذا أيضًا لو عاش السادات أكثر؟ ماذا كان سيحدث.
السيناريو الذى أتخيله كالآتي:
أولا:انطلاقا من كوننا شعبا عاطفيا جدا كنا سنعشق عبد الناصر أكثر ومع مرور الزمن سيصبح الزعيم المقدس"، وإذا مات بعد هذه المرحلة كنا سنصنع ضريحا له كى نزوره ونأخذ بركته.

ثانيا:انطلاقا من كوننا شعب صانع للديكتاتوريات فسوف نسلم-بابتسامة بلهاء غبية- ذقوننا، ولابد من الذقون طبعا لأنها سنة وحتى يرضى عنا الله،الذى وهبنا خليفته على الأرض،وسوف يتحول عبد الناصر إلى ما هو أبشع من المخلوع.

ربما أحب الله جمال عبد الناصر وأراد أن ينقذه من هذا المصير الشنيع، وأراد أن يدخله الجنة،فقبض روحه مبكرًا- بدرى بدرى- قبل أن يصنع منه الشعب المصرى العظيم، أكبر ديكتاتور فى تاريخه، ليس فقط لقدرة الشعب العظيم على صناعة الديكتاتورات، وإحكام صناعتها ووضع استيكر "صنع فى مصر" الذى نفتقده إلا قليلا، ولكنا نراه واضحًا فوق جباه حكامنا منذ عصر الفراعين، ولكن لأن جمال نفسه كان رجلا عظيما حقا، وقد رحمه الله من سوء العاقبة.

كل ما يحدث حولى يجعلنى أحمد الله كثيرًا لموت عبد الناصر، فالرجل يستحق أن يموت قبل أن يهلكه الشعب، ويستحق أيضًا أن ينقذه الله من براثن يد مجهولة لا أعلمها فى الحقيقة هى التى ربتنا على دخول مطبخ الديكتاتورية وصناعة خلطة سرية، لا نقرضها سوى لشعوب عربية شقيقة- فالأشقاء أولى ببعض خاصة فى أمور الخير هذه- وأتساءل أيضًا من الديكتاتور القادم الذى سنشارك فى إطعامه- بالهناء والشفاء- من خلطتنا السرية العظيمة.

حتى لا تغرق سفينة المجتمع المصرى


إن من ينظر إلى الأحداث المتوالية التى يعيشها المصريون منذ ثورة 25 يناير وحتى اليوم يجد مجموعة متشابهة من الأحداث كلها تصب فى مصلحة من يريدون تأجيل التحول الديمقراطى الذى يضع مصر على أول سلم الصعود نحو المستقبل، فبداية من أحداث أطفيح إلى أحداث إمبابة وصولا إلى اشتباكات ماسبيرو مرورا باعتصام 8 يوليو واشتباكات العباسية إلى أحداث السفارة الإسرائيلية وجمعة تصحيح المسار، كل هذه الأحداث المتشابكة والمتشابهة تشعرنا أن الثورة مستهدفة وهى فى خطر حقيقى ولا يراد لها أن تصل إلى غايتها من خلال الاستحقاق الديمقراطى إلى بر الأمان.

هذا غير الإضرابات اليومية والاعتصامات الفئوية والتى توحى أن المصريين ليسوا على قلب رجل واحد وأن كل منهم يريد لمشكلته أن تحل بغض النظر عن مشكلات البلد المتعددة أو مشكلات المواطنين الآخرين.

كما تؤكد هذه الأحداث المتلاحقة أن أخلاقيات المواطن المصرى لم تتغير بالثورة فالكل يبحث عن مصلحته الخاصة بغض النظر عن مصالح الآخرين وما زالت الرشوة منتشرة كما هى والمحسوبية والوساطة كما هى وكل من يستطيع مخالفة القانون فلا يمانع فى مخالفته، غير مبالين بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ولهذا وجب علينا التنبيه والتأكيد على أن المصريين جميعا يعيشون على متن سفينة واحدة وأن لهذه السفينة وجهة لابد وأن تبلغها وأن الكثيرين يحاولون خرق هذه السفينة لمصالحهم الخاصة دون أن يعلموا أنها إذا خرقت لا قدر الله فسيغرقون مع من يغرق ولن يستطيعوا النجاة، وآخرين يحاولون تعطيل السفينة عن الوصول إلى وجهتها فى الموعد المحدد مما ينذر أيضا بغرقها لأنها قد لا تستطيع الصمود أمام الأمواج والعواصف التى تتجاذبها من كل جانب، وآخرين يحاولون جاهدين تحويل مسار السفينة لتصل إلى وجهة غير وجهتها له فى ذلك غرض ومأرب وله من يعاونه فى الشاطئ المقابل لتغيير وجهة السفينة إلى مكان هم يريدونه ولا يريده عموم المصريين.

يجب أن نعى جميعا أن الأمر جد خطير وأن الكائدين لمصر كثيرون فى الداخل والخارج وكلهم لا يريد لمصر النهوض من كبوتها والانطلاق من عثرتها محاولين ذلك بزعزعة الاستقرار ونشر السرقات والجرائم وتهريب الأسلحة تارة ثم بمحاولات إحداث الفتنة الطائفية تارة ثم بالإضرابات والاعتصامات تارة ثم بمهاجمة المجلس العسكرى المنوط به الوصول بالبلد إلى بر الأمان تارة ثم بمحاولات تأجيل الانتخابات والإبقاء على المجلس العسكرى فى الحكم تارة أخرى، كل ذلك، والمصريون جميعا يشكون دون أن يحدثوا تغييرا فى سلوكياتهم أو يقاوموا هؤلاء المتربصين ويفضحون مآربهم.

إننا لو أردنا لسفينة المجتمع المصرى أن تصل إلى بر الأمان فيجب الضرب على كل يد تحاول تحويل مسار السفينة أو تأخير تقدمها أوخرقها وإلا غرقنا جميعا فى بحر لجى تتقاذفنا فيه الأمواج من كل جانب لا نكاد نرى فيه بصيص نور ولا نعلم هل يتم إنقاذنا منه أو يكون فيه حتفنا.

حفظ الله مصر من كل سوء وأهلك كل من أراد بها سوءا وأوصل الله سفينة المجتمع المصرى إلى بر الأمان وحفظها من الأمواج والعواصف والفتن وشل كل يد تمتد لخرقها.

هذا هو فكر معظم النخبة المصرية


أنا حعمل إيه برئيس متدين يخشى الله؟!.. أنا عايز رئيس له برنامج انتخابى! هذا ما قاله الكاتب الصحفى "إبراهيم عيسى" من خلال البرنامج الذى يقدمه على قناة التحرير والحلقة موجودة على "يوتيوب"!..

مما أصابنى بالألم واليأس الشديد من إصلاح أوضاع مصر والنهوض بها وانتشالها من كبوتها بسلام وبسرعة!..

للأسف الشديد أن هذا هو حال وفكر معظم النخبة والصفوة فى مصر، الإسلام بالنسبة لهم فزاعة وإرهاب وتأخر ورجعية!.. هذا الفكر المشوه الذى يتعمدون نشره فى كل مكان على نطاق واسع وبكل ما أوتوا من أموال ووسائل إعلام مختلفة ليصرفوا الغالبية العظمى عن الدين ودوره الكبير فى الإصلاح- إذا تم تطبيق تعاليمه حق تطبيق- كما يرسخون فى أذهانهم أن الدنيا وما فيها هى الواقع الذى يجب أن يسلموا به ويلتفتوا إليه وما دون ذلك لا ينبغى إقحامه فى أمور الحكم والسياسة وغيرهما!.. الأمر الذى ينذر بتأخيرنا آلاف السنين ويجعلنا دائماً فى ذيل الأمم نعانى الديكتاتورية والظلم والفساد بشتى صوره لا نستطيع التخلص من كل ذلك إلا بعمل ثورات وإضرابات فينهار البلد ويصبح مطمعاً للقريب والبعيد!!..

هناك بعض الأسئلة التى أريد أن أوجهها للأستاذ إبراهيم عيسى، ما الذى يجعلك تثق فى تطبيق الرئيس القادم غير المتدين لبرنامجه الانتخابي تطبيقاً صحيحاً وعادلاً؟!..

ولماذا تفترض فى مَن يخشى الله عدم القدرة على الإتيان ببرنامج انتخابى على أعلى مستوى يمكن من خلاله وبسبب خشيته الله أولاً تنفيذه على أكمل وجه؟!..

كان للرئيس المخلوع فى عام 2005 برنامج انتخابى أعطى إيحاء للكثيرين وقتها بأن مصر ستصبح فى خلال سنوات قليلة من أرقى وأعظم دول العالم، لكن ماذا حدث غير التخلف ومزيد من النهب والفساد فى كل المجالات؟!..

منذ أمد بعيد والعلمانيون يحكموننا ويتحكمونا فى مصائرنا ماذا قدموا لنا سوى كل شر ودمار وخراب على كل الأصعدة؟!.. ألم تكفِك ومن يؤيدك كل هذه السنين الضائعة؟!..
أما آن الأوان لك ولكل زملائك ممن يطلقون عليهم خطأ النخبة ألا تُلبِسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون؟!..
اللهم ولِ علينا خيارنا الذين يحرصون على تطبيق تعاليم الإسلام فى كل صغيرة وكبيرة فى البلد، ولا تولِ علينا شرارنا الذين يتعاملون مع الإسلام باعتباره وصمة يجب طمسها وإخفاؤها نهائياً، مشترين عرض الحياة الدنيا بالآخرة.. يا رب استجب.

فتنة «هاند ميد»


إن ما حدث أمام ماسبيرو فتنة مصنوعة (هاند ميد)، والمشهد مصنوع من أوله إلى آخره والذين سقطوا شهداء فى هذا اليوم ما سقطوا إلا لكى يكتمل مشهد الفوضى، فالفوضى الآن أمر مطلوب، لأن الحزم يحتاج إلى شىء من الفوضى، واستعادة هيبة الدولة – فى رأى بعض العقول المختلة – تحتاج إلى إهدار هيبة الدولة أولاً.

لن أتهم طرفا بعينه، لأنى فى غنى عن ذلك، فالمحرض على قتل الأقباط بالزور كان تليفزيون الدولة، والسيد وزير الإعلام يثبت يوما بعد يوم أنه قد تم اختياره بعناية، وأن وجوده فى هذا المكان لم يكن إلا ليؤدى دورا معينا، وهو دور غير مشرف له ولمن عيَّـنه.

سوف نتذكر – بعد فترة وجيزة – أن أحداً لم يحقق فى الأمر، وأن الكارثة التى حدثت ما زالت أسئلة بلا إجابات، وأن الفائدة منها تحققت على أكمل وجه، فقد تم تفتيت الشارع أكثر وأكثر، لكى لا يبقى فى مصر إلا الفتات.

حين تصبح الأمة فتاتا، سيسهل على أى قزم أن يحكمها، وحين تتفرق الجهود وتتفسخ العلاقات، ستعود الدولة أقوى، وهى هنا دولة لا شرعية لها، فهى دولة لا تستمد قوتها من الناس، بل تعتمد فى معالجة ضعفها على إضعاف الشعب، فهى دولة ضعيفة، تحكم شعبا أضعف، وكل عملها فى الحكم أن يستمر ضعف الأمة لكى يستمر النظام.

هل سينجح هذا المخطط؟
أقول بكل ثقة: لا، لن ينجح.
وكل معتوه يظن أن المصريين سيركعون لأى سيد جديد فى القصر مخطئ فى تقدير حساباته، وأعمى فى رؤيته للواقع، وأصم فى سماعه لصوت العقل.
الفتنة نائمة، ومن أيقظها يحلم بالحكم الطويل المديد.
والفتنة نائمة، ولكن الأمة مستيقظة، حتى لو بدا للبعض غير ذلك.
سيعرف الناس قريبا أن الأمة المصرية لم تعد لقمة سائغة لكل من هب ودب.

القطيع الذى يحكم مصر



«إن الرجل العسكرى لا يصلح للعمل السياسى قط، وإن سبب هزيمتنا عام 1967 هو اشتغال رجال الجيش بالألاعيب فى ميدان السياسة، فلم يجدوا ما يقدمونه فى ميدان المعركة»..
أنت بالطبع تعرف ذلك، التاريخ علمك، وخبرتك الحياتية العملية القصيرة التى اكتسبتها طوال فترة وجود المجلس العسكرى فى موقع السلطة بعد رحيل مبارك أكدت لك معنى الكلمات السابقة التى وردت على لسان واحد من أبطال مصر، وهو المشير محمد الجمسى.

لن أخوض معك معركة نقاش أعرف أنها طويلة حول حكم العسكر، وما يجلبونه من كوارث مستقبلية أينما حلّوا، سأحصر الكلام عند المجلس العسكرى، وأختصره لنقول إن المجلس هو المسؤول الأول بحكم موقعه عن أى مواطن مصرى يصاب بخدش فى جسده، وبالتالى عن أحداث فتنة ماسبيرو، سواء أكان اعتدى على المتظاهرين، أم فشل فى حمياتهم، أم فشل فى حل أزمة كنيسة الماريناب منذ بدايتها، تلك هى المسؤولية التى اختار المشير طنطاوى والمجلس العسكرى تحملها حينما ألقى بها مبارك بعد خلعه، وهى نفسها المسؤولية التى يقاتل المجلس أو يتباطأ فى إنهائها، وتسليم رايتها لسلطة مدنية منتخبة.
ولكن هل الأزمة أزمة المجلس العسكرى فقط، أم جزء منها موجود لدى الكتلة المدنية التى تتطلع إلى تسلّم راية السلطة؟!

حينما تنظر إلى موقف الأحزاب والحركات السياسية وائتلافات شباب الثورة من عصام شرف، ودفاعهم عنه، وفرحتهم بنزوله إلى ميدان التحرير دون أن يعرف أحد من رشح شرف، ومنحه صك الوطنية، وأنه الأنسب للمرحلة، وتنظر الآن إلى هجومهم عليه، ومطالبتهم برحليه، كأنهم اكتشفوا فجأة أن شرف هو الامتداد الطبيعى لنظام مبارك- تكتشف أن التفكير فى أمور السياسة على طريقة المظاهرات، والجرى خلف الأحبال الصوتية وهتافاتها، جدير بأن يأخذ البلد نحو 60 داهية كما يقولون.

نموذج آخر أقوى وأوضح على عشوائية التفكير، وسيطرة عقلية التفكير القطيعى.. هل تذكر وقت ترشيح نبيل العربى وزيرا للخارجية؟، هل تذكر مقدار فرحة شباب الائتلافات والحركات السياسية؟.. إن كنت تذكر ذلك، فمن المؤكد أنك تتذكر أن الشباب صرخوا وهتفوا وبكوا حينما رشح المجلس العسكرى «العربى» لمنصب أمين الجامعة العربية، وقالوا إن هذا الترشيح مؤامرة لإبعاد الرجل عن وزارة الخارجية، وإنه تنفيذ لمخطط صهيونى خوفا من قوة نبيل العربى ووطنيته.. وفجأة وبعدما أصبح «العربى» أمينا للجامعة العربية، وقام بزيارة بشار ومنحه شرعية، وقبل الشروط السورية للزيارة خاضعا، قال عنه نفس الشباب إنه خائن.

هى مشكلة تقييم إذن، وهرولة خلف العواطف، وتفكير على طريقة الهتاف التظاهرى. المرحلة الحالية والقادمة تحتاج إلى مزيد من السياسة وألاعيبها، حتى لو كانت غير شريفة من وجهة نظرك، ولا تحتاج أبداً إلى قوى سياسية لا تملك سوى تصريح واحد فقط يقول: إن شاء الله مصر هتبقى حلوة.. دون أن يتبعوا التصريح بكيف أو إزاى؟!

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem