السبت، 12 نوفمبر 2011

متى يصبح حبك لزوجك قاتلاً؟!

إن تحبى زوجك شىء بديهى جدًا وضرورى وأساسى فى حياة كل زوجة لكن.. لكن متى يصبح الحب مفرطا ومؤذيا؟

حبك لزوجك ميل طبيعى، وقد نقول غريزة عند كل زوجة، لكن هناك الكثير من العوامل التى يجعل هذا الحب مؤذيا.
ومن بين هذه الأسباب:
*أن الزوجة قد عاشت نقصاً عاطفيا فى طفولتها، وتحاول أن تتدارك آثار حرمان مماثل على زوجها.
* هنا زوجات أخريات، يحاولن تعويض مافاتهن من أحلام من خلال معاملة أزواجهن بشكل مثالى.

الزوج قد يكون وسيلة لكى يسد عقد النقص وطريقاً مشرقاً لتحقيق آمالك وطموحات مكسورة.
يمكن لكثرة الاهتمام أن تتحول إلى نوع من التسلط اللطيف عبر متابعة كل خطوات الزوج، قد تسبب له دون أن تقصدى شعوراً بالاختناق، وهذا قد يؤدى إلى نتيجتين متناقضتين، الأولى أن يثور الزوج ويصير عدائيا لكى يفلت من قبضتك، أو أن يصير ملتصقًا بك ضعيف الشخصية وتجعليه غير قادر على القيام بأى خطوة بمفرده.
فكرى ما السبب الذى يجعلنى أتابع كل تفاصيل من تفاصيل حياته؟
بالطبع لن يقلل ذلك من محبتك له، ومن اهتمامك به لكن التفانى لا يعنى أن تهملى نفسك وصحتك من أجل تأمين سعادة زوجك.

أن يرى زوجك زوجة ناجحة وسعيدة يعطيه الثقة وسعادة أكبر بكثير من رؤية زوجة متعبة وقلقة طيلة الوقت.
احفظى مسافة صغيرة بينك وبين زوجك.
اخرجى فى نزهة وحدك ولو مرة فى الشهر هذا يخفف من وطأة حضورك الدائم ويعطيه الفرصة ليجرب بعض الاستقلالية.
انسى كلمة" انتبه، ممنوع، أين، ولماذا.."لأن ذلك يجعله يخبئ عليك خوفا من يجعل مشكلة تزيد من حدته تعاملك معه دعيه يفتح قلبه لكِ دون أى ضغوط.

واكبيه من بعيد دعيه يوسع تجربته قولى له، أنا أثق بأنك تستطيع أن تسعدنى وتحافظ على حبك وعهدك لى
هذا لا يعنى أنك زوجة مستهترة على العكس، ستواكبينه من بعيد لبعيد ربما وتزيدين من ثقته لنفسه وحبه لكِ.

وأخيراً الزوج يحب أن تعامليه مثل الطفل فى أن يدلل.. ورجل فى اتخاذ القرار.


بداية التغيير

"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم" حكم إلهى ووعد صادق صدر قبل 1400 عام ومازالت العبقرية المصرية التى تفاخرت بثورة من غير قائد واعتبرتها من دلائل عبقرية هذه الثورة.. مازالت هذه العبقرية لم تتمكن من لحاق ركب الحضارة وإدراك أبسط المسلمات التى عرفت منذ 1400 عام على الأقل.

التغيير لا يحدث بالصراخ والعويل وإنما بالعمل على إحداثه.. إن الحالة المازوخية التى ما تزال تعيشها الثورة المصرية من تلذذ الألم والشكوى وخروج الجميع أفراداً وجماعات مطالبين الدولة أن توفر لهم حقوقهم.. ونسوا أن هذه الحقوق يترتب عليها أيضاً واجبات.. أبسطها وأولها أن يغير كل منا نفسه.. فمن أين للاقتصاد أن ينمو مثلاً ومازال من يسرق يسرق ومن ينهب ينهب ومن يكذب مستمراً فى كذبه وغشه وتدليسه بلا حرج حتى أولئك الذين يتمسحون بالدين ويرفعون رايته.. دعنا من المسئولين والنخب السياسية والثقافية بما لهم وعليهم... إننى أخاطبك أنت أيها المواطن البسيط.. ألم تخرج وتخاطر بحياتك وحياة أولادك إبان أيام الثورة من أجل شيء ما؟؟ اسأل نفسك ثم أجبها.. ما الذى غيرته حولك أو حتى فى نفسك..هل توقفت عن الكذب والخداع والنفاق أو حتى الفهلوة المصرية كما يصفها أستاذنا الكبير فهمى هويدى؟ أم أنك بدأت تخرج أسوأ ما فى نفسك.. وكأن الثورة حولتك إلى كائن نهم يستشعر الخطر فيعض كل ما حوله وينهش فيه كى ينجو بنفسه.. إن الشدائد والمحن تظهر المعدن الحقيقى للبشر وما نراه حولنا الآن لمؤشر خطير على طبيعة معادننا ودخائل نفوسنا وكأن الله قد جعل بأسنا بينا شديد عقوبة منه على جرائمنا فى حق أنفسنا وحق المجتمع أولا بدل أن يبدلنا بالظلم عدلا والفقر رخاء.

ألا يعنى هذا أن ثمة شيء ما خطأ.. صرنا وكأننا خرجنا فى هذه الثورة لا دفاعا عن المبادئ والقيم والحق بل لأننا استكثرنا على مبارك وزمرته أن ينهبوا مصر وحدهم وأراد كل منا أن يكون شريكا لهم فى هذه المنهبة.. إن الحرية والعدل والحق أول مقوماتها الضمير اليقظ.. هذا الزائر الذى غدونا نستثقله يوماً بعد يوم.. ونكاد نعلّق على أبواب بيوتنا لوحة ممنوع اقتراب الضمير.. مرة بحجة أكل العيش وأخرى بحجة أن لا شىء تغير وثالثة بانتظار أن تتغير الدولة ويأتى القائد العظيم الهمام على رأس هذه الدولة ليصلح ما فسد منها.. ألم نكن نحن منذ البداية الذين رفضنا وجود هذا القائد.. أم أنها حجج تلو أخرى نتذرع بها لنهرب من استحقاقات وواجبات فى أعناقنا.. مرة رفضنا أن نجتمع على قائد لكى يغنم كل منا مغنمه والآن نتحجج بعدم وجود هذا القائد لكى لا نبذل الجهد المطلوب ونواجه أنفسنا وضمائرنا.. فمن ساكت على الفساد وآخر مرتش وثالث كذاب ورابع غشاش وخامس ظالم مغالى فى الظلم وسادس وسابع.. كأنها لم تكن هناك ثورة وكأن كل ما مررنا به لم يكن إلا جائحة عصفت بأمننا واقتصادنا بلا مبرر.. الجميع واقف واكررها "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم".

وإلى أن تصحوا الضمائر ويرى كل منّا واجباته نحو المجتمع قبل حقوقه فإننى أنصح الصارخين الناطحين بالكف عن العويل على الفضائيات بلا طائل وفى المظاهرات الفئوية التى أقل ما توصف به أنها أنانية محضة ولؤم وسوء سريرة.. اليوم الجميع ينقض ويطالب فى أصعب اللحظات وكأنه يساوم الجميع من أجل مصلحته.. ألم تصمت سنين وسنين بل وحاربت وضيقت وتندرت على من كان يدافع عن حقوقك وحقوقه وجعلت المشى جنب الحيط نبراسك وهاديك! والآن تصرخ تطلب حقك الخاص وتبديه وتعطيه أولوية على الصالح العام لأنك تستطيع الصراخ دون خوف.. واضح أن كل ما جنيناه من الثورة أن أفواها كانت جرداء قاحلة نمت بها ألسن شداد ونمت من جذور تغلغلت فى قلوب ماتت وهى حية لم تروى من ماء صفاء الضمير بل رويت من قيح الأثرة والأنانية وصديدها .. وأخيراً كى لا أفهم على غير ما عنيت .. فإن اعتبار مطالب التطهير من فلول النظام طلبات فئوية هو صورة من صور التدليس وانعدام الضمير الذى نعانيه.

انتحار مواطن

أفزعنى كثيرا ذلك الخبر الذى قرأته عن انتحار رجل أعمال هروبا من أزماته الاقتصادية، مفضلا الموت على الحياة فى ضيق من العيش. صراحة لم يكن هذا الخبر هو الأول من نوعه و لن يكون الأخير لأنى قرأت مثله كثيرا بل وأبشع من ذلك، فأنا أتذكر منذ سنوات أن أحد رجال الأعمال فضل أن يقتل أفراد أسرته كلها لأنه لم يعد قادرا على الحفاظ على مستوى المعيشة الذى عودهم عليه.
لكن قصة رجل الأعمال الأخيرة تحديدا كانت محط اهتمام بالنسبة لى أكثر من غيرها لأن هذا الرجل وجد أن أسهل شىء لحل أزمته المالية هو الانتحار، كما أن هذا الرجل كان مثل غيره من ضحايا الركود الاقتصادى التى سببته أحداث الثورة وما تبعها من انخفاض التصنيف الائتمانى لمصر وغيرها من أشياء يعلمها القاصى قبل الدانى.
وهنا أريد أن أركز على بعض النقاط المهمة التى جالت بخاطرى عند قراءتى للخبر:-
• الأولى هى قدرتنا على مواجهة المواقف الصعبة والتى نصفها بالتعبير الدارج "تقطم الوسط".
لو تخيلنا أن الحياة كلها سهلة ناعمة لما كان لنا فى العقل واستخدامه فى حل المشكلات أى حاجة ولو افترضنا أن الحياة يجب أن تكون بلا مشقة فمتى سنشعر بطعم الراحة ولو كانت بلا فشل فأنى لنا أن نفهم معنى النجاح.هذه هى الحقيقة وهذه الحياة تسير فيها سنة الله بأن الأيام دول فاليوم نجاح وغدا فشل واليوم راحة وهناء وغدا تنتظرك المشقة.
لو أننا ندرك جيدا هذا المفهوم لأخذنا حذرنا من الفشل ونحن فى قمة نجاحنا ولواصلنا التعب والمشقة والعناء لأننا نؤمن بأن آخر الطريق هناك راحة وهناء. فخلاصة القول إن الفرح والنجاح والراحة كلها أشياء لا تدوم ولن نعرف معناها إلا إذا عانينا من الحزن والفشل والتعب.
• الثانية هى طريقة مواجهة المشكلات التى تقابلنا فى حياتنا.
بالتأكيد لن تكون المواجهة بالاستسلام من الجولة الأولى ولا بالانسحاب أو الانتحار بل بشىء واحد فقط وهو المواجهة. بالفعل المواجهة هى السلاح الفعال والوحيد لحل المشكلة فلنجعل دائما اليأس آخر الحلول بعد أن نكون قد استنفذنا كل المحاولات مع أنى أؤمن وبشدة أنه حتى اليأس ليس الحل الأخير لأنه لا ييأس من روح الله إلا القوم الكافرون فلتكن دائما ثقتنا بعون الله أكبر من أى شىء وقبل كل شىء ولك فى حديث "احفظ الله يحفظك......" العبرة والمثل.
• الثالثة هى حقيقة الحياة التى نعيش فيها
لم ولن تكون الحياة يوما عبارة عن سيارة فارهة أو فيلا فى أحد الأحياء الراقية أو رصيد فى أحد البنوك بل إنها أحقر من ذلك بكثير ويكفينا فى حياتنا أن نشعر بالرضا الروحى ذلك الشىء الذى لن تجده إلا بشىء واحد فقط ألا وهو طاعة الله والعمل على إرضائه. فبعد حلاوة الإيمان لن تجد لشىء آخر من متع الدنيا أى مذاق. فيا من تبحث عن متع زائلة تكفيك نعمة الرضا وأن تكون ممن يرضى الله عنهم.
• الرابعة هى قيمة الروح
لم يخلق الله سبحانه وتعالى البشر هباء ولا بدون سبب ولم تكن روحك فى يوم من الأيام شيئا رخيصا حتى تضحى بها عند أول عقبه فى حياتك فروحك هى أغلى ما فى حياتك ففناء الجسد لا يعنى فناء الروح لأنها الباقية وهى التى يجب أن نهتم بها قبل الجسد فإذا كان للجسد المال و السياره و الفيلا و الزوجه فللروح السعادة والرضا والقناعة وأنا أتخيل أن هناك ملايين البشر ممن يعيشون طوال حياتهم يبحثون عن شىء واحد فقط وهو السعادة وغالبا لا يجدوه.
فدائما اجعل الروح هى الأغلى والأعلى والأولى بالاهتمام فالأديان السماوية كلها تحرم قتل النفس للنفس فما بالك بمن يقتل نفسه.
• الخامسة أن هذه البلد - التى لا نستحقها - تستحق منا أن نصبر عليها وعلى التحول الذى يحدث فيها الآن وأن نشعر أنها بلدنا ملكنا ليس لأحد فيها شىء لا حكومة ولا مجلس عسكرى ولا أحزاب ولا غيره. يجب أن نتحملها ونساعد فى سرعة تغييرها للأفضل لا أن ندعى أنها لن تتغير مهما مر الزمن.
يجب أن نؤمن بقضية وطننا و أنه يستحق منا أن نجعله أفضل من ذلك لا أن نيأس أو ننتحر أو نسافر للخارج لأن يأس المواطن و انتحاره هو انتحار وطن.

الرئيس التعيس

لاشك أن الرئيس الذى سيأتى لحكم مصر فى هذه المرحلة الحرجة من تاريخ مصر، هو رئيس تعيس بكافة المقاييس، لأنه سيواجه كما هائلا من المشاكل الداخلية المتمثلة فى تدهور الاقتصاد وقرب نفاذ احتياطى البنك المركزى والعصيان المدنى من أغلب فئات المجتمع والمتمثلة فى الإضرابات المتتالية التى تحدث كل يوم وفى كل مكان داخل مصر.

كما سيواجه مشكلة الرقابة الصارمة لأدائه من كافة طوائف الشعب المصرى الذى عرف حقوقه مؤخراً، وترك الصمت وعلا صوته بالهتافات التى تطالب بحقوقه، كما انكسر لديه حاجز الخوف من السلطان والسلطة بعد أن ضاعت هيبة الاثنين بعد أحداث ثورة 25 يناير، ولم يصبح ذو السلطة والنفوذ كما كانوا قبل الثورة، بل أصبحوا ضعفاء يتوارون خلف الجدران، أو يحاولون إرضاء الناس بكافة السبل لنيّل رضائهم.

كما سيواجه الرئيس القادم مشاكل خارجية رهيبة، والمتمثلة فى الخريطة الجديدة للدول العربية التى تجتاحها ثورات الغضب ضد حكامها، كما سيواجه الزواج الكاثوليكى لبعض الحكام العرب مع النظام السابق بقيادة مبارك، ورفضهم التعامل مع مصر كدولة فى ظل سخطهم من طريقة إهانة رمز الأمة العربية (مبارك)، كما يتخيلون هم أو على حد تعبيرهم.

وأيضاً سيواجه الرئيس القادم المسكين الضغوط الأمريكية المتتالية على مصر تحت دعوى حماية الأقليات المسيحية من الأغلبية المسلمة، بمساعدة بعض من أقباط المهجر الذين باعوا بلدهم وضمائرهم لدولة العم سام، وأصبحوا لا يقلون خطورة على مصر من الجماعات المتطرفة الأخرى، لأنهم يهدفون إلى اجتياح مصر عسكرياً بهدف فرض الحماية عليها.

وأهم وأصعب ما يواجهه الرئيس القادم هى مشكلة ديون مصر الخارجية والداخلية، والتى تعدت أرقاما خيالية فى ظل النظام السابق، الذى كان لا يتوانى فى طلب القروض بأعلى الفوائد للتغطية على فشله فى إدارة الاقتصاد المصرى، وأيضاً الدين الداخلى الذى بلغ مبالغ كبيرة جداً وأهمها ضياع أموال التأمينات الاجتماعية دون أن يعرف أحداً إلى الآن (أين ذهبت ؟!!).

ثم سيواجه صراعات الأحزاب الجديدة والقديمة، التى ستنجح فى الانتخابات القادمة وطامعة فى السلطة والتى لم تنجح وتحاول تبرير فشلها، وربما نسمع لأول مرة فى مصر منذ عهد الملك فاروق ( بالحكومة الائتلافية) لعدم حصول أحد الأحزاب على الأغلبية المطلوبة، وربما كلما شكلنا حكومة لا تستمر أسابيع حتى نشكل أخرى فى حالة انسحاب بعض الأحزاب منها.

وتأتى مشكلة الأمن وفرض البلطجية لنفوذهم على الشارع المصرى فى ظل غياب متعمد من رجال الداخلية الذين يرفضون القيام بمهام عملهم الموكولة إليهم، ليتركوا الساحة خالية لأصحاب السوابق لفعل مايشاؤون دون رادع أو راد لهم.

مشاكل ومشاكل ومشاكل سيواجهها الرئيس القادم، فإلى من يتنافسون على هذا الكرسى النظر إلى هذه المشاكل أولاً، وعلى كل منهم أن يعرض علينا وجهة نظرهِ فى حل هذه المشاكل جميعها، وأن يبدى رؤيته فى المستقبل القريب والبعيد، أى مدة الأربع سنوات الأولى لحكمه، والمستقبل البعيد وهو التخطيط لسنوات طويلة قادمة لنسير على منهج واحد، لا يتغيّر بتغير الأشخاص، وإنما تصبح سياستنا ثابتة مهما تداول أشخاصٍ عدة السلطة.

لو كنت أنا أحد المرشحين وعلمت بكل هذا الكم من المشاكل لاعتذرت عن الترشيح، لأنى لا أستطيع تحمل مسئولية بهذا الحجم الرهيب، أو أن أحقق فى أربع سنوات ما عجز عنه النظام السابق فى ثلاثين عاماً متتالية، أو أن أواجه هذا الكم من الصراعات والمؤامرات الداخلية والخارجية التى تحبك لمصر، كان الله فى عون هذا الرئيس ووفقه لما يصب فى صالح هذا البلد، الذى أصبح الآن ( شبه بلد ).


أجيبوا نداءنا يا حكامنا

كم من المرات كتبنا وقلنا واشتكينا
كم من الدعوات لكل الجهات نادينا
بالرفض بالإيجاب حطموا الصمت حولينا
عدم الإجابة يفقدنا الأمل الذى بين أيدينا
أجيبوا نداءنا يا حكامنا

مجلس الطفولة والأمومة صرح ببلدنا
لا بقرار غير معلوم مصدره تحطموا آمالنا
أن نتبع وزير الصحة أفقدنا آليات عملنا
كيف نتابع مع وزارات وأنا تابعين لوزارة ثانية
أرجوكم صححوا القرار صححوا مسارنا
نتبع مجلس الوزراء كما كان قرار إنشائنا
أجيبوا نداءنا يا حكامنا

نحن نعلم مدى ما تمر به بلدنا بعد ثورتنا
نعمل ونجتهد ونجد لنحقق أهداف مجلسنا
لتنمية الطفولة نعمل لأنهم للمستقبل ثروتنا
إعداد أجيال المستقبل هى هدفنا وغايتنا
أجيبوا نداءنا يا حكامنا

نحن مطلبنا لم يكن فئويا أو ذات خصوصية
لابد أن يخضع مجلس الطفولة لجهة سيادية
كما نصت اتفاقية لجنة حقوق الطفل الدولية
رياديتنا لا يمكن طمسها بين المنظمات العالمية
أجيبوا نداءنا يا حكامنا

هذا الصرح يعمل منذ أكثر من عشرين عاما
يعمل خلاله موظفون عانوا القهر والحرمان
لم يكونوا تابعين فى يوم للنظام أو لسوزان
عملنا وجهودنا وسهرنا تنسبه لنفسها بالإعلام
وأفاقين كما تعلمون يصفقون لها بكل مكان
اليوم نعاقب بسببها كما كان عقابنا زمان
هذا الكيان شيدتاه بجهودنا وسهرنا الأيام
ابحثوا ونقبوا ولا تحطموا مجهودان عشرين عام
لن يصمت نداؤنا أمس واليوم وغدا والآن

لماذا الحرية والعدالة؟

مع نهاية كل يوم يبدأ العد التنازلى لانتخابات مجلس الشعب القادمة، المجلس القادم ستنعقد عليه آمال وتطلعات المصريين، الكل يريد المشاركة فى بناء الوطن والعمل على تنميته من جميع القوى من أقصى اليمين إلى اليسار.

بالتأكيد كلما اقتربت الانتخابات اقترب اللغط والضرب تحت الحزام وتبدأ إن لم تكن بدأت الدعايا والدعاية المضادة والاتهامات والشائعات بل والفتاوى الدينية التى تخدم كل فصيل، وهذا ما سيكدر العملية الانتخابية المقبلة، لكن كل هذا كان معروفا ومقدرا سلفا لمجتمع عاش فترة كبيرة من الزمن فى الظلام وكتم الأنفاس، كما قلت جميع الأحزاب القديمة والجديدة التى أنشئت بعد الثورة ستخوض الانتخابات، وأصبح السؤال الأكثر إلحاحا لمن سيعطى الشعب صوته؟ فالبرامج كلها متشابهة، خاصة إذا وجدنا أحزابا عديدة تمثل اليسار وأخرى كثيرة تمثل اليمين.

من جانبى قررت التصويت لصالح حزب الحرية والعدالة التابع لجماعة الإخوان المسلمين، بالرغم من انتقادى واختلافى لبعض التوجهات والمواقف معهم، ولكنه هو الأفضل من وجهة نظرى لعدة أسباب منها أن الإخوان المسلمين لم يرتضوا فى يوم من الأيام اللعب ككومبارس وديكور لتجميل النظام السابق ولاقوا من العنت والتشويه وقطع الأرزاق ما لم يلقه أى من الأحزاب الأخرى، ثانيا لماذا لا نجرب الإخوان فى الفترة المقبلة، خاصة أن الكثير من أفكارهم تتميز بالاعتدال وأن جماعة الإخوان التابع لها حزب الحرية والعدالة لها مشروع سياسى منذ عدة عقود، فهى ليست جديدة على العمل السياسى.

ثانيا أعتبر من وجهة نظرى أن الأحزاب القديمة قد سقطت بسقوط الحزب الوطنى المنحل، وذلك لأنهم ارتضوا أن يلعبوا دور الكومبارس فى ظل الأنظمة السابقة، كما أنها ضمت على قوائمها الانتخابية العديد من فلول الحزب الوطنى المنحل فى الانتخابات القادمة، ناهيك عن تكوين بعض فلول الوطنى أحزابا جديدة لخوض الانتخابات.

ثالثا هناك فئة جديدة بدأت فى الظهور على الخط السياسى وهى جماعة السلفيين، خاصة أنها تحتوى على بعض التيارات المتشددة والتى تجنح فى بعض رؤاها بعيدا عن التعاليم الإسلامية المعتدلة وهذه التيارات لها مريدين كثيرين، وهذا عامل قلق لكثير من المسلمين فما بالك لبعض الإخوة الأقباط؟!!.

رابعا الأحزاب الجديدة لم يشتد عودها السياسى بعد ولا تقف على أرضية صلبة. آخرا وليس أخيرا إن دعوتى التصويت لصالح حزب الحرية والعدالة برغم اختلافى معهم فى بعض مواقفهم وتصريحاتهم إنما يأتى لإيمانى بأن حزب الحرية والعدالة هو الأصلح لقيادة مصر فى تلك الفترة الحرجة، كما أن الخوف من وصول فلول الوطنى وبعض التيارات السلفية المتشددة ادعى للتصويت لصالحهم.

ياعزيزى.. إنها الحرية الأمريكية

لا تكف الولايات المتحدة الأمريكية، عن إثارة البلبلة السياسية فى أوساط السياسة العاليمة بمواقفها المعادية للحرية وبتوجهاتها الفكرية المتناقضة، بالرغم من ادعائها المتواصل بأنها زعيمة الحرية العالمية وراعية الديمقراطية فى بقاع العالم، وأنها رمز للتحضر والنموذج الأمثل للحوار، ورغم آلتها الإعلامية المسيطرة عالميًا، والتى تنادى دوما بحرية الرأى والتعبير وأنه لا يمكن تكميم الأفواه ولا يجب أن يكسر أى قلم يريد توضيح وجهات النظر، حتى لو كانت مخالفة للوسط المحيط به، فإنها تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول فيبدو أن السادة الأمريكان مازالوا فى حالة انفصام عن الواقع ورفض للآخر مادام مخالفاً لها فى الرأى.

طالعتنا الصحف العالمية يوم 31/10 الماضى بأغرب خبر ممكن أن يسمعه أو يقرأه عاقل أو متابع للأحداث العالمية، ولكنها أمريكا التى حيرت العقول فى فهم سياستها المتعرجة والتى لا تسير على وتيرة واحدة فقد قررت زعيمة العالم الغربى وقطب الحرية العالمية الأكبر،

وقف تمويل منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة بعد تصويت الجمعية العامة للمنظمة لصالح قبول "دولة فلسطين" فى المنظمة كدولة كاملة العضوية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، إن بلادها لم يكن أمامها أى خيار سوى وقف تمويل اليونسكو بسبب القانون الأمريكى الذى يحظر تمويل اليونسكو إذا قبلت عضوية فلسطين.

وأوضحت أنه سيتم وقف تحويل مالى بقيمة 60 مليون دولار كان من المقرر أن تتلقاها المنظمة الدولية.

وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قد أكدت فى وقت سابق أن منح اليونسكو العضوية الكاملة للفلسطينيين "سيضر بشدة" المنظمة، ولا يمكن أن يمثل بديلا لمحادثات السلام مع إسرائيل تلك المحادثات التى ترعاها أمريكا بكل حيادية إسرائيلية وبكل شفافية يهودية.
ورغم غرابة القرار لمتابعى السياسة الأمريكية من بعيد لكنه قرار متوقع لمن يتابع سياستها عن كثب، فالمعروف عن دولة الديمقراطية هذه أنها لا تقبل من أى حليف مهما كان درجة علاقته بها أن يخالفها فى توجهاتها السياسية وترفض قبول أى رأى أو فكر يخالف عقيدتها الفكرية التى تحكم توجهاتها السياسية تلك التوجهات التى لا تخدم سوى طرفين المصالح اليهودية أولاً ثم المصالح الأمريكية.

أمريكا رغم صدور القرار بموافقة أغلبية الأعضاء 107 من أصل 193 عضو بالمنظمة الدولية ترفضه دون نقاش وتعتبر الموافقة عليه ضربه موجعه لها ورفضا عالمياً لسياستها الجائرة التى لا تفرق بين حق وباطل ولا تنتصر لمظلوم من ظالم فهى لا تحترم رأى الغالبية التى صوتت بالموافقة ولا تعييره اهتماما.

ولا يهمها رأى الجماعة الذى اختلف عن رأيها فهى لا تضع فى الحسبان سوى مصالحها ولا يعنيها نتيجة التصويت فى شئ ما دام مخالفا لموقفها فهى دائما ما تضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط ولا تنفذ أى قرار تجمع عليه أى منظمة دولية مادام جاء عكس رغبتها.
فأمريكا تنظر للديمقراطية من وجهة نظرها فإما أن تكون معها أو ضدها ورغم أنها تتشدق بالدعوة للحوار والالتزام بما يصدره المجتمع الدولى من قرارات لكن لا بد أن يكون القرار فى صالحها وحدها وفى صالح ابنتها اللقيطة الإسرائيلية.

أول عيد

راجــــــع بعـــــــــد صلاة العيد
راجـــــــع بــاكى وفكرى شريد
ضاقت بيــــــــــا الدنيا وحاسس
إنـــــى بقيت فــــــى الدنيا وحيد

أول عيــــد بيعـدى عليا
وانتى يــا أمى مش حواليا
أول عيد مارتاحش فى حضنك
ولا ح تـــــدفى ايـــــديكى ايديا

كنتى يـــــــــاأمى العيد والفرحة
كنت بنام علــــى حبك واصحى
بعــــــد رحيـــــــلك بسأل نفسى
ح أهــدى لمين الشال والطرحة

كنتـــــى أحـــــن وأطيب قلب
واتحملتى الزمـــن الصعب
شيلتى جبـــــال الهم وقـــــدرك
تبقـــــــى الأم وتبقـــــــــى الأب

قلبك كـــــــان إنسان يسمعنــــى
ومفيش بعـــــدك حضن يساعنى
ومفيش غيرك حـــــــد أشكى له
م اللى تــــاعبنى واللى واجعنى

وسط الناس وبعيش وحـــــــدانى
وماغبتيش عــن بـــــــالى ثوانى
وساعات قبل مــــا انـام أتخيل
أول ما اصحى ح اشوفك تــانى

بعدك أعلن قلبـــــــى حــــــــداد
صعبة العيشة ومــــر الـــــــــزاد
بعدك مــــــات الفــــرح ف قلبى
ونسيت كلمــة اسمها أعيـــــــــاد

روحتى وخـــــدتى البركة معاكى
وبيوحشنى يــا غالية دعـــــاكى
انتى يـــــاأمى هناك فـــــى الجنة
وأنـــــــــا بتمنى أكـــون ويــاكى

أخيرا هصوت

يا لها من فرحة كست وجوه كل المصريين المغتربين خارج أراضى المحروسة إثر صدور حكم يقضى بأحقية تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات المقبلة، وأصبح لسان حال كل مصرى مغترب "أخيرًا هصوت وهيبقى ليا دور فى تحديد مستقبل بلدى" ولكن وكما يقول المثل "يا فرحة ما تمت"، فهذا مسئول باللجنة العليا للانتخابات يقول "لا يصلح" وآخر يخرج ليقول "يصلح" ولم يعد معروفا هل سينفذ الحكم بالفعل ويصبح بمقدور المصريين بالخارج المشاركة أخيرا فى الحياة السياسية المصرية أم أنه كان مجرد حلم من الممكن تحقيقه ثم تكاتفت عليه القوى لتحوله إلى سراب لأسباب لا يعلمها إلا الله ومن ثم يعود بصيص الأمل حين يظهر علينا السيد رئيس الوزراء ليؤكد أن الحكومة ملتزمة بوضع آليات لتنفيذ هذا الحكم، ورغم هذا فإن الشكوك تراود الكثيرين بشأن هذا الحديث فيقولون "ما قالوا قبل كده ملتزمين وهنعمل وهنسوى واحنا حكومة الثورة و مشفناش منهم حاجة والدنيا بتسوء يوم عن التانى"، فهل تصدق وعود الحكومة؟ لكن الطريف فى هذه القضية هو التصريحات النارية للسيد وزير الداخلية والذى صرح بأن تصويت المصريين بالخارج فى الانتخابات المقبلة أمر "مستحيل" فلا يوجد حصر واضح لأعداد المصريين المغتربين لدى وزارة الخارجية وتقدر أعداد المصريين المسجلين فى الخارج ب 3000 مصرى تقريبا!!!! "يانهار مش فايت" ملايين المصريين المغتربين فى كل أنحاء العالم تحولوا بقدرة قادر إلى 3000 فقط لا غير والباقى منهم عبارة عن أشباح لا ترى بالعين المجردة كيف يعقل يا سيادة اللواء أن يكون تعداد المصريين المسجلين بالخارج هو 3000 مواطن فقط وكل يوم تدخل خزينة وزارتكم المعظمة الآلاف المؤلفة من الجنيهات والناتجة عن إصدار وتجديد تصاريح العمل لآلاف المواطنين، هذا بالإضافة للبيانات المسجلة لدى إدارة الجوازات وكل أجهزة الدولة المعنية بهذا الشأن.. "طب أنا راضى ضميرك يا فندم تيجى إزاى طيب؟" لماذا تصرون دائما على تعقيد الأمور؟! لماذا تحاولون تحويل ما هو ممكن إلى مستحيل؟! لماذا تقفون فى وجه طريق الديمقراطية والحرية التى رسمته ثورة الخامس والعشرين من يناير؟! .. أفرجوا عن مصر أو انتظروا "عودة الطوفان" فى جزئه الثانى.

قلوب طاهرة عرفت الحب

قد يعيش المرء عمرا بأكمله لم يعرف فيه الحب، ولم يحظ بالسعادة الغامرة التى يشعر بها كل قلب محب، لكنه قد يشعر بنوع آخر من الحب أسمى وأرقى هو حب الله، مما يشعره بسعادة أقوى وأشد من أى حب آخر وهذا حال بعض الناس من الزهاد والمتصوفين وقليل من الناس الذين يرغبون فى الحياة الآخرة ولا يرغبون بالحياة الدنيا فلم تكن الدنيا أكثر شغلهم وهمهم، وأصبح هدفهم الوحيد فى الدنيا هو حب الله والعمل على رضاه والقرب منه، وعبادته وحده لا يشركون به أحدا .

ويشب هذا الفتى أو الفتاة، منذ نعومة أظفاره مطيعا لوالديه محبا لأهله ومخلصا لله لا يقترب من الحرام ويبتعد عنه ويتقرب إلى الله بالإكثار من الطاعات والذكر ويشعر والديه بأنه ابن مختلف عن بقية الأخوة ومطيعا لهم لا يتعبهم ولا يجهدهم بل يحاول أن يساعدهم هو فى كل شىء، فالهداية من الله وحده، يهدى من يشاء ويضل من يشاء، ونجده أيضا يكثر من قراءة القرآن طاعة لله وتقربا إليه ويتخذ منه منهجا ونورا يمشى به فى حياته وهذا الحب الإلهى لا يعرفه الكثيرون منا.

فهؤلاء يتعلقون بالله تعلقا شديدا فهم لا يرون غير الله أمامهم وحبه يغنيهم عن العالم كله وعن أى حب آخر ويجدون مأربهم فى حبه وسعادتهم فى الإخلاص له والتسبيح له ويتمنون رضاه، ولا يقولون أو يفعلون ما يغضبه ولا يأكلون حراما تبنى به أجسادهم، وهؤلاء هم الصفوة من العباد المحبين والمخلصين لله والصافية نفوسهم فهم عباد الرحمن الذين وصفهم الله فى قرآنه الكريم، {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا} (63) سورة الفرقان، أى لا يتفاخرون بأنفسهم كما يفعل البعض منا، ويتواضعون فى مشيتهم وإذا أساء لهم الجاهلون قالوا لهم قولا كريما يسلمون به من ألسنتهم، وهم أيضا أولياء الله الذين ذكرهم الله فى حديث قدس روى الإمام البخارى عن أبى هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إن الله قال : ( من عادى لى وليا فقد آذنته بالحرب ----الخ ).

ومن هؤلاء من يتزوج ومنهم من لم يتزوج فقد شغله حب الله عن أى حب آخر، وكان يغض بصره كما أمرنا الله تعالى فى قوله تعالى {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} (30) سورة النــور، خشية أن يغضب الله عليه واستمر به الحال هكذا من الزهد والورع والتقوى والابتعاد عن الدنيا وملذاتها وشهواتها ولم تكن أكثر همه وشغله ولا يهتم بها لولا أنها من صنع الله ونرى أن من أمثلته القليل، فهو يسعى فيها جاهدا وطالبا للعلم الذى يقربه إلى الله وقد يصل إلى أعلى المراتب من العلم تطبيقا لقوله تعالى {وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالْأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ} (28) سورة فاطر. ويشغله العلم والدين عن العالم كله إلا الله فهو لا يبتغى سوى رضاه وهو ولى من أوليائه.

ولكنى أقول إن الزواج والحب مثل حب الزوج لزوجته وأولاده وأهله، حق طبيعى ومشروع لنا جميعا قد شرعه الله لنا كى تستمر الحياة ولا تقف ولنا فى ذلك قدوة الرسول الكريم فقد تزوج وعاش حياة طبيعية ولم يمنعه ذلك عن حب الله أو الانشغال عنه، فهو حبيب الله وخاتم الرسل أجمعين، ومن هؤلاء أيضا من إذا تمنى على الله شىء أو دعا الله استجاب له الله فى الحال، وكيف لا يجيبه وهو حبيبه ولا يعصى له أمرا، وإنى أرى أن المتصوفين الحقيقيين والزهاد والأخوان المسلمين والسلفيين يتبعون جميعا دينا واحدا وربا واحد ونبيا واحدا محمد صلى الله عليه وسلم وسوف يصنفون يوم القيامة بأنهم من أتباع( محمد صلى الله عليه وسلم ) وهم الأقرب إلى هؤلاء تقربا إلى الله من كثير من الناس الذين ألهتهم الحياة الدنيا عن ذكر الله وعبادته وإتباع شهواتهم ونزواتهم الغريزية ومعصية الله وإتباع خطوات الشيطان ,وكيف لنا ألانعبد الله وحده و نكون من أولياءه الصالحين الذين قال الله تعالى
"أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) 62 سورة يونس, وأن نرتقى بعقولنا وأفكارنا وأن نكون يدا واحدة خاصة فى مثل هذه الظروف الصعبة التى نمر بها الآن فى وطننا الحبيب وأن نكون فى هذه المكانة العالية التى تقربنا من الله العلى العظيم، وأن ينعم الله علينا بحبه. فأين نحن من هذا الحب العظيم؟

لف وارجع تانى

النخبة
أى متابع للأحداث فى مصر سيعرف جيداً لمن تشير هذه الكلمة؟!.. حتى لا أضع تعريفا قد يختلف عليه القراء لذلك سأكتفى بالقول بأنهم - سواء اتفقنا أو اختلفنا معهم - وطنيون شرفاء يريدون مصلحة البلد... من وجهة نظرهم!... ولكن يراود البعض عدة تناقضات قامت بها النخبة فى هذه الفترة الحرجة التى تمر بها مصر، نستطيع جمعها فى نقطتى تحول قد تثير مخاوف البعض من قدرتها على فهم الواقع السياسى الذى تمر به مصر.

"فلاش باك"
قبيل الاستفتاء انقسم الشعب المصرى إلى قسمين قسم يريدها دولة مدنية علمانية وقسم يريدها مدنية ذات مرجعية إسلامية - المتابع الجيد سيجد أن الاستفتاء لا يؤثر لا من قريب ولا من بعيد فى شكل الدولة- ولكن هذا ما حدث وساعد على هذا الاستقطاب عاملين:

الأول:
سيطرت القوى العلمانية على الإعلام المصرى وانحيازه المبالغ فيه إلى "لا" والثانى: استخدام التيار الإسلامى قوته فى الشارع للتأثير على الأصوات سواء بوازع دينى أو بوازع وطنى أو بكلاهما.

انحازت النخبة عن بكرة أبيها إلى "لا" واعتبرت أن "لا" هى الطريقة الأقصر والأضمن لعمل دستور وانتخابات تعكس الإرادة الشعبية وأن "نعم" ترقيع للدستور وطريقها أطول وأخطر والتفاف على الثورة المصرية وتضحية بدم الشهداء!

جاءت الطامة الكبرى بأغلبية ساحقة لـ"نعم" فى استفتاء 20 مارس على غير المتوقع... كانت صدمة كبيرة للنخبة.. بعد ظنها أن الشعب ملتف حولها... فكيف بعد كل هذا الحشد الإعلامى من إعلانات فى الصحف والإنترنت وحديث فى برامج التوك شو؟!... الإجابة فى إجابة هذا السؤال: أين النخبة من الشارع المصرى(الأغلبية الصامتة)؟!

نقطة تحول

أعلنت النخبة رفضها لنتيجة الاستفتاء بحجة أن الجماهير غير واعية وغير قادرة على الاختيار... لو أردنا تلخيص الديمقراطية فى كلمتين.. نستطيع القول بأن الديمقراطية هى (حكم الأغلبية)... هذا ما حول النخبة من "دعاة للديمقراطية" إلى "الخائفين من الديمقراطية".. ديمقراطية إيه اللى تيجى بدولة غير علمانية؟!

ركزت النخبة على طريقين لنيل أكبر مكاسب ممكنه من نتيجة الاستفتاء غير المرغوب فيها وهما:

أولاً:
محاولة تأجيل الانتخابات: لأنها غير مستعدة، وبحجة أن الإخوان المسلمين وفلول الحزب الوطنى مستعدون لخوض الانتخابات فى أى لحظة، لأن الإخوان منظمون والفلول يملكون المال وهيسرقوا الثورة.. الخوف هنا ليس من الإخوان ولا الفلول.. الخوف من الشعب!

"نعم" كانت تملك جدولاً واضحاً وسريعاً نسبياُ لنقل السلطة فى يونيو الماضى كما جاء فى الإعلان رقم 28 للمجلس الأعلى للقوات المسلحة، ولكن تم التراجع عن هذا التوقيت فى الإعلان الدستورى بعد ضغط النخبة داخلياً وخارجياً! فبعد أن كان تسليم السلطة فى 2011 تأجل إلى 2012 على عكس ما أراده "نعم".

ثانيا:
محاولة تقييد واضعى الدستور فى "الجمعية التأسيسية لوضع الدستور": بحجة المحافظة على مدنية الدولة.. عن طريق مواد فوق دستورية... تضعها النخبة بصفتها وصية على الشعب! ثم بعد ذلك عن طريق مبادئ حاكمة تختص باختيار أعضاء "الجمعية التأسيسية لوضع الدستور" تارة ومبادئ حاكمة للدستور تارة أخرى عن طريق طرح قدمه أحد قيادات المجلس العسكرى.. بصفته السلطة التشريعية والتنفيذية!

"لف وارجع تانى"
زادت الإضرابات والاعتصامات الفئوية.. من أساتذة لأطباء ومن محامين لأمناء.. الاقتصاد المصرى فى النازل وفوائد الدين العام فى الطالع.. انهيار اقتصادى على الأبواب.. وثورة جياع قد تندلع شرارتها بتعدد الأسباب!. بعد ما كنا بنكلم على مليونيات بقينا نكلم فى مئات وعشرات.. الفلول بتزداد أحزبها وشعبيتها! وشباب الثورة بيتشتموا على قهاوى عمال المصانع ويوم بعد يوم بتفقد الثورة قيمتها! البدلة العسكرى اتقلعت والمدنية نزلت... وماله؟!

لم (ولن) يوافق المجلس العسكرى على قانون الغدر والعزل السياسى.. أو هذا ما نراه فكل ما يفصل بيننا وبين الانتخابات التشريعية أقل من 4 أسابيع، ولم يحرك المجلس ساكناً بخصوص عزل من أفسدوا الحياة السياسية فى مصر.

أما وثيقة السلمى حكاية ورواية.. وثيقة لمبادئ فوق دستورية تعطى صلاحيات خيالية للمجلس العسكرى.. إذا كانت القلة أرادت أن تضع مبادئها وموادها رغماُ عن الإرادة الحرة للشعب فلما لا والمجلس العسكرى يحظى بقبول فئة لا بأس بها من الشعب؟!

نقطة تحول إلى الوراء فى أوساط النخبة... أصوات تلعن عدم وجود جدول زمنى واضح لنقل السلطة وأخرى تلعن المواد فوق الدستورية... دعوات للم الشمل وتوحيد الصف.

نقطة ومن أول السطر

كان حرياً بالنخبة من البداية أن تقول إن المواد فوق الدستورية أو تأجيل الانتخابات..
إهانة لإرادة الشعب المصرى.. كان حرياً بها أن تقول "كلنا نعم" بعد الاستفتاء.. هذه هى الديمقراطية! قوى خارجية وفلول لا ترى فى الثورة المصرية إلا التعارض مع مصالحها.. وتمارس ضغوطها على المجلس العسكرى.. ما نراه أن السلطة يجب أن تسلم إلى حكومة منتخبة فى أقرب وقت.. ما نراه أن النخبة فى هذه المرحلة الحرجة يجب أن تنحى جانباً أى مصالح حزبية لمصلحة الوطن.

"مواد دستورية أو مبادئ حاكمة تأجيل الانتخابات أو العبث بها... إهانة لإرادة الشعب المصرى.

مازلت أحلم

مازلت أفكر وحدى
مازلت أواجه وحدى
مازلت أحارب وحدى
وكأنى أعيش وسط الجمادات
فى عالم يعج بالكفر
والنساء
مازال عندى أمل
فى ميلاد جديد
وبعث جديد
وأسطورة
تهزم كل الأساطير
وتحطم كل الحواجز
وتهدم كل السدود
مازال عندى أمل
وما زلت أحلم!

ثورة الخروف

تجمعوا وفى يدهم السكاكين والسواطير وكل شخص منهم متحفز للذبح وإسالة الدماء.

لكن حدث ما أسقط من يدهم كل الأسلحة وجعلهم يقفون كالتماثيل دون نطق بل كانوا يأخذون نفسهم الذى يصعد ويهبط ويظهر بوضوح على بطونهم المنتفخة.

لقد نطق الخروف ومعه رفاقه من الخرفان وتحدث بلغة أصحاب السكاكين وأعلنوا- بدلا من صوت "الماء الماء" أنهم كما قال لسانهم اللذيذ إذا أكلته: مفيش دبيح.

حاول الجزارون استعادة قوتهم المعروفة خاصة أن عيال الشارع الحارة قرروا مشاهدتهم وهم يسمون بذكر الرحمن ثم يذبحون الخراف لكن المفاجأة كانت أكبر منهم.

وعلى الفور أعلن كبير الخراف أنه "المتحدث الرسمى باسم الخرفان" وتوافدت الكاميرات الخاصة بالصحف والقنوات على مكان الحدث ليعرفوا: أسباب فشل الجزارين فى ذبح الخراف وكيف نطقت الخراف؟.. وغيرها من العناوين التى استخدمها المراسل الذاهب لتغطية الحدث لكنه سرعان ما سمع صوت المتحدث الرسمى للخراف الذى أشار على الجميع بالحضور لنقل رسالة حية توضح للجماهير العريضة لماذا رفض الذبح ولماذا يشعر الجزارون بالرهبة من الاقتراب منهم.



وجاءت كلمة المتحدث الرسمى للخرفان.
"السادة الكرام.. كل عام وأنتم بخير.. ودائما مليئة أطباقكم بالفتة والشوربة واللحمة.. ولكننا قررنا هذا العام ألا نستجيب لسكاكينكم وسواطيركم ونرفض الذبح.

ولعلكم تتساءلون لماذا قررنا ذلك؟

إنه ليحز فى أنفسنا.. ولا بلاش يحز لأنها فضلت منتشرة على لسان رئيس لغاية ما خلعه شعبه.
من غير كلام نحوى ومجعلص.. لازم نتكلم سوا بصراحة.. يعنى إيه واحد منكم نازل الانتخابات ويمسك لحمتى ويقعد يهلل عليها ويقف قصاد الناس كأنه هيوزعها لله لكنه عايز فى مقابل لحمتى أصوات حضراتكم.. يعنى مقابل لحمتى.. واسمحوا لى يا إخوانى الخرفان أتكلم وأقول لحمتى بالنيابة عنكم".


يقف المتحدث الرسمى للخرفان عن خطبته بينما يشير له رفاقه من أصحاب القرون والفرو بالمتابعة والموافقة على كلامه.


يتابع كبير الخراف خطبته.


"يعنى إيه لحمتى تتوزع على الناس مقابل الحصول على كرسى فى البرلمان بتاعكم.. يعنى تستغلونا يا بنى آدمين عشان حتة كرسى؟

يعنى هى دى شطارة منكم إنكم توصلوا للمجلس الموقر بحتة لحمة تأثروا بيها على الغلابة اللى يدوكم صوتهم بحكم صيانة العيش والملح.. والله عيب عليكم.. تبقوا فى عصر ناس طلعت فيه القمر.. وأنتم بتستخدموا مخكم فى توزيع اللحمة لأجل خاطر عيون مجلس.

مش مكسوفين على دمكم إن فيه شباب زى الورد طلع مفتح ومارضيش بحكم ضلالى فاسد كابس على أنفاسكم وناهب خيراتكم وقاعد يقول لكم.. أصل أنتم كتير.. وبتخلفوا عيال زى الرز.. وهنجيب لكم منين.. وحجج فاضية.. مع إن الصين فى زيادة لا تعد ولا تحصى وشغالة 100 فل و14 لدرجة إنها واقفة على أرضكم تبيع من الإبرة للصاروخ.

ده غير وقوف حضراتكم يا بشر فى طوابير العيش وساعتها الواحد يخرج يقف فى الطابور ومراته حامل فى الشهر الرابع ويرجع لها لما يكون ابنه حضر للدنيا وبيخلص ورق تقديمه فى الجامعة.. ده غير الأنابيب وطوابيرها.. ويقولك أزمة.. وفى نفس الوقت يتصدر الغاز لجارة دم ولادنا على إيديها فى الحرب والسلم.


ده غير الرعب والسجن اللى كان بيطول صحاب الرأى والفكر من الجماعة المثقفين عندكم.


وبلاوى كتيرة سكتوا عنها لكن الشباب خرج ورفض ونطق بالحق بشكل سلمى لكن جبروت الحاكم ضيع شباب زى الفل تتباهى أى دولة بوطنيته.


كل ده وأنتم مركزين يا بشر على اللحمة وأزاى توزعوها على اللى يقدروا ينجحوكوا بأصواتكم فى مجلس الشعب.. إخص عليكم لما يكون الممبار اللى حيلتى هو دعايتكم للوصول للكرسى.

وعشان نبقى واضحين مع بعض اللى هيدبحنى لوجه الله أهلا وسهلا.. رقبتى ملك سكينته.. لكن اللى هيستغل دمى وكبدتى ولحمة راسى فى دعاية لانتخابات.. فكلنا الخرفان هنقف ونثور ضده.. يا ترى أنتم يا بنى آدمين تقدروا تعملوا زينا خصوصا أنكم عارفين إن الأرزاق على الله.

انتهت خطبة الخروف.. واستيقظت من الحلم.

جانا العيد

جانا العيد أهو جانا العيد انسى الحزن وروح لبعيد
جاى بيجدد لينا الفرحــة يخلِّى شموع الحب تقــيد
اقلع كل شجر أحـــزانك واسقى الحب ف كل قصيد
خليك زى الشمس تـنور تنشر خير فى كل صعـيــد
اصفح سامح كل النـاس امسح دمع معاه تنهــــــــيد
خليك زى الطفــل برئ يرن الضحكة بصوت تغريد

الناس محتاجة منك ضحكة مش محتاجة فلوس ورصيد
دا العيد جاى يمسح أحزانا ويرقق قلب معانا حديــــــــد
جدد ود لكل قرايبـــــــــك جارك أوعى تسيبه وحيــــــد
إياك تنسى زميل وصديق أو طفل يتيم فى هم شريــــــد
طفل يتيم محتاج لحنان مش بس الكسوة ولبس جديد
ومريض زوره خفف عنه ورد فى إيدك أمله يزيــــــــــد
افتح كل بيبان للفرحــــة رايح تلقى الحزن طريــــــــد
اقلع كل اللون الأســـود خلى الأبيض رمز أكيـــــــــــد
شيل تكشيرة من على وشك وارسم ضحك بوِّش سعيـد
افتح بيت الناس هتـــزورك وابعت هنـِّى فى كل بريــــد
جانا العيد أهو جانا العيد انسى الحزن وروح لبعيــد

العــــيد بمفهوم جــــديد

ما أشد حاجتنا أن نفهم العيد بمفهوم جديد، نجدد فيه المعــــانى ونلتقى فيه مع النفوس لنهتدى لفكر واع ومتطور، نحـــاول فيه أن نبتعد عن المفهوم الخاطئ الذى دأبنا عليه من تجديد الثياب إلى اللهو وابتسامات النفاق.

فللعيد معانى سامية ترتقى بالنفوس إلى قمم المحبة والتآخى، فتعيد للنفس وجودها الروحانى وتسمو بالروح إلى آفاق الوهج الإيمانى الذى نحن فى أشد الحاجة إليه، والعيد إشعار لهذه الأمة بأن فيها قوة على تغيير الأيام وإرادة على جلاء الآلام ليحل محلها نشوة البهجة والابتسام ودرء الفرقة والانقسام.

والعيد تعليم للأمة، كيف تتسع روح الجوار حتى يرجع البلد العظيم، وكأنه لأهله دار واحدة يتحقق فيها الإخــــاء بمعنـــاه العملى، وتظهر فيه فضيلة الإخلاص قولا وعملا.

ويهدى الناس بعضهم إلى بعض هدايا القلوب المخلصة المحبة، كما وأن العيد هو إطلاق روح الأسرة الواحدة فى الأمة كلها وإبراز للكتلة الاجتماعية كبارا وصغارا.

متميزة بطابعها الشعبى الأصيل، كما أن العيد يعلم الأمة كيف تتوحد بفكرها إلى معنى واحد على أسس دينية سليمة، باشرها الدعاة المستنيرين، فتعالوا إلى فهم العيد فهما جيدا، يحقق لنا مجدنا ووحدتنا فى ظل تعاليمنا الدينية المستنيرة التى تحضنا على وحدة الصف والكلمة، ولا نجد أعظم من تكبيرات العيد مع بزوغ فجره فتتوحد القلوب فى كلمة "الله أكبر"، وتتكاتف السواعد وأكف الضراعة بكلمة "ولله الحمد".

رهان على شعب مالوش مثيل

تدخل رهان على مين يشيل
يشيل همومه ويمشى بيها طريق طويل
وتتنقل من جيل لجيل
يضحك فى يومه كأن عمره ما كان زليل
ولا كَـل قليل

تدخل رهان على مين يسوق
فى ضلمة كحلة.. فى وسط سوق
والحالة جيم من سوء لسوء
وف قلبه حاجة بتقول له حاجة
يا واد مسيرها تحلى وتروق

تدخل رهان على مين يعوم
من غير هدوم
لِـبر متغطى بغيوم
فى بحر هايج طوب وشوم
ولما تتعب رعشته
يونسه عَـد النجوم

تدخل رهان على نجم غيَّر دورته
عشان فى وسط الكون يبان

على غول ونمله جَـرِّتُـه
لسجن بين أربع حيطان

على شعب أجِّـل ثورته
لما يعدى المزلقان

تدخل رهان؟
تدخل رهان؟


أحزاب العِلة

على مائدة التحرير تجمعت كل طوائف الشعب وتوحدت داخل سرادق الوطن وكانت الدعوة عامة للجميع دون استثناء فى مشهد أصبح نموذجا يحتذى به لكل العالم صامت فيه كل الطوائف والأحزاب والتيارات عن الجدل والخلاف، وسمت فوق الفوارق الأيدلوجية بينها وترفعت عن فرض فكرها ورأيها على الآخرين وتوحدت على غاية واحدة، وهى حب الوطن امتزجت جميعها فى بوتقة التحرير لتخترع للعالم سبيكة ثورية أصيلة ومتفردة أبهرت العالم واحتفظت بسر صناعتها لتبنى به وطنا جديدا لا يتأثر بالعوامل الخلافية بين أبنائه سواء كان الخلاف على مرجعيتهم الدينية أو السياسية أو الفكرية الكل على قلب رجل واحد مجمعون على كل ما هو فى مصلحة الوطن وخدمة الشعب المصرى رافعين جميعا شعارات العدالة والمساواة فامتلكوا قلوب وعقول كل المصريين ونجحوا فى استقطاب كل المهمشين والمغيبين والمقهورين فى هذا الوطن فأصبح التحرير لا يقبل القسمة على اثنين ولكن هذا المناخ المثالى طرأت عليه بعض التغيرات الطبيعية نتيجة التفاعل المستمر بين هذه التيارات والعطش الرهيب لدى بعض التيارات التى غيبت بقصد عن الحياة السياسية أو اختارت مجبرة الأبتعاد عن ممارسة السياسة وحرية التعبير عن أفكارها وتوجهاتها وطرح رؤيتها عن أسلوب ادارة هذا الوطن عن ظهور شوائب السبيكة الثورية التى قد تؤدى الى إعادة النظر فى قدرتها على بناء وطن قوى متماسك بعيدا عن الصراعات بمختلف أنواعها، وهذا ما لا يتمناه كل الشعب المصرى.

لذلك فإن ما حدث من بعض التيارات الإسلامية فى ميدان التحرير فى جمعة الثورة الحزينة من خروج على النص والمتفق عليه مما ادى الى انسحاب باقى التيارات السياسية كان بمثابة الصدمة للشعب المصرى، وهو يرى البنيان كاد ينهار والتحالف يكاد ينفض والخلاف يكاد يتعمق وتغلب لغة المواجهة على لغة الحوار واستعراض القوة، فالصدام فى هذا الوقت الحساس من عمر الثورة سيكون وبالا على الوطن بكاملة وسيضر ضررا رهيبا بكل ما قامت الثورة من اجله والجميع سيخسر دون استثناء فيجب علينا جميعا أن نحكم العقل ونتحد جميعا على كلمة سواء وهى (استقرار الوطن) والإنقسام غير مقبول بأى حال من الأحوال دون التشكيك فى أى فصيل أو محاولة تشويهه او إقصاءه أو ترهيبه بأى صورة من الصور وأن يظل الإعلام على مسافة واحدة من كل التيارات دون تحيز، وأن يتيح الفرصة كاملة للجميع على حد سواء ليعرض أفكاره ورؤيته للمستقبل وأن يكون ساحة للحوار البناء والنقاش الهادف بين كل التيارات للخروج بصيغة توافقية لمستقبل الحكم فى مصر يراعى تحقيق مصالح و طموحات الشعب المصرى جميعا ويحافظ على وحدة اراضيه وتنوعه الثقافى والدينى والفكرى وهويته العربية وأن نتخلص من كل ما ظهر من شوائب لسبيكتنا الثورية الفريدة ودخول الأحزاب ذات المرجعية الدينية للمعترك السياسى المصرى، لهو اكبر دليل على المناخ السياسى الطبيعى االحر الذى تعيشه مصر حاليا ولكن ليكونوا دافعا لا معوقا للتقدم الحضارى ومشاركا لا مصارعا فى بناء الدولة المدنية الحديثة مقبلين وليسوا مدبرين على الحوار وتقبل الأخر حتى لا يتحولوا الى أحزاب عليلة ضررها أكثر من نفعها تثقل كاهل الدولة بعللها وتبدد مكاسب ثورتها فلا ترى النور ولاتنشر الفضيلة وتسقط عنها الأصالة.




Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem