الخميس، 10 نوفمبر 2011

عم يا أبو العروسة

عم يا أبو العروسة يا غالى
بشبكه بسيطة على أد حالى
دبله دهب عيار 18
بنتك الحلوه ماتجوزهالى

عم ياأبو العروسة ما تديهالى
بنتك وتبقى مراتى حلالى
وياريتك ما تقفش زى اللقمة
ف زورى وف وشى تقفلهالى

عم يا أبو العروسهة اشترينى
وبص لأخلاقى وأصلى ودينى
وماتبصش كام هدفع ف بنتك
مش دا اللى هيخلينى أشيلها ف عينى

عم يا أبو العروسة خليك كويس
وبلاش ف طلباتك تغالى وتغلس
وإعرف إنك لو مش هتتساهل
هتفضل بنتك جنبك لحد ما تعنس

لا تسألنى

لا تسألنى.. !
كيف احتلت قلبى قهراً ؟
لاتسألنى... !
لأنى ليس لدى عذراً
كانت كالشمسِ.. حين أشرقت ولّت النجوم دبراً
كانت كالريح العاصف.. تأتى فلا تبقى ولا تذرا
لا تسألنى.. لا تسألنى
دعونى.. !
دعونى أحلّق فى سماء الخيال
لأحلم بسحر نظراتها .. لأحلم بشىءٍ بعيد المنال
بدت لى فى لحظةٍ نسيانها شديد المحال
نظرت إليها فى وهلٍ..! وتحققت بعض الآمال
نظرت إلىًّ فى صمتٍ.. وأصبح بيننا أمراً سجال
تساءلت..!
هل هذا بداية أملٍ؟
أم بداية حلمٍ قريب الزوال؟
عيناك
نظرات عينيكِ!!
تبعث فى قلبى الحياة
كلامكِ يعطر الجوَ
بخروجهِ من بين تلك الشفاه
فلذة العيشِ معكِ
لا يساويها سلطان ولا جاه
هل تقبلينَ حبيبتى
أن تعطينى نور الحياة
فحبكِ فى شرايينى
يا أجملَ من خلق الإله

تٌرى يازمان القهرٍ هل تبقى على أحلامى وأمالى
أم أن هذا لا شىء أو شىء بالى
فرحت حيناً من الدهرِ والأيام الخوالى
بكيت باقى الدهر وَيحى على حالى
كفى يا زمان القهرِ فأنا لا أعرف المستحيل
أم هل ترى حلمى محال؟
دلَّنى على دليلٍ
كفى يا زمان القهرِ
فأنا سأسير فى هذا السبيل
ولن أطأطأ رأسى بل أحطمَ هذا المستحيل

بعد هذا العمر الطويل
بعد هذا الزمن العليل
لا زلتِ فى عقلى.. فى روحى
فى فؤادى فى قلبى الهزيل
ألن تتركى قلبى؟ ألن ترحمى هذا الذليل؟
ذل بحبك ذل بعشقك بتصديه للمستحيل
أم تعودى؟ وتجددى الأمل القليل
عودى ارجعى تباً لهذا القلب العليل
تباً لهذا القلب العليل

إشاعات إشاعات إشاعات.. بتقول الريس مات!

طالعتنا العديد من الصحف ووكالات الأنباء أخيراً بخبر وفاة الرئيس السابق إكلينيكياً بعد تدهور صحته لإصابته بفيروس فى المخ، ولأن هذا الخبر مع اختلاف بسيط فى مضمونه قد قرأنا مثله عدة مرات منذ خلعه من منصبه فلم أصدقه هذه المرة أيضاً واعتبرته إما حيلة للسفر إلى الخارج للعلاج والهرب من المحاكمة فى نفس الوقت وإما وسيلة لاستجداء عطف الشعب لخوفه من أن يلقى نفس مصير القذافى، هذا المصير المؤسف الذى استبعد تماماً أن يختتم به الشعب المصرى آخر صفحات كتاب حياة مبارك لأننا شعب طيب ومتدين بالفطرة ولن نتصرف بهذا الشكل مع حكامنا وإن جاوز ظلمهم وطغيانهم وفسادهم المدى لقناعة معظمنا أن قتل مبارك خسارة كبيرة لعدم تمكننا فى حال حدوث ذلك من استرداد جزء ليس بقليل من أموال مصر المنهوبة التى لا يمكن الحصول عليها إلا بعد محاكمته مدنيا.. بالإضافة إلى أن غالبية المصريين من الذين تعرضوا لكل أشكال الظلم والقهر وقتل ذووهم أو أصيبوا على يد هذا النظام الفاسد السابق كلهم أمل أن ينال مبارك حسابه ويطبق فيه القصاص..
الأسئلة التى تطرح نفسها.. من الذى يروج كل فترة بسيطة لمثل هذه الشائعات ولمصلحة من؟!..

لماذا لم يخرج علينا أحد من المجلس العسكرى أو الحكومة لنفى أو إثبات هذا الخبر.. إلى متى سيظل ملف صحة الرئيس خطا أحمر محظور الاقتراب منه؟!..

فى الحقيقة.. تخيلت للحظات أن هذا الخبر صحيح وأن الحالة الصحية للرئيس السابق حرجة وخطيرة وأنه على مشارف الموت، ورغم أننى كثيراً ما أتأثر إلى حد البكاء عندما أعلم أن أحداً يعانى المرض سواء أعرفه أو لا أعرفه إلا أننى لم أتأثر هذه المرة حيث رفض قلبى ولسانى الدعاء له بالشفاء لأسباب لا تعد ولا تحصى يعلمها علم اليقين الصغير قبل الكبير فى مصر..

وبما أن الدعاء يرفع البلاء.. كنت أتمنى أن أدعو للرئيس المخلوع بالشفاء لكن رعاياه من المصريين الذين تسبب ونظامه الملعون على مدار سنوات حكمه فى إصابتهم بالأمراض والعاهات المستديمة بشتى الطرق أولى منه وأحق بالدعاء لأنهم ضحايا إهمالهم وفسادهم وحرمانهم لهم من أبسط الحقوق للعيش بعزة وكرامة.. كرامة فى المسكن والمأكل والمشرب والعلاج الذى احتكروه لأنفسهم وذويهم رغم غناهم الفاحش وحسبنا الله ونعم الوكيل.

الحلم الواعظ

جاءنى زائر فى الليل يقول لى: ممكن أن أتحدث معك قلت بالطبع.. من أنت؟ قال: أنا الذى سوف أحقق لكى ما تتمنيه، فقلت، كل ما أتمناه، قال: نعم فقلت، أريد .. فقال لا انتظرى غداً سأحضر لك فى الليل، ولكن أريدك أن تكونى جالسة بمفردك لا تتحدثى مع أصدقائك فى ذلك الوقت ولاتكونى أمام التلفاز ولا تكونى جالسة أمام جهاز الكمبيوتر فقلت لماذا، قال هذا شرطى لكى أحقق لك ما تطلبيه لأننى أريد أن تجلسى بمفردك ولا يوجد شىء يشغلك غير مجيئى إليكى فوافقت.

وجاء اليوم التالى، وجلست فى الليل متلهفة لحضوره وغلقت كل متاع الحياة كما قال لى حتى سمعت أذان الفجر فتساءلت بداخل نفسى لماذا لم يحضر؟ وهو قال لى إنى سأحضر غداً فى الليل فقلت فى نفسى ممكن كان ذلك حلم، وعند ذهابى إلى النوم وجدته حاضراً فسارعت بالكلام وقلت لماذا تأخرت؟ فأنا انتظرتك منذ بداية الليل وحتى الفجر فقال اعذرينى كنت منشغلاً بغيرك.

فقال عرفت ماهى الأشياء التى تتمنيها فقلت بالطبع أنا أريد .. قال لا انتظرى غداً فى الليل، ولكن لا تنسى تطبيق الشروط، فقلت ولكن أتمنى أن تحضر ولا تتأخر فى المجىء مثل اليوم السابق وانصرف وأنا أفكر من هذا الرجل؟ الذى يريد أن يحقق لى كل ما أتمناه ولماذا أنتظره؟ وهو مثلى عبد من عباد الله فقلت المثل المعروف "يا خبر بفلوس بكرة يبقى بلاش".

فانتظرت غداً بفارغ الصبر وجلست مثل ليلة الأمس حوالى ثلاث ساعات أو أكثر وأنا لا أعمل شيئا غير الانتظار، وأيضاً لم يحضر فى تلك الليلة، ومر أسبوع وأنا فى كل ليلة أنتظره أملاً فى أن يحضر وفى الليلة الذى حضر فيها غلبنى النعاس فوجدته يوقظنى ويقول نمتِ وخلفتى موعدى.

فاستيقظت قلت لا أنا انتظرتك طوال الليالى السابقة ولكنك لم تحضر، وأيضا فى هذه الليلة، ولكن غفلت عينى وأنت لم تحدد لى ما الميعاد المحدد لحضورك، فقال آسف لا أستطيع أن أعطيك ما تتمنيه، فقلت كيف؟! وأنا انتظرتك وطبقت جميع شروطك، فقال: أنا كذلك أحب من أعطيه يكون مستعدا فى أى وقت، فقلت اعطنى فرصة أخرى، فقال: لكى هذا ولكن انتظرينى شهراً بأكمله، ولن أحدد لكى اليوم، ولا الساعة وإذا حضرت ووجدتك متبعة الشروط سأعطيك كل ما تتمنيه وأنهى كلامه، وقال: اعلمى أننى سأحضر يوماً واحد فقط، وسأحقق لك مطالبك، فقلت ستجدنى فى انتظارك بإذن الله.

وفى اثناء انتظارى له فى هذا الشهر وكنت جالسة بمفردى كما قال تذكرت هذا الحديث (عن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعونى فأستجيب له، من يسألنى فأعطيه من يستغفرنى فأغفر له". رواه البخارى؟

فوجدت نفسى أقول ما الذى أفعله؟! أأنتظر شخصاً وهو مثلى عاجز أن يفعل شيئا إلا بإرادة الله وكذلك يقيدنى ولا يحدد لى ميعادا ولله المثل الأعلى يتنزل فى كل ليلة ينادى علينا ونتركه من أجل جلوسنا على الكمبيوتر أو مشاهدة مسلسل.

والغريب أن هذا الرجل الذى يدعى أنه سيحقق لى ما أتمناه سيحضر فى يوم واحد فقط، ولكن الذى ليس كمثله شىء فى الأرض ولا فى السماء، فى كل يوم يحقق لنا ما نتمناه، وعلى الرغم من ذلك عندما جائنى هذا الشخص عزفت عن كل شىء فاستغفرت ربى وقمت للصلاة فجائنى ذلك الرجل وقال ماذا تفعلى؟ قلت أذهب إلى من ينادى علىَّ الآن، قال من فقلت ربى وربك فقال أخيرا استوعبتى أن الذى يعطى هو الله وأن الذى يمنح لكى كل شىء هو الله فأنتِ انتظرتنى طوال هذا الشهر وما قبله وطبقت شروطى عليك على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى معك فى كل ليلة، يقول لك ولكل العباد هل من داعٍ فأجيب ويشغلكم غيره، فقلت له أشكر الله أن بعثك لتكون سبباً لايقاظى من غفلتى فسمعت صوت أمى تهمس وتقول صلاة الظهر فاستيقظت وابتسمت وقلت الحمد لله.

كش ملك

منذ حدوث الثورة تضاربت الأقوال حول حالة الاقتصاد المصرى. هناك من قال إن أى شىء سيكون أفضل من ذى قبل، وهناك من قال إن الوضع سيزداد سوءا وهناك من انهمك فى الولولة على عجلة الإنتاج وكأنها عجلة صينى اتسرقت من قدام الدكان!

لكن ما الذى يحدث بالفعل؟ وما هى حقيقة الوضع الاقتصادى؟

قبل أن نجيب على هذا السؤال دعونا نعترف أن مشكلة مصر مشكلة عدالة اجتماعية من الدرجة الأولى قبل أن تكون مشكلة اقتصادية. بكل بساطة الاقتصاد المصرى شهد نموا هائلا فى الخمسة أعوام الماضية. لكن للأسف عدم وجود سياسات اجتماعية فعالة أثرت بالسلب على شعور غالبية الشعب بهذا النمو الاقتصادى.

لذلك بعد حدوث الثورة أخذت الحكومة على عاتقها إصلاح تلك العورات الاجتماعية عن طريق حلول مثل الحد الأدنى للأجور. المشكلة الحقيقية باتت مشكلة ما بين العرض والطلب. لقد تأثر دخل مصر بانخفاض السياحة وانعدام الاستثمار الأجنبى المباشر فتعاظم الفرق بين ما هو مطلوب وما هو متوفر من الأموال لكى تفى الحكومة بتلك الإصلاحات الاجتماعية. لذلك دخلت الحكومة الحالية فى سباق إصلاحى مقدر له الفشل قبل أن يبدأ.

وفى حركة أقل ما توصف "بالعنترية" أعلنت الحكومة عن عدم وجود نية الاقتراض. وفى مشهد أكثر غرابة أعلنت وزارة المالية أنه لا نية لفرض ضرائب تصاعدية والتى كان من المقدر لها أن تزيد حاصلة الدخل القومى.

وفجأة أصبح الاقتصاد فى حالة "كش ملك". المطالب صارت أكثر من أن يتحملها دخل الدولة، ونظراً لتدنى الوضع الاقتصادى قامت مؤسسة ستاندرد أند بور بخفض التصنيف الائتمانى لمصر للمرة الثانية فى خلال ٨ أشهر. هذا من شأنه أن يعمق من الأزمة الحالية لأنه سيزيد من أعباء الدولة حيث إننا - وبغض النظر عن العنترية - مضطرين للاقتراض.

ببساطة سيظل الاقتصاد المصرى عالقاً فى هذا الوضع إلى أن تنتهى المرحلة الانتقالية. لكن هناك للأسف فرصة إلى المزيد من التردى الاقتصادى فى ظل تعاظم المطالب الشعبية بالإصلاح وعدم توفر الدخل اللازم لأحداث تلك الإصلاحات.

نعم الوضع قاتم ولكن ليس هناك ما يمكن أن نفعله لعبور تلك الأزمة سوى أن نشارك فى العمل السياسى لكى تمر تلك المرحلة الانتقالية فى سلام ونخرج من هذا المأزق الحرج.

اسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك استعجب

أثارت أمريكا حفيظتى، بتصريحاتها الغريبة والمتناقضة، حينما طلبت كشف ملابسات وفاة اغتيال القذافى، وكأنها راعية السلام والعدالة بينما هى نفسها قامت منذ شهور قليلة بعملية اغتيال بن لادن وإلقائه فى البحر بطريقة أشد وحشية وأكثر لا إنسانية... ومهما اختلف على شخصى القذافى وبن لادن، فإن عمليتا القتل بهذه الطريقة البشعة لا تعبر إلا عن همجية أصحابها... وكذلك فإن جرائم أمريكا التى يندى لها الجبين فى العراق وأفغانستان لهى شاهدة على بشاعة أفعالهم.. وقتها تذكرت القول القائل "أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب" ...وسألت نفسى أين الديمقراطية التى يتشدق بها أمثال هؤلاء؟.. لكن على ما يبدو إنها ديمقراطية زائفة أو هى وفق ما اصطلح على تسميتها" ديمقراطية الرجل الأبيض" والتى تعطى جنسا معينا حقوقا وحريات تحرمها على أجناس آخرين.. إنها ديمقراطية مسلوبة ومحرمة على الآخرين أو هى الوجه القبيح للديمقراطية.. أو هى سياسة الكيل بمكيالين، إن هذا المنهج المعوج غير العادل فى الحكم على الأمور فى واقع الأمر لا يحقق مراده بالشكل الذى يوحى لأصحابه بل على العكس تماما .. فتأثير مثل هذا التناقض فى القول والفعل يسير فى الاتجاه المضاد الذى لا يتمناه أمثال هؤلاء ... فمثل هذه العدالة الزائفة كفيلة بزيادة الكراهية لمن يستمسكون بها حتى من شعوبهم ... ولعل العقلاء من شعوبهم يقولون مثل هذا الكلام ولكن أمثال هؤلاء لا يستمعون ولا يعقلون كلامهم ... إن لغة البطش والقوة لا تدل إلا على افتقاد صاحبها المنطق والدليل ولا تنم إلا عن عجز بين على إقامة حوار هادئ ورصين يحقق الشعارات الكاذبة للديمقراطية وللحرية، والتى لابد أن تهدف فى المقام الأول إلى احترام جميع الأجناس وكل الأديان وأن تجعل هدفها هو عمارة الأرض وفق مقتضى المنهج الربانى .. فلابد من الجميع – دول ومجتمعات وأفراد – أن ندرك حجم مسئولياتنا، أو ألا نتعامل مع الآخر الذى يخالفنا فى عقائدنا وأجناسنا بمنطق ديمقراطية الرجل الأبيض الذى تريد أن تحتل به أمريكا مكانة المعلم العادل الحكيم، وهى عنه أبعد ما يكون... بل نريد أن ننظر إلى أبعد ذلك بشكل يدعم الحب والتعايش السلمى بين الجميع فى كل بقاع الأرض من أدناها إلى أقصاها..

سألنى الطبيب

ماذا أصابك يا امرأة
أهناك علة فى الهوى
أم مزقت الأحلام مشاعرك
وأصبحت قاسية كالنوى
اسمعى يا امرأة
فؤادك مجروح.....وبالعشق مذبوح
وعلتك سقيمة.....وفى الصميم أليمة
جرحك كبير......وللكبرياء نصير
دواءك الغرام.....من بعد شوق وهيام
أسرعى يا فتاة....واستردى ما فات
فالعمر قصير.....لا يستاهل الآهات
حبى واعشقي....فالدنيا لحظات
وستكونى عليلة ..بائسة أليمة
أسرعى أسرعي..وخذى المسكنات
إن عشقته يوما...سترد لك الحياة
أيا طبيب
يشبعنى كلاما فى الهوى
ويهرب فى لحظة الغوا
يخاف من العشق والغرام
ويملأ حياتى بالكلام
فالحب عنده ممنوع
والعمر لديه بانتظام
عذبنى شوقه وهيامه
و شقانى بعده وهوانه
أصبحت أرض جرداء
بلا مطر ولا ماء
احترق قلبى بحبه
وأنا التى سعيت للقاء
كانت حياتى نحلة
يملأها الأمل بالبقاء
رحيقى وعسلى نهبوا
وتخلى عنى الأصدقاء
الكأس والقلم نديمه
وجرح حياتى بلا استحياء
همس الطبيب بإذني
يحبك يا امرأة بكل كبرياء
أسعدنى بكلماته
وتذكرت أول لقاء
أحبك أحبك أحبك
تعالى نعيد الذكريات
أشكرك يا طبيب
لأنك أعدت لى الحياة

بتكتر جروحك

بتكتر جروحك وخايف عليكى = خايف تتوهى وتبكى عنيكى
شايف ديابه بتربط إيديكى = عايزه جناينك تصبح خراب
بتكتر جروحك وبكرا تطيبى = دا حاقد وحاسد عايزك تغيبى
بينخر حيطانك ونفسه تشيبى = ومهما يحاول دا غدره سراب
ريحة دموعك بتملا الطريق = وخايف شراعك يصبح غريق
دا فاجر بيشعل فيكى حريق = ومجرم وقلبه بلون الغراب
يا حلوه يا سمره يا أم الجناين = يا شمس المحبه ونور المداين
دا غادر بيحقد وباين وخاين = ونفسه نسيجك يعيش اغتراب
أزمه تعدى وبكرا تروقى = بتبكى يا غاليه بتدبل عروقى
دا فرحك منايا وقمرى وشروقى = وبكرا عدوك يبوس التراب

طراطير 2011

كان نفسى يوم أشتغــــــل تاجر بتاع طراطيـــــــــر
افتح محل كبيــــــــــــــــر وابيع كمان زماميـــــــــر
وأبيع حداوى وطواقـــــى ليها زر طويـــــــــــــــل
واعمل كافيه للبلــــــــــــد كل زباينه حميــــــــــــــر
......
وكنت ناوى اجيـــــــــــب لكل بغل لجـــــــــــــــــام
واجيب برادع كتيــــــــــر للشعب والحُكـــــــــــــــام
وازرع جميع الغيطـــــان بالتبن والبرسيـــــــــــــــم
وامنع طباعة الكتــــــــــب واقول عليها حـــــــــــرام
......
وكنت ناوى كمــــــــــــان امشّى جنب الحيــــــــــط
واعمل مدهول عشــــــان يقولوا عليه عبيــــــــــــط
وكنت نـــــــــــاوى اروح مستشفى للمجانيــــــــــــن
والبس كمان بردعــــــــــه واشيل عليها غبيـــــــــــط
......
لكن فى ليله لقيـــــــــــــت الثوره فى التحريـــــــــــر
وشباب شجاع محتــــــرم بينادى بالتغييــــــــــــــــر
غيرت رأيى ومشيــــــــت ويا الشباب على طــــــول
وادينى على الحال كــــــده مبسوط بقالى كتيـــــــــــــر
......
لكن الصراحة كــــــــــــده محتار بقالى كام يـــــــــوم
سهران ليلاتــــــــــــى ولا قرب لعينى النــــــــــــــوم
مش لاقى حاجه بتحصـــل من اللى قولنا عليــــــــــــه
و(عصام شرف) بالطنـاش زوّد لهمى همـــــــــــــــــوم
......


والله خايف أفكـــــــــــــــــر تانى زى زمـــــــــــــــان
وأبيع تيشرتات شبـــــــــاب مرسوم عليها حصــــــان
وابيع طرح للبنــــــــــــــات مرسوم عليها خـــــروف
وافتح مطاعم طبيـــــــــــــخ كوسه على بدنجـــــــــــان

الشعب يريد لبن العصفور!!

لا أحد يعرف ماذا يريد رجال السياسة والأحزاب ولا أحد يعرف ماذا يريد الشباب الثائر، ولا أحد يعرف ماذا يريد الموظفون والعمال، ولا أحد يعرف ماذا يريد الأخوة رجال الدين سواء سلفيين أو إخوان مسلمين ولا أحد يعرف ماذا يريد الإخوة الأقباط ولكن ما نعرفه جميعاً جيداً أننا أصبحنا نجوم مسرحية "أخويا هايص وأنا لايص" ومحدش فاهم حاجة!!

مظاهرات أسبوعية للأحزاب وكل ساعة البند ده مش على مزاجنا والبند ده مش مريحنا وكأن المجلس العسكرى متفرغ فقط لسيادتهم، إلى جانب مظاهرات لرجال الدين والأزهر ومظاهرات للموظفين والعمال - وإن كان منهم من يتظاهر لعمل شو إعلامى فقط - وإلا فلماذا يتظاهر العاملون بشركات الكهرباء والمطارات والموانئ وقناة السويس والبترول؟.. طيب لما دول يتظاهروا أمال باقى موظفى الدولة والقطاع الخاص الغلابة يعملوا إيه؟ الذين يتمنون ويحلمون بأن يكون دخلهم مثل هؤلاء..

ومظاهرات للإخوة الأقباط سواء بالداخل أو الخارج وهم يعلمون أن من يشعلها لا يريد إلا الهلاك والتفكك لهذا الوطن..
هل الثورة القادمة ستكون ثورة تفكيك الوطن وتمزيق وحدته ونسيجه الواحد؟

لنعلم أن حوالى 20% من هذا الشعب يريد استمرار الفوضى والشغب لأهداف ومصالح خاصة..

وهذه الأحداث تعبر عن حالنا الآن حيث صدقنا أن الحلم تحقق وانزاح الكابوس وسقطت دولة "مباركستان" وبقينا نجرى يمين وشمال ومن فرحتنا مش عارفين نطلب إيه ولا نعمل إيه وبدلاً من أن نتريث ونتكاتف ونتشارك فى تعويض ما تكبدناه من خسائر ونترك أصحاب المسئولية والقيادة للعبور بنا من هذه الأزمة وليعلموا أن مش كل كام ألف يتظاهروا فى التحرير هم دول الشعب المصرى ولا هم أوصياء عليه.

إنهم يعبرون عن أنفسهم أو من يحركهم بعد ثورة 25 يناير البيضاء، وليكن بداخلنا يقين أن الخير آتٍ لا محالة، لكنها مسألة وقت..

فالمسئولون ليس معهم مصباح علاء الدين "اطلب تجاب"، فماذا لو صبرنا ثلاث أو خمس سنوات حتى نقف على أرجلنا وعندما تعود الأمور لنصابها الصحيح سوف يعاد التوزيع العادل للخيرات والثروات على جموع الشعب بإذن الله..

كفانا تخوينا وشكا فى كل الناس ولنصبر حتى تتم الانتخابات الرئاسية وبعد انتهاء الفترة الأولى نحاسب ونقيم الأداء والنتائج، وأنا شخصياً من المؤيدين للرأى الذى يقول: إن تقوم نخبة من المجلس العسكرى بإدارة شئون البلاد لمدة 3 سنوات أو إذا اضطررنا حتى لاستخدام الأحكام العرفية للحفاظ على ما بقى من البلد حتى تستقر الأمور وتتعافى الأحزاب كلها وتتم الانتخابات فى ظل تكافؤ الفرص وتنتهى القضايا والمحاكمات واستعادة الأموال المنهوبة ونوفر على أنفسنا كل يومين مظاهرة ومليونية.

سؤال أحتاج أن أعرف إجابته من أهل بلدى العقلاء: هل سيأتى اليوم الذى نترحم فيه على أيام مبارك وعصابته ونقول إنهم كانوا الأصلح لهذا الشعب؟

أم أننا سوف نثبت العكس للعالم كله ونريهم أننا شعب متحضر وواع وسوف نعطى المسئولين وأولى الأمر الفرصة لإثبات كفاءتهم وحرصهم على مصلحة هذا الوطن؟

السلفيون.. شماعة مَن لا شماعة له!

أنا أهاجم السلفيين إذن أنا موجود.. شعار يرفعه معظم الإعلاميين والمعارضين السياسيين المفلسين محدودى العلم والخبرة والاطلاع عند التعليق على أى حدث جلل وخطير يكون له سمة الفتنة الطائفية من قريب أو من بعيد، حيث يتهمون السلفيين وقنواتهم الفضائية عن جهل بالتسبب فى خلق وإشعال مثل هذه الأحداث المؤسفة لكل المصريين كافة دون تمييز!

لم تسلم القنوات الدينية السلفية منذ بداية نشأتها من الهجوم الشرس غير المبرر وإلقاء الاتهامات الجزافية غير المقنعة التى لا طائل من وراءها سوى القضاء على هذه القنوات ووقفها نهائياً، دون عودة، لأن تأثيرها عال ودورها كبير وفعال فى توعية وإنارة فكر العديد من المسلمين الذين اهتدوا وعرفوا كثيراً عن تعاليم وقيم الدين الحنيف، كما أصبحوا يفرقون بين الحلال والحرام بفضل الله ثم فضل هذه القنوات التى عانى أصحابها كثيراً كى تخرج إلى النور لتنير عقول وقلوب المسلمين أينما كانوا.

ولأن الحكم ومقاليد الأمور كانت فى مصر تحت سيطرة العلمانيين لسنوات طوال، فكان من الطبيعى أن تكون لهذه الأنظمة العلمانية المتعاقبة أبواق ترسخ وتؤيد أفكارها وتهاجم بل وتلعن كل من يخالفها ويرغب فى إصلاح ما تم إفساده، حيث قلبوا الموازين رأساً على عقب وتعاملوا مع الإسلام ومن يطبقونه حق تطبيق باعتبارهم إرهابيين ومتطرفين يزعزعون أمن واستقرار البلد!

ولهذا همشوا دور الدين فى المساجد والمدارس والجامعات وفتحوا الباب على مصراعيه للفنون بمختلف أنواعها الصالح منها والطالح وما أكثر الطالح والفاجر طبعاً، والتى كان لها عظيم وبالغ الأثر فى نشر الفواحش، والقضاء على القيم والفضائل والأخلاق الحميدة التى أصبحت عملة نادرة فى زماننا هذا!.. مطبقين أجندات أسيادهم فى الخارج الذين يدفعون للكثير منهم أموالاً لا حصر لها سواء بشكل فردى لبعضهم أو يمنحون بعض مؤسسات ومنظمات المجتمع المدنى مبالغ طائلة تحت بند مساعدتها على تطبيق الديمقراطية والحرية، تلك المنظمات التى لا يعرف معظمنا أسماءها وأهدافها، والتى لا تخدم سوى رؤساءها ومعاونيهم فقط، وتخدم قبل ذلك دافعى هذه المبالغ لتحقيق أهدافهم الخسيسة المشبوهة لتدمير مصر وتقزيم دورها السياسى والإقليمى، كى تظل تعانى التخلف والانهيار فى كل المجالات!

بمشيئة الله سيظل المنهج السلفى بقنواته المختلفة الحصن الحصين وراية الحق للوسطيين والمعتدلين من المسلمين فى شتى بقاع الأرض ولو كره الكارهون.

للتوريث وجوه متعددة

لقد كانت رغبة مبارك فى توريث حكم مصر لنجله جمال بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير فى نظام حكم مبارك، فقد تحمل الشعب المصرى الذل والهوان طوال 30 عاما من الحكم المباركى، ولكنه لم يتحمل أن تتحول مصر إلى عزبة تتوارثها الأجيال، ولكن للأسف الشديد فقد تخلصنا من توريث مبارك لنجله وتفرغنا لعملية توريثية أخرى شهدتها ترشيحات مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية، فللأسف الشديد تحولت ترشيحات الأحزاب لاختيار ذوى الولاء، وليس ذوى الكفاءة، فرأينا أحزابا تختار رؤسائها لمجرد قرابتهم لبعض الأشخاص من ذوى القبول فى المجتمع، وأحزاب أخرى تختار مرشحيها لمجالس الشعب والشورى من ذوى القرابة، وأحزاب أخرى تختار مرشحين لمجرد أن أحدهم قريب لأحد الشهداء، وأخرى ترشح نفسها لمجرد أن ابنها لاعب كرة مشهور، وآخر يرشح نفسه متباهيا بأن أباه كان سياسيا شهيرا، وأنه كان يحضر لقاءاته بكبار الساسة، ولم يقدم لنا أى مرشح برنامجا انتخابيا أو خطة أو خلافه، إنما اعتمدت الغالبية العظمى على القرابة والنسب وكأننا تخلصنا من توريث فردى إلى عملية توريث جماعى للوطن.

والعجيب أن عملية التوريث لم تقتصر على الانتخابات فقط، ولكنها امتدت لجميع المجالات فعندما تشاهد بنامج تلفزيونى نفاجأ بأن المعد والمخرج، وغيرهم من ذوى القرابة، وكذلك الحال فى شتى المجالات.

أعتقد أن بناء مجتمع سليم وحياة جديدة يقتضى منا الاختيار على أساس الكفاءة والعطاء، وليس على أساس الولاء والانتماء، وأعتقد أن الانتخابات المقبلة فرصة عظيمة للصرخة فى وجه هجم التوريث الجديدة، فهل نفعلها؟

لم أجده على الخريطة

كعادتى استيقظت من نومى على صوت هاتفى المزعج لأصلى الظهر، ولكن حدث شىء غريب.. فالمنطقة التى نسكن بها منطقة عسكرية وقريبة نوعاً ما من قصر المخلوع، ومن المفترض أن المياه لا تنقطع أبداً فى هذا المكان، لكن هذا لن يعيقنى عن الصلاة.. المهم صليت الظهر والحمد لله، لكن المياه لا تزال منقطعة.. لم أبالى وببرود تام ذهبت إلى اللاب توب لأتابع تويتر حتى تعود المياه.. الشىء الذى زاد من دهشتى أن أمر المياه لم يكن خاصاً بى، ولكن يبدو أنها مشكلة عامة فى جميع أنحاء الجمهورية، حتى الذين لم تصلهم مواسير المياه طوال حياتهم يصرخون مطالبين بحل هذه المشكلة، بالطبع لم يصرخوا على تويتر، لكنى علمت من مصادرى الخاصة.

وبعد فترةٍ وجيزةٍ من التفكير فى سبب هذه المشكلة وجد تغريدات غريبة على الموقع لم أفهمها.. الأولى كانت من وائل غنيم وكان نصها "لم نقم بالثورة من أجل أن يختفى نهر النيل.. العقول الديناصورية التى تتحكم بنا هى السبب الأساسى للمشكلة".. لم تمر على هذه الكلمات مرور الكرام.. وما زاد الطين بلة هى كلمات من شخص كبير بحجم البرادعى يقول فيها "أين اختفى نهر النيل؟.. أوقفوا هذه المهزلة فوراً.. إنه لأمر مشين.. أطالب المجلس العسكرى بفتح تحقيق فورى".. وأخرى من عمرو مصطفى يقول فيها أن الماسونية هى السبب وأن شركة أكوا اليهودية استولت على كل كميات المياه هذه من أجل دعم الشركة، وأضاف أنه يعرف عدوه جيداً.. وقتها أصبت بما يشبه الجنون.. فتحت جوجل مابس فوراً لأرى اختفاء نهر النيل من على الخريطة.. لكن النهر موجود ولم يختفِ.. وقادنى ذكائى لأن أذهب إلى كتاب الجغرافيا لأراه على الخريطه الورقية، ولكنه موجود أيضاً.. إذاً ما الذى يحدث؟.. عدت إلى تويتر مرة أخرى لأجد جملة وافية من أحد الأشخاص يقول فيها إن نهر النيل قد اختفى بالفعل ثم أتبعها بشتيمة سكندرية شهيرة.. ازدادت حيرتى وعدت إلى جوجل مابس مرة أخرى لأرى أن النهر قد اختفى من على الخريطة بالفعل، وبالطبع لم يختفِ من خريطة كتاب الجغرافيا.

تركت تويتر وجوجل وذهبت لأرى الأخبار على المواقع الإخبارية لعلى أجد فيها ما يسرنى، لكنى رأيت أن الكل يولول على اختفاء نهر النيل، وأن مصيبة كبرى قد حلت بنا.. وأن الكارثة قادمة لا محالة.. وقتها قررت أن أغلق الكمبيوتر تماماً وأذهب إلى التليفزيون لأتابع إحدى القنوات الكوميدية لعلها تخفف من هول الموقف قليلاً.. لكن الصدفة البحتة تقودنى لأن أجد فى وجهى إحدى القنوات السلفية وعليها شيخ ذو لحية كبيرة يتحدث عن أن العلمانيين الكفرة هم سبب هذا البلاء، وأن هذا غضب من الله، لأننا لم نتخلص من العلمانيين والليبراليين ونقذف بهم خارج هذا البلد.. ثم أنهى حلقته بقرار أنه سيسافر إلى "كندا" غداً ليتخلص مما حل بنا من غضب الله..!! بكل هدوء أغلقت التلفاز وذهبت إلى مكتبى لأفكر بهدوء.. لعلى أجد حلاً لهذه الكارثة، وكما يقول المثل "يوضع سره فى أضعف خلقه".

بعد ذهابى إلى المكتب، تقلب تفكيرى بين أن أجد حلاً لهذه المشكلة وبين ماذا سأفعل لو لم أوفق فى ذلك.. وهدانى تفكيرى إلى أنه لا توجد فكرة يمكنها أن تعود بنهر النيل إلينا مرة أخرى سوى معجزة إلهية، وبالطبع لن ننتظر هذه المعجزة، فنحن شعب مغضوب عليه، حسب قول الشيخ الذى تابعته منذ قليل.. لكنى فجأة وبسرعة وجدت نفسى أقفز من على الكرسى، مردداً "لقيتها.. هو ده الحل"، وكانت الفكرة عبارة عن كلمة واحدة فقط وهى "التفاؤل".. فهذه مصيبة لا يمكننا تغييرها، لكن يمكننا استخدامها لصالحنا.. فقد تذكرت مقولة تقول أن أى شىء سيئ بإمكاننا تحويله إلى شىء جيد إذا أردنا، والعكس صحيح.. والفكرة باختصار هى أن هذه الكارثة يجب أن نحولها إلى شىء جيد مهما كلفنا الأمر.. ثم جلست لأعدد بعض إيجابيات اختفاء نهر النيل.. وإليكم بعضها:

سنتجه إلى مجال تحلية مياه البحر.
1- أخيراً سيكون للبحار أهمية أعلى من المصايف.
2- ستقل الكثافة السكانية بشكل كبير فى الوادى والدلتا وستتوزع على شواطئ بحار مصر وحول الواحات وعيون المياه فى الصحراء.
3- سنوفر فرص عمل كثيرة للشباب بعملهم فى شركات تحلية المياه المصرية العالمية.
4- ستتكون عندنا ثقافة الترشيد فى استهلاك المياه.
5- ستكون هناك شركات كبرى فى مجال الرى بالتنقيط.
6- سنزرع المحاصيل ذات الفائدة العالية والسعر الأغلى.
7- ستتوقف مشاريع شق الترع الفاشلة.
8- سنعمر سيناء بشكل فورى وكامل، لأنها محاطة بالبحار من كل جهة، وبالتالى سنساهم فى القضاء على خطر إسرائيل بشكل كبير.
9- ربما نكتشف الكثير من المعادن فى الأماكن التى سنذهب لتعميرها.
10- سنوفر فرص عمل كثيرة من أجل البناء والتعمير وستقل نسبة البطالة بشكل ملحوظ.
11- ستصدر شركاتنا العملاقة موظفيها وآلاتها إلى دول الخليج وغيرها من أجل تحلية مياه البحر لهم وبالتالى سيرتفع الدخل القومى بشكل كبير.
12- سوف نسهم فى تحقيق حلم إخواننا فى ليبيا بدلاً عن مشروع زعيمهم الأغبر المسمى "النهر الأعظم" الذى ربما كان يخلط بينه وبين "شارع البحر الأعظم"..!!
13- سيرتاح التلاميذ من رسم تعاريج النهر على الخريطة.
14- سنتخلص من المشاكل الدائمة التى استحدثها النظام البائد مع دول حوض النيل.
15- سيلقب حافظ إبراهيم بـ "شاعر الفقيد" بدلاً من "شاعر النيل"، كنوعٍ من التغيير..
16- سيتكون مزيج من الفلاحين والصعايدة والبدو لتكوين النموذج الأوحد للمصرى الأصيل.
17- لن نعتمد بعد ذلك على أى شىء بشكل أساسى مهماً كان، سوى الله.
18- ستصبح مصر من الدول المتقدمة.
19- سنوفر طريقة أفضل للتخلص من النفايات وربما تحويلها إلى أشياء مفيدة.
20- وأخيراً وليس آخراً سيتبقى فى مصر ذو المعدن الأصيل وسيهاجر منعدم الانتماء، وعلى رأسهم مدعى العلم، ومن يدعون زوراً أنهم شيوخ الأمة وعلماؤها.. وعلماؤنا منهم براء.
21- والأهم من ذلك كله أننا سنصبح متفائلين وعندنا القدرة دائماً على إيجاد حلول للمشاكل وتحويل السىء إلى ممتاز.

وأهم ما فى الموضوع هو أنك أصبحت أكثر قدرةً على الصبر والتحمل، بل على استعداد لتقبل مصيبة بحجم "اختفاء نهر النيل" والدليل هو وصولك لهذا السطر.

لك الله يا مصر

بعد أن انتهت الثورة وأصبح أبطالها الحقيقيين الآن شهداء فى رحاب الله، ولم يحملوا معهم شيئاً، إلا أنهم تركوا لأسرهم وأحبائهم أحزانا لن تنتهى.. أصبح لدينا منذ انتهائها ما لم نكن نتخيله أو يمر للحظة على أذهاننا قط.

كثير منا كان يتصور أن تدخل مصر فى مرحلتها الجديدة من التغيير وإصلاح ما أفسده النظام السابق، ولكن للأسف الشديد حدث ما لم يكن فى الحسبان، وحدثت أشياء كثيرة تعكر صفو فرحتنا بثورتنا التى أبهرت العالم أجمع.

منذ أن انتهت الثورة أصبحت الساحة مليئة بوجوه غريبة لم نشاهدها من قبل، وشاهدنا الكثير من الأحداث التى نأسف عليها منذ انتهاء الثورة إلى الآن! وأصبح هناك حالة من الغوغائية السياسية والإعلامية والسلوكية أيضاً، هى حالة أصبحت بمثابة تهديد لهذه الثورة.

وليس أمامنا الآن على الساحة غير الصراعات والانقسامات بين هذا وذاك. أتساءل إلى متى ستظل مصر هكذا؟ كل يوم نسمع عن إضراب السائقين والأطباء والمحامين..إلخ! وتجمعات دينية متصارعة فيما بينها، وتجمعات لبيرالية وعلمانية وديمقراطية وهكذا! إلى متى؟! هل ستظل مصر هكذا؟ هل مازال هناك صراعات وانقسامات فى انتظار حدوثها؟ هل مازال هناك خصومات، ومعارك تهدد مستقبل مصر، وتشعل نار الفتنة بين أبنائها؟

يا من تشغلون أنفسكم بالصراعات والانقسامات وغيرها من المهاترات.. أرجوكم قدموا شيئا لهذا البلد، اشغلوا أنفسكم بمواجهة المشاكل التى دفع ثمنها شهداء الثورة.. أرجوكم كفى إضرابات وصراعات وانقسامات، وغيرها، مما يضر ولا ينفع! أرجوكم اتقوا الله فى هذا البلد.. ولك الله يا مصر.

مصرأقوى من الفتن!!

مصر التى أتحدث عنها ها هُنا هى مصر التى فى خاطرى وفى خاطر جميع المصريين.
هى مصر الوطن الساكن فينا قبل أن نسكُن فيه.
هى مصر الأرض والعِرض، والمحيا والممات.
هى مصر المُسلم والمسيحى، هى مصر الشيخ والقُمص.
هى مصر الحاضر بكل ما علق بماضيها من أطراح وأفراح، هزائم وانتصارات، وهى مصر المستقبل الواعد الآمن المتقدم المتحضر بإذن الله وتوفيقه.

مصر التى أتحدث عنها هُنا هى مصر الشعبية التى يعيش فيها محمد وأحمد وعيسى وموسى وإبراهيم وعمر وعمرو ومينا وبطرس داخل مدينة واحدة وشارع واحد وعقار واحد، وليست مصرالرسمية بحكامها الحاليين سواء المجلس العسكرى أو مجلس الوزراء، ومختلف الأحزاب والكتل السياسية التى تسعى إلى حُكمها!

مصر هذه وهذه وتلك، أراها دوماً أقوى من أى فتن طائفية أو إعلامية أو رياضية!.. وأراها كذلك أقوى من الأحزان، وأقوى من الآلام، وأقوى من أى فُرقة أو انقسام بين حزب وحزب أو بين فصيل وفصيل.

مصر هذه وهذه وتلك، هى التى امتزجت دماء مُسلميها ومسيحيها على أرض سيناء وقت انكسار نكسة 67، وهى التى امتزجت دماؤهم أيضاً وعلى نفس الأرض لتُحقق النصر المبين وردع العدوان فى أكتوبر73.

مصر هذه وهذه وتلك، هى مصر الشعبية التى استيقظت باكية فجر 1/1/2011 على أحداث جبانة، لتنظيم أجبن، لم يُفرق بين مُسلم ومسيحى فيها، فقتل من قتل وأصاب من أصاب أمام ساحة كنيسة القديسين بالإسكندرية، واستيقظت كذلك فجر 10/10/2011 باكية حزينة على أحداث ماسبيرو، حيث توحد الهدف فيهما ساعياً إلى هز استقرارها وزعزعته، وإشاعة الفوضى والفتنة فيها.

لكن مصر (الشعبية) كانت للحادثتين ولغيرهما من أحداث خبيثة بالمرصاد، فخرجت المظاهرات الشعبية مُنادية بالشعار الأبقى (عاش الهلال مع الصليب)، (الجيش والشعب أيد واحدة)، مُعلنة فى تناغم واضح مدى التلاحم بين طرفى نسيج مصر الواحد ومدى التلاحم والتماسك بين شعبها وقواته المسلحة.

خرجت مصر (الشعبية) من المدارس والجامعات والنقابات والاتحادات والأحزاب مُعلنة التحدى ضد الإرهاب الأعمى، ومُعلنة الوحدة ضد مثيرى الفتن ومُحبى الانقسام، وضد من يريد سوءً بجدار وحدتها الوطنية المنيع، وضد من أراد اشعال الفتنة بين جيش مصر الباسل الهمام وشعبها الأبى الكريم!

وهى بهذا الإعلان وذاك - نراها قد أعلنت ضمنياً ورسمياً وشعبياً أمام العالم أجمع أنها أقوى من أى فتن، وأقوى من أى انقسام، وأقوى من أى تهديد وأى إرهاب، بل وأقوى من أى ضغائن وكراهية مكنونة لها فى صدور أعدائها فى الداخل والخارج!

بوركت شعب مصر.
وحفظك الله من كل سوء.
وهو – عز وجل – على كل شىء قدير.

أم الخلول والفلول!!

أم الخلول كائن بحرى رخوى، غير متحرك، يحيا داخل قوقعة، أما الفلول فهم قوم منهزمون، لكنهم لا يستسلمون، يحاولون، يتغيرون، متحركون، أحيانا يتقوقعون، ولكنهم يلدغون.

أم الخلول يتنوع حجمها بين الصغير والكبير، وكذلك الفلول منهم الصغير الذى لا يملك المال الكافى ليجاهد به فى سبيل طعن الآخرين، ومنهم الكبير الذى يحرك بماله كل صغير، لكن كبار أم الخلول لا تقضى على صغارها، أما كبار الفلول فيستخدمون صغارهم لمصلحتهم، فهم أناس (الصغار) لا دية لهم (عند الكبار)!!

لأم الخلول صدفتان، ولبعض الفلول وجهان، ترتبط صدفتا أم الخلول برباط مرن متين وعضلات قوية، ويرتبط وجها الفلول بالبحث عن المصلحة الشخصية.

فى أم الخلول يُربَّى المحار من أجل الجزء اللحمى الداخلى القابل للأكل وفى كل 100 جرام أم الخلول 50 سعرا حراريا، أما الفلول فيـُـنصَـح بالابتعاد عن أكلهم؛ فلا لحم لهم يتساقط حتى مع الحياء، وعليك باليقظة عند معاملتهم، ولا تأمن لهم، فهم يجيدون تغيير جلدهم.

أفضل الأوقات لصيد أم الخلول عقب الفجر وحتى الساعة الحادية عشرة ظهرا، وتكثر أعدادها فى فصل الصيف عنها فى فصل الشتاء، أما أفضل الأوقات لصيد الفلول فعقب فتح أبواب الترشيح للانتخابات، حيث تكثر أعدادهم فى مواسمها، وإذا ما حاولوا دخول الانتخابات فهذا حقهم، ولكن إياك أن تنخدع بهم، وكن مؤمنا "لا يُـلدَغ من جُحر مرتين".

أم الخلول أحجام وألوان، وأيضا الفلول أحجام وألوان، أم الخلول تعتبر مصدرا جيدا لكثير من العناصر التى تسهم فى تغذية الدماغ وبناء الخلايا العصبية والمخية، ما يساعد على التمتع باليقظة الذهنية، وبما أن الانتخابات على الأبواب، " فأم الخلول هتفيدك، واوعى الفلول تصيبك!! مش هنخـَـوِّن حد بس هنحرّص من كل حد".

إن شعبنا أوعى من أن يعيد انتخاب الفلول مرة أخرى، أثق تمام الثقة أننا لسنا فى حاجة إلى عزل سياسى للفلول، فعلى سبيل المثال من ذا الذى سيُخدَع مرة أخرى، ويعيد انتخاب " د/ عبد الأحد جمال الدين"؟! صحيح أنه قد أعلن اعتزاله الحياة السياسية، ولكن هذا قرار بيد عمرو لا بيده!! بيد أبناء الثورة الذين كشفوا زيف أولئك الزائفين، فهل ينسى أحد من أبناء الشعب عامة وأبناء دائرته خاصة أنه من صرح بعد انتخابات مجلس الشعب الأخيرة 2010 التى كانت بلا مبالغة أسوء انتخابات فى التاريخ، أقول هل ينسى أحد تصريحه "أقول لمن ينادى بحل مجلس الشعب اتقوا الله!!!!!!!!!! "وماذا تقول يا سيدى لمن زور إرادة الناخبين تزويرا فجا؟! هل كان يبتغى بذلك وجه الله؟!

إن ثقتى فى شعبنا العظيم الذى قم بثورة عظيمة - أتفاءل بنتائجها رغم كل الظروف المحيطة بها -..هذه الثقة تجعلنى أقول إننا أوعى وأكثر إدراكا من أن نعيد أمثال هؤلاء إلى البرلمان، وهم الذين لم ينجحوا إلا بفضل الآلة الجهنمية لحكومة ما قبل الثورة أمن الدولة وعلاقاتهم بأصحاب النفوذ.

لقد وعى الشعب الدرس، وهو حريص على أن يخرج ليختار من يمثله، فهل نحن واثقون من أنفسنا وقدرتنا على فعل ذلك؟

سر الخلطة

شايل همومك جوه شنطة
راكن ومركون ع المحطة
والمحطة حتى حاطة
تاندة من طول الانتظار

أتوبيس بدايرة أو بشرطة
لو جه ف معاده تبقى غلطة
أو حد جابله كارت واسطة
وساعتها بردو مش هتركب.. بفعل حالة الانبهار

سرير كبير أو حتى باسطة
لابس حرير أو حتى بافتة
تعبان عشان واقع فى ورطة
ترسم ابتسامة زايفة.. تحلم بأيام الهزار

عامل برم ولا واكل الأونطة
مستنيين لبعض ساقطة
حتى النصاب مستنى خبطة
يخلع بيها ع المطار

العقد داب وفصوصة فارطة
هتعيش لوحدك.. تبقى غلطة
اختار تكون فى أى خلطة
والسر دايما دار وجار

شايل همومك جوه شنطة
راكن ومركون ع المحطة
والمحطة حتى حاطة
تاندة من طول الانتظار

صمتاً حبيبتى

صمتاً حبيبتى لا أجد كلمات.. ترانى ماذا أقول؟ .. فى جمالك ذهبت فى ذهول .. أيامى قبلك كانت عطشى فى ذبول .. كنت أحلم بكِ وأدعو ربى أن ألاقيكِ .. لم أعلم أنكِ لدعائى قبول.

هى

دعنى أصفك لا أنتظر كلماتك .. فقد ادخرت كل كلام العشق لأصف بها صفاتك .. ولو أتيت بها وأتيت بمثل مثلها .. لا يكفِ بعض جمالك .. وادخرت جمال نفسى واثقة من يوم لقاءك .. كنت أحلم بطيفك بالمنام .. وأراك بطلى فى قصص الحب .. كنت أجمع قصاصات أحلامى من قصص العشاق ..علها ترسم ملامحك .. وألملم أشعار الحب من الأغنيات .. علها تجمع حروف عباراتك .. والآن بعد أن وجدتك أيقنت أنها لا تساوى لحظة أعيشها بجوارك.

هو

وهل بعد كلماتك كلمات .. علمت الآن أن لغة الصمت هى أرقى اللغات .. ما أقلها من كلمات تلك التى وصفت مشاعر المحبين .. وما أصعبها من كلمات تلك التى تصف مشاعر الصادقين .. صدق من قال أن الحب أفعال .. فهناك أحاسيس بالقلب وصفها محال .. لا كلمات تصفها .. لا سبيل إلا أن تنتقل إلى قلب المحبوب فى الحال.

هي

كنت أظن قبلك أن قلبى يحتاج إلى سنوات طويلة حتى يشعر بالحب .. ومعك تحولت لحظات قليلة هى أغلى ما فى العمر .. حتى لحظات غضبك وغيرتك .. هى أحلى ما فى المر .. من قال إن الحب يحتاج لوقت مع المحبوب .. لحظات قليلة معك تجعل قلبى يذوب .. لأنى أعلم أن باقى الدقائق تحفظ حبنا حتى إلى تعود .. وحبك أحفظه إنه لى أجمل العهود.

يناير...2012

ثلاثة أشهر تقريبا هى المساحة الزمنية التى تفصلنا عن يناير 2012، ولكن هناك مساحه زمنيه أكثر طولا وأشد عمقا ترتبط بتاريخ 25 يناير، وهى المساحة الممتدة من 25 يناير 1952 وحتى 25يناير 2012!

الفارق شاسع بين التاريخين سواء كان على المستوى الزمنى، أو على صعيد الأحداث والتغيرات التى شهدها الشعب المصرى، ففى 25 يناير 1952 دافع رجال الشرطة البواسل عن مدينتهم الإسماعيلية ورفضوا تسليم أسلحتهم وأنفسهم للقائد الإنجليزى المحتل وقٌضى منهم خمسون شهيدا .. ولهذا خلدنا هذا التاريخ.

وفى 25 يناير 2011 دافع جنود الشرطة البواسل عن قائدهم ضد شعبهم فقٌضى من الشعب من ثمانمائة إلى تسعمائة شهيد.

لست فى موقع المفاضلة أو إلقاء اللوم على رجال الشرطة لتحميلهم أخطاء قادتهم، ولكن الحديث منصب عن الشرخ الذى نشأ فى العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن البسيط منذ 1952 حتى اليوم، حيث تطورت العلاقة تطورا سيئا لم نكن نريده أو ننشده فبعد أن كانت الدولة تحتفل سنويا بعيد الشرطة، تخلدا لرجال استشهدوا فى سبيل الكرامة ضد محتل ومغتصب للأرض والخيرات ستحتفل الدولة أيضا فى نفس التاريخ تخليدا لشباب استشهدوا فى سبيل الكرامة ومغتصب للحرية وخيرات هذا الوطن.

نفس اليوم ستكون هناك مناسبتان، وكلاهما غالية على الشعب المصرى، لأن كلاهما مرتبط بالنضال الوطنى، لكن ما شاب العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة الذى حُمِلَ على الأعناق طوال ما يقرب من الستين عام الماضية شىء أشبه بالكابوس، نزل رجل الشرطة من على الأعناق بملء إرادته، وتغيرت نظره المواطن البسيط لرجل الشرطة ..وكلاهما للأسف ليس له دخل فيما حدث فقد كنا جميعا أدوات فى آلة تدور بلا هدف من أجل أن تروى مزرعة الفرد الواحد.

ماذا نحن فاعلون يوم 25 يناير 2012..هل نحتفل بعيد الشرطة رغم الاحتقان واستشهاد الكثيرين من شباب البلاد فى أثناء الثوره وما تلاها من أحداث..؟
أم نحتفل بعيد الثورة وننسى شهداء لنا ضحوا بأرواحهم من أجل كرامتنا ضد محتل إنجليزى حاول النيل من كرامتهم؟

لصوص الثورات

يا كل لصوص الثورات
يا تعلب مِتسحّب فات
وف ديله شايل ألوفات
حالف هيرش الدايرة
علشان الانتخابات
طمعان فى الكرسى وشارى
وهيدفع بالدولارات
بينادى قريبى وجارى
ويبيع ليهم حكايات
وتملى بماله بيظهر
ويقول رجل الخدمات!
فى الليل بيخلى عياله
تفسِد بين الأخوات
يا كل لصوص الثورات
قد ولى زمان البشوات
وطلاق المال والسلطة
بيّن.. مفيهوش رجعات
يا فِّل وعامل ثورى
بتبيع سم فى شربات
من حركة لحركة بتجرى
مهى مفقوسة الحركات
تحريرنا ملوش أمثالك
مهمها هتعمل وقفات
مهمها هتكتب وتهلل
وهترفع فى اللوحات
لوحات تهتف وتغنى
وتقول بيه البهوات
ياللص الثورة تعبنا
منك وزهقنا سكات
وسكوتنا مهوش من خوفنا
لكن للناس مقامات
ومقام الفاهم عالي
مرفوع طول الأوقات
بتقول إن انتا سياسى
طيب فين الأَمارات ؟!
ونظامك بقه ليبرالى!
ولا نظامك ألوهات؟!
ومفوه يعنى جنابك
هنشوف منك صولات
وذا كنت نويت تتعلم
طيب فين الأدوات؟!
ولا أنت هترفع أيدك
وتروح تعمل صفقات!؟
وتكون للسلطة مخاوى
زى أمانة السياسات
لو عايز تبقى سياسى
فــ الحل تلت كلمات
قدّر - عقلية - ناخب
حقق أغلى الثورات
واعى وفاهم ومسافر
فى دروبها وفى المتاهات
أصلها مش لعبة ونزوة
وثمنها مهوش جينهات
يا لص الثورة كفاية
تاكل شهد الثورات
تقبض من دم الشهدا
وتبيع للناس شعارات
الثورة يا لص بتاعتى
وشباب الثورة اخوات
المسلم والنصرانى
لك عاملين احتياطات
إذا كان غرك فى الظاهر
تأييد بعض الحضرات
علشان بترش جنابك
لليورو وللدولارات
فأكيد من خلف ستارة
صوتهم مش ليك بالذات
وشباب الثورة مصحصح
للذئب وللغنمات
أحسنلك تعلن إنك
لعبت بيك الحسابات
وتلمْ الليلة وترحل
وبسرعة أوام فـ سكات

الثورة بين الرعاع والضباع

إن ثورةً أذهلت العالم وفرضت نفسها على مجريات الأحداث العالمية لا يمكن اختزالها فى مشهدٍ يسطع فيه مجلس عسكرى عنيد شديد المراوغة والدهاء وأحزاب كرتونية وحركات ذات مصالح شخصية أو تدعى الوطنية وهى رغم صدق نواياها لا تملك القدرة على مواكبة روح الشباب وقوة بأسهم وعزمهم على دفع التغيير دفعاً وعدم الاكتراث بمن يحاولون فرض وصايةٍ عليه أو وقف ثورته عند حدودها الدنيا.

لقد تعرضت الثورة المصرية التى أبهرت العالم وجعلت البشرية تحبس أنفاسها فى انتظار مخاض جيل حر عزم على توديع الفرعون وحاشيته وجنوده، لمحاولات عديدة تستهدف تقدمها خصوصاً وأن القائمين على حمايتها كما يزعمون هم من أبناء ومن سدنة النظام البالى الذى أفسد الأرض طولاً وعرضاً. وللأسف تمكن المتآمرون من تعطيل المد الثورى بعد أن أشعلوا نار الفتنة بين القوى التى أشعلت الثورة والقوى التى لحقت بها.

لا شك أن الحركات التى اشتاقت يوماً إلى تحقيق طموحاتها السياسية ساومت وتساوم فى كل وقت من أجل ترسيخ دعائم قوتها بعد أن حققت ما لم تكن يوماً تحلم بتحقيقه من اعترافٍ مجتمعى ورخصة قانونية. وقد ارتكبت تلك الحركات أخطاء كارثية وتاريخية بتعطيلها الزخم الثورى ومشاركتها فى لعبة تفريق الجموع الثورية الذى تآلفت على أهداف عامة ومشتركة. لقد فرقوا الجموع قبل تحقيق كامل الأهداف. ومع حرص الإدارة الحالية على تفريق الجمع والخروج من الثورة بأقل الخسائر الممكنة باعتبار أن مكاسب الثورة خسائر عند البعض، انصاعت هذه الحركات والأحزاب الواهية خلف وعود براقة وكلمات جوفاء لم تدرك حقيقتها إلا بعد انعزالها وانصراف العامة عنها.

قد يظن البعض أن من قاموا بالثورة ليسوا سوى رعاع يمكن السيطرة عليهم وإتباع نظرية "فرق تسد" معهم. لكن دراسة الحالة المصرية ومتابعة المشهد من قرب تدفع باتجاه الجزم بحقيقة مفادها أن من قاموا بالثورة ليسوا سوى نوع نادر من الضباع الجائعة التواقة للحرية. وأحذر كل من تسول له نفسه أو يراهن على ذكائه وقدرته على إخماد الثورة من أن يخرج من صفحات التاريخ مذموماَ مدحوراً بعد أن يتأكد من فشله فى تحقيق ما عجز عن تحقيقه الفراعين.

سيدتى الجميلة

بصراحة هى حلوة جمال ودلال وعيون بقرى ورشاقة غزلان زى مابيقول الكتاب، سيدة يتمناها أى رجل ذكاء وخطوات ثابتة وحيوية لها بريق وإذا كانت جاذبيه الأرض أسقطت تفاحة نيوتن وكل تفاح الأرض فجاذبيتها أسقطت كل من نظر إليها وكل من سمع عنها تحتار فى وصفها.. كل من ينظر إليها يتمناها عفيفة طاهرة فهى حلم ومازالت حلم كل شباب المنطقة، وهى أمل كل رجل ليصبح اسمها شرفا له وهى غاية كل عجوز يتمنى أن يعود به العمر ليتمتع ولو بالنظر إليها والقرب منها، سيدة تراها يرف قلبك وتندهش عيناك وتشعر بأنك الرجل الوحيد فى الدنيا وأنك الفارس المقدام وعنتر المنطقة.. إذا تحدثت معها أو نظرت إليك جعلتك تشعر أنك الوحيد الذى تتمنى أن يرتبط بها وتفعل هذا مع الجميع، وهذا ما جعل جميع أهل المنطقة يتصارعون لنيل رضاها والقرب منها بكل طريقة، سيدى إذا مشت امتدت الرقاب إليها، وقورة وحشمتها تزيدها جمالا وأصبحت عنوانا وأصبحت شرفا يفتخر به كل من يسكن بجوارها أو يراها أو تحدث إليها أو تحدثت عنه..سيدة طول عمرى أراها شابة وسألت من يكبرنى عنها عندما قررت القرب منها قالوا لى إنها هكذا كانت منذ أن عرفوها لم تتغير الوجه الجميل والطلعة البهية والضفيرة السوداء الطويلة والجسد الممشوق الفارع والاتزان والنقاء يتحدثون عنها باستمتاع وفخر، سيدة ما أجملها.. وحدث ماحدث وأكيد كانت هناك أسباب حملت هذه السيدة وظهرت علامات الحمل والسيدات عندنا عندما يحملن تتغير تقاطيع الوجه والجسد ويقل اهتمامهن بأنفسهن وتتأثر نسبة الجمال لديهن عكس ما أرى فى هولاندا فالسيدة أثناء الحمل تزداد جمالا ولأول مرة فى حياتى أرى سيدة حامل وفى نفس الوقت جميلة اندهش أهالى المنطقة وعجزوا عن الكلام فلم تكن هذه الجميلة يوما لرجل فالكل كان يشعر أنها له دون غيره وأنها حلم حياته كيف حدث ومن هو الأب ومتى.

ولكن سقطت الأقنعة وانكشف الزيف والخداع (وتذكرت برنامجا تليفزيونيا كان يستضيف نجوما وصفوه المجتمع وقدوة لشباب ولفتيات مخدوعات وكانت فكرة البرنامج تقوم على استفزاز الضيف أو النجم وصدمت عندما سقطت أقنعة المكياج عن النجوم فكان أحدهم يتلفظ بألفاظ خارجة والآخر ينفعل كأى بلطجى فى الشارع وشاهدنا نجمة الرقة والجمال وهى تخلع جزمتها وتقذف بها وشاهدنا نجمة أخرى وهى تشرشح كبائعة فجل فى سوق شعبة) وتعجبت وتيقنت بأن للغالبية وجهين أو أكثر وحدث هذا مع السيدة الجميلة فقد كان يأتى لها المهندس ليلا ويطرق بابها بصوت عال ليثبت للجيران أنه الأب الحقيقى وأحزن السيدة الجميلة تصرفات المهندس فقد كانت تنظر له باحترام عندما صمم لها البيت وكانت تعامله ببراءة وطيبة وكانت تنظر له كحام وأخ لها يقف معها فى وقت المحنة وثانى ليلة طرق الباب استأذها فى المدرسة يريد المقابل لخدماته فى تعليمها وصاح حتى سمع الجيران صياحه وحزنت السيدة، لذلك لم تكن تتوقع يوما أن أستاذ العلم يفعل هذا وجاء عامل المصنع ومعه السباك وفعلا وأرادا أن يأخذا أى شىء من السيدة ونزعا عنها جاكيت كانت ترتديه وازدادت دهشة وحزنا هذه السيدة فقد كانا هذا الشابان يتمنيان تراب قدميها ماذا حدث، وفى الليلة التالية جاء الأستاذ المحامى الوقور وبدأت بالشكوى له ولكنها فوجئت بأنه لايختلف كثيرا عن السباك والمعلم فقد طلب أتعابه لخدمات كان قد قدمها للسيدة منذ زمن وانزعجت السيدة عندما مد يده المحامى وانتزع قطعة من ملابسها كدليل بأنه هو الأب وبعدها بلحظات دخل رجل وبكت السيدة وكانت أول مره تبكى لأنها متأكدة أن من تبكى بين يديه هو موظف فاضل لا ينظر لمصلحته ويجعلها هى الحصن الآمن والرمز الباقى للعفة والطهارة والشهامة لم ينظر إلى جسدها المكشوف ولكن أيضا حدث ما لم تتوقعه السيدة فقد نزع الرجل آخر ماتبقى على جسد السيدة.. وبعدها دخل رجل وجدها عارية قدم لها الصمت وشارك به فى الجريمة....ارحموا هذه السيدة يرحمكم الله التى كانت ومازالت فخرا لكل رجل...استروا واحموا وحافظوا على هذه السيدة الجميلة...عزيزى هذه السيدة الجميلة هى مصر وهذا الرجل هو أنا وأنت وهو.

لتعود المياه لمواسيرها

كان الأسطى مصيلحى منهمكا فى حلاقة شعر الحاج أبو مجاهد ومابين الحين والحين يضرب بالمقص فى الهواء فيسمع له صوت كلحن من الغناء.. جرى أيه يامصلحى ماكنوش شعرتين على الجنبين اللى عامل عليهم الهيصه دى كلها.. أمال لو كان ليا شعر بجد كنت عملت أيه.. ياراجل أنجز أنا رقبتى انخلعت. عليلنا صوت التليفزيون شوية ياحاجة.. كانت نشرة الساعة التاسعة.. بدأت بإذاعة خبر سقوط قتلى وجرحى أمام مبنى التليفزيون.. قفز أبو مجاهد من على الكرسى وخلع الفوطة.. خلاص فكنا من ربطتك الغبرة دى يامصيلحى.. جلسوا جميعا يشاهدون وكأن على رؤوسهم الطير.. لم ينبس أحدهم بكلمة. قطعت أم مجاهد جدار الصمت.. هو جرى أيه..؟؟ رد مصيلحى.. ياحاج المسيحيين زعلانين أن فيه كنيسة كانت بتنبنى فى قرية فى أسوان ناس هدولهم فيها جدارين من أسبوع.. طيب وليه كده..!! لو فيه مشكله الحكومة ليه ماخلصتهاش.. أمال فايدتها أيه.. اللى بيحصل ده حرام..انتهت النشرة وهم غير مصدقين ما رأوا.. أرادت أم مجاهدة أن تغير الموضوع.. فقامت بتغيير القناة.

ظهر رجل دين مسيحى يقف خطيبا فى مجموعة كبيرة من المتظاهرين.. عضلات وجهه منقبضة ويقول بانفعال لن نقف مكتوفى الأيدى لحرق وهدم الكنائس.. قال أبو مجاهد لو ده حصل ماحدش يوافق على كده.. علا الصوت أكثر ومش هنسكت على خطف بناتنا.. وهنا قالت أم مجاهد بنات مين اللى اتخطفت ياحاج..!! وكأنه يرد على نفسه.. مش عارف..!! علا صوته وهو يقول.. دى بلدنا ومش هنرحل.. مش هنرحل.. قال أبو مجاهد ومين قاله يرحل..!! ماعندوش حق..!! وبانفعال شديد قال مش تحمدوا ربنا أننا استقبلناكم فى بلدنا أن ماكنتوش هتقعدوا باحترامكم ارحلوا من بلدنا.. تصاعدت الهتافات بالطول بالعرض أحنا أصحاب الأرض.. اتسعت عيون أبو مجاهد حتى كادت أن تخرج من مقلتيها.. مين دول اللى يرحلوا.. أنا مش فاهم حاجه..!!؟؟

تربع أبو مجاهد فوق الكنبة وهو فى حالة ذهول مما سمع ..!! قال مصيلحى الحلاق.. الكلام ده كتر ياحاج ولازم نحط له نهاية..؟؟ الحل موجود وسهل.. ظهرت على وجهه أبو مجاهد علامات الاهتمام.. ماتقول.. أنت هتنقطنا بالكلام.. حل أيه..؟؟

التيه أن أيه.. تيه أيه وأن أيه..؟؟ أنت بتخرف..!! لأ ياحاج.. ده تحليل سهل ورخيص وتاخد شهادة بنسبك وأصلك وفصلك.. ابن عمى برعى عمله السنة اللى فاتت وطلع أنه من نسل أخناتون ومن ساعتها وأغنية أنا من البلد دى بقت عنده زى الأفيونه.. ليل نهار مشغلها.. خمسين جنيه وتشترى دماغك.. والسرنجات فى الشنطة جاهزة.

فكر أبو مجاهد قليلا ووجده يشمر عن ساعده.. دخلت عليهم أم مجاهد.. أنت هتتبرع بالدم ولا أيه ياحاج.. دم أيه ياحاجه.. قربى يالا وشمرى دراعك.. هو فيه أيه..؟؟ بعدين.. يالا شمرى.. حاضر اللى تشوفه ياحاج..!!
عاد مجاهد كعادته متأخرا من الاجتماع للتحضير للانتخابات.. ولدهشته وجد أبويه مستيقظين عيونهما حمراء يجلسان متواجهين.. صامتين.. خير..!! شكلكم مش عاجبنى..فيه أيه..؟؟

أذن الفجر.. توضأ أبو مجاهد وجلس يقرأ القرآن.. جلست أم مجاهد بجانبه تستمع لتلاوته.. انتهزت فرصة سكوته للحظة.. أنت مش هتنام ياحاج.. ومين هيجيله نوم..!! رد مجاهد هى نتيجة الثانوية ياحاج..؟؟ يابا قوم نام.. نظر إليه بعيون باردة وهو يقول نقطنا بسكاتك وخليك فى اللى أنت فيه أحسن لك.. أغلق مجاهد باب غرفته وهو يبتسم.
قفز من الكنبة عندما سمع صوت الجرس.. فتح الباب.. مد رجل يده بظرفين.. مصيلحى بعتلك دول.. جاءت أم مجاهد وهى تفرك عينيها وأبو مجاهد يفتح الظرف الأول بيد مرتعشة.. وقف مذهولا.. طمنى ياحاج.. بلع ريقه وهو يقول.. طلعت من كوالالمبور.. لامبور..!! ودى فين ياحاج..؟؟ عندما فتح الظرف الثانى و قرأه زاغت نظرة عينيه.. فيه أيه ياحاج..؟؟ خلاص ياحاجه أدخلى نامى وماتشغليش بالك.. لأ.. لازم تعرفنى.. وهو يتحاشى النظر إليها.. طلعتى ياستى من بوركينا فاسو..!! فاسو..!! أيه الكلام ده..؟؟ الصراحة ياحاجة أنا طول عمرى شاكك فيكى.. لأ ماتقولشى كده ياحاج فاسو لأ فاسو لأ.. وانفجرت فى بكاء مرير.

خرج مجاهد مهرولا من غرفته.. فيه أيه تانى..؟؟ مافيش يابنى أمك زعلانة أنها طلعت من بوركينا فاسو.. فاسو أيه ياحاج..!! ماتقول كلام غير ده.. وأنت طلعت على كده منين.. طلعت من كولا لمبور.. نسى مجاهد بكاء أمه وأخذ يصفق بكلتا يديه وهو يقول قشطة ياحاج.. قشطة ياحاج.. أيه يامجاهد أنت انهبلت.. تصدق ياحاج.. شرطة عنيك لفوق دى دايما كنت حاسس أن وراها حاجة.. عموما لو سبوبة الانتخابات دى ماظبطتش نديها كولا لمبور.. وما أن سمعتهما أم مجاهد التى كانت قد هدأت قليلا حتى قالت تسافروا وتسيبونى فى بوركينا فاسو وانفجرت مرة أخرى فى البكاء.

ارتدى أبو مجاهد ملابسه وأخذ الظرف فى يده وهو يقول أنا رايح لعمك عجمى وكيل الأستاذ هديهد يرسينى على فولة الموضوع الأغبر ده.. وهو ينزل على السلالم شاهد جاره وصديقه جرجس وهو يتوارى مسرعا حاملا ظرفا فى يده..

الله هو أنت كمان حللت ياجرجس أفندى.. وعلى كده طلعت منين.. من نيقوسيا قالها وهو يبتعد.. عندما نزل أبو مجاهد إلى الشارع وجد جارهم شحاتة والظرف فى حجر جلبابه وهو يلطم وزوجته بجواره تبكى.. فيه أيه يا شحته..أخذ يردد.. طلعت من الصومال.. طلعت من الصومال.. دحنا بنشحت هنا أمال فى الصومال هنعمل أيه.. هنعمل أيه وواصل اللطم على وجهه.

نظر حوله وجد الحارة بكاملها مجتمعة وكل واحد منهم يحمل ظرفا فى يده.. كانت الأصوات متشابكة.. علا صوت أحدهم فجأة أحنا الظاهر أتنصب علينا يا أخوانا.. جاء آخر يجرى وهو يقول الحقوا.. مصيلحى هرب.. أخذت القرية كلها تجرى ناحية محطة القطار.
شاهدوا القطار منطلقا.. حاولوا اللحاق به دون جدوى..فجأة.. تعالى صوت الأذان وصوت أجراس الكنيسة فى آن واحد.. نظروا للأعلى.. كانت أحجار مئذنة المسجد وبرج الكنيسة تكاد أن تنطق وهى تطل بشموخ على أناس يبدون كدمى صغيرة واقفة فى ذهول تتطلع للأعلى بعيون زجاجية تبدو كمن تنظر إلى سراب.

الدقائق الأخيرة.. نهاية للكتاب الأخضر

لعلى لا أجد أفضل ما أبدأ به حديثى، لإثبات سخرية القدر من الحمقى ومخربى الأوطان، مما اختتم به معمر القذافى خطابه من طرابلس فبراير الماضى، حين توعد ملاحقة الثوار "وكان قد وصفهم بالجرذان" فى كل مكان، دار دار.. بيت بيت.. زنجة زنجة.. فرد فرد، حتى ثبت لنا العكس، وقتل فى زنجة وهو يشبه الجرذان!
بدون شك، تثبت الثورات أن السيناريو المتوقع للظلمة والطغاة ومخربى الأوطان إما الهروب أو التنحى أو القتل، هذا محض اعتقاد دنيوى.. أما عن الآخرة فالله كفيل بهم، انتهت قصة ملك ملوك أفريقيا كما كان يدعى فى مسقط رأسه ساقطاً على الأرض كما سقط بليبيا من أعلى إلى أسفل.. وطويت آخر صفحة من صفحات الكتاب الأخضر ومصطلحاته التى أطلقها ملطخة بدمائه كما أغرق الكثير من أبناء الوطن.. قاد ليبيا مدمراً للأركان السياسية فى المجتمع، ناهباً للبنية الاقتصادية بعقلة المنحرف وتمسكة بالسلطة، مخرباً للجانب الاجتماعى للأسرة والأم والطفل والمرأة والثقافة والفنون
ظل القذافى يثبت كل شىء عكس الطبيعة مردداً "لكل إنسان حدثان تاريخيان رئيسيان، ميلاده ووفاته، وما عدا ذلك لا يهم"، ونسى أن قيمة الإنسان ما يضيفه فى حياته من مولده إلى مماته، إن أجيالاً بكاملها ولدت ونشأت على أرض الوطن الليبى وهى لا تعرف غير الطاغية وكتابه الأخضر الذى وضعه كدستور للبلاد يجسد فكره المنحرف، ماذا فعل له التراب الليبى والشجر والحجر الذى حكمه منذ 42 عاماً وكم ارتكب من مجاز فى حق الإنسانية.

تبدو الحياة فقط وليست البقاء فى السلطة، هى أغلى ما يتمناه القذافى فى لحظاته الأخيرة.. إنها لحظة تاريخية لا ينساها البشر "نهاية الطغيان والدكتاتورية"، إن طبيعة القذافى العقلية هى التى زجت به إلى هذا الحد، اشتد الهجوم على سرت منذ أيام من قبل الثوار معلنيين السيطرة على سرت، فوجئوا بخروج عدد من السيارات من بينهم سيارات مفخخة، تولى حلف الناتو الضربات الأولى التى أصابت إحدى السيارات والتى خرج منها القذافى، مرتديا لباساً عسكرياً، وفى يده بندقيتان إحداهما ذهبية، والأخرى طويلة، هاجمه الثوار الذين ما إن اقتربوا منه حتى قال لهم إش فى "ماذا هناك" ثم مات بعدها إثر إصابتين فى الرأس والبطن، وفقا للمصدر الطبى الذى عاينه.
وقال آخر إن مرحلة حكم القذافى انتهت داخل سرداب أو ماسورة من أنابيب النهر الصناعى العظيم.. وبعد أن كان يقتل طلب منهم ألا يقتلوه، على أن أبرز ما كان بحوزة القذافى الحجاب أو الرقية، التى كانت معدة لحمايته على ما يبدو أو إبعاد الأعين عنه وعن مخبئة، وهل تمنع هذة الأشياء النيل ممن قتل أبناءهم وخرب وطنهم وانتهك عرضهم.

إن قصة الدقائق الأخيرة، هى لغز يظل: كيف قتل القذافى؟، بعد أن أكدت تقارير تليفزيونية أنه اعتقل وهو على قيد الحياة، بل وكان يمشى على قدميه بمساعد الثوار؛ فهل انتحر؟ بما أنه كان يحمل سلاحاً بيده؟ أم نزف حتى الموت، كما تروج بعض الروايات؟ أم أن الثوار أجهزوا عليه، كما يرجح آخرون؟.

إن قصة الدقائق الأخيرة، هى بداية لقصة مستقبل ليبيا، نستطيع أن نقول إن ليبيا تحررت، كما تحررت تونس ومصر، وأن بداية مرحلة جديدة فى تاريخ ليبيا، مرحلة مليئة بالتحديات والصعوبات فقوى الشر التى تتربص بالمتحررين كثيرة، بعضها ظاهر وبعضها الآخر غير ظاهر، تحملت الشعوب الكثير والكثير من حكامها على مدار سنوات سالفة، وضحت بما هو غال ونفيس، فمن أجل البناء علينا هدم الخلافات وتوحيد الصف ولم الشمل والتكاتف الوطنى الشامل من أجل بناء بلادنا وتحقيق طموحاتنا فى الحرية وبناء نظام ديمقراطى يعبر عن إرادتنا الحرة.

الدقائق الأخيرة فى مشهد قتل القذافى ليس عدلاً.. فالموت ترف لم يستحقة القذافى! نتمنى أن تحدث طفرات تغير من ثقافات الشعوب ويسقط قانون الغابات ونبتعد عن همجية الانتقام خوفا من أن يكون هذا هو الفكر ولغة الحوار، ولكن ماذا كنا نتصور مصير من أفسد وخرب وقتل وذبح واغتصب!

الدقائق الأخيرة لسقوط الأنظمة بهذا الشكل ما هى إلا رسالة تعلو فى سماء الحرية وأن هناك معادلة لا ينبغى تجاهل طرفيها، الحاكم والرعية فى إطار الوطن، فالحاكم الذى يضع مصلحته فوق مصلحة الوطن، ولا يعمل على توفير الأمن والرخاء لشعبه، والذى لا يتورع عن تهديد أمن واستقرار وطنه بالمغامرات غير المسئولة لا بد أن يواجه مصير القذافى، والمخلوع المصرى، والهارب التونسى، وهكذا يصنع الله نهايات الطغاة وينكسهم ليكون آية كما فعل بفرعون، "فاليوم ننجيك ببدنك لتكون لمن خلفك آية وإن كثيرا من الناس عن آياتنا لغافلون، وما يعتبر إلا أولى الأبصار".
الدقائق الأخيرة لمقتل القذافى رسالة من صحراء ليبيا تثبت أن إرادة الشعوب هى الأقوى والأقدر بالنصر فى كل مكان، وتنقل رسالة على مرأى ومسمع من العالم إلى طغاة اليمن وسوريا.. أليس فيكم رجل رشيد.
وبنهاية الكتاب الأخضر ونهاية القذافى.. على ليبيا الآن أن تطوى صفحة من تاريخها وتعتنق مستقبلًا ديمقراطيًا جديدًا.

حبيبتى مصر

ابتسمى يا مصر فالغضب ليس من شيمك.. والحقد والكره ليس من أهلك.. وخيوط الحزن التى زخرفتى بها ليست صناعتك.. وجناح الغدر الذى يسعون إليه لن يطالك.. لأنك النور فى بهائك والشمس فى إشراقك والورود المعطرة هى صفاتك.. فالتفرقة لن تطرق بابك وكلمة الضياع لن تستسلم إلا لقدرتك.. فعرضك مصان.. وشعبك بعيد عن الذل والهوان.. ولو شرحت أحوالك لطال الشرح من غدر هؤلاء الأقزام والغلمان.. تعبك وعذابك لن يشعر به إلا من ذاق مرارة الحرمان.

همتك قوية.. وشعبك ثورته حقيقية لن نسمح للحاقدين والمخططين بمس هيبتك الأبية.. فنحن ببصيرتنا الثاقبة سنضربهم ضربة قاضية.. لن نسمح لهم بتفرقة مسلم عن قبطى.. واصطيادنا بالهوية.. فنحن أهل الأزمات وماءنا متحرك ليس به سكنات.. سنحنى ظهورنا ونلوى أعناقنا لتستقيم بنا الهامات.. ونسمو بقدرنا وعزتنا لنكون قدوة لهؤلاء الغزاة.. ستفشل محاولاتكم أيها الطغاة.. يدا بيد معا فى الحرب والسلم وحب الرب.
وبأوقات الجد.. لن تفرقنا كلماتكم ولن تخذلنا ادعاءاتكم ولن تهزنا أعمالكم.. فنحن لها جبين ناصع.. عن الحق مدافع. وبالمرصاد للغدر واقف.. طالما تسلقنا الشواهق فسنسخر من المآسى لأنها أصبحت من الواقع.. إنجازاتنا ستتكلم عنا ومحمد وعيسى هم عظمتنا وشرفنا وعشقنا.

اطمئنى يا مصر لن نفقد شجاعتنا ولن نتخلى عن حل مشاكلنا لأن همك هو همنا وحبك هو ذاتنا
وتلوين حياتنا.. ورفع راياتك واسمك العالى هو أولوياتنا

إن غضبت اليوم على يومك هذا.. بالصبر القليل سينقلب غدك إلى فيض من الأمل المشرق المنير.. اليوم نتعاهد معا مسلما وقبطيا وسنطوى ما جرى وننسى أنه أصبح وكان.. فالأمس مضى لن نعتب ونلوم عليه حتى لا يتعثر حالنا.. لن أتلهى بأحزانى الصغيرة لأن ضوءا ساطعا سينفرج بدمى وسأنقلب إلى نمرا به أتحدى كل متسلل غاصب حقير.

شعبك لن ينكسر ولن يتخبط بأوهام فاشلة.. صنعها ضعاف نفوس وبها يتموا الكثير.
ارفعى هامتك واعتزى بنفسك لأن اسمك هو المنير.. أحرفك هى منبع قوتك بها تتوقف القلوب مهابة.. وتهرع الأعداء راحلة معتذرة لأنها لم تلغ ولو سطرا من تاريخ عرشك الأمين ولا نور الهلال والصليب.

قولى لهم يا مصر.. اسمعوا نصيحتى.. لن تستطيعوا أن تفرقوا مسلما عن مسيحى.. معا تربينا وبمدرسة واحدة تعلمنا وابتسامة عريضة على شفاهنا رسمنا.. وللأحزان والآهات تصدرنا ومعا على رغيف العيش انتظرنا.. ويدا بيد على الوفاء تعاهدنا.. لن نبيع وفاءنا وقسمنا لغادر كان بالأمس عدوا لنا.. معا نعشقك يا مصر ونعشق ترابك الذى امتزج بدمائنا فى أراضى سيناء ونحن نردد نشيدك.

فداك دمى وروحى وجسدى يا من كنت مسكنا وسكينة لآلامى وهمى.. فأنت الأمان والحب لكل عربى.. يا بدرا يتلألأ رغم كل الشهب.. سأكتب على جبين المجد عنوانا.. من لم يعشق مصر ليس إنسانا.



اللى فاهم... يلحقنا

بعد انقطاع عن الكتابة دام لفترة طويلة قررت - إن سمحت لى بأخذ هذا القرار - أن أعود للكتابة من جديد وأسمح لى أيضا أن أوضح لك السبب الجهنمى فى اتخاذ القرارين...

كنت قد اتخذت قرارا بعدم الكتابة لأنى شعرت أنى لا أفهم أى شىء فى كل الأحداث التى تدور من حولى، لذا قررت أن ألتزم الصمت حتى أستطيع الفهم، ولكنى اندهشت لمرور الأيام دون أى جديد، واكتشفت أن حالة اللافهم تسيطر على، وما زاد دهشتى حقا أن الدائرة قد اتسعت وشملت غالبية الشعب المصرى إن لم يكن الشعب بأكمله. وأخذت قرار العودة من جديد لأن حالة اللافهم ستستمر لفترة أخرى فأصبح السكوت عجزا وعلى أمل أن يكمل كلمنا الآخر ونفهم سويا.

فلا يمكن على الأقل أن تجد سياسيا محنكا يعلم إلى أين تسير مصر؟ وهل نسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية التى نحلم بها أم لا؟ أو حتى يستطيع أن يتنبأ بمستقبل مصر السياسى، بل إنه يطرح وجهات نظره وفقا لأمنيات وأحلام خاصة، فمنذ تنحى الرئيس السابق مبارك تجدنا ندخل فى مشاكل لا حصر لها وحينما نتمكن من الخروج منها سرعان ما ندخل غيرها، وغالبا ما يكون بكامل إرادتنا، ولكن حينما تحلل الوضع، وتحاول الحصول على نتيجة بعينها تجد الفشل حليفك بقوة، فعلى سبيل المثال لا الحصر (أحداث ماسبيرو الأخيرة) ستجد نفسك مشتت بطريقة لم تحدث لك من قبل فإن حاولت تحليل موقف الجيش ستجد نفسك تدافع عن هذا الجيش الذى اختار الشعب منذ اللحظة الأولى، وقرر الدفاع عنه ورفض استخدام العنف مع الشعب طيلة الفترة السابقة بما يجعله بعيد تماما وكليا عن الإدانة، ومن جانب آخر تجد نفسك تدينه نظرا لانتشار الفيديوهات على الـ YouTube وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى والتى من المؤكد أنك شاهدتها.

وعلى صعيد آخر تجد نفسك تدافع عن الأقباط نظرا لحقهم فى حرية ممارسة عقيدتهم بحرية تامة وبأمان كما أنهم لما يعتادوا ممارسة العنف مطلقا طيلة الفترة السابقة وفى الوقت ذاته تجد نفسك تدينهم وبشدة بعد رؤية بعض الفيديوهات التى تنتشر على المواقع ذاتها، ولكن فى نهاية الأمر وبعد حالة التشتت تجد نفسك فى النهاية تترحم على قتلى (ضحايا) من الطرفين لا ذنب لهم بأى شىء، ولكن دائما هناك نقطة مضيئة تجعلك تشعر أنك إنسان ولديك عقل يميزك عن الحيوانات فإذا حاولت - دون بذل أى مجهود - فهم أداء حكومتك فلن تجد شخص واحد يختلف معك مطلقا أن أداء الحكومة سلبى تماما، لدرجة تشعرك أنهم ليسوا موجدين من الأساس.

وبطريقة تشعرك أنها حكومة تسيرها الأعمال والأحداث وليست حكومة تسيير الأعمال، كما أنهم يسيرون على نهج الحكومات القديمة فلا تجد أى تأثير واضح أو ملموس لهم منذ تولى الوزارة أو قرارات حتى ولو كانت بسيطة قد اتخذت ونفذت، مما يضفى على الموضوع إحساسا بأنهم قد تولوا المهمة وحلفوا اليمين فقط كى لا تصبح الكراسى خالية من السادة الوزراء حتى يأتى الرئيس القادم بالسلامة.

كما أن الشعب نفسه غير مفهوم هو الآخر فقد تحول بقدرة قادر إلى حزمة من الرؤساء الذين يتخذون القرارات الصائبة وحزمة أخرى من الضباط الذين يطبقون العدالة، من منظورهم الشخصى قطعا، بأنفسهم دون الرجوع لأحد وحزمة ثالثة تحولت لفقهاء فى الدين والذين قرروا محاسبة البعض حسب نيته، وكأنهم يعلمون النيات والحكم على درجة تدين الأخرين وقد يصل الأمر إلى حد التكفير!

وأخيرا حزمة من البلطجية الذين تفشوا فى البلد مثل الوباء ولا يجدون من يوقفهم، الأمر الذى يدفعك فى النهاية إلى إعادة الطلب من جديد.... اللى فاهم يلحقنا.


ربما نقص الطغاة اليوم واحداً

"فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ. إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ".. صدق الله العظيم. سبحان المعز المذل المتفرد بالكمال والعظمة والجبروت «مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِى الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَن تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَن تَشَاءُ بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَىءٍ قَدِيرٌ«.

هذا انتقام الله من كل مستبد وطاغية من الرؤساء العرب الذين ظلموا واستبدوا وتجبروا.. «فَكُلا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ«.

لقد طويت صفحة القذافى كما طويت من قبلها صفحات كثير من الطغاة الذين مروا على مدار التاريخ لقد طويت صفحة هامة من تاريخ ليبيا بموت الطاغية القذافى، بعد كل هذا لا بد لنا من وقفة قصيرة نقرر بها جملة من المواقف المبدئية، والمشاعر الشخصية، التى تداعت إثر عملية موت القذافى أو قتله.
أنا لم أكن سعيدا بموت القذافى بهذه الصورة ولا يساء الفهم وهذه سمة واضحة فى حوارات هذه الأيام، إن مصدر الحزن ينبع من قراءة استراتيجية وأخلاقية للحدث، إن المحزن وبشدة هى تلك الروح المتشفية التى بدت على بعض الثوار الذين لم يراعوا حرمة مشهد الموت وقداسته بغض النظر عن الميت.. طيبا كان أم شريرا.. خيرا كان أم فاسدا.. عالما أو جاهلا.. طاغيا أم ثائرا .. ولا أعتقد أن هناك إنسانا عاقلا بإمكانه التشكيك بدكتاتورية القذافى لكن يبقى من حقنا كبشر متحضرين أن نعترض على الطريقة التى قتل بها والطريقة المشينة التى تم التعامل بها مع جثته وبشكل لا يمت للإنسانية بصلة فمعاملة الثوار للقذافى لا يختلف كثيرا عن معاملته هو لهم لا بل قد يكون أشد وأقسى من جانب الثوار.

لقد شاهدت الفضائيات وتابعت الأنباء المتضاربة والمتناقضة إلا أنه بالمجمل أصبحت لدينا قناعة كاملة بأن القذافى تم القبض عليه وهو حى يرزق وبكامل صحته، كما قال أحد أعضاء المجلس الانتقالى، ونقل لمكان ما وعذب وضرب وهذا واضح من خلال الدماء التى ملأت وجهه وتمت بعد ذلك تصفيته بطلقة فى الرأس وأخرى فى البطن على يد الـثوار.

لقد أظهرت القنوات الفضائية الإخبارية صور القذافى وهو ممدد على الأرض وأحذية الثوار على رأسه والبعض منهم أخذ ينتزع من جثة القذافى ملابسه ويقلبه يمينا ويسارا وتناسى هؤلاء المتأسلمون بأن للموت حرمة بغض النظر عمن يكون صاحب الجسد أن كان مجرما أو غير ذلك، وهذا يعطينا انطباعا لا يقبل الشك بأن عملية التغيير التى تمت فى ليبيا هى مجرد تغيير بالأشخاص والأسماء، على اعتبار أن أسلوب الانتقام والقتل مازال راسخا فى سيكلوجية الفرد الليبى والعربى أيضا، فنحن اليوم بحاجة لثورة حقيقية تنبع من داخلنا تساهم فى تغيير ثقافتنا المليئة بالعنف الموروث.

الليبيون لا يستحقون أن يحكموا كبديل عن نظام القذافى لأنهم الوجه الثانى من العملة القذافية، والتى تدين بمبدأ العنف وإلغاء سيادة القانون، إذ كان الأجدر بثوار ليبيا أن يحفظوا حياة القذافى ويقدموه لمحاكمة عادلة وشفافة تهىء فيها كل الظروف التى من شانها أن تبين جرائمه وليقتص منه القضاء والقانون، حتى يضربوا مثلا حيا لبداية بناء دولة القانون ودولة المواطنة كما فعلنا مع الرئيس السابق مبارك، لكنهم بهذه الطريقة التى قتلوا فيها القذافى أعلنوا فشلهم ببناء هذه الدولة لا بل عبروا عن همجيتهم واستخفافهم بالقانون وبالإنسان.

إن الدول لا تبنى بالحقد ولا تدار بالضغينة والتشفى فى الجثث وإهانتها والمجتمعات لا تستقيم بالانتقام والثأر والعدالة لا تتحقق بالشماتة فى رجل سجين لا شك أن الموت من أعظم ما يقع بالإنسان من الابتلاء له وعند المصائب يجب الاعتبار والاتعاظ وبعيدا عن الشماتة حيث الشماتة لا تليق بأخلاقنا، والرحمة الإنسانيّة تحمل على الحزن بل والبكاء مهما كانت معاملة الميت، لقد قام النبى ـ صلّى الله عليه وسلم ـ لجنازة، ولما قيل له: إنها ليهودى قال:" أليست نفسا؟" رواه البخارى ومسلم.

ألا نستحق الثورة؟

إنه بالفعل السؤال الذى يراود الكثير من الشعب المصرى، لأنه بالفعل ثورة الخامس والعشرون من يناير لم تكن حلما يخطر على بال الكثير من أفراد الشعب المصرى، لأنه يعلم بأن جهاز الأمن فى الدولة جهاز قوى لا يعرف الرحمة فى تعاملاته مع أفراد الشعب، إلا أنه وجده ينهار فى عدة ساعات كيف تم ذلك؟ فالأيام القادمة سوف تجيب على هذا السؤال، فضلا على أنه لم يخطر فى بال أى فرد أن يرى أغلب رءوس النظام السابق خلف القضبان، كيف تم ذلك فإن قدرة الله فوق قدرتنا البشرية المحدودة، لأننا نرى ولكن الله بصير بالعباد.

وعلى أى حال كل مراحل الثورة تكاد توصلنا إلى نتيجة واحدة وهى أن الله هو صاحب الفضل الأول والأخير فى إلقاء الرعب فى قلوب النظام السابق، مما جعلهم يخافون من أفراد عزل بالرغم مما يمتلكه النظام السابق من عداد، وذلك حتى تتحقق مشيئة الله فى مصر وتكون لنا عبرة وفرصة للتغيير إلى الأفضل، إلا أن ما من أحد يتتبع الأحداث إلا أن يرى بأن سلوك الشعب المصرى فى النعمة الكبيرة الممنوحة إليه من الله لم يقم بالشكر عليها، بل إنه استمر يسير على ما هو عليه، حيث تغلبت مصلحته الشخصية عن مصلحة الوطن، وأصبحت فرصة لا تعوض من كان لا يملك الآن، ولا يهمه باقى الشعب بأن يملك مثله والكلام كثير، والإفصاح عنه سيجعل من يقرأ المقالة يمل وهو ما لا أريده، فضلا على التقسيمات الكبيرة فى المجتمع المصرى حتى إنه يصعب مع الأمر لم شمل المصريين وهو الأمر الهام الذى تسترد الدولة هيبتها مرة أخرى ويشعر المواطن البسيط بأمن وعدالة اجتماعية حقيقية.

خلاصة القول إن عقلية أغلب أفراد الشعب لم تستوعب قيمة الثورة المجيدة التى منحها الله لنا وتعاملوا معها بقدر ضيل من العقل تغلبت عيه المصلحة الشخصية على المصلحة العامة مما يتوقع معه عواقب يتحملها أفراد الشعب لفترة زمنية نتمنى ألا تتطول، ولذا فإنه ينبغى أن نشكر المنعم على النعمة بسلوك أكثر رشدا مما نحن عليه وللحديث بقية إن كان فى العمر بقيه.

معذرة إننى لم أجب على السؤال المطروح لأننى أرى أن إجابتى على السؤال ستكون حجرا على رأى من يقرأ المقالة، ولذا أترك لكل من يقرأ المقالة أن يسأل نفسه ويجيب عليها ولله الأمر من قبل ومن بعد.

وقف الحال.. له رجال

أليست "مفارقة" أن تكون الشمس فى السماء ساطعة ويوجد من يسعون "للظلام" فى كل مكان ليتسرب ألينا "اليأس" لنرى الحلم يشارف على الذوبان!..

تلك "قراءة" لأحوال أمة تاقت إلى النور وقد "حيل" بينها وبين أمانيها أزمان!، لقد "خرج" مبارك حزينا مقهورا مُشيعا باللعنات ورغم ذلك "هناك" من يتظاهرون "بالأجر" لأجله من فصيل "أولاد مبارك" الممولين من "فلول" تسير فى فلك الشيطان!.

"المثير"أن "مبارك" وأولاده فى السجن أما أولاده الصناعيين فقد تم شراؤهم بالمال كالمماليك لبث الفتنة فى ثرى مصر لأجل عودة ما كان!.. كل "الأمانى ممكنة" لو وجد من لا يُثبط عزم الرجال، وقد كثر رواج "مطاريد" الأمس، وقد ظنوا أن خلو الساحة قد يسمح برواج للإفك الممول من الأعداء لأجل جعل الحرية فى مصر صعبة المنال.

فى كل طريق يوجد "حجر عثرة" ولابد أن يوضع حدا لأجل اجتياز تلك العثرات وكفى ما مضى من كوارث وويلات!.. غاب الساسة "وكثر الأدعياء" لتتحول مصر إلى سيرك كبير وسط رواج للحواة وندرة لبارقة أمل "تُنقذها" من تلك الملهاة!.

الشعب الذى خرج للتحرير "يوما" لم يحركه إلا الألم ومرارة الأحزان ومازال "ينزف" ألما وقلقاً وسط "رواج" كثيف لما يؤرق الوجدان!. وقف الحال له إذا رجال تنحسر عنهم أخلاق الرجال، ولابد من عَز الرجال لدحر "كيد" الماكرين من"أشباه" الرجال وصولا إلى تحقيق ما يرجى من إصلاح وإلا سوف ينتهى الغليان إلى فوضى، وقد يعود مجدداً عهد الطغيان.



"أنا ثور فرعون"

أنا ثور فَرعون هايج مجنون
جرحونى وعصروا علىَّ لَمون
فكونى ورشوا فى عينى صابون
وأنا ثور متغمى بقالى قرون وطلع لى قرون
مربوط فى طاحونة وأنا المطحون
لأنا قادر أطبق فيها قانون
ولا قادر أطاطى وأعيش مدفون
مانا ثور فَرعون
ملعون الزمن اللى عَمَانى وبقيت مغمور
وتغور العيشة اللى تخلى المالك مجبور والتاج طرطور
صراصير الأرض بتـتــنطـط على ظهر نمور
وتغور العيشة اللى تخلى المارد مذعـور واعى ومخمور
وزباين إبليس بالجزمة واقفين فى الزور
يتلم المحصول وأتعاير بالأرض البور
أنا ثور مقهور.. نط من السور آم لفحه النور
ماعرفشى الكحك من البيتى فور
ماعرفشى العُـرف من الدُستور

على طول معذور حمَّـال وصبور
أغفر وأنا عارف بالمستور
وألزَّق فى البيض المكسور
وألِّم الدور وف لحظة أثور
الاقينى لسان وبيان وساطور
ولا ميت ميتادور (مصارع الثيران)
يقدر يصارعنى وأنا المنصور
مِن إمتى الحق يصارعه الزور؟
أنا ثور مغرور

أنا ثور معلوف
بضمير وثقافة أدب وقطوف
حَطوا لى عليقِـت كدب وخوف
حكمونى وهُمَّا علىَّ ضيوف
غَمُّونى وقالوا سلامة الشوف
غَمُّونى بكدب وزيف مكشوف
لا حيا ولا كسوف
بصيت فى مرايتى لاقيت حلُّوف
لأنا عارف مُنكر من معروف
ولا عارف خرطوش من مولوتوف
بايت زهقان صابح مأروف
بوعود وقرار وكلام ملفوف
وكأن الطبخة الجاية خروف
الدعوة تروح لحيتان وجلوف
فين التنتوف؟
اسمك محذوف
وحروف بتنط وتمحى حروف
أنا ثور مخسوف

أنا ثور نطاح بمزاج مداح
أنا كف صنايعى وفاس فلاح
أنا نبت الطين أنا حَـبْ لقاح
حدفتنى رياح
حطيت على أرض قانون إصلاح
جُم رشقوا فى قلبى سهام ورماح
أنا ثور مجروح بسبع ترواح
أنا جن مصوَّر مش بارتاح
كان عهد وراح وكابوس وانزاح
مش حاحلم تانى وأطير بجناح
ولا حارحَم مجرم ولا سفاح
أنا ثور نطاح

فكيت من حلمى لاقيتنى باثور
وشجاع وجسور
بصيت فى مرايتى لاقيت ديناصور
بيهد السور بيلم النور ومانيش مبهور

أمسح فى مرايتى ألاقى طيور والفن سما والعلم بحور
أمسح فى مرايتى ألاقى فُـطور من بعد سنين مذلول فى طابور
وألاقى شعور مافيهوش أنانية وظلم وجور
وألاقى الساقية جابولها ماتور
أترحم على عبد المأمور
أمسح فى مرايتى ألاقى بذور
بترعرع وبتلحم فى جذور تنشر فى عطور
وترجع لى العمر المبتور
تكتب لى سطور من غير محذور
أمسح فى مرايتى ألاقى أُمور!

أسأل فى الخلق وألِّـف وأدور
باللاهى عليك كان فيه هنا ثو !!؟


عالجوا المرض وليس العرض

تفاءلنا خيراً أثناء ثورة 25 يناير، عندما ظهرت وتجلت مظاهر التوافق والتلاحم والتضافر بين عنصرى الأمة المسلم والمسيحى.. يد الله كانت مع الجماعة عندما رفعنا شعار "مسلم ومسيحى يد واحدة"، ورددناها من قلوبنا.. أسقطنا نظاماً فاسداً
ظل قابعاً على صدورنا وظهورنا بفساده وظلمه لعقود كثيرة.. انتصرنا لأننا تمسكنا بهدف واحد وفكر واحد مجتمعين على قلب رجل واحد.. روح التوحد التى جمعت عنصرى الأمة فى جسد واحد، أشعرتنا أن عهداً قديماً قد زال وعهداً جديداً قد بدا، ولكن ما بدا لنا بعد ذلك على العكس تماماً فلماذا؟

هناك عدة أسباب:
1- موروث الخلاف الدينى والفكرى متراكم وثقيل استمر تراكمه لعقود كثيرة
2- استقبال عقولنا لأفكار دينية متطرفة تبث عبر قنوات غير شرعية من دعاة متطرفين تحض على نبذ الآخر وكرهه، وعدم تقبله فى المجتمع
3- التخطيط المستمر والسياسات الخاطئة لزرع بذور الفتن كانت من أولويات أعمال النظام البائد، لتدب الخلافات بين أفراد الشعب لإلهائه وانشغاله حتى يفعل النظام ما يريد من خطط التوريث ونهب الثروات فى غياب وعى الشعب
4- اختفاء وتقزيم دور الأزهر الشريف والكنيسة أمام عمالقة الفضائيات المشبوهة التى تبث سموم الفتن والتطرف لتصيب الجسد المصرى وتضعفه.

كل هذه الأسباب جعلت أحداث ومظاهر الفتن تتكرر وتشتعل من حين لآخر، وفى أماكن مختلفة على أرض مصر حتى بعد الثورة.. رواسب وشوائب التطرف الفكرى والعقائدى الذى بث فى العقول لا يمكن إذابتها بسهولة.. نكذب على أنفسنا عندما نقول إن أصابع خفية خارجية أو داخلية أو فلول نظام سابق هى السبب الرئيسى تعبث وتريدها ناراً مؤججة.

حتى ولو كان هذا صحيحاً فإن الأرض ممهدة لذلك، والعقول مهيأة ومستعدة لتقبل لأى فكر يؤدى لإشعال النار.. والحاصل أننا نتوارى خلف ستائر تحجبنا عن الواقع الأليم، ونلتف حول الأسباب الزائفة وندفن رؤسنا فى الرمال.. ندير وجوهنا عن الحقيقة بمرها الذى ذقناه ونعرف طعمه جيداً.. ونعالج العرض بأقراص الشعارات والتصريحات والكلمات المهدئة المسكنة التى ما يلبث أن ينتهى مفعولها حتى تعود الآلام أشد وأنكى.. علينا إذن مواجهة المرض أياً كانت مراحله.. نحتاج الآن لحكماء الأمة للوقوف أمام هذا التيار العرم الذى لو استمر سيأخذنا إلى مستقبل مجهول، نحتاج لرجال مخلصين لهذا الوطن لإعادة زرع بذور المحبة ونبذ الخلاف.. يجب إذابة جلطات الفتن التى سدت شرايين الأمة، عن طريق تكوين خلايا تنويرية يشترك فيها رجال الدين والتعليم والإعلام من الجانبين تحمل مشاعل الفكر السليم ومبادىء الدين الصحيح، وتجمع شتات الأمة.. فشجرة الفتنة الخبيثة التى زرعت على أرض مصر الطيبة يجب أن تجتث من جذورها التى تعمقت فى باطن الأرض.. علينا أن نبدأ بداية سليمة وحقيقية تشفى جسد الأمة لتستعيد عافيتها حتى ولو كان ذلك على المدى الطويل لتعود يد الله معنا.. ونعبر إلى المستقبل الذى نحلم به جميعاً.

البلطجية اشتكوا من كتر مراسيلى

مع الاعتذار لأهل المغنى على تدخلى فى شئونهم وتلاعبى فى كلمات أغنياتهم ليكون مقالى خفيفاً متوافقاً مع الموقف الحالى، نعم مع سبق الإصرار: البلطجية اشتكوا من كتر مراسيلى روح يا سهر والنبى عا المجلس الحلو مسيلى.

يا مجلسنا العسكرى الموقر أرسلنا لك الكثير من المسجات نطلب حمايتنا من الفتوات الذين يسمونهم حسب الموضة فى هذه الأوقات البلطجية أو العصابات ومن فجورهم وجبروتهم وافترائهم عكسوا الحكاية، فضربونا وبكوا وسبقونا واشتكوا قال إيه تبجحا وصلفا:بحجة الخوف على الحريات
ومن كتر ما شكينا هددونا بالمسيرات لا استبعد مسيرة مليونية للبلطجية تطالب بحق مص الدماء واستباحة المحرمات، فلا أمان خوفا على أنفسنا والحريم والبنات
تسائلنى من أنت؟..
وهل لشعب مثلى على حاله نُكرُ
أنا الشعب أنا الشعب لا أعرف المستحيل ولا أرتضى با لأمان بديل
يا مجلسنا العسكرى
النوم ودع مقلتى
والليل ردد أنت خوفا على ثورتى وسلب الحريات..

يا مجلسنا العسكر نار قانون الطوارئ ولا جنة فيها البلطجية وحدانا وزرافات
يا خائفين على الديموقراطية والحريات
الفوضى ستهدم ما بنينا وما هو آت
والسلام على من اتبع الهدى وحكم العقل إذا حُسنت المقاصد والنيات
آواه يا ليل طال بى سهرى
وسائلتنى النجوم عن خبرى
ما زلت فى حيرتى أسامرها
حتى سرت فيك نسمة السحر
وأنا أسبح فى دنيا تراءت لعيونى
قصة اقرأ فيها صفحات من خوفى وشجونى
بين ماضى لم يدع لى غير رعب وجنون
عن خيالى لا يغيب
وأمانى صورت لى فى غدى
دنيا أكثر بياضاً من اللبن الحليب
أوقفوا البلطجية عند حدهم
بقانون طوارئ أو قانون العيب لمدة محددة وليس فى ذلك عيب.
فعلى رأى جوليا بطرس
أنا خوفى على ولادى من ظلم الأيام
على أرضى على بلادى
خوفى على الأحلام
ما بعرف إحنا لوين راح نوصل بكرة لوين
لا بتنام العين ولا القلب بينام
أنا خوفى على أرضى على بلادى خوفى على الأحلام وعلى من حكم العقل واتبع الهدى السلام


لا تأخذكم بهم رحمة

أخيراً تحقق حلمى الذى طالما انتظرت تحقيقه على أرض الواقع ودعوت الله عز وجل أن أعيش حتى أعاصر وألمس تفسيره.. أشكرك وأحمدك يا رب..

أخيراً وبعد حالة الصمت الرهيب والسكوت المؤسف والمخزى غير المبرر الذى دام طويلاً، خرجت بعض القنوات الفضائية عن صمتها وبدأت بالأدلة والحجج الموثقة فى فضح ألاعيب وأخطاء بعض الإعلاميين والكتاب العلمانيين الفادحة التى كثيراً ما بثوها ونشروها من خلال وسائل الإعلام المختلفة وتقاضوا نظيرها مبالغ طائلة لإغرائهم للاستمرار فى السير فى نفس الاتجاه المضلل!.

تلك الأخطاء والمغالطات والتجاوزات والانحرافات المسيئة للإسلام قرآنا وسنة وإجماعاً وصحابة ورموزا وعلماء أَجلّاء تم التعدى عليهم وهوجموا بشراسة كما تم الافتراء عليهم وإلصاق الاتهامات الجزافية المعيبة بهم دون وجه حق بهدف تضليل الناس ليشكّوا فى كل شيء حتى الثوابت التى لا تحتمل تأويلاً أو تغييرا!.

من بين هذه القنوات التى انبهرتُ بأدائها الموضوعى المحترم فى هذا الشأن، قناة الناس وقناة الرحمة وذلك لاعتماد مقدمى وضيوف هذه البرامج المعنية بهذا الأمر على الرد على هؤلاء الإعلاميين المضللين بالأدلة والبراهين الموثوق فى مصادرها إلى جانب تحليهم بالأدب والاحترام والحكمة والهدوء الشديد عند النقد والرد دون سب وقذف أو اتهام أحد دون استحقاق، الأمر الذى يساعد الكثيرين من المخدوعين المتابعين لهؤلاء الإعلاميين والمعجبين بفكرهم الضال على معرفة حقيقة توجههم عن طريق عرض هذه البرامج لبعض ما قالوه قديما وحديثاً بالصوت والصورة بالإضافة إلى عرض بعض سطور من مقالاتهم وكتبهم لرسم صورة وملامح واضحة لهذه الشخصيات دون زيادة أو نقصان أو افتراء.

وكان لبرنامج الملف الذى يقدمه "مُلهَم العيسوى" على قناة الرحمة، وبرنامج "مصر الجديدة" الذى يقدمه الداعية "خالد عبدالله" على قناة الناس السبق فى ذلك جزاهما الله خيراً وبارك فى القائمين على هاتين القناتين اللتين لم تسلما منذ نشأتهما من هجوم العلمانيين وأمثالهم.

أتمنى أن تحذو كل القنوات المحترمة ذات الأهداف السامية المستنيرة حذو هاتين القناتين وتعين المشاهدين على معرفة الحقائق وتصحيح كل الأخطاء التى يعتبر تركها دون تصويب مصيبة وكارثة لأن هؤلاء المتجاوزين ازدادوا تجاوزاً وخطأ لعدم التصدى لهم وتركهم طويلاً دون أى محاسبة أو فضح مما أعطاهم إيحاء بأنهم يحسنون صنعاً ويسيرون على النهج السليم من وجهة نظرهم!.

أناشد كل من يقرأ أو يستمع لهؤلاء ولو من باب الفضول أن يعملوا عقولهم ولا يصدقوا كلامهم إلا بعد طول بحث عن حقيقة ما يقولون، وحبذا لو قاطعتوهم لكان أفضل.

أنا كنت عارفة

أنا كنت عارفة إنك مجرد حلم هيعدى وينتهى
شفت النهاية قبل الحكاية ما تبتدى

أنا كنت عارفة

بس من حقى أعيش حلمى وأتمنى يصبح حقيقة
حتى لو عارفة إنه كدبة هتنتهى قبل الحكاية ما تبتدى

أنا كنت عارفة

كنت عارفة إنه كدبة وصدقتها
إنه لحظة هتمر أيوة عارفة وعشتها
كنت بخدع نفسى وأتحمل

أكدب على نفسى وأقول أكمل

بس أكمل إيه.... ما لحلم انتهى.... وصحيت من الكدبة إلى صدقتها
ووهم عمرى إلى عشته بكل كيانى وهزنى.... غير مشاعرى غير زمانى لما حسيته وحسنى

حلم عدى والسنين فاتت كتير... بس فى خيالى لسه حلم كدبة حلوة وصدقتها

كذبتى اللى اتمنيت أعيش فيها مصحاش منها

حلم عمرى اللى تاه حلم أيامى إلى فاتت وسنينى إلى مرت

أيوة كنت عارفة إنى بحلم... كنت عارفة إنه كذبة بس حلوة وصدقتها ورغم السنين إلى عدت لسه ذكرى وفى خيالى حفرتها وفى قلبى كذبة حلوة وصدقتها

أيوة أنا كنت عارفة

يا ليت الطغاة يتعظون

هى النهاية التى تأخرت "طويلاً"، وقد اقتص الليبيون من الطاغية "القذافى" وقد قتل "رمياً" بالرصاص فى صورة سوف تبقى طويلاً فى ذاكرة التاريخ لحاكم مُستبد وضع بيده نهايته، بعدما سقط نظام حكمه "ليستتر" فى أقاصى الصحراء، ويتعقبه الثوار إلى أن تم الإمساك به ليقتل الخميس "20 من أكتوبر"2011 بمدينة "مُصراته "الليبية"، قتل" القذافى وقد انتهى عصره المظلم للأبد فى نهاية سعيدة لثورة الشعب الليبى لقد عاث القذافى فساداً وظلماً وانتهى به المطاف مقتولا فى صورة لابد أن يضعها كل حاكم نصب عينيه ليحكم بالعدل والديمقراطية "مُحافظاً" على آدمية شعبه "غير" مُبدد لمقدراته!

وذات يوم قتل عبد الكريم قاسم فى العراق"رمياً بالرصاص" فى محاكمة (صُورية) عاجلة فى "دار الإذاعة والتلفزيون" فى بغداد يوم 9 فبراير 1963 بعد سقوط نظامه فى انقلاب عسكرى وبقيت صورته "مقتولاً" فى ذاكرة التاريخ!.

مجدداً "فعلها" أيضاً ثوار "مصراته" وقد نفذوا حكم الإعدام الفورى بالقذافى رمياً بالرصاص "دون محاكمة" لتنقل للعالم صورته ليكون آية لكل ظالم ولا شماتة فى الموت، فالقذافى هو الذى اختار نهايته وقد حكم ليبيا بالحديد والنار وقتل الأبرياء، ليثور شعبه ضده لأجل تخليص ليبيا منه لتستعيد حريتها وكرامتها بعدما "كابدت" كثيرا من آثامه! وسوف يسجل التاريخ لعام 2011 أنه عام الحرية فى الأمة العربية وقد توالت "انتصارات الثورات العربية" فى تونس ومصر وليبيا ولأول مرة فى التاريخ "يُسجل" سقوط ثلاثة حكام "طغاة" قبل نهاية هذا العام وهم بالترتيب "زين العابدين بن على وحسنى مبارك ومعمر القذافى وفى الطريق بشار الأسد وعلى عبد الله صالح والبقية تأتى؟

هى إذا الحرية "مُبتغى" الشعوب التى تثور لأجل نيلها، وقد حطمت أغلالها بغية التخلص من كل حاكم جائر لينتصر الحق والعدل "فلا ظلم" بعد اليوم وقد لفظت الشعوب الظلم والظالمين ولم تعد تتحمل آثام الطغاة المستبدين"، فيا ليت" الطغاة يتعظون.

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem