الأربعاء، 12 أكتوبر 2011

حتى لا تغرق سفينة المجتمع المصرى


إن من ينظر إلى الأحداث المتوالية التى يعيشها المصريون منذ ثورة 25 يناير وحتى اليوم يجد مجموعة متشابهة من الأحداث كلها تصب فى مصلحة من يريدون تأجيل التحول الديمقراطى الذى يضع مصر على أول سلم الصعود نحو المستقبل، فبداية من أحداث أطفيح إلى أحداث إمبابة وصولا إلى اشتباكات ماسبيرو مرورا باعتصام 8 يوليو واشتباكات العباسية إلى أحداث السفارة الإسرائيلية وجمعة تصحيح المسار، كل هذه الأحداث المتشابكة والمتشابهة تشعرنا أن الثورة مستهدفة وهى فى خطر حقيقى ولا يراد لها أن تصل إلى غايتها من خلال الاستحقاق الديمقراطى إلى بر الأمان.

هذا غير الإضرابات اليومية والاعتصامات الفئوية والتى توحى أن المصريين ليسوا على قلب رجل واحد وأن كل منهم يريد لمشكلته أن تحل بغض النظر عن مشكلات البلد المتعددة أو مشكلات المواطنين الآخرين.

كما تؤكد هذه الأحداث المتلاحقة أن أخلاقيات المواطن المصرى لم تتغير بالثورة فالكل يبحث عن مصلحته الخاصة بغض النظر عن مصالح الآخرين وما زالت الرشوة منتشرة كما هى والمحسوبية والوساطة كما هى وكل من يستطيع مخالفة القانون فلا يمانع فى مخالفته، غير مبالين بأن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم.

ولهذا وجب علينا التنبيه والتأكيد على أن المصريين جميعا يعيشون على متن سفينة واحدة وأن لهذه السفينة وجهة لابد وأن تبلغها وأن الكثيرين يحاولون خرق هذه السفينة لمصالحهم الخاصة دون أن يعلموا أنها إذا خرقت لا قدر الله فسيغرقون مع من يغرق ولن يستطيعوا النجاة، وآخرين يحاولون تعطيل السفينة عن الوصول إلى وجهتها فى الموعد المحدد مما ينذر أيضا بغرقها لأنها قد لا تستطيع الصمود أمام الأمواج والعواصف التى تتجاذبها من كل جانب، وآخرين يحاولون جاهدين تحويل مسار السفينة لتصل إلى وجهة غير وجهتها له فى ذلك غرض ومأرب وله من يعاونه فى الشاطئ المقابل لتغيير وجهة السفينة إلى مكان هم يريدونه ولا يريده عموم المصريين.

يجب أن نعى جميعا أن الأمر جد خطير وأن الكائدين لمصر كثيرون فى الداخل والخارج وكلهم لا يريد لمصر النهوض من كبوتها والانطلاق من عثرتها محاولين ذلك بزعزعة الاستقرار ونشر السرقات والجرائم وتهريب الأسلحة تارة ثم بمحاولات إحداث الفتنة الطائفية تارة ثم بالإضرابات والاعتصامات تارة ثم بمهاجمة المجلس العسكرى المنوط به الوصول بالبلد إلى بر الأمان تارة ثم بمحاولات تأجيل الانتخابات والإبقاء على المجلس العسكرى فى الحكم تارة أخرى، كل ذلك، والمصريون جميعا يشكون دون أن يحدثوا تغييرا فى سلوكياتهم أو يقاوموا هؤلاء المتربصين ويفضحون مآربهم.

إننا لو أردنا لسفينة المجتمع المصرى أن تصل إلى بر الأمان فيجب الضرب على كل يد تحاول تحويل مسار السفينة أو تأخير تقدمها أوخرقها وإلا غرقنا جميعا فى بحر لجى تتقاذفنا فيه الأمواج من كل جانب لا نكاد نرى فيه بصيص نور ولا نعلم هل يتم إنقاذنا منه أو يكون فيه حتفنا.

حفظ الله مصر من كل سوء وأهلك كل من أراد بها سوءا وأوصل الله سفينة المجتمع المصرى إلى بر الأمان وحفظها من الأمواج والعواصف والفتن وشل كل يد تمتد لخرقها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem