السبت، 12 نوفمبر 2011

ياعزيزى.. إنها الحرية الأمريكية

لا تكف الولايات المتحدة الأمريكية، عن إثارة البلبلة السياسية فى أوساط السياسة العاليمة بمواقفها المعادية للحرية وبتوجهاتها الفكرية المتناقضة، بالرغم من ادعائها المتواصل بأنها زعيمة الحرية العالمية وراعية الديمقراطية فى بقاع العالم، وأنها رمز للتحضر والنموذج الأمثل للحوار، ورغم آلتها الإعلامية المسيطرة عالميًا، والتى تنادى دوما بحرية الرأى والتعبير وأنه لا يمكن تكميم الأفواه ولا يجب أن يكسر أى قلم يريد توضيح وجهات النظر، حتى لو كانت مخالفة للوسط المحيط به، فإنها تقول ما لا تفعل وتفعل ما لا تقول فيبدو أن السادة الأمريكان مازالوا فى حالة انفصام عن الواقع ورفض للآخر مادام مخالفاً لها فى الرأى.

طالعتنا الصحف العالمية يوم 31/10 الماضى بأغرب خبر ممكن أن يسمعه أو يقرأه عاقل أو متابع للأحداث العالمية، ولكنها أمريكا التى حيرت العقول فى فهم سياستها المتعرجة والتى لا تسير على وتيرة واحدة فقد قررت زعيمة العالم الغربى وقطب الحرية العالمية الأكبر،

وقف تمويل منظمة التربية والثقافة والعلوم (يونسكو) التابعة للأمم المتحدة بعد تصويت الجمعية العامة للمنظمة لصالح قبول "دولة فلسطين" فى المنظمة كدولة كاملة العضوية، وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند، إن بلادها لم يكن أمامها أى خيار سوى وقف تمويل اليونسكو بسبب القانون الأمريكى الذى يحظر تمويل اليونسكو إذا قبلت عضوية فلسطين.

وأوضحت أنه سيتم وقف تحويل مالى بقيمة 60 مليون دولار كان من المقرر أن تتلقاها المنظمة الدولية.

وكانت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس قد أكدت فى وقت سابق أن منح اليونسكو العضوية الكاملة للفلسطينيين "سيضر بشدة" المنظمة، ولا يمكن أن يمثل بديلا لمحادثات السلام مع إسرائيل تلك المحادثات التى ترعاها أمريكا بكل حيادية إسرائيلية وبكل شفافية يهودية.
ورغم غرابة القرار لمتابعى السياسة الأمريكية من بعيد لكنه قرار متوقع لمن يتابع سياستها عن كثب، فالمعروف عن دولة الديمقراطية هذه أنها لا تقبل من أى حليف مهما كان درجة علاقته بها أن يخالفها فى توجهاتها السياسية وترفض قبول أى رأى أو فكر يخالف عقيدتها الفكرية التى تحكم توجهاتها السياسية تلك التوجهات التى لا تخدم سوى طرفين المصالح اليهودية أولاً ثم المصالح الأمريكية.

أمريكا رغم صدور القرار بموافقة أغلبية الأعضاء 107 من أصل 193 عضو بالمنظمة الدولية ترفضه دون نقاش وتعتبر الموافقة عليه ضربه موجعه لها ورفضا عالمياً لسياستها الجائرة التى لا تفرق بين حق وباطل ولا تنتصر لمظلوم من ظالم فهى لا تحترم رأى الغالبية التى صوتت بالموافقة ولا تعييره اهتماما.

ولا يهمها رأى الجماعة الذى اختلف عن رأيها فهى لا تضع فى الحسبان سوى مصالحها ولا يعنيها نتيجة التصويت فى شئ ما دام مخالفا لموقفها فهى دائما ما تضرب بقرارات الشرعية الدولية عرض الحائط ولا تنفذ أى قرار تجمع عليه أى منظمة دولية مادام جاء عكس رغبتها.
فأمريكا تنظر للديمقراطية من وجهة نظرها فإما أن تكون معها أو ضدها ورغم أنها تتشدق بالدعوة للحوار والالتزام بما يصدره المجتمع الدولى من قرارات لكن لا بد أن يكون القرار فى صالحها وحدها وفى صالح ابنتها اللقيطة الإسرائيلية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem