السبت، 12 نوفمبر 2011

ثورة الخروف

تجمعوا وفى يدهم السكاكين والسواطير وكل شخص منهم متحفز للذبح وإسالة الدماء.

لكن حدث ما أسقط من يدهم كل الأسلحة وجعلهم يقفون كالتماثيل دون نطق بل كانوا يأخذون نفسهم الذى يصعد ويهبط ويظهر بوضوح على بطونهم المنتفخة.

لقد نطق الخروف ومعه رفاقه من الخرفان وتحدث بلغة أصحاب السكاكين وأعلنوا- بدلا من صوت "الماء الماء" أنهم كما قال لسانهم اللذيذ إذا أكلته: مفيش دبيح.

حاول الجزارون استعادة قوتهم المعروفة خاصة أن عيال الشارع الحارة قرروا مشاهدتهم وهم يسمون بذكر الرحمن ثم يذبحون الخراف لكن المفاجأة كانت أكبر منهم.

وعلى الفور أعلن كبير الخراف أنه "المتحدث الرسمى باسم الخرفان" وتوافدت الكاميرات الخاصة بالصحف والقنوات على مكان الحدث ليعرفوا: أسباب فشل الجزارين فى ذبح الخراف وكيف نطقت الخراف؟.. وغيرها من العناوين التى استخدمها المراسل الذاهب لتغطية الحدث لكنه سرعان ما سمع صوت المتحدث الرسمى للخراف الذى أشار على الجميع بالحضور لنقل رسالة حية توضح للجماهير العريضة لماذا رفض الذبح ولماذا يشعر الجزارون بالرهبة من الاقتراب منهم.



وجاءت كلمة المتحدث الرسمى للخرفان.
"السادة الكرام.. كل عام وأنتم بخير.. ودائما مليئة أطباقكم بالفتة والشوربة واللحمة.. ولكننا قررنا هذا العام ألا نستجيب لسكاكينكم وسواطيركم ونرفض الذبح.

ولعلكم تتساءلون لماذا قررنا ذلك؟

إنه ليحز فى أنفسنا.. ولا بلاش يحز لأنها فضلت منتشرة على لسان رئيس لغاية ما خلعه شعبه.
من غير كلام نحوى ومجعلص.. لازم نتكلم سوا بصراحة.. يعنى إيه واحد منكم نازل الانتخابات ويمسك لحمتى ويقعد يهلل عليها ويقف قصاد الناس كأنه هيوزعها لله لكنه عايز فى مقابل لحمتى أصوات حضراتكم.. يعنى مقابل لحمتى.. واسمحوا لى يا إخوانى الخرفان أتكلم وأقول لحمتى بالنيابة عنكم".


يقف المتحدث الرسمى للخرفان عن خطبته بينما يشير له رفاقه من أصحاب القرون والفرو بالمتابعة والموافقة على كلامه.


يتابع كبير الخراف خطبته.


"يعنى إيه لحمتى تتوزع على الناس مقابل الحصول على كرسى فى البرلمان بتاعكم.. يعنى تستغلونا يا بنى آدمين عشان حتة كرسى؟

يعنى هى دى شطارة منكم إنكم توصلوا للمجلس الموقر بحتة لحمة تأثروا بيها على الغلابة اللى يدوكم صوتهم بحكم صيانة العيش والملح.. والله عيب عليكم.. تبقوا فى عصر ناس طلعت فيه القمر.. وأنتم بتستخدموا مخكم فى توزيع اللحمة لأجل خاطر عيون مجلس.

مش مكسوفين على دمكم إن فيه شباب زى الورد طلع مفتح ومارضيش بحكم ضلالى فاسد كابس على أنفاسكم وناهب خيراتكم وقاعد يقول لكم.. أصل أنتم كتير.. وبتخلفوا عيال زى الرز.. وهنجيب لكم منين.. وحجج فاضية.. مع إن الصين فى زيادة لا تعد ولا تحصى وشغالة 100 فل و14 لدرجة إنها واقفة على أرضكم تبيع من الإبرة للصاروخ.

ده غير وقوف حضراتكم يا بشر فى طوابير العيش وساعتها الواحد يخرج يقف فى الطابور ومراته حامل فى الشهر الرابع ويرجع لها لما يكون ابنه حضر للدنيا وبيخلص ورق تقديمه فى الجامعة.. ده غير الأنابيب وطوابيرها.. ويقولك أزمة.. وفى نفس الوقت يتصدر الغاز لجارة دم ولادنا على إيديها فى الحرب والسلم.


ده غير الرعب والسجن اللى كان بيطول صحاب الرأى والفكر من الجماعة المثقفين عندكم.


وبلاوى كتيرة سكتوا عنها لكن الشباب خرج ورفض ونطق بالحق بشكل سلمى لكن جبروت الحاكم ضيع شباب زى الفل تتباهى أى دولة بوطنيته.


كل ده وأنتم مركزين يا بشر على اللحمة وأزاى توزعوها على اللى يقدروا ينجحوكوا بأصواتكم فى مجلس الشعب.. إخص عليكم لما يكون الممبار اللى حيلتى هو دعايتكم للوصول للكرسى.

وعشان نبقى واضحين مع بعض اللى هيدبحنى لوجه الله أهلا وسهلا.. رقبتى ملك سكينته.. لكن اللى هيستغل دمى وكبدتى ولحمة راسى فى دعاية لانتخابات.. فكلنا الخرفان هنقف ونثور ضده.. يا ترى أنتم يا بنى آدمين تقدروا تعملوا زينا خصوصا أنكم عارفين إن الأرزاق على الله.

انتهت خطبة الخروف.. واستيقظت من الحلم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem