الأحد، 16 أكتوبر 2011

أنقذوهم.. شكراً

كلما مرت ذكرى وفاة الزعيم الراحل المصرى الأصيل الرئيس جمال عبدالناصر أتذكر وأتحسر على أحوال المصريين الفقراء والمعاقين من بعده، وقبل أن أبدأ كلامى أريد أن أشير إلى أننى لست ناصرياً ولا منصورياً ولا أنتمى إلى أى حزب لكننى مواطن مصرى أحب هذا البلد وأحب شعبه المسالم الطيب، فبعد أن كان يتم تعيين المعاقين إجبارياً ضمن نسبة 5% المخصصة لذوى الإعاقة فى كل الوزارات والهيئات أصبحوا الآن يتنصلون من هذه المهمة الإنسانية التى كانت تحفظ للكثير من المعاقين آدميتهم وتنقذهم من القدوم على التسول.

أتساءل متى ستتحرك الحكومة وتصدق فى كلامها وتقوم بتعيين نسبة 5% معاقين، ويتم تفعيل هذا القانون وإلزام الوزارات والهيئات والقطاع الخاص بتحمل هذه النسبة وتوظيفها حتى يجدوا عملا يملأ عليهم حياتهم ويدر دخلا ثابتاً عليهم يغنيهم عن السؤال؟ ما ذنب هذا المعاق الذى ولد بظروف صحية معينة لا دخل له فيها حتى يتم تجاهله وحرمانه من أبسط حقوقه بهذه الطريقة؟

العجيب أننا نجد كثيرا من الدول المتقدمة يهتمون بالمعاقين ويزيلون لهم العقبات حتى ينخرطوا فى قلب المجتمع ويكون لهم دور فعال وتحفظ لهم دخلا يعينهم على المعيشة وذلك بخلاف بلدنا الذى بخل عليهم وهمشهم وجعل أحوالهم يرثى لها!
أليس من حق المعاقين أن يتعلموا ويعملوا ويتزوجوا مثل غيرهم من البشر؟

إذا نظرنا إلى معاش التضامن الاجتماعى وضآلته لعلمنا أنه لا يسمن ولا يغنى من جوع، أليس هذا المعاق ابناً من أبناء مصر الطيبين ومن حقه العيش فيها مثله مثل هذا الشعب؟ أليس من حقه على الحكومة وعلينا جميعاً أن نقف إلى جانبه ونساعده ونشد من أزره ونشجعه على الصبر على هذه الإعاقة التى ليس له أى دخل فيها؟
ولننظر إلى كثير من المعاقين الذين تحدوا الإعاقة ومنهم عميد الأدب العربى د.طه حسين وغيره من الرموز والأبطال فى شتى المجالات.

أطالب الحكومة بالاعتراف بعجزها عن إلزام الوزارات والهيئات والقطاع الخاص بتعيين نسبة 5% من المعاقين، وأن يكون لديها الشجاعة لتعيينهم وإن لم تستطع فعليها صرف إعانة شهرية محترمة لهم كى تعينهم على الحياة، على أن يعتبروا هذا المبلغ ضمن الميزانية المخصصة للدعم الذى يذهب ثلثه للأغنياء، وذلك لأن المعاق ليس مثل الشاب السليم الذى يستطيع العمل فى كل المهن والوظائف فى كل الظروف، وليعلم الجميع أنه توجد وظائف كثيرة سواء فى شركات القطاع الخاص أو ورش إنتاجية أو محلات.. الخ. ومن يريد العمل فسوف يجد ولكن ماذا يفعل المعاق ونحن نعلم أن معظمهم مع مرور الوقت يصبحون بلا عائل سواء بوفاة الوالدين أو انشغال أخوتهم وأقاربهم عنهم مما يضطرهم إلى الانضمام إلى طابور المتسولين ليجدوا ما ينفقوه على طعامهم وعلاجهم!

أوجه الخير كثيرة والحكومة التى تهتم بالضعفاء والمعاقين والمرضى والأيتام قبل الأغنياء والأصحاء فسوف تجد التوفيق والعون من رب العالمين، إلى جانب الثقة والاطمئنان إليها من جانب هذا الشعب العظيم.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem