الأحد، 16 أكتوبر 2011

كلام صريح جدًا جدًا

إن الشخصية المصرية من أكثر الشخصيات المثيرة للجدل, فكثيرا ما تتكرر هذه العبارة، ولكننى فى تفسيرى لها لن أتحدث عن الأشياء المعتادة التى يتحدث عنها الجميع لبيان مدى اختلاف وخفة ظل هذه الشخصية وقدرتها على تحمل الأزمات واجتيازها بكل سهولة.....إلخ

سوف أتحدث عن نقطة بعينها, وهى التى قد يراها البعض أحد عيوب وسلبيات هذه الشخصية, وقد يراها البعض الآخر مثال لغرابة هذه الشخصيه بل إنها من الأشياء المميزة لها.. فإذا نظرنا إلى أنفسنا سنجد أننا عندما نحب نحب بشراهة وعندما نكره نكره بشراهة, وإذا تكاسلنا عن المطالبة بحقوقنا وغض الطرف عنها فإننا نتكاسل أيضا بشراهة, وإذا استيقظنا وامتلكنا حق المطالبة بحقوقنا, فإننا نطالب بشراهة ونطلب سرعة التنفيذ دون النظر إلى أولويات المرحلة التى نمر بها.

الدليل على الكلام السابق واضح وبين كالشمس، وقد تحقق بالفعل أمام أعيننا ولا يزال يتحقق, فقد طال صمتنا على الظلم والفقر وفقدان الحرية ثلاثين عامًا وربما أكثر, ولا يفكر أحد فى الاستيقاظ سوى قلة، ولكنها كانت مشوهة من قبل تابعى السلطة.. ولكن ماذا حدث فى النهاية عندما استيقظنا من نومنا العميق؟ ما حدث هى ثورة بيضاء خالية من أى شوائب, ومن ثم أصبحنا ننقب على كل حق لنا فنطالب به, ولكن هناك أشياء يحق لنا المطالبة بها الآن وأشياء أخرى لا يمكننا أن نضعها على عاتق حكومة انتقالية تبذل قصارى جهدها لنقل السلطة للمدنيين.. فمع بداية العام الدراسى انهالت إضرابات المعلمين وغيرهم ممن يطالبون بزيادة رواتبهم, ولم يضعوا أبدا نصب أعينهم الحالة المالية والاقتصادية للبلاد فى الوقت الحالى وهناك العديد من التيارات السياسية والدينية، التى كانت كالقنبلة الموقوتة, ظلت مدفونة لفترة طويلة وفجأة انفجرت وتناثرت فى كل مكان.. ولكن ما يستدعينا للوقف أمامه طويلا، ويبين حقا مدى غموض الشخصية المصرية هو ما ذكرته من قبل من شراهة الحب والكراهية, ففى الأيام الأولى بعد الثورة تم استبعاد وتشويه صورة العديد من الإعلاميين ووضعهم فى قوائم سوداء وأشياء أخرى من هذا القبيل, وفجأة نجدهم الآن يعودون للظهور من جديد بكل ثقة، وذلك بعد تغيير جلودهم, وليس هذا فقط بل ويساعدون عناصر الحزب المنحل فى الظهور للناس وتحسين صورتهم, ولكن الطامة الكبرى أن هناك من يستمعون إليهم ويتعاطفون معهم.

وفى غمار ما يحدث, يندهش الجميع أشد الاندهاش لما حدث من مسيرات للأقباط للمطالبة بحقوقهم, فكم عانوا من التهميش وضياع الحقوق, فكم من كنيسة هدمت أو أحرقت ولم يتم محاكمة مرتكبى هذه الجرائم, أليس من حقهم إعلاء أصواتهم للمطالبة بحقوقهم؟
ثم تصاعد الأمر حتى وصل إلى أحداث ماسبيرو المفجعة وحدوث أشياء غاية فى الغموض ونشر أخبار لا أساس لها من الصحة.. وعندما نبحث عن السبب الحقيقى نسمع دائما الجملة التى مللناها كثيرا وهى (هناك أياد خفية خارجية وراء ما حدث). فنحن يمكننا أن نسلم بذلك ونوافق عليه قلبا وقالبا، ولكن على كل من يقول ذلك إن يبحث ويبذل قصارى جهده لقطع هذه الأيادى الخفية وتطهير بلدنا منها حتى نصل إلى بر الأمان دون أى خسائر.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem