الأحد، 16 أكتوبر 2011

أفلا تكونون كباراً!؟

وحدها الملائكة لا تخطئ، لسنا ملائكة طبعا.. لذا فأخطاؤنا فطرة الخالق فينا التى لا تقلل من شأننا، لكن عجزنا عن الاعتراف بالخطأ والتمادى فى اتخاذ طريقه مسارا حياتيا ومجادلتنا الدائمة لصاحب الحق بالباطل إصرارا على الخطأ، هو ما يحط فعلا من قدرنا.

الرجوع إلى الحق قلما يقبله إنسان أو يعترف به، خصوصا أنه يمنح الطرف الآخر رجاحة القول والرأى، وقد يلحق النقيصة بالعائد إلى الحق أحيانا، وهو ما لا يقدر عليه إلا الكبار ممن رجحت عقولهم وتحملوا مسؤولية مناصبهم أمام ربهم قبل رعيتهم.

وقد نخسر أحيانا فرصة الفوز بمكانة جديدة نتيجة أننا اعترفنا بخطأ تمنى البعض أن نصر عليه ونجيره حقا رغم أنوف الآخرين، لكن الواعى يدرك جيدا بأن الباطل لا يقام عليه إلا باطل وبأن خسارة المناصب فى سبيل الاعتراف بالخطأ تكسبك احترام من يزيد من قدرك احترامه.
لكن يجب أن نعترف ...
نعم أخطأنا وأخطأوا... أخطأ الكبار قبل الصغار... أخطأ الراعى قبل الرعية، وقد آن الأوان لأن نتصارح رغبة فى التصالح وبحثا عن إقامة «الدولة الحلم» التى بحثت عنها الثورة.
نعم أخطأ الثوار وأخطأ الحكام


أخطأنا لأننا ظننا أن ثورتنا اكتملت يوم أن تخلى مبارك عن سلطاته وكلف بها المجلس العسكرى، ابتهجنا بنصرنا غير المكتمل وتركنا الميدان وعدنا لحياتنا، آملين أن يُكمل من تولى المسؤولية والسلطة تنفيذ باقى مطالبنا التى كانوا أول من اعترف بها وبمشروعيتها ظناً منا أنهم شركاؤنا فى ثورتنا وأهدافها، فوهبناهم شرعيتنا ووكلناهم بإتمام ما بدأناه، وتناسينا أن الروح الثورية التى ألهمتنا وأخرجتنا من بيوتنا لندافع عن حريتنا وكرامتنا لم تنتقل بعد إلى كافة المؤسسات فى بلدنا، تركنا كل شىء وكأننا لم نثر أو ننتفض.

أردناها ثورة على النظام ومؤسساته فانقلبت إلى حركة تصحيح لتغيير الأشخاص وإبقاء النظام، وبدا التصحيح بطيئا لا يرى إلا إذا ما تحركنا وضغطنا.

أخطأنا عندما سمحنا للغرباء بأن يتسلقوا على أكتافنا، فأصبحوا هم نجوم الصورة يتحدثون ويتلونون ويتحولون بما يناسب أهواءهم ومصالحهم الشخصية.

أخطأنا لأننا سكتنا على إعلام مبتذل رخيص يتملق كل صاحب سلطة... إعلام ينزلق بمصرنا إلى حافة الهاوية... إعلام شط وانحرف عن مساره الطبيعى، وأخذ يلبس الحق بالباطل والباطل بالحق... إعلام ابتعد عن رسالته السامية وصار إعلاماً لإشعال الفتنة والتحريض عليها.

أخطأنا لأننا سمحنا لأنفسنا ولكم باجترار ابن سوداء جديد يعيش بيننا وبينكم يوقظ نار البغض والفتنة والكراهية... ويحاول وأد ثورتنا والقضاء عليها.

تلك أخطاؤنا علمناها وسنحاول استدراكها والاعتراف بها حتى نكون على مستوى المسؤولية.

أما عن أخطائكم فهى لكم ولنا وللجميع معلومة ومعروفة... وأهمها أنكم تهاونتم فى حقوقنا ولم تفوا بوعودكم فى تحقيق مطالبنا المشروعة، بل تركتم المجرم والمحرض الحقيقى دون حساب أو عقاب.. نعم تركتم أذناب نظام فاسد مستبد يتحكمون بكم وبنا، تركتموهم يهددون ويتوعدون بأن يدمروا الأخضر واليابس، تركتموهم أحراراً طلقاء يعيثون فى الأرض فساداً، وبدل أن تعاقبوهم وتقتصوا منهم، عاقبتمونا نحن الضحايا.
فهلا اعترفتم بها أيها الكبار... ألم يئن الأوان أن تصارحوا أنفسكم بما وقعتم فيه من أخطاء، حتى تتداركوها وتعالجوها.. لابد من المصارحة والمكاشفة، حتى تتم المصالحة
ويكون البناء الجديد على أساس قوى.

فالاعتراف بالخطأ ليس فقط فضيلة بل هو من شيم الكبار...
أفلا تكونون حقا كباراً تتحملون مسؤوليتكم ومسؤولية أخطائكم أمام الله ثم شعبكم.

استفيقوا يرحمكم الله

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem