الأحد، 16 أكتوبر 2011

السقوط فى بئر الفتنة

هذا هو أخطر ما يواجه مصر فى هذه المرحلة والعائق الأكبر أمام أى تحولات سواء كان تحولا ديمقراطيا أو اقتصاديا. فقد عشنا مساء الأحد ليلة دموية مليئة بالخوف والرعب وشعرنا فعلا بأن مصر على وشك الضياع، ذلك بعد مسيرة للإخوة الأقباط بدأت بالشموع وانتهت بوضع الورود على القبور.

كل ما يحدث الآن لا يستفيد منه أحد لا مسلم ولا مسيحى والخاسر الأكبر هى مصر، نعم هناك مؤامرات وأجندات خارجية، لكنها لا يمكن أن تتحقق إلا بمساعدة داخلية فقد ظلوا سنوات طويلة يبحثون عن سبب لدخول مصر، وما يحدث الآن يجعلنا نقدم لهم بلدنا على طبق من دهب وبدون مقابل وعليها دم شهدائنا، وجاءت البداية بخروج وزيرة خارجية أمريكا لتقدم لنا المساعدات ليست الاقتصادية أو المادية، ولكنها تريد إرسال مساعدات من قواتها لحماية دور العبادة والمناطق الإستراتيجية، ونحن فى هذه الأيام نحتفل بانتصار جيشنا العظيم فى حرب أكتوبر، فما ذنب جنوده الذين حموا الثورة وحافظوا على البلاد أن يقتلوا على أيديكم بهذه الطريقة.

كل العالم شهد لنا بوحدة ثورتنا وكانوا فى منتهى الدهشة عندما شاهدوا مسيحيين يحمون مسلمين فى الميدان، ومسلمين يحمون مسيحيين فى القداس، الآن جاء وقت كل أعداء الثورة وكل أتباع النظام السابق سواء فى الداخل أو فى الخارج حتى يشمتوا فينا.

فالأخوة الأقباط وكذلك نحن كمسلمين نعرف أن اللعب على الوتر الدينى خطير جدا، وإذا تفاقم الأمر ستزهق فيه أرواح الملايين فأرجو من الإخوة الأقباط التزام ضبط النفس حتى لا يكونوا سببا فى تحقيق المخطط الخارجى، كذلك أتمنى ألا يكون هناك دعوات من المسلمين للرد على ما حدث من الأقباط لأنه إذا حدث هذا سندخل فى طريق لا عودة منة، فإذا كان هناك من يريد مصلحة شخصية أو حزبية أو أى مصلحة، خاصة فعلية أولا بناء مصر وبعد ذلك فليتنافس المتنافسون، أما الآن وفى ظل ما يحدث فالبلد تنزف وقاربت على الموت، ما أحوج مصر لوحدة أبنائها الآن على الإخوة الأقباط أن يفهموا ذلك ويصغوا لحكم العقل، وعلى الحكومة سرعة الوقوف على ملابسات الأحداث وتقديم الجناة للعدالة، واتخاذ قرارات حاسمة لحل هذه الأزمة بدلا من الاجتماعات للقوى السياسية التى لا فائدة منها أو الشعارات من قبيل (مسلم ومسيحى إيد واحدة) لا نريد كلاما نريد أفعالا.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem