الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

بنات مصر تتعرى

احذروا فتيات مصر تتعرى، إحداهن تتعرى بإرادتها؛ لذعرها من تيار قادم مهيمن على السلطة، والأخرى تتعرى مجبرة، وهى تقول لا للظلم لا للغدر، والاثنتان تعريتا فى مواجهة تحالف تم على مصير مصر وشعبها، تحالف تم بين الجيش والقوى الإسلامية، لماذا يفعل جيشنا هذا بنا؟ لماذا الجيش الذى وثقنا به وحلمنا معه بمصر قوية مصر عادلة؟ مصر بلد الحرية والحقوق، حلمنا بمصر جديدة لا مظلوم ولا فقير، حلمنا بمصر وجميع أبنائها حاصلون على حقوقهم، ولا يضيع حق من يجتهد، حلمنا بعودة البراءة إلى نفوسنا بعد سنوات من ضياعها، حلمنا بمصر جنة، حلمنا بمصر وطن العظماء، حلمنا بمصر بلد القيم، ولكننا استيقظنا من أحلامنا على مشاهد الدماء، وسحل الفتية والفتيات، ومشهد التعرى المقزز، وجهنا الاتهامات علياء على تعرية جسدها بمحض إرادتها، دون النظر إلى رسالتها، فهى لا تعنينا كل من دخل إلى صفحتها كان كل همه فقط مشاهدة الجسد المتعرى، وبعد أن نظر وانبسط، خرج يكيل الاتهامات لهذه الفاجرة الزنديقة، الخارجة عن القيم والمبادئ والأصول.

فهذا حالنا دائما السلبية واللامبالاة، حالنا دائما توجيه الاتهامات دون التفكير فى المعنى، والمقصود نعم، فعلت علياء فعلة متطرفة وفظيعة، ولكن هل كان أحد سيعيرها انتباهه إذا تصرفت بفعل عادى، وإذا كنا قد وجهنا الاتهامات لعلياء، فإلى من نوجِّه الاتهامات فى تعرية متعرية الأمن، أكيد طبعاً إليها، لماذا لم تلبسى أكثر من قطعة؟ لماذا لم تتوقعى سحلك؟ لماذا وثقت بجيش بلدك؟ لماذا لم تتوقعى الغدر؟ لماذا لم تتوقعى أن يعريك ابن بلدك؟ فهاذا أسلوبنا لوم الضحية والتأكيد على أنها أخطأت، وإلا لما صارت ضحية، دوماً نلتمس العذر للجانى، والله دا إحنا حتى بنكيل الاتهامات للمغتصبة وحتى ولو كانت طفلة...

إلى متى ستظل أجسادنا فى التعرى مختارين أو مجبرين لإفهامكم أنه لن يستعبدنا أحد، ولن يملى أحد علينا ما يجب أن نفعله، لقد تحررنا وتحررت مصر، ولم يكن الثمن رخيصاً، فلقد كان غالياً، كان الثمن شباباً فى عمر الزهور، شباب كانوا أمل آبائهم وأوطانهم، لقد تعلمنا أن نقول لا، فلابد أن يفهم هؤلاء أننا لم نعد قط جبناء، لن نسير جنب الحيط مرة أخرى، فلقد تعلمنا الجرى بعيدا عن هذا الحيط.
لن يرهبنا صوت طلقات الرصاص، لن ترهبنا مشاهد السحل والتعرى، فأنتم تعرون أنفسكم، لابد أن تفيقوا قبل فوات الأوان، وآه من فوات الأوان، ماذا تنتظرون بعد أن أصبح أبو جهل مثلاً أعلى، ففى رسالة يتناقلها الشباب عبر تويتر ( أبوجهل لم يدخل على الرسول أثناء الهجرة، ولما طلب منه ذلك قال: أتريدونا أن نكشف ستر بنات عمنا )
اااه لم أتخيل يوماً أن نستشهد بأبو جهل... يارب احفظ مصر


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem