الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

هذه البلاد لم تعد كبلادى

مازالت الأفكار الرجعية تتحكم فى حياتنا.. منطق وفكر وطريقة التفكير فى العهد السابق –كما هى بلا تغير.. وكيف تتغير والقائمون عليها قد تعدو مراحل عمرية أكثر من ضعفين عمر شباب الثورة! هناك سؤال أطرحه إلى كل المسئولين.. سؤال تقليدى عابر.. وهو هل تستطيع أن تتفق مع أفكار ابنك الكبير أو بنتك فى تعليقهم على الأحداث الجارية أو على أسلوبهم فى إدارة حياتهم؟ هل تقتنع بسهوله بمنطقهم فى الحياة.. وسلوكهم؟؟ الإجابة لا.. وهو سؤال وإجابة متكرران عبر الأجيال .. وليس لهذا الجيل فقط، فتلك هى سنة الحياة.. والتى يجب أن يعترف بها كل من وضعوا أنفسهم فى هذا المأزق.. والذين اعتقدوا أنهم يملكون مفاتيح الرخاء والتقدم والحضارة والحياة السعيدة ويقدمونها على طبق من فضة إلى شباب الثورة.. ونسوا فئتهم العمرية ونسوا أنهم قد تولى بالفعل زمام الأمور لسنوات وسنوات وقدموا ما فى جعبتهم.. وانتهى الأمر.. المجلس الاستشارى.. واحد من هؤلاء.. ومجلس الوزراء من هؤلاء. والمجلس العسكرى من هؤلاء.. أجيال قدمت لمصر وللوطن تاريخ.. يفخرون به ويعتز به أبناؤهم وأحفادهم.. ولكن لا يمكن فرض أفكارهم على شباب ثائر.. بلا عمل.. فاقد الثقة فى أسلوب وطريقة الأجداد. منذ حادثة التفجير التى وقعت أمام كنسية القدسيين بالإسكندرية.. كان هذا الحدث هو البداية الحقيقية للثورة. وقتها شعر الشباب بأن هذه بلاد.. لم تعد كبلادى ( من كلمات الشاعر فاروق جويدة).. شعروا بأنهم غرباء فى بلاد لا يعرفون عنها شيئا .. مصر.. بلاد أصحاب المعالى.. (لفظ أطلق على كل وزراء مصر منذ عام 1999.. وأصبح من ثوابت المخاطبات ومن ثوابت التخاطب.. مصر لم تعد مصر التى عرفها الآباء والأجداد منذ 60 عاما . وأشفقوا على أبنائهم وأحفادهم من توابع الانزلاق إلى هوة وفجوة الضلال.. ثورة 25 يناير ليست ثورة الشباب فقط بل هى ثورة أجيال...أجيال رفضوا أن يكونوا فى طابور انتظار الموت.. وفضلوا الحياة، وفرحوا بأبنائهم وأحفادهم ووقفوا معهم فى كل ميادين مصر.. وشعروا بأن مصر عادت من جديد مصر بلادى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem