الثلاثاء، 20 ديسمبر 2011

الوطن المستباح

إن العين لتدمع وإنا على حال الوطن لمحزونون، اشتعل جسد الوطن ألما ونارا وتصاعد الموقف واحترقت الميادين، وخطونا الخطوة الأولى فى شريعة الغاب وإنا على الفهم لغير قادرين.

قلت مرارا وتكرارا إن اسقاط الدولة المتمثل فى المجلس العسكرى هو أمر مستهدف ويدبرون له بليل.

وما يحدث الآن يستعصى بحق على الفهم، إذ يظهر فجأة على السطح من يدعو إلى المليونيات والاعتصامات ويملك جرأة غريبة تصل إلى أن يطلب من قادة دولة أن يركبوا طائرتهم الآن ويعطيهم مهلة 24 ساعة!! يا الله من هذا الذى يتحدث وكيف يتحدث حتى أسأل نفسى هل يصلح هذا أن يكون رئيس دولة!! وإذا أصبح كيف يصنع بشعبه!!

وبعد ذلك ينفجر كل شىء بشكل يؤكد أن المؤامرة على الوطن أصبحت من الوضوح بحيث يمكن أن نرى تفاصيلها وأن صناعة الفوضى طابت حتى يمكن أن ترى نتائجها.

السؤال الأول: من يملك الشرعية؟
من يحمى مؤسسات الوطن أم من يهدد ويتوعد ويحرق الأقسام أم الشعب الصامت؟

السؤال الثانى: لماذا أصبحوا جميعا يحكمون فى غير حكومة؟

السؤال الثالث: انتقال السلطة محدد ومعلن، فلماذا يتعامون ويطالبون بنقل السلطة؟
السؤال الأخير لمن؟؟؟!!!
أولا: المؤسسة العسكرية مؤسسة وطنية والجيش المصرى هو أمننا وظهرنا القوى وهو من أسقط أسطورة العدو الصهيونى، وهو من قدم شهداء أطهارا للوطن الجميل على مدار تاريخه. إذاً ليسوا يهودا كما حاول أن يشبه أحدهم، بما يزعم أنهم أحدثوه فى الشعب والحقيقة أنه قد يكون هناك أخطاء لأنهم ليسوا ملائكة، ولكنهم فى الوقت نفسه هم حماة الوطن ونحن نحتاجهم أقوياء وليس من المفيد للوطن أبدا أن نكسرهم.

أيها العقلاء انتبهوا فالجيش المصرى يراد له ألا تقوم له قائمة ولأنهم يعجزون عن إسقاطه، فهم يحاولون أن يكون ذلك بيد شعبه المسكين ونظرية المؤامرة تلك من الوضوح بحيث نقول لمن لا يؤمن أن التاريخ لا يكذب وكذلك الحاضر.

انظروا حولكم لتعرفوا أنهم نشروا الفوضى فى كل مكان، وهم فى الحقيقة يعاقبون المجلس العسكرى على سطوعه السياسى ونجاحه فى المصالحة الفلسطينية ودوره الريادى، الذى هو فى رأى محللين سياسين قد عاد بقوة ملفته ويعاقبونه كذلك لرأسه التى علت ويريدون قطعها!

كما أن المجلس العسكرى أحبط مخططا موضوعا لإسقاط الوطن وكان مرسوما، إلا أنهم بضم كل الأطياف وضبط النفس استطاعوا أن يعبروا بالوطن من محن عديدة.

الغريب أن القوى السياسية على مختلف أطيافها اعترفت بذلك وأكدت أنه لا يجوز للمجلس العسكرى أن يرحل الآن وإلا عمّت الفوضى، لكننا نجدهم فى ميدان التحرير يطالبون برحيله الآن!!

من هم؟ سؤال وجيه خصوصا أن الميدان منقسم لاثنين، واحد يعتصم فى الميدان وآخر يريد اقتحام مقر وزارة الداخلية وعلى شاكلتهم فى نفس التوقيت يريدون فى مختلف المحافظات اقتحام مديريات الأمن!
هل يصنع هؤلاء شرعية؟!
من يحرق ويحاول الاقتحام أم الشرعية تلك التى توافقنا عليها يوم رحل الرئيس السابق؟

أم هو الشعب الذى لا يراد له أن يكون صوته حراً ولا يريدونه أن يختار برلمانا حرا نزيها ولا رئيسا منتخبا كأول رئيس فى العصر الحديث وربما فى تاريخ مصر!

من أجل مصر يجب أن نقف مع الشرعية الحقيقية وهى إرادة الشعب فى عملية انتخابية حرة.

ثانيا: الوطن أصبح مثل الكعكة يريد كل واحد أن يستأثر لنفسه قدر ما استطاع والسؤال لماذا يحكمون فى غير حكومة؟! كل واحد برىء، وهناك منهم من يتحدث وكأنه يملك الوطن (أليس من يعطى مهلة 24 ساعة كذلك؟!)

وآخرون يهددون بعصيان مدنى ومنهم من يهدد بالحرق ويتوعد بالفوضى!!

يا عقلاء الوطن أليس منكم رجل رشيد؟!، ألا يستحق منا الوطن أن نتنازل عن بعض ثوابتنا لكى نعيش؟.

سؤال واحد ماذا تصنع حكومة إنقاذ وطنى؟، أليس هو العبث بعينه لأنهم لا يريدون للوطن أن يحيا ووطن بقامة 7000 عام، وهو الوحيد على مدار تاريخه الصامد الثابت يريدونه ألا ينمو ويكون له كيان واضح.

إن حكومة الإنقاذ الوطنى لن تصنع المعجزات وحكومة تسيير الأعمال أفضل منها لأنها أصلا لن تستمر.

ثالثا: غريب أن يتحدثوا عن جدول زمنى لتسليم السلطة!!
أعلنوا أكثر من مرة أنهم لن يستمروا وصدر إعلان دستورى وحدد الموعد لتسليم السلطة بعد انتخابات الرئاسة أليس هذا بكاف؟!

إذا ماذا يريدون ؟!
أأصواتهم أم صوت الفتنة! نعم والمؤسف أن التيارات السياسية على اختلاف أطيافها تردد نفس الكلام! يا عقلاء الوطن المجلس العسكرى أعلن بوضوح موعد تسليم السلطة وأنتم تريدون باليوم والساعة، أهذا يعقل!! إنه ليس موعد عشاء بل موعد تسليم سلطة الوطن من مؤسسة عسكرية عريقة احتكرت السلطة لـ60 عاما ولأول مرة تنقل إلى مؤسسة مدنية منتخبة فلماذا لا نساعدهم؟!

لماذا نكرر دوما نفس الكلمات؟ لابد أن نفكر ولا نترك وطننا ينهار.

وأخيرا يبقى السؤال لمن؟ لتعلموا حجم المشكلة!!

المؤكد أننا عرفنا أنهم يريدون تسليم السلطة للفوضى وشريعة الغاب وهذا ما يريدون.

المؤكد أنهم يريدون تسليم السلطة لسقوط الوطن والضحايا لن يكونوا بألفى مصاب من الغاز المسيل للدموع لكن سيكون بالآف من القتلى والسرقة والإغتصاب وقانون البقاء للأقوى.

يا شعب مصر العظيم انتبهوا إلى ما نحن قادمون عليه.
علينا أن نكون عقلاء ونحمى ما تبقى لنا من الوطن، أناشد الأغلبية الصامتة أن يكون لها موقف واضح ولا تنتخب من يريد الهاوية لمصر، لا تنتخبوا من تآمروا عليكم لكى يحدثوا الفوضى فى مجتمعنا، من يستبيح الوطن ومن يقود الأمة للتخلف علينا أن نعرفهم أنهم لا شىء وأننا بأصواتنا نستطيع أن نكسر شوكتهم.

نحن مسلمون ندرك أن الهوية الإسلامية هى أساسية فى شخصيتنا لكن لا نعلنها حربا، فالإسلام ابعد ما يكون عن العنف، دعونا لا نترك من يستخف بعقولنا ومن يقنعنا بأنه سيمنحنا الجنة، فمن يمنح هو الله وليس العبد.

أيتها الأغلبية الصامتة قومى من نومك وامنحى الوطن أمنا بشرعية صوتك، فالله لم يخلقنا لكى نتوقف عن الحركة ونخاف: لقد خلقنا الله أحرارا وما لم يكن لنا، موقف فنحن أبعد من نكون عن الحرية واليوم والآن وليس غدا ولا تكونوا أداة فى يد الحمقى ولا تكونوا متفرجين على وطنكم الذى يخرب عبر برامج التوك شو، النار غدا تصل لبيوتكم مباشرة!

والسفينة حين توشك على الغرق إن لم نتكاتف ونحميها من الغوص فى الأعماق سنموت جميعا، ومن يرمى نفسه على طوق نجاة سيعيش أبد الدهر بلا وطن!


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem