الاثنين، 10 أكتوبر 2011

ثوار الفضائيات


عندما تفتح التليفزيون تشاهد نفس الوجوه على الفضائيات التى تعددت وانتشرت بعد الثورة، والكل يصرخ ويثور ويعترض على أى شىء وعلى كل شىء ولم يحاول أحد أو نشاهد وجوها ثورية يخرج علينا بخطة مستقبلية أو طرح اقتصادى أو سياسى للفترة المستقبلية.

بل تفنن البعض فى إثارة الناس فقط سواء بتأييد الاعتصامات المتكررة أو الدعوة لمليونية جديدة أو التحدث باسم حقوق الإنسان إلى آخره من الموضوعات المتكررة، والتى لا نشاهدها إلا على الفضائيات وكأن مصر تفرغت فقط للانتقاد والاعتراض والنبش فى أوراق الماضى دون التفكير ولو للحظة فى المستقبل وتعارضت المصالح واختلفت الجماعات التى اتفقت كلها يوم 25 و28 يناير فى التحرير وذابت بينها الفروق الاجتماعية والدينية ولكن للأسف انقسمت مصر على نفسها إلى مائة فريق وحزب وائتلاف تصارعوا فيما بينهم لاقتسام التورتة دون النظر لصالح الوطن وللأسف الشديد لعب الإعلام دورا كبيرا فى حالة التخبط التى تعيشها مصر الآن فتغلبت الإثارة الإعلامية على إبراز الحقائق، وأصبح البلطجى شهيداً بأمر الإعلام واختفى الشهداء الحقيقيون للثورة وسط المستشهدين بالثورة، وأصبحنا نسمع أرقاما مختلفة كل يوم لعدد الشهداء وتسابقت الفضائيات فى استضافة ثوار الفضائيات الذين ظهروا على الساحة لإثارة الجماهير فقط من الغرف المكيفة دون مراعاة لصالح الوطن وأصبحت كلمة حقوق الإنسان كلمة مطاطة يحتمى بها البلطجية وأصبح التحجج بالفلول وسيلة للهروب من الواقع المر الذى نعيشه فنحن نعيش فى حالة غيبوبة فمن ينظر خلفه لابد أن يتعرقل ونحن مازلنا نتفنن بالنظر إلى الخلف بفضل ثوار الفضائيات الذين على ما يبدو لا يعرفون كلمة مستقبل.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem