الاثنين، 10 أكتوبر 2011

فى مدرستى "حديقة" و"حلم الطفل يوسف"

ممسكا بيد أمة ذات المقام التوجيهى المرموق فى إحدى مديريات التربية والتعليم.
والطريق أمامه طويل غير ممهد تسكن جنابته تجاوزات إشغال الطريق سواء كان ذلك طغيانا من أصحاب المحال والحوانيت أو ممن احتلوا الشارع وتوارثوه من بائعى كل شىء والمنتشرين فى كل صوب مرغمين المارة باستفزاز؛ مشاقة التحرك بين وسائل عرض بضائعهم وتسرب المجارى وأكوام القمامة.

تطلع الطفل إلى أمه متسائلاً.. أماه هل لى أن أرى يوما هذا الشارع منظم ونظيف وجميل؟ وشملته الأم بنظرة حنان وفخر وقبل أن تجيب استرسل الطفل، لماذا يا أماه حتى مدرستى بلا حديقة؟!

وكما طغى محتلو الشارع على حركة المارة كاد أن يفقد الأم القدرة على التفكير شدة ضجيج السماعات المنبعث من كل مكان حتى سماعات "التكاتك" ناهيك عن الألفاظ النابية التى صارت من مفردات الحديث.

ومازال الطفل متعلقا بيد أمه متطلعا إليها ينتظر الرد. وهى تكافح لحمايته من شرور هذا الطريق. فهى على يقين أن دخلها ودخل زوجها ومبادئهما يجبرونهما على العيش وأولادهما فى هذا الطريق؛ واستجمعت الأم أفكارها. وأجابته بسؤال من أين جئت بهذه الأفكار؟ أجابها الطفل بسرعة وثقة الكرتوون يا أماه!!! ومسلسلات حكايات الأغنياء فكلها حدائق وحمامات سباحه.

لماذا يا أمى لا يكون فى مدرستى حديقة؟ حاضر يا حبيبى محتضنة يده بيدها. وهى على ثقة بأنه سوف يأتى يوما أن يكون للطفل حديقة فى مدرسته، وإن أخذ الطريق أجيالا ليكون جميلا الطريق.


كانت الخطة هى أن ابدأ تنفيذ مشروع فى "مدرستى حديقة" بمدرسة إحدى المدارس التجريبية المتكاملة لكونى رئيسا لمجلس أمنائها مما سهل على القيام بكافة الأعمال التحضيرية. فبينما أرفع مساحة المدرسة تحت شمس أغسطس الحارقة، وصيام الشهر الكريم، كانت تؤنبنى أحاسيسى لماذا لا يكون بدء التطبيق النموذجى فى مدرسة قليلة الموارد؟. فجاءت هذه القصة الواقعية لتحركنى لتلبية نداء من هم أشد احتياجا لهذا المشروع القومى الجيد.

وبات أمرا لا مفر منه أن أبدل أحد معايير الأهمية فى أن أولوية التنفيذ تكون للمدارس الأكثر احتياجا، سواء كان ذلك فى مرحلة التجارب والتطبيقات الأولية أو أثناء فترة سريان المشروع دون حرمانا للمدارس القادرة من توفير المد الفنى والخبرات والدروس المستفادة من الممارسة الفعلية لهم. 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem