الخميس، 20 أكتوبر 2011

التطور الطبيعى للثورة

أضحك كثيرا حينما أسمع البعض يتسأل: "هل نجحت الثورة؟ و أضحك أكثر حينما يندفع البعض للإجابة بنعم أو لا.

الحقيقة أن الموضوع أكثر تعقيدا من أن يختزل الرد فى نعم أو لا، الثورة هى تمرد على وضع حالى فاسد، الثورة من شأنها أرساء قواعد لإنشاء مجتمع جديد، إذا كيف لنا أن نتحدث عن نجاح أو فشل فى هذه المرحلة.

المشكلة الحقيقة أننا نتخيل أن الثورة بإمكانها إحداث التغيير الشامل، سواء رضينا أم أبينا، إن التغيير الشامل لا يتم إلا من خلال عمل مؤسسى ممنهج.

لذلك الثورة لا تكتمل إلا من خلال العمل السياسى، صحيح أننا حرصنا كل الحرص فى الأيام الأولى من الثورة أن لا يتصدر فصيل المشهد.

لكن الوضع الآن يحتاج إلى أن يتحول هذا المد الثورى إلى انخراط فى العمل السياسى.

طبعا ما بين إضرابات إلى أحداث السفارة إلى إنفلات أمنى مزمن، من الصعب علينا أن لا ننشغل بهذه الأمور، لكن من العقل والحكمة أن ننظر إلى أين نمضى.

المشهد السياسى الحالى منشغل بشكل كبير بالرئاسة ومرشحى الرئاسة، المشهد الشعبى منقسم ما بين من يصر على استكمال المسيرة الثورية، وما بين من لم تعد تعنيه الأمور كثيرا، فانصرف بحثا على لقمة العيش.

الثائر دائما يزهد فى الحياة السياسية، والمواطن العادى منهمك فى متابعة الأحداث وتعاطى كل ما يفرضه عليه الإعلام.

التطور الطبيعى للثورة يلزمنا بأن نستخدم أدوات السياسة المتمثلة فى الانتخابات البرلمانية للدفاع عنها، ما بين الثورة والانتخابات الرئاسية مشوار طويل على الكل أن يكون جزء منه.

البعض يظن أنها إهانة للثورة، أن تنتهى بها الأمور فى صناديق الاقتراع، ما أشبه ذلك بقصة حب متوهجة تنتهى بالزواج، هكذا سنة الحياة، و كما قال الأستاذ إبراهيم عيسى: "الثورة شىء والسياسة شئ آخر، الأولى تحلم والثانية تتعامل مع الواقع".

لذلك علينا أن نتعامل مع الواقع، ومع أدوات التغيير المتاحة لدينا، البرلمان المقبل هو أخطر برلمان فى تاريخ مصر، إن لم نتيقن هذا الأمر ونشارك فى صنع هذا الحدث، فسأكون بكل أسف أول من يجيب بلا على من يسأل: "هل نجحت الثورة؟.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem