الخميس، 20 أكتوبر 2011

قبل أن ترشح نفسك لعضوية البرلمان

صورة البرلمااااااااااااااااان
أرجو أن تتذكر أن هذا أصبح تكليفاً لا تشريفا.. أصبح مهمة لخدمة الوطن فى واحدة من أخطر وأهم مراحله.. لم يعد مقبولاً أن تبحث عن خدمة أقاربك أو أصدقائك أو حتى جيرانك بل دورك أعم وأشمل وأسمى.. دورك خدمة أبناء البلاد جميعهم..

دورك وضع التشريعات التى ستسير عليها مصر فى عهدها الجديد.. دورك الرقابة الحازمة بغير روتين أو تعطيل.. دورك وزملائك طرح الأفكار والبحث عنها للنهوض بهذا الوطن.. لم يعد مناسباً أن تكون جل مشاغلك حضور مناسبات العزاء والأفراح.. لم تعد بطولتك أن تتوسط لإخراج واحداً من أهل دائرتك من قسم شرطة.. فما نريده إعلاء دولة القانون.. لا تدافع إلا عن الحق ولو كان عليك فى ذلك لوم فلا تخشى فى الله لومة لائم.

إياك واستخدام أساليب ملتوية للوصول إلى البرلمان.. إياك والرشوة بكل أنواعها وأشكالها الصريح منها والمقنَع.. وليكن لك فيمن سبقوك عبرة.. لن يسمح لك هذا الشعب - بعد أن استفاق - بخداعه فاحذر غضبته.

احذر التوسط لمن ليس جديراً ولو كان ذا قربى فإنك إن زكيت من لا حق له ظلمت صاحب الحق والأفضلية.. ولقد هبَ الشعب ليهدم الظلم.. والواسطة أولى درجاته.. وإياك والمحسوبية فقد أردت من سبقوك.

المنصب الذى تبحث عنه ليس جاهاً بل أمانة حملها لك الشعب لتكون لسانه الفصيح وقلبه النابض وعينه التى لا تنام.. فانتبه وتيقظ.

لا تتعجل فى قرار ولا تسرع إلا لضرورة أملتها طبيعة الأمور.. ففى العجلة الندامة وفى التأنى السلامة واحذر الاندفاع وراء رغبات بطانة السوء الذين لا يبغون إلا مصالحهم النرجسية ومطالبهم الأنانية ولا تخشى إلا الله.. ولتكن مصلحة البلاد العليا نصب عينيك لا تفارقك طرفة عين.
نظم أفكارك وأوضح أهدافك وليكن لك وزملائك أهدافاً ورؤية إستراتيجية بعيدة المدى ولا تغرق فى توافه الأمور مما لن يقدم أو يؤخر.

لا تأخذنك العنترية الكاذبة الباحثة وراء مجد لشخص أو حزب أو جماعة فلن تنالها إن خالفت المنطق والواقع وما يناسب البلاد وظروفها الآنية فلا تندفع وراء الغوغاء بل تدارس أمر البلاد بحكمة ورويَة، مستشيراً أهل العلم والتخصص ولا يصح إلا الصحيح ولا تأخذك المظهرية الكاذبة والحنجورية الزائفة.

اعمل على وحدة البلاد والعباد وليكن الجميع أمام ناظريك متساوين فى الحقوق والواجبات من كان من أهلك وعشيرتك ومن كان قاصى البعد والوصال فكل من ينتمى إلى مصر كريم العنصرين.

المقعد الذى تبغيه يدعو للشفقة والرثاء أكثر مما يدعو للغبطة والسرور فى ظل شعب يطلب الكثير وعالم ينظر إلينا ويتطلع لمسلكنا بعدما هبت نسائم الحرية وملكنا زمام أمورنا فكن وزملائك خير ممثل وابتعدوا عن الفرقة والمشاحنة واتخذوا طريق التحضر والرقى ليعلم العالم أننا أصل الحضارة فعلا وعملاً لا قولا زائفا.

قد تضطر إلى تقديم مصلحة غيرك على مصلحتك ومصلحة الأقربين فانزع عنك أنانيتك وتحلَ بروح العدل والإيثار، وهذا هو بيت القصيد وتلك هى المسؤولية التى أقصدها فلقد مضى عهد وبزغ فجر جديد فلا تنس هذا ما دمت فى موقعك الجديد.. هذا ما نريده وما هو بكثير.

وصولك إلى البرلمان ليس غاية بل بداية طريق شاق طويل وعمل دءوب فلن يتقدم بالبلاد معسول الكلام ولا حلو الشعارات فانظر قبل أن ترشح نفسك هل أنت أهل له أم أن هناك من هو أقدر وأفضل؟ فإن رأيت فى نفسك القدرة فلا تنس أنك ستصبح قدوة وأملاً.. وواجهة لهذه الأمة.. فتوكل على الله.. فإن نجحت فابدأ من فورك العمل والكفاح وإن لم توفق فسارع إلى تهنئة من اختاره الشعب وكن أول مساند له من موقعك فهذا سلوك المتحضرين وتصرف العقلاء المحترمين ولا تبدأ التشكيك الذى يفرق الشعب ويضعف البلاد.. وفقنا الله وإياك إلى صلاح ورخاء وطننا مصر.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem