السبت، 10 ديسمبر 2011

الدين لله.. والوطن للعلمانيين!!


من خلال متابعتى لبعض البرامج الحوارية الفضائية التى أرى أنها تُعجِّل بإصابة المصريين بالعديد من الأمراض النفسية والعقلية والجسدية، لما تبثه من سموم فكرية خطيرة بل وقاتلة، لاحظت حدوث صدمة لدى العديد من العلمانيين الذين مللنا أشكالهم وأفكارهم لسنوات طوال، وذلك لأن البساط يكاد يكون سُحِب من تحت أرجلهم بعدما أثبتوا فشلهم فى التأثير على غالبية الشعب الذين انصرف معظمهم عنهم، واتخذوا من التيارات الإسلامية ملجأ وملاذا لهم، سواء بتأييدهم فى انتخابات مجلس الشعب أو بمتابعة قنواتهم الدينية الفضائية، وذلك رغم امتلاك هؤلاء العلمانيين لكل وسائل القوة الناعمة من صحف وفضائيات وسينما ومسرح... إلخ!!

العجيب أن العديد من العلمانيين المصريين باختلاف مهنهم ومواقعهم يعتقدون خطأ أن البلد بلدهم، وأنه لا صوت يعلو فوق أصواتهم التى لا أجد وصفاً مناسباً لها، بزعم أنهم الصفوة أو النخبة المثقفة الثرية المتعددة العلاقات، والمنفتحة على العالم كله بلا أى عُقَد أو ضوابط، متعاملين مع من يخالفهم فى الرأى باعتباره متخلفاً ورجعياً ومرتدا!.. متناسين ومتجاهلين غالبية المصريين من الفقراء والبسطاء والأميين الذين ظلمتهم وأهملتهم كل الأنظمة الفاسدة السابقة، وحرمتهم من أبسط حقوقهم الآدمية للعيش بكرامة وعزة.. هؤلاء البسطاء الذين تعالى العلمانيون واستكبروا عليهم استكبارا، ولم ينزلوا إلى مستوى أفكارهم ومطالبهم، كما أنهم لم يحاولوا الارتقاء بهم وانتشالهم من واقعهم الأليم المحبط والمؤلم!.. بل صنعوا لأنفسهم عالماً خاصاً بهم وتقوقعوا داخله، لا يسمعون إلا أنفسهم ومن على شاكلتهم، ليس ذلك فقط، ولكن وصلت جرأتهم أخيراً إلى حد الهجوم على الغالبية، ووصفها بالجهل، محملين إياها ما آلت إليه الحياة السياسية من صعود كبير للإسلاميين لفت أنظار العالم كله!

يؤسفنى أن أقول إنه فى الوقت الذى كان يخاطب فيه العلمانيون الشعب على الفضائيات وصفحات الجرائد بشفرات وطلاسم ورموز تحتاج إلى فَك وتأويل وتفسير لعجز الكثيرين عن فهمها، كانت مجموعات كثيرة من المنتمين إلى التيارات الإسلامية، فضلاً عن عدد ليس بقليل من المصريين الشرفاء القادرين يتفانون فى خدمة مصر والمصريين بالفعل، لا بالقول فحسب، هؤلاء الأفاضل الذين أبوا أن يعيشوا لأنفسهم ورغباتهم فى الحصول على المال والشهرة والسلطة فقط، بل ساهموا بقدر استطاعتهم فى مساعدة فئات عديدة من الشعب على تحمل أعباء الحياة عن طريق المساهمة فى علاج وتعليم، وتوفير فرص عمل للكثيرين منهم، بالإضافة إلى إطعام المساكين، وتجهيز وتزويج غير القادرين، وغير ذلك من أمور عظيمة يثاب فاعلها فى الدنيا والآخرة خير ثواب.

أيها العلمانيون.. لا تلوموا الشعب بل لوموا أنفسكم لأنكم تسببتم بتوكيل ودعم من الأنظمة الملعونة السابقة فى غيبوبة وعناء الشعب لفترة طويلة، كان وما زال يبحث عن المأكل والملبس والأمن غير عابئ بما كنتم تقولون من أفكار ومطالب عجيبة لا تمثل له شيئاً، حيث تخليتم عنه، ولم تعبروا عن أوجاعه ولم تطالبوا بحقوقه، بل رضيتم أن تكونوا مجرد أبواق للحاكم بأمره ومعاونيه، تنصاعون لأوامرهم وتنفذون ما يملونه عليكم!..

كان لزاماً عليكم أن تعبروا عن الغالبية، وتتألمون لألمها وتثورون لثورتها عندما ثارت فى الخامس والعشرين من يناير، لكنكم وللأسف الشديد آثرتم البقاء فى أبراجكم العاجية المكيفة لتتحدثوا من علٍ بغطرسة واستعلاء واضح للقاصى والدانى، مصرين على التغريد خارج السرب والوقوف طويلاً على حافة الهاوية، ولا نعلم إلى متى؟!!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem