السبت، 10 ديسمبر 2011

كشك الحراسة


لقد بات ضرورياً أن يضع كل منا مرشحاً (فلتر) على أذنيه وعينيه لنفلتر كل ما نسمع وكل ما نرى ونغربل المشاهد والأقوال والاتجاهات والحكم والشعارات من أخطر أسلحة القرن الحادى والعشرين (الكلمة) التى أصبحت تستخدم فى كل شىء زميل ورفيق وقرين (آفاتار) يرافقك فى كل شىء بها تبنى دول أو تباد بها تنهار إمبراطوريات وتراق دماء من منا لم ترافقه بعض الكلمات أو حتى الجمل التى لن ينساها فى حياته أو مماته الكلمة وسيلة وسلاح ودليل وبراءة وتهمة ولقب وتعبير عن.. وستار أيضاً لماذا نحتاج إلى كشك حراسة على الحواس على الأعين والأذن والفكر أيضاً، لأننا نعيش فى مرحلة ثورة مرحلة من مراحل الثورة التى تمر بنا وما تتركه فينا ولنا من أكثر الأسلحة المستخدمة والأغلب استخداما فى العصر الذى نعيشه الكلمات الموجهة التى تعنى مصلحة وهوى الشخص وتوظيف المستخدم لخدمة الغرض وليس لخدمة الوطن فالمسافة بعيدة والأولويات أولاً. المكسب يتسابق عليه الألوف فلكل واحد لافتة وشعار وحملة وطريقة تسويق سواء كانت اللافتة كاذبة أو صادقة والشعار مزيف أو حقيقى حتى فى بحر السياسة الحالك العميق الحق واحد والحرية واحدة وليس لها بديل ولا تحتمل شريك، الطلاب والأطباء والمهندسين والشيوخ والشباب والعمال وأرباب الحرف المهم كل صاحب حق نزل للدفاع عن وطن وليضع نهاية لفساد استشرى وتمكن كالسرطان لم يعد يعرف من كان ليدافع عنه بغير قصد فالرسالة كانت ومازالت واحدة كانت موجهة لتطهير الوطن ولكرامة المواطن للأرض وأصحابها أحياناً أسأل من حولى أو من هم من رواد الميدان ترى الرد فيه خيبة أمل أو تعبيرات وجوه بها لا مبالاة تنم عن إجابة معناها مش فاهمين حاجة أو لم نعد نعرف من كنا نخدم وغالبا ما اكتشفنا إن تعبنا جُنى من قبل آخرين وأننا كنا أداة بناء فى منظومة لا نعرف عنها شىء تحت مسمى كلنا تهمنا مصلحة الوطن أو شعار مصر أولاً بس الحقيقة هو فعلاً مش كلنا، فيه مصلحتى وفيه حاجة اسمها مصلحة الحزب وفيه حاجة اسمها غسيل مخ وفى حاجة اسمها تخطيط وفى حاجة اسمها أغلبية ساحقة وفيه حاجة اسمها الغاية تبرر الوسيلة وأيضاً استعمل واتمسك بكل ما أُتيت به من قوة وشعارات دينية وخلافه ومصر الإسلامية ومصر الأفغانية وكده إنت مسلم إلى الجنة والعكس فى الجحيم غسيل مخ مخطط ومصمم بالكلمات إقناع وتخطيط تصريحات فى فضائيات وكأن حزب بعينه أو نهج يسيرون عليه فجأة أصبح خالى الأخطاء تصريحاته مقدسة يتحدث بلسان من لا أدرى ومن يتبعه فهو من المبشرين بالجنة شد وجذب وحرب باردة بين الصناديق والغاية الكرسى الذى لم يعد ذهبى له بريق وضد اللمس أو التصوير أو الحديث عنه اللى فات مات على رأى القائل أو ده كان زمان لدواعى الأسف والسرور هانبدأ على كرسى جديد مرصود تحت النظر ومراقب 24 ساعة.

بعض الأحزاب تتغنى بدبلوماسية زائفة أو مناورات من الكذب الأنيق بمعنى أدق وما يدور حولنا من وجوه مبتسمة والوجوه نفسها تتوعد أحياناً وتجس النبض وأحياناً أخرى سنبدأ من جديد، هانرجع الأمن، هانوفر وظيفة لكل شاب، سنقضى على الفقر، وكأن كل حزب وجد مصباح علاء الدين فجأة مصالحات مرحلية مع النفس والجمهور والمشجعين من الناحية الأخرى ثم يعود وينقض كل طرف على الآخر حينما يتغير اتجاه المصلحة فالعثور على الحقيقة أصبح مثل العثور على إبرة فى الظلام تنبه المواطن العادى أو القارئ أنه يجب أن يتحول من قارئ إلى مراقب وناقد ومتسائل أيضاً لأن الأمر اختلط فى كل شىء أو هناك من جعله يختلط فى كل شىء للتشويش، يجب أن نتيقن أن اللحى ليست للمشايخ فقط ومن يتق الله فمطربو الديسكو لهم لحى والشيوعيون لهم لحى والهيبيز فى أمريكا ومدمنو المخدرات فى شتى الأرض، وكلمات الإسلام يتاجر بها غير المؤمن والمتأسلم ويسرح بها الكل فى سوق الولاية ماذا وراء اللحى والرايات والشعارات والمكافآت وتوزيع العطايا والهدايا خصيصاً فى موسم الانتخابات أهذا من ستثق به من يسمح بالرشوة والمحسوبية واستغلال حاجة الفقراء والغلابة وقانون اطعم الفم تستحى العين ماذا كسب الإسلام بهؤلاء وبما يحدث وأين كانوا بعد نوم فى ثبات عميق فجأة تذكروا التقوى والإصلاح لا يوجد مكسب بما يحدث بل خسارة واذدياد فرقة وانشغالات بين القوى السياسية التى تعمل طليقة فى الساحة، انشغالات بعنصرية وطائفية وأحقاد وتنافس على السلطة ومزايدات فارغة وغسيل مخ تظهر من الآن صراعات ويتفرغ القادة للرد على بعضهم فى الفضائيات ونسى كل منهم المصلحة الأولى التى كان يتحدث عنها وأن حال البلد سيتغير للأفضل بخطة حزبه المُحكمة نسى الفقر والأمية والعشوائيات والمبيدات المسرطنة والمياه الملوثة والمستشفيات التى ليس لها صفة من اسمها وتُسلم مرضاها والأرواح التى تلقى على أكوام الزبالة وكل مازال قائما من العهد البائد والتى تتبرأ منه الأشباح والأصابع الخفية وتقسم أنها لم تترك مثلث برمودا والعالم بقاراته وتركز هذه الأيام فى مصر المحروسة يا قادة الأحزاب يا أولى الأمر القوا بالعند والغطرسة جانباً أما جاء الوقت لنجلس على مائدة واحدة ونطرح خلافاتنا ونتفق على حد أدنى من اللإلتقاء حد أدنى من اتفاق الكلمة نحن فى وقت نحتاج إلى عقول مرنة عقول لا تسير اتجاه واحد مثل الشوارع عقول لا تسلم نفسها لعقول عقيمة نحتاج إلى عقول تنقذنا وتنقذ الشباب من غزو التيارات الفكرية التى لاح بالظهور عقول تربت على التحرير ورفض المسلمات ورفض الانقياد الأعمى تحت أى راية وتحت أى شعار ومحاربة أساليب غسيل المخ فى السياسة والتربية والدين وإحياء فترة الله التى فطر الناس باختلاف عقائدهم عليها على حب الجمال وكراهية القبح وحب العدالة وكراهية الظلم، وحب الخير وكراهية الشر وحب النظام وكراهية الفوضى.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem