السبت، 10 ديسمبر 2011

الحرية والعدالة.. والحاجــة "شمــعة"!


شعور غريب انتابنى مع ظهور النتائج المتعلقة بالجولة الانتخابية الأولى، والتى شهدت تفوقاً ملحوظاً للتيارات الدينية، بزعامة الإخوان، ولا نستطيع أن نغفل الخبرة والدراية لدى الجماعة بكيفية إدارة الأمور فى الأروقة السياسية، بما تحمله من أساليب مستقيمة أو ملتوية أو حتى "ميكافيلية" ثم نختزل كل ذلك فى استغلالهم للبسطاء فى الاعتماد على الوازع الدينى للوصول إلى تلك الكراسى.

لكن كل هذه الأفكار كانت قد طُردت من مخيلتى وظل هاجس واحد هو المسيطر عليها.. فلا أدرى لماذا قفزت فجأة فى تلك اللحظة صورة لحلقة قديمة من حلقات "واحد من الناس" التى كان يقدمها الإعلامى عمرو الليثى ويستعرض فيها بعضاً من الحالات الإنسانية التى وصل بها النظام إلى حال لا يسر حتى أعداء هذا الوطن، وكانت إحدى هذه الحالات بالذات هى التى مرت أمامى والخاصة بسيدة تدعى الحاجة "شمعة" وكانت تعمل فى المدابغ إلى أن فقدت بصرها وأصبحت رهينة للمحبسين "ظلام عينيها والغرفة التى تؤويها".

ولا أزال أذكر أكثر جملة اعتصرتنى فى هذه الحلقة حين ذكرت أن ابنها رقيق الحال أو كما قالت باللفظ "ارزقى" ولديه من الأبناء سبعة ولن تحمله ما طاقة له به من إعانتها.

فى ذلك الوقت، وبينما كان سيادة المستشار يذكر نتائج الفرز، تذكرت ما أفرزته حقاً هذه الانتخابات من ضآلة فى الرؤية بالنسبة لى وكل الرفاق الذين نسينا كم من "حاجة شمعة" انتقل ذنبها من رقبة النظام الآفـل – ليس فقط إلى رقاب الإخوان أو من معهم فى المجلس - وإنما إلى رقابنا نحن الذين انشغلنا بالمواد الدستورية والنزاعات الطائفية المقيتة واستعراض كل جبهة لقوتها والاستعانة بقوى خارجية إن اضطرتنا الظروف.

كلنا تطرقنا إلى هذا فى سبيل أن نرى أننا أكثرية فى المجلس، وكأن مجلس الشعب لا يعدو أكثر من دوار فى صعيد مصر تستعرض فيه العائلات عددها وعتادها وقوتها وسطوتها.

جميعنا اشتركنا فى الالتفات إلى غنائم "غزوة أحد" وانتقل الصراع إلى "تحرير وعباسية" "ودينية أو مدنية" ومجلس رئاسى أم استشارى!! ونسينا كلنا أو تناسينا وتجاهلنا كم من ساكنى العشش والمقابر والأحياء الآيلة للسقــوط لا يهمهم شكل الدستور القادم ولا موقف الجيش فيه، بقدر ما ينتظرون منا أن نضىء من أجلهم فى هذا الوطن..
شمعـــة!

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem