الخميس، 10 نوفمبر 2011

يناير...2012

ثلاثة أشهر تقريبا هى المساحة الزمنية التى تفصلنا عن يناير 2012، ولكن هناك مساحه زمنيه أكثر طولا وأشد عمقا ترتبط بتاريخ 25 يناير، وهى المساحة الممتدة من 25 يناير 1952 وحتى 25يناير 2012!

الفارق شاسع بين التاريخين سواء كان على المستوى الزمنى، أو على صعيد الأحداث والتغيرات التى شهدها الشعب المصرى، ففى 25 يناير 1952 دافع رجال الشرطة البواسل عن مدينتهم الإسماعيلية ورفضوا تسليم أسلحتهم وأنفسهم للقائد الإنجليزى المحتل وقٌضى منهم خمسون شهيدا .. ولهذا خلدنا هذا التاريخ.

وفى 25 يناير 2011 دافع جنود الشرطة البواسل عن قائدهم ضد شعبهم فقٌضى من الشعب من ثمانمائة إلى تسعمائة شهيد.

لست فى موقع المفاضلة أو إلقاء اللوم على رجال الشرطة لتحميلهم أخطاء قادتهم، ولكن الحديث منصب عن الشرخ الذى نشأ فى العلاقة بين رجل الشرطة والمواطن البسيط منذ 1952 حتى اليوم، حيث تطورت العلاقة تطورا سيئا لم نكن نريده أو ننشده فبعد أن كانت الدولة تحتفل سنويا بعيد الشرطة، تخلدا لرجال استشهدوا فى سبيل الكرامة ضد محتل ومغتصب للأرض والخيرات ستحتفل الدولة أيضا فى نفس التاريخ تخليدا لشباب استشهدوا فى سبيل الكرامة ومغتصب للحرية وخيرات هذا الوطن.

نفس اليوم ستكون هناك مناسبتان، وكلاهما غالية على الشعب المصرى، لأن كلاهما مرتبط بالنضال الوطنى، لكن ما شاب العلاقة بين المواطن ورجل الشرطة الذى حُمِلَ على الأعناق طوال ما يقرب من الستين عام الماضية شىء أشبه بالكابوس، نزل رجل الشرطة من على الأعناق بملء إرادته، وتغيرت نظره المواطن البسيط لرجل الشرطة ..وكلاهما للأسف ليس له دخل فيما حدث فقد كنا جميعا أدوات فى آلة تدور بلا هدف من أجل أن تروى مزرعة الفرد الواحد.

ماذا نحن فاعلون يوم 25 يناير 2012..هل نحتفل بعيد الشرطة رغم الاحتقان واستشهاد الكثيرين من شباب البلاد فى أثناء الثوره وما تلاها من أحداث..؟
أم نحتفل بعيد الثورة وننسى شهداء لنا ضحوا بأرواحهم من أجل كرامتنا ضد محتل إنجليزى حاول النيل من كرامتهم؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem