الخميس، 10 نوفمبر 2011

هل كتب عليها أن تكون ثورة إلا خمسة؟

ثورة 25 يناير تبقى لغزاً شأنها شأن كل أفعال المصريين وكأنها امتداد لزمن الغاز الفراعنة، قد بدأت فتية وبقوة يقف الجميع يداً واحدة فى مواجهة نظام حكم البلاد ثلاثين عاماً خلت، الكل نسوا خلافاتهم وبقى علم مصر عالياً فوق كل الإعلام والأصوات ثمانية عشر يوما والعالم يتابع بإعجاب كل ما يحدث فى ميدان التحرير وميادين مصر طولاً وعرضا.
لكن اللغز أتى بعد ذلك والسؤال هو كل هذا الوقود البشرى والفكرى الذى وجه هذه الثورة إلى أين ذهب؟ ما أن أعلن خبر تنحى الرئيس السابق وتسابق الجميع للاحتفال والتقاط الصور مع دبابات الجيش وتدافعت بيانات تأييد الثورة دخلنا مرحلة جديدة تماماً، مظاهرات فئوية اعتصامات مشادات، مواقف متضاربة، التلويح بفتنة طائفية وطيلة ثمانية أشهر كاملة منذ إعلان استقالة مبارك حتى الآن أرى أن الثورة لم تحقق أهم أهدافها وهو: تغيير الإنسان، لأن الثورة قد قامت وما قامت إلا لتغيير مصر إلى الأفضل وهذا لا يتم إلا بتغيير الإنسان وإزالة ما تراكم على الشخصية المصرية عبر سنوات طويلة من غياب الثقافة والعشوائية فى التفكير والفعل والانتقال إلى مرحلة نعبر بها إلى القرن الواحد والعشرين، بدلاً من ذلك نحن الآن تائهون داخل حلقة مفرغة من البحث فى أوراق الماضى وتصفية الحسابات التى يفترض أن نكون قد نسيناها.
بدلاً من أن ننتج حتى نزيد مستوى معيشتنا صرنا نتظاهر ونعطل مسيرة المجتمع للمطالبة بمطالب هزيلة بجنيهات معدودات تضاف هنا أو هناك، بدلاً من النظر إلى المستقبل التفتنا وراءنا إلى محاكمة مبارك وخرجت المليونيات للمطالبة بشنقه وإعادة ما أخذ هو ومحاسبيه، بدلاً من العمل على إصلاح المجتمع والاستفادة من كل عناصره الخلاقة سواء كانوا مسلمين أم أقباطا انشغلنا بالفتنة الطائفية وبشيخ قال هنا وقس قال هناك وبناء كنيسة أو مضيفة، بدلاً من أن نعمل لاستعادة الأمن صرنا نضرب الجيش والشرطة ونقول أين الأمن والأمان المفقود بالاختصار قد تهنا فى زحام التفاصيل الصغيرة ولم نغير شيئاً فى مجتمعنا وقبل ذلك لم نغير شيئاً فينا ونسينا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، أنى أرى أن هدف الثورة ليس هذه المطالب التى اعتبرها هزيلة، إن المطلب الحقيقى الذى أنادى به كشاب هو تغيير الإنسان فهو صانع المجتمع وصانع الدستور والقانون وصانع الحياة الجديدة التى نحلم بها.
والآن وبعد ثمانية أشهر مرت هل تحقق هذا المطلب أم هى ثورة لم يكتمل هدفها وحلمها بعد فكأنها "ثورة إلا خمسة" إلى كل الأحرار فى مصر لعلى اقتبس كلمات من الشعر الحلمنتيشى للشاعر عمرو قطامش.

يا معشر تجار الثورة لم يبق مكان لغبى
احترموا ثورتنا كانت تشبه معجزة لنبى
احترموا الثورة واحترموا شهداء الوطن العربى.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem