الخميس، 10 نوفمبر 2011

مصر على حد السكين

حان الآوان للمصارحة والكف عن المجاملات، التى قد تؤدى بنا إلى أسوأ مما نحن عليهِ الآن، فبعد حوالى ثمانية أشهر من ثورة 25 يناير التى تغنينا بها وعشنا على أمجادها طوال الأشهر الماضية لم تحقق الثورة أى شىء من أهدافها سوى تنحى الرئيس السابق، والقبض على رؤوس نظامه فقط، ليحاكموا محاكمة شبه صورية.

كذلك لم ينجح المجلس العسكرى فى إدارة شئون البلاد وتعامل بسلبية شديدة مع كل مجريات الأمور والأحداث حتى تفاقمت ووصل بنا الحال إلى شبه عصيان مدنى من كافة قطاعات الشعب، وتمرد القوى السياسية، وسعى كل منها لفرض سطوته ونفوذه على المشهد السياسى للبلاد، وكذلك مازالت ذيول النظام السابق تلعب بكل حرية فى كل شبر من مصر، تزع الفتن وتدبر المؤامرات وتنفذها، وكذلك أيضاً آيادى الظلام من الخارج مازالت تعبث بأمن مصر ووحدتها.

أما عن حكومة شرف فقد فشلت فشلاً ذريعاً فى كل المهام التى أوكلت لها، حتى فرض الأمن وعودته فشلت فيه، وربما تكون مرغمة على ذلك، وهذا يؤكد لنا أن النظام لم يسقط، وإن سقطت رموزه، ومازالت بقايا الوطنى موجودة، ولبست عباءات سياسية جديدة تحت مسميات أخرى لخوض الانتخابات القادمة، والعودة إلى ما كانوا عليه قبل الثورة، وربما لو نجح مخططهم سوف نرى رموز النظام السابق الموجودين فى طرة ضحايا للشعب الناكر للجميل، ولوجدنا أنفسنا نحن داخل السجون نحاكم بتهم الخيانة العظمى لخروجنا فى ثورة يناير، التى لم تكتمل إلى الآن، وتم تقييدها بألف قيد حتى لا تحقق إلا القليل من أهدافها.

عين الخارج على مصر، وعين أبنائها على مصالحهم الخاصة، وكل فئة تدافع عن نفسها، فالأقباط يحركهم أقباط المهجر من الخارج للعصيان والتمرد ونيّل حقوق بعضها لهم وبعضها لا، والبلطجية منتشرون وأصبحوا هم أصحاب السلطة العليّا على الشارع المصرى فى ظل تخاذل الداخلية وتقاعسها المتعمد عن القيام بمهامها الموكولة إليها، أو ربما لأنها تعودت على إهانة الناس ولم تتعود أن يطالب الناس بمعاملة حسنة من الشرطة، وهذه أبسط حقوقهم.

أما التيارات الإسلامية المختلفة فهى انتشرت بقوة، وبأعداد قد تؤدى إلى مؤشر هام لنتائج الانتخابات القادمة، ورغم ذلك لا أخشى من أن يأتى ليحكمنا شخص يعلم جيداً كتاب الله وسنة رسوله ويتقى الله فينا، ولكن بشرط إن كان خالص النوايا لله، ومع ذلك لم أجد منهم إلى الآن من هو مؤهل لقيادة مصر فى المرحلة القادمة، وربما لو صبروا لما بعد ذلك لكان أفضل لهم، وأصحاب التيارات العلمانية والليبرالية ذهبوا سريعاً إلى الفضائيات ليتبوأ كل واحد منهم برنامجاً يتولى تقديمه، وهم يعلمون جيداً أن شعبيتهم لا تتعدى أعداد ضيوفهم فى كافة حلقات برامجهم.

ولم يعد بعد ذلك أمامى لأذكره سوى المواطن البسيط الذى ظل يحلم طوال الشهور الماضية برغد العيش بفضل الثورة، ولكنه فقد هذا الحلم ليتدهور حاله أكثر بعد الثورة عن قبلها، كذلك فقدَ أهم ما كان يميز مصر (الأمن والأمان)، وظل يشاهد صراعات القوى السياسية والإضرابات المتالية دون أن يكون بيدهِ شيئاً يفعله.

رموز النظام السابق يسعون ويخططون لفوضى عارمة تعم البلاد مثل ما كانت عليهِ فى يوم جمعة الغضب 28 يناير، ووقتها سوف يهربون كما هربت أعضاء خلية حزب الله من مصر، وسوف يتركون مصر دويلات صغيرة متصارعة ومتناحرة، ووقتها سيصبح دم المصريين كالماء بلا ثمن، وستصبح يدى ممدودة لقتل أخى لأقتله قبل أن يقتلنى، يجب أن نفيق قبل فوات الآوان، حتى لا نجد دبابات الولايات المتحدة أمام أبواب منازلنا كما يتمنى أقباط المهجر بحجة حماية الأقليات، مع أنى أثق بالله تمام الثقة أن هذا لن يحدث مهما سعى خفافيش الظلام لهذا الهدف لكى يتحقق.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem