الخميس، 10 نوفمبر 2011

الحلم الواعظ

جاءنى زائر فى الليل يقول لى: ممكن أن أتحدث معك قلت بالطبع.. من أنت؟ قال: أنا الذى سوف أحقق لكى ما تتمنيه، فقلت، كل ما أتمناه، قال: نعم فقلت، أريد .. فقال لا انتظرى غداً سأحضر لك فى الليل، ولكن أريدك أن تكونى جالسة بمفردك لا تتحدثى مع أصدقائك فى ذلك الوقت ولاتكونى أمام التلفاز ولا تكونى جالسة أمام جهاز الكمبيوتر فقلت لماذا، قال هذا شرطى لكى أحقق لك ما تطلبيه لأننى أريد أن تجلسى بمفردك ولا يوجد شىء يشغلك غير مجيئى إليكى فوافقت.

وجاء اليوم التالى، وجلست فى الليل متلهفة لحضوره وغلقت كل متاع الحياة كما قال لى حتى سمعت أذان الفجر فتساءلت بداخل نفسى لماذا لم يحضر؟ وهو قال لى إنى سأحضر غداً فى الليل فقلت فى نفسى ممكن كان ذلك حلم، وعند ذهابى إلى النوم وجدته حاضراً فسارعت بالكلام وقلت لماذا تأخرت؟ فأنا انتظرتك منذ بداية الليل وحتى الفجر فقال اعذرينى كنت منشغلاً بغيرك.

فقال عرفت ماهى الأشياء التى تتمنيها فقلت بالطبع أنا أريد .. قال لا انتظرى غداً فى الليل، ولكن لا تنسى تطبيق الشروط، فقلت ولكن أتمنى أن تحضر ولا تتأخر فى المجىء مثل اليوم السابق وانصرف وأنا أفكر من هذا الرجل؟ الذى يريد أن يحقق لى كل ما أتمناه ولماذا أنتظره؟ وهو مثلى عبد من عباد الله فقلت المثل المعروف "يا خبر بفلوس بكرة يبقى بلاش".

فانتظرت غداً بفارغ الصبر وجلست مثل ليلة الأمس حوالى ثلاث ساعات أو أكثر وأنا لا أعمل شيئا غير الانتظار، وأيضاً لم يحضر فى تلك الليلة، ومر أسبوع وأنا فى كل ليلة أنتظره أملاً فى أن يحضر وفى الليلة الذى حضر فيها غلبنى النعاس فوجدته يوقظنى ويقول نمتِ وخلفتى موعدى.

فاستيقظت قلت لا أنا انتظرتك طوال الليالى السابقة ولكنك لم تحضر، وأيضا فى هذه الليلة، ولكن غفلت عينى وأنت لم تحدد لى ما الميعاد المحدد لحضورك، فقال آسف لا أستطيع أن أعطيك ما تتمنيه، فقلت كيف؟! وأنا انتظرتك وطبقت جميع شروطك، فقال: أنا كذلك أحب من أعطيه يكون مستعدا فى أى وقت، فقلت اعطنى فرصة أخرى، فقال: لكى هذا ولكن انتظرينى شهراً بأكمله، ولن أحدد لكى اليوم، ولا الساعة وإذا حضرت ووجدتك متبعة الشروط سأعطيك كل ما تتمنيه وأنهى كلامه، وقال: اعلمى أننى سأحضر يوماً واحد فقط، وسأحقق لك مطالبك، فقلت ستجدنى فى انتظارك بإذن الله.

وفى اثناء انتظارى له فى هذا الشهر وكنت جالسة بمفردى كما قال تذكرت هذا الحديث (عن حديث أبى هريرة رضى الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعونى فأستجيب له، من يسألنى فأعطيه من يستغفرنى فأغفر له". رواه البخارى؟

فوجدت نفسى أقول ما الذى أفعله؟! أأنتظر شخصاً وهو مثلى عاجز أن يفعل شيئا إلا بإرادة الله وكذلك يقيدنى ولا يحدد لى ميعادا ولله المثل الأعلى يتنزل فى كل ليلة ينادى علينا ونتركه من أجل جلوسنا على الكمبيوتر أو مشاهدة مسلسل.

والغريب أن هذا الرجل الذى يدعى أنه سيحقق لى ما أتمناه سيحضر فى يوم واحد فقط، ولكن الذى ليس كمثله شىء فى الأرض ولا فى السماء، فى كل يوم يحقق لنا ما نتمناه، وعلى الرغم من ذلك عندما جائنى هذا الشخص عزفت عن كل شىء فاستغفرت ربى وقمت للصلاة فجائنى ذلك الرجل وقال ماذا تفعلى؟ قلت أذهب إلى من ينادى علىَّ الآن، قال من فقلت ربى وربك فقال أخيرا استوعبتى أن الذى يعطى هو الله وأن الذى يمنح لكى كل شىء هو الله فأنتِ انتظرتنى طوال هذا الشهر وما قبله وطبقت شروطى عليك على الرغم من أن الله سبحانه وتعالى معك فى كل ليلة، يقول لك ولكل العباد هل من داعٍ فأجيب ويشغلكم غيره، فقلت له أشكر الله أن بعثك لتكون سبباً لايقاظى من غفلتى فسمعت صوت أمى تهمس وتقول صلاة الظهر فاستيقظت وابتسمت وقلت الحمد لله.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem