الخميس، 10 نوفمبر 2011

للتوريث وجوه متعددة

لقد كانت رغبة مبارك فى توريث حكم مصر لنجله جمال بمثابة القشة التى قصمت ظهر البعير فى نظام حكم مبارك، فقد تحمل الشعب المصرى الذل والهوان طوال 30 عاما من الحكم المباركى، ولكنه لم يتحمل أن تتحول مصر إلى عزبة تتوارثها الأجيال، ولكن للأسف الشديد فقد تخلصنا من توريث مبارك لنجله وتفرغنا لعملية توريثية أخرى شهدتها ترشيحات مجلسى الشعب والشورى ورئاسة الجمهورية، فللأسف الشديد تحولت ترشيحات الأحزاب لاختيار ذوى الولاء، وليس ذوى الكفاءة، فرأينا أحزابا تختار رؤسائها لمجرد قرابتهم لبعض الأشخاص من ذوى القبول فى المجتمع، وأحزاب أخرى تختار مرشحيها لمجالس الشعب والشورى من ذوى القرابة، وأحزاب أخرى تختار مرشحين لمجرد أن أحدهم قريب لأحد الشهداء، وأخرى ترشح نفسها لمجرد أن ابنها لاعب كرة مشهور، وآخر يرشح نفسه متباهيا بأن أباه كان سياسيا شهيرا، وأنه كان يحضر لقاءاته بكبار الساسة، ولم يقدم لنا أى مرشح برنامجا انتخابيا أو خطة أو خلافه، إنما اعتمدت الغالبية العظمى على القرابة والنسب وكأننا تخلصنا من توريث فردى إلى عملية توريث جماعى للوطن.

والعجيب أن عملية التوريث لم تقتصر على الانتخابات فقط، ولكنها امتدت لجميع المجالات فعندما تشاهد بنامج تلفزيونى نفاجأ بأن المعد والمخرج، وغيرهم من ذوى القرابة، وكذلك الحال فى شتى المجالات.

أعتقد أن بناء مجتمع سليم وحياة جديدة يقتضى منا الاختيار على أساس الكفاءة والعطاء، وليس على أساس الولاء والانتماء، وأعتقد أن الانتخابات المقبلة فرصة عظيمة للصرخة فى وجه هجم التوريث الجديدة، فهل نفعلها؟

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem