الخميس، 10 نوفمبر 2011

لحظات من الهدوء والصمت

من المؤكد أن الذى يجرى على ضفاف نيل القاهرة الهادئ يستعصى على الفهم . ومن المؤكد أيضا أن هذا الازدحام فى التأويلات والاستنتاجات، والدوافع وسوء الظن، والتهور يفوق زحام أولئك البؤساء الذين تذخر بهم شوارع القاهرة القديمة وقد ضاقت بالجميع . خيارات الغاضبين من الأقباط أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون الحكومى بمنطقة ماسبيرو تقلصلت إلى خيار وحيد عقب وصول جماهير شبرا الغاضبة المنتقمة . كما تقلصت أيضا خيارات العسكر حراس المبنى بخيار وحيد ربما يكون متهورا وأحمقا . لكن ذلك لم يكن كل شىء . فالشباب الذين صعدت عجلات المصفحات الثقيلة المتهورة فوق أجسادهم، وعسكر الشرطة العسكرية الذين مزق الرصاص صدورهم أو احترقوا داخل مركباتهم لم يكونوا "متوافقين" بكل تأكيد. إن الذى جرى أمام مبنى ماسبيرو المثير للجدل نقطة الذروة فى دراما لم يكتبها المؤلف المسرحى التاريخى وليم شكسبير بخط يده. بل نتاج عقود من القمع الممنهج والاستبداد الموروث. وخطها قدر جرىء فتح صدره للمصفحات والرصاص وعبث بضعة ملثمين على شرفات الفنادق وفوق كوبرى 6 أكتوبر. لم يعد بعد الآن ثمة خيارات بديلة. خيار واحد فقط أمام المصريين الشجعان لعبور محنة ماسبيرو وغيرها من المطبات الاصطناعية، وهو الوفاق . والوفاق يتطلب بالضرورة هدوءا، وتسامحا، واستيعابا، كما يتطلب أيضا اتفاقا مبدئيا، وميثاق شرف أخلاقى واضح ومحدد المعانى، يستبعد مفردات التخوين، والأجندات الأجنبية والعمالة، والاستقواء بالخارج . ولحظات من الهدوء، والصمت للعبور إلى الانتخابات (الحقيقية، النزيهة، والمراقبة محليا ودوليا) التشريعية والرئاسية، وتسلم السلطة من العسكر على الفور . هل يمكن أن يتحقق هذا الحلم قبل فوات الأوان؟


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem