الخميس، 10 نوفمبر 2011

اللى فاهم... يلحقنا

بعد انقطاع عن الكتابة دام لفترة طويلة قررت - إن سمحت لى بأخذ هذا القرار - أن أعود للكتابة من جديد وأسمح لى أيضا أن أوضح لك السبب الجهنمى فى اتخاذ القرارين...

كنت قد اتخذت قرارا بعدم الكتابة لأنى شعرت أنى لا أفهم أى شىء فى كل الأحداث التى تدور من حولى، لذا قررت أن ألتزم الصمت حتى أستطيع الفهم، ولكنى اندهشت لمرور الأيام دون أى جديد، واكتشفت أن حالة اللافهم تسيطر على، وما زاد دهشتى حقا أن الدائرة قد اتسعت وشملت غالبية الشعب المصرى إن لم يكن الشعب بأكمله. وأخذت قرار العودة من جديد لأن حالة اللافهم ستستمر لفترة أخرى فأصبح السكوت عجزا وعلى أمل أن يكمل كلمنا الآخر ونفهم سويا.

فلا يمكن على الأقل أن تجد سياسيا محنكا يعلم إلى أين تسير مصر؟ وهل نسير بخطى ثابتة نحو الديمقراطية التى نحلم بها أم لا؟ أو حتى يستطيع أن يتنبأ بمستقبل مصر السياسى، بل إنه يطرح وجهات نظره وفقا لأمنيات وأحلام خاصة، فمنذ تنحى الرئيس السابق مبارك تجدنا ندخل فى مشاكل لا حصر لها وحينما نتمكن من الخروج منها سرعان ما ندخل غيرها، وغالبا ما يكون بكامل إرادتنا، ولكن حينما تحلل الوضع، وتحاول الحصول على نتيجة بعينها تجد الفشل حليفك بقوة، فعلى سبيل المثال لا الحصر (أحداث ماسبيرو الأخيرة) ستجد نفسك مشتت بطريقة لم تحدث لك من قبل فإن حاولت تحليل موقف الجيش ستجد نفسك تدافع عن هذا الجيش الذى اختار الشعب منذ اللحظة الأولى، وقرر الدفاع عنه ورفض استخدام العنف مع الشعب طيلة الفترة السابقة بما يجعله بعيد تماما وكليا عن الإدانة، ومن جانب آخر تجد نفسك تدينه نظرا لانتشار الفيديوهات على الـ YouTube وغيرها من مواقع التواصل الاجتماعى والتى من المؤكد أنك شاهدتها.

وعلى صعيد آخر تجد نفسك تدافع عن الأقباط نظرا لحقهم فى حرية ممارسة عقيدتهم بحرية تامة وبأمان كما أنهم لما يعتادوا ممارسة العنف مطلقا طيلة الفترة السابقة وفى الوقت ذاته تجد نفسك تدينهم وبشدة بعد رؤية بعض الفيديوهات التى تنتشر على المواقع ذاتها، ولكن فى نهاية الأمر وبعد حالة التشتت تجد نفسك فى النهاية تترحم على قتلى (ضحايا) من الطرفين لا ذنب لهم بأى شىء، ولكن دائما هناك نقطة مضيئة تجعلك تشعر أنك إنسان ولديك عقل يميزك عن الحيوانات فإذا حاولت - دون بذل أى مجهود - فهم أداء حكومتك فلن تجد شخص واحد يختلف معك مطلقا أن أداء الحكومة سلبى تماما، لدرجة تشعرك أنهم ليسوا موجدين من الأساس.

وبطريقة تشعرك أنها حكومة تسيرها الأعمال والأحداث وليست حكومة تسيير الأعمال، كما أنهم يسيرون على نهج الحكومات القديمة فلا تجد أى تأثير واضح أو ملموس لهم منذ تولى الوزارة أو قرارات حتى ولو كانت بسيطة قد اتخذت ونفذت، مما يضفى على الموضوع إحساسا بأنهم قد تولوا المهمة وحلفوا اليمين فقط كى لا تصبح الكراسى خالية من السادة الوزراء حتى يأتى الرئيس القادم بالسلامة.

كما أن الشعب نفسه غير مفهوم هو الآخر فقد تحول بقدرة قادر إلى حزمة من الرؤساء الذين يتخذون القرارات الصائبة وحزمة أخرى من الضباط الذين يطبقون العدالة، من منظورهم الشخصى قطعا، بأنفسهم دون الرجوع لأحد وحزمة ثالثة تحولت لفقهاء فى الدين والذين قرروا محاسبة البعض حسب نيته، وكأنهم يعلمون النيات والحكم على درجة تدين الأخرين وقد يصل الأمر إلى حد التكفير!

وأخيرا حزمة من البلطجية الذين تفشوا فى البلد مثل الوباء ولا يجدون من يوقفهم، الأمر الذى يدفعك فى النهاية إلى إعادة الطلب من جديد.... اللى فاهم يلحقنا.


0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites More

 
Design by - mohamed ibrahem